كلمة الشيخة فاطمة كما هي مع تقديم الشيخ نهيان في مؤتمر قمة التوازن 2017
بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم الحَمْدُ لِلّه ،
والصَّلاةُ والسَّلامُ على أَشْرَفِ المُرْسَلين ،
أَيُّها الإِخْوَةُ والأَخَوات : السَّلامُ عَليْكم وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُه ، يُشَرِّفُنِي عَظيمَ الشَّرَف ، أَنْ أَنْقُلَ إِليْكُم ، تَحِيَّاتِ راعِيَةِ هذه القِمَّةِ العالَمِيَّةِ عَنِ : المَرأةِ والسَّلامِ والأَمْن العالمي : الوالدةِ الفاضِلة ، أُمِّ الإِمارات : صاحبةِ السُّمُوِّ : الشيخةِ فاطمة بنت مبارك ، رئيسِ الاتِّحادِ النِّسائِيِّ العام ، الرئيسِ الأَعْلَى لِمُؤَسَّسَةِ التَّنْمِيَةِ الأُسرِيَّة ، رئيسِ المَجْلِسِ الأَعْلَى لِلْأُمَومةِ والطُّفولة ، وذلك يَأتي امْتِداداً طَبيعِيَّاً ، لِما تَقومُ بهِ سُمُوُّها دائماً ، من أعمالٍ وجهودٍ ومبادرات ، بِاعْتِبارِها نَموذجاً وَقُدْوَة ، لِلْقِياداتِ النِّسائِيَّةِ في مَجالِ تَعزيزِ مَكانَةِ المَرأة ، وَدَوْرِها في مَجالِ السَّلامِ والأَمْن ، على مُسْتَوَى العالَم ِكُلِّه .
وكَما تَعلَمونَ جميعاً ، فقدْ كانتْ صاحِبَةُ السُّمُوِّ أُمِّ الإمارات ، هذا العام ، على رَأْسِ الفائِزاتِ مِنَ القِياداتِ النِّسائِيَّةِ المرموقة في العالَم ، بِجائزة : " Agent of Change " ، أَيْ " رائِدة التَّغْيِيرِ الإِيجابِيِّ " في العالَم ، التي تُقَدِّمُها هَيْئَةُ الأُمَمِ المُتَّحِدَة لِلْمَرأة - إنَّنا في الإمارات ، نَعْتَزُّ غايةَ الاعْتِزاز ، بِما وَرَدَ في بَراءَةِ تَقْدِيمِ تلك الجائِزةِ إلى سُمُوِّها ، والتي أَشارتْ إلى دَوْرِها العَظيم ، في تَمْكين المرأةِ في الإمارات ، وفي المِنْطَقَةِ ، وفي العالَمِ كُلِّه – أشارت إلى دورها الأساسي ، في تَعْميقِ العَلاقَةِ بَيْنَ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ والإمارات ، وتَأْسِيسِ مَكْتَبِ الأُمَمِ المُتَّحِدَة، لِلتَّواصُلِ حَوْلَ شُؤُونِ المرأةِ في دُوَلِ الخَليج ، هُنا في أبوظبي – إلى جانِبِ إِنْجازاتِ سموها الهائِلَةِ والمُتَواصِلة ، مِنْ أَجْلِ مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ لِلإِنْسانِ في هذا العالَم ، ومِنْ أَجْلِ بِناءِ عَلاقاتِ الحِوارِ والتَّفاهُمِ والتَّعايُشْ السلميّ، بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ والشُّعوبْ. إننا نَفْتَخِرُ وَنَعْتَزْ ، بِدَوْرِ سموها الكَبير ، في تَحْفيزِ وَإِلْهامِ الأَجْيالِ الجَديدة ، وبِحِرْصِها القَوِيِّ ، على تَحْقيقِ التَّنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ النَّاجِحة ، في كُلِّ مَجالْ – وهنا ، يشرفني أن أشير كذلك، إلى أن المنظمة العالمية للأسرة، قد قدمت هذا الأسبوع ، لصاحبة السمو ، لقب : " نَصِيرة الأسرة " ، كما صاحب ذلك ، اطلاق " جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك العالمية للأسرة " ، لتنضم إلى الجوائز الأخرى المرموقة ، التي تدعمها صاحبة السمو ، أم الإمارات ، من أجل رعاية الأسرة ، والاهتمام بشؤون المرأة ، وتحقيق التنمية الحقة للأطفال ، في جميع أنحاء العالم – إنني أشير باعتزاز كبير ، إلى ما ذكرته رئيسة المنظمة العالمية للأسرة ، من أنها لم تعرف ، مثل صاحبة السمو ، أم الإمارات ، شخصيةً ونموذجاً حقيقياً ، للإنسان المسؤول والفاعل ، الذي يحرص على تماسك الأسرة ، وتقدم المرأة ، والاهتمام بالطفل ، والذي يؤكد دائماً ، أن المرأة والطفل ، هما عماد تقدم الأسرة ، وأساس قيامها ، بدورها المهم ، في المجتمع – نحن اليوم ، نعبر عن عظيم الفخر ، بأم الإمارات ، التي تمثل للعالم كله ، المثال الرائد ، لِلْمَرأةِ في كُلِّ مَكان ، بِفَضْلِ ما لَها مِنْ رُؤْيَةٍ واضِحةٍ لِلْمُسْتَقْبَلْ ، تَنْبُعُ مِنْ ثَقافَتِها الوَطَنِيَّةِ والعَرَبيَّةِ والإِسْلاميَّةِ الأَصيلة ، وَمِنْ إِحاطَتِها الذَّكِيَّةِ بِشُؤُونِ العالَم .
إِنَّني إِذْ أَتَقَدَّمُ بِاسْمِكُمْ جميعاً ، بخالص التهنئة ، وفائِقِ الشُّكْرِ ، وعَظيمِ الاحْتِرامْ ، إلى صاحِبةِ السُّمُوِّ : أُمِّ الإمارات ، الوالدةِ الفاضِلة ، الشيخة فاطمة بنت مبارك ، لما تمثله من نموذجٍ عالميٍ رائد ، في الأداء والإنجاز ، ولِرِعايَتِها الكَريمةِ ، لِهذه القِمَّةِ العالَمِيَّة ، فَإِنَّهُ يُشَرِّفُني أَنْ أُشيرَ إلى أنَّ سُمُوَّها ، قد تَفَضَّلَتْ بِتَوْجِيهِ كَلِمَةٍ كريمةٍ إِليْكُمْ ، في هذه المناسبة ، يُسْعِدُني وَيُشَرِّفُني الآن ، أَنْ أَقْرَأَها عليْكم ، بِالإنابَةِ عَنْ سُمُوِّها .
كَلِمَةُ صاحِبةِ السُّمُوِّ ، أُمِّ الإمارات ، الشيخة فاطمة بنت مبارك ( حَفِظَها الله ) رَئيسةِ الاتِّحادِ النِّسائِيِّ العام رئيسِة المَجْلِسِ الأَعْلَى لِلْأُمُومَةِ والطُّفولَة الرَّئيسِ الأَعْلَى لِمؤُسَّسَةِ التَّنْمِيَةِ الأُسْرِيَّة إلـى قِمَّةِ المَرأةِ والسَّلامِ والأَمْن العالَمِي أبوظبي - ديسمبر 2017م بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم أَصْحابَ السُّمُوِّ والمَعالي والسَّعادة ، ضُيوفَنا الكِرام ، السَّيِّداتُ والسَّادَة ، المُشارِكونَ وَالمُشارِكاتُ في أَعْمالِ هذهِ القِمَّةِ العالَمِيَّة، بَناتي وَأَخَواتي ، السَّلامُ عَليْكُم وَرَحْمةُ اللهِ وبَرَكاتُه ، يُسْعِدُني أَنْ أُحَيِّيَكُم ، وأَنْ أُرَحِّبَ بِكُم ، في هذه القِمَّةِ العالَمِيَّةِ المُهِمَّة ، حَوْلَ المَرأةِ والسَّلامِ والأَمْنِ العالَمِي ، وأُعَبِّرَ لَكُمْ عن سُروري بِصِفَةٍ خاصَّة ، لِرِعايَتِي لَها ، لِأَنَّها َأَوَّلاً : لِقاءٌ عالَميّ ، يُوَفِّرُ قَنَواتٍ فَعَّالة ، لِلْحِوارِ وتبادل الآراء والخبرات ، بِاعْتِبارِ أنَّ ذلك ، قدْ أَصبحَ الآن أمْراً ضَرورِيَّاً ، مِنْ أَجْلِ تَحْقيقِ السَّلامِ والأمن في العالَم ، ولِأَنَّها ثانياً : قِمَّةٌ فِكْرِيَّةٌ تُرَكِّزُ الاهْتِمامْ ، على قَضايا مُهِمَّة ، لَها تَأْثيرٌ واضِحْ ، في مَسِيرَةِ المُجْتَمَعاتِ البَشَرِيَّة ، وَتَمَسُّ جَوانِبَ الحَياة ، في العالَمِ كُلِّه – يَسُرُّنِي وُجُودُ نُخْبَةٍ طَيِّبَةٍ من المُشارِكين وَالمُتَحَدِّثين ، في هذه القِمَّة ، وَبَيْنَهُم قِياداتٌ نِسائِيَّةٌ عالَمِيَّةٌ مَرْموقَة، يُؤَكِّدونَ بِالقَوْلِ والعَمَل : الأَدْوارَ القِيادِيَّةَ المُهِمَّةَ لِلمَرأة ، في كافَّةِ قِطاعاتِ الحَياة ، وفي مُخْتلِفِ بِقاعِ العالَم – أُرَحِّبُ اليَوْم ، بِصِفَةٍ خاصَّة، بِمُمَثِّلِي هَيْئَةِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ لِلْمرأة ، كَما أُرَحِّبُ بِمُشارَكَتِهمْ في تَنْظيمِ هذه القِمَّة ، مَعَ الاتِّحادِ النِّسائِيِّ العام – إِنَّ تَأْسيسَ هذه الهَيْئَةِ الدّولية الرَّائِدَة ، كانت خُطْوَةً مُهِمَّةً لِلغايَة ، في سَبيلِ تَسليطِ الضَّوْء ، على قَضايا المَرأَة ، في العالَم، والعملِ على تَوْفيرِ كافةِ الفُرَصِ أَمامَها ، لِلقِيامْ ، بِدَوْرِها الطَّبيعِيّ ، في تَحقيقِ السلامِ والأَمْن ، في كافة الدول والمناطق .
إنَّ ما تَسْعَوْنَ إِلَيْه ، أَيُّها الإِخوةُ والأَخَوات ، في مُناقشاتِكُم ومُداوَلاتِكُم ، مِنْ أَجْلِ تحقيقِ التوازُنِ بَيْنَ الجِنْسَيْن ، في مَجالِ الأَمْنِ والسلامِ في العالَم ، هو أَمْرٌ قَريبٌ لِلغايَة ، إلى فِكْري وَوُجْداني ، ويُعتَبَرْ تَجسيداً جيداً ، لِقَناعَتي الكامِلَة ، بِحقيقةٍ واضِحة ، آمُل أنْ نَتَّفِقَ عَلَيْها جَميعاً ، وهي أنَّ الرجالَ والنِّساءْ ، عَلَى السَّوَاء ، لَهُمْ أَدْوارٌ مُهمة، في كافةْ مَجالاتِ النشاطِ الإنسانِيّ ، وأنَّ واجِبَنا جَميعاً ، أنْ نَعمَلَ مَعاً ، مِن أَجْلِ تَحقيق : الاستفادةِ الكامِلَة ، مِنَ الجَميع ، لِما فيهِ مَصلَحةُ كُلِّ رجل ، وكل امرأة ، بل ومَصلَحةُ المُجتَمَعاتِ البَشَرِيَّةِ ذاتِها ، وبَقاؤُها حَيَّةً مُتَجَدِّدَة .
إنَّ موضوعَ هذه القِمَّة ، يَتَعلَّقْ بهدفٍ إنسانيٍ نبيل ، هو تعظيمُ الاهتمامِ العالَمِيّ ، بِكَرامَةِ المَرأَة ، اِنْطِلاقاً ، مِمَّا نَشْهَدُهْ ، حَوْلَ العالَم ، مِنْ مُعاناةِ النِّساءِ بالذات ، في مَناطِقِ الحُرُوبِ والأَزَمات ، بل وَمِنْ إدراكٍ مُتَنامٍ ، بِأَنّ لِلمرأةِ دَوْراً محورياً ، في مَنْعِ الصِّراعات ، وفي تَحقيقِ النَّجاح ، لِجُهودِ تَسْوِيَةِ النِّزاعات ، بِما يَعُودُ على البُلْدانِ المُخْتَلِفَة ، والعالَمِ كُلِّهْ ، بِالسلامِ والأَمْن – المَرأة ، أيُّها الإخوةِ والأَخَوات ، بِما تَحظَى بِهْ ، مِنْ قُدْراتٍ مُتَنَوِّعَة ، وطاقاتٍ خَلّاقَة ، هي مِحْوَرٌ أَساسِيّ ، لِلْحِفاظِ على سَلامةِ المُجتَمَع – واجِبُنا ومَسؤُولِيَّتُنا في هذهِ القِمَّة ، أنْ نتدارسُ حول كيفيةِ اطلاق هذه القُدْراتِ والطّاقات ، وتوظيفها بشكلٍ كامل ، لِما فِيهِ مَصْلَحَةُ الجَميع . إِنَّ ما يَدْعو لِلاعتزازِ حَقاً ، أنْ نُشاهِدَ الآن ، في جميعِ مَناطِقِ العالَم ، اِهتماماً مُتَزايِداً ، بِدَوْرِ المرأة ، في تَحقيقِ السلامِ والأَمْن ، وأيضاً ، في تَزايُدِ أعدادِ النِّساء ، العاملات في هذا المَجال . إننا في دولةِ الإمارات العربيةِ المتحدة ، نَحظَى بِحَمدِ الله ، بِتَآلُفٍ قَوِيّ ، وتَلاحُمٍ كَبير ، بَيْنَ القِيادةِ والشَّعْب ، حَوْلَ قِيَمِ ومَبادئْ ، تَمكينِ المرأة ، وتحقيقِ مُشاركتها الحقيقية ، في كافةْ مَناحي الحَياة – القِيادةُ والشَّعْبُ في الإمارات ، حَريصانِ كُلَّ الحِرْص ، على تَأكيدِ مَكانَةِ المرأة ، بِاعتبارِها : وسيلة التنميةِ الناجحة ، في كافةْ رُبوعِ الوَطَن – إنَّ قادةَ الإمارات ، مُمَثَّلِينْ : في صاحبِ السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيسِ الدولة – حَفِظَهُ اللهُ ورَعاهْ – وأخيه صاحبِ السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيسِ الدولة ، رئيس مجلسِ الوُزَراء ، حاكمْ دبي، وأخيه صاحبِ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وَلِيِّ عَهْدِ أبوظبي ، نائب القائدِ الأَعلَى لِلقواتِ المُسلَّحَة – أَقُولْ : إِنَّهُ بِفَضْلِ ما يَتَّسِمُ بِهْ : قادَتُنا الكِرامْ والأَوْفِياء ، مِنْ حِكْمة ، وبُعْدِ نَظَر ، بَلْ وَحِرْصٍ أَكيد ، على تنميةِ المجتمعِ والإنسان ، أَصبَحَ لَدَيْنا بِحَمْدِ الله ، إِسهامٌ كامِلٌ وفاعِل ، لِلْمَرأة ، على كافةِ الأَصْعِدَةِ والمُسْتَوَياتِ في المُجتمَع : إسهامٌ ، يُؤَدِّي إلى تَحقيقِ الرَّخاءِ والنَّماءِ والاسْتِقرار ، ويؤكد في الوَقْتِ نَفْسِهْ : على التزام الإمارات ، بالانفتاحِ على العالَم ، وتعميقِ التعاوُن ، والعَمَلِ المُشْترَك ، مَعَ كافةِ الأُمَمِ والشُّعوب – المرأةُ في الإماراتِ الآن ، تَتَمَتَّعْ ، بِالمُساواةِ القانُونِيَّة والمُجْتَمَعِيَّةِ الكامِلة . كذلك ، فَإنَّ الدولة ، تَحظَى الآن ، بِجُهودِ وإنجازاتْ ، مجلسِ الإمارات لِلتَّوازُنْ بَيْنَ الجِنْسَيْن ، في مَجال ، تَحقيقْ تَكافُؤِ الفُرَص ، أمامَ الرِّجالِ والنِّساء ، على حَدٍ سَواء .
وقد أَصدَرَ هذا المجلسُ مُؤَخَّراً ، لِلشركات ، والمؤسسات ، والأَفراد ، قَواعِدَ واضِحَة ، لِتَحقيقِ التوازُن ، بَيْنَ المرأةِ والرَّجُل ، في كافةِ المَجالات ، كما أنه يتابع بدقة ، كل ما يتحقق على أرض الواقع ، من إنجازاتٍ مهمة ، ويقدم الجوائز والحوافز ، التي تجسد التزام الإمارات ، بالأهداف النبيلة ، المقررة في هذا الشأن – إنَّ وُجودَكم مَعَنا ، في هذه القِمَّةِ العالَمِيَّة ، ورِعايَتي لَها ، هو كذلك ، تَأكيدٌ واضِح ، على أَنَّنا في الإمارات ، مُلْتَزِمُونَ بِشَكْلٍ كامِل ، بِتَمكينِ المرأة ، للعَطاء ، والمُشارَكَة ، والنُّبُوغ ، في كافةِ المَجالات .
أَيُّها الحفلُ الكَريم : أَوَدُّ أنْ أَنتَهِزَ مُناسَبَةْ : هذه القِمَّةِ العالَمِيَّة ، كَيْ أُشِيرَ لَكُمْ ، وبِاختِصارٍ شَديد ، إلى بعضِ الأفكارِ والمُلاحَظات ، التي تَدُورُ بِذِهْنِي : حَوْلَ دَوْرِ المرأة ، في تَحقيقِ السلامْ والأَمْن ، حَوْلَ العالَم : أولاً : أنّ نَجاحَكم في هذه القِمَّة ، سوف يَتَحَقَّق ، حين تَنْجَحون ، في تَوْضيحِ الأَهميةِ القُصْوَى ، لِتَحقيقِ المُساواةِ الكامِلَة ، والمُشارَكَةِ الفَعّالَة ، في كافة المجالات ، أمامَ المرأة ، كي يستفيد المجتمع ، من كُلِّ ما وَهَبَهُ اللهُ لَها ، مِن طاقاتٍ وإمكانات ، وحتى تَكونَ المرأة وبِالفِعْل ، أداةً لِلتَّغْيِيرِ الإيجابِيّ ، في المُجتمعِ والعالَم – عُنْوانُ هذهِ القِمَّة ، الذي يَرْبِطْ ، بَيْنَ المرأةِ والسلامِ والأَمن ، يشير إلى منظومةٍ مهمة ، في النشاط الإنساني ، يَتَعَيَّنُ عَلَيْنا جَميعاً ، أنْ نَتَفَهَّمَ أَبعادَهُا وآثارها المُهِمَّة – إنني أَتطَلَّعْ : إلى تَوْصِياتِكُم ، حَوْلَ سُبُلِ تَمكينِ المرأة ، بِشَكْلٍ حَقيقيّ ، كَيْ تُؤَدّي دَوْرَها المَأْمُول ، في نَشْرِ السلامِ والأَمنِ والأَمان ، في كُلِّ دولة ، وفي العالَمِ كُلِّهْ . ثانياً : لابُدَّ في هذا المَسْعَى، أنْ نَلْتَفِتْ ، إلى حقيقةٍ صادِمة ، وهي أنَّ المرأة، تُعاني بِشَكْلٍ كَبير ، وفي مَناطِقِ الصِّراعِ بِالذّات ، مِنَ العنفِ ، والمعاملة السيئة – تواجهُ المرأة في كثيرٍ من الأحيان ، تحدياتٍ لا إِنسانية ، وتُعاني من ضَعْفِ فُرَصِ التعليم ، وانخفاض مستويات الرِّعايةِ الصِّحِّيَّة ، كَما أنّ أُمُورَهُا ، لا تَحظَى في كثيرٍ مِنَ الأَحوال ، بِالاهتمامِ المَطلُوب ، في مرحلةِ ما بَعْدَ تَصْفِيَةِ النِّزاعات .
إنّ اضطهادَ المرأة ، ولِلأَسَفِ الشديد ، قد أصبحَ ظاهرةً عالَميةً سَيِّئَة ، نَراهُ سِلاحاً يُستخدمُ في الحُروب ، في كثيرٍ مِنَ الأَحوال – عَلَيْكُمْ في هذه القمة ، واجِبٌ ومَسؤولية ، في تَقدّيمِ الخُطَطِ والمُقْتَرَحات ، التي تُجَسِّدْ : الرَّغْبةَ والقُدْرة ، لدينا جميعاً ، في تحقيق المعاملة الكريمة للمرأة ، وفي تأكيد دورها ، في أنْ تَكونَ وَسيطاً ناجحاً ، مثل الرجل تماماً ، لِحِفظِ السلامْ ، والأَمْنِ في المجتمع .
ثالثاً : عَلَيْكُم في ذلك أيضاً ، التأكيدْ ، على أنَّ المُجتمعَ الناجِح ، في هذا العَصْر ، هو الذي يُحقِّقْ : الإفادةَ الكامِلَةَ مِنَ المرأة : يُوَفِّرُ أَمامَها ، فُرَصَ الاشتِراك ، في اتِّخاذِ القَرارِ المُجتَمَعِيّ ، وعلى كل المستويات – المجتمع الناجح في هذا العصر ، هو الذي يوفر فُرَصَ التعليم ، والرعايةَ الصِّحِّيَّة ، والمَكانَةَ الاجتماعية ، والمشاركة الاقتصاديةَ ، لِلمرأة – كُلُّ ذلك ، هُوَ الطريقُ السليم ، إلى تَحقيقِ إسهامِها التامّ ، في مَسيرةِ المجتمع ، وتَأكيدِ دَوْرِها الأساسي ، في حِفْظِ السلام ، والأَمْنِ في العالم . رابعاً : لِتَحقيق كُلِّ ذلك ، فإنني أَدْعوكُمُ الْيَوْم ، لِبَحْثِ السُّبُلْ : الكَفيلَةِ بِتَوافُرْ ، عَدَدٍ مِنَ العوامِلِ المُهِمَّة ، وذلك في كُلِّ دولةٍ ، مِنْ دُوَلِ العالَم : - العامِلُ الأول ، هُوَ تَوافُرُ المَعلوماتِ الدَّقيقَة ، عَنْ أَحوالِ المرأة ، وبِالذّاتْ ، في مَناطِقِ الصِّراع ، واتِّخاذِ ذلك : أساساً لِخُطَطِ عَمَل : سريعةٍ وفَعّالة ، لِمُواجَهَةْ ، كافةِ الحالاتِ والتَّصَرُّفات : غَيْرِ الإنسانية ، أو تلك التي تحول دون تقدم المرأة ، وتوفير الفرص المتكافئة أمامها . - العامِلُ الثاني ، هو تَحديدُ الأُطُرِ المُؤَسَّسِيَّة ، سواءً الوطنيةُ أو العالَمية ، وما يَرتَبِط بِها ، أو يَنْشَأُ عَنْها ، مِنْ مُستَوَياتٍ ومَعايِير ، حَوْلِ دَوْرِ المرأة ، في تَحقيقِ السلامِ والأَمْن ، والعملِ على تَحقيق هذه المستوياتِ والمَعايِير ، على أَرْضِ الواقع – اشتراكُ المرأةِ في مَنْعِ النِّزاعات ، وفي فِرَق المُفاوَضات ، وفي إدارةِ الأَوْطان ، والاستماعِ إلى وِجْهاتِ نَظَرِها ، في كافةْ هذه الأُمور ، مثل الرجل تماماً ، قد أَصبَح الآن : أمراً مُهِماً وأساسياً ، وإلى أَبعدِ غايَة . - العاملُ الثالث ، هو أهمية التعاوُنُ الوَثيق ، والعمل المشترك ، مع جمعياتِ ومُنَظَّماتِ المَرأة ، في الوطنِ والعالَم ، وتأكيدُ دَوْرِ مؤسساتِ المجتمعِ المَدَني ، في تَمكينِ المرأة ، وحِمايَتِها ، وزيادة إسهاماتها ، في مَناطِقِ الصِّراعِ بِالذَّات . - العاملُ الرابع ، لابُدّ أنْ نُؤكِّدَ بِاستمرار ، على الالتزامَ المُجتمعِيَّ والعالَمِيّ ، بتحقيق المساواة الكاملة ، بين الرجل والمرأة . إنّ هذه القمةَ العالمية ، دونَ شَكّ ، مِثالٌ ، على التزامِنا جَميعاً ، بِدَوْرٍ أَكبَرَ لِلْمَرْأة ، وبِتَوْفيرِ الفُرْصةِ أمامَها ، لِلْعَمَلْ ، مِنْ أَجْلِ السلامِ والأَمن ، دُونَ تَفْرِقَةٍ أو تَهْدِيد . - العامِلُ الخامِس ، لابُدَّ لَنا كذلك ، أنْ نَحتَفِيَ بِإنجازاتِ المرأة ، في مَجالِ السلامِ والأَمْن ، وبما يترتب على ذلك ، من آثارٍ إيجابية ، واضحةٍ وملموسة - علينا أنْ نُوَفِّرَ الشروط اللازمة ، للاحتفاءِ بإنجازاتِ القِيادات النِّسائية الناجِحة ، على مُستوَى العالَم ، وكي تكون هذه القيادات ، نماذجْ رائدة ، نَعتَزُّ بِها ، ويَحْتَذِي بِها النساء جميعاً ، في كافة الدول والأقطار.
أيها الحفلُ الكريم : في خِتامِ كَلِمَتي ، أُؤكِّدُ لَكُمْ مِن جَديد ، على أهميةِ المبدأِ العالَمِيِّ النَّبِيل ، الذي يَتَمَثَّلْ ، في تَحقيقِ السلامِ والأَمنِ لِلجميع : لِلرَّجلِ والمَرأة ، لِلطِّفْلِ وكَبيرِ السِّنّ – أوكد لكم أن تحقيق هذا المبدأ النبيل ، يتطلب مشاركة وإسهام الجميع - أُؤَكِّدُ كذلك، على أهميةْ إزالةْ كُلِّ مَظاهِرِ الاضْطِهاد ، أو التَّحَرُّش، أو العُنْف ، أو التَّعْذيب ، لِجميعِ فِئاتِ السُّكّان ، وتَرْكيزُنا اليَوْم ، على المرأةِ بِالذّات – أُؤكِّدُ لَكُمْ أيضاً ، على إيماني القوي ، بِالمرأة ، وبِقُدْراتِها ، على الإسهامْ ، في تَقَدُّمِ المُجتمع ، وتَحقيقِ السلامِ والأمن ، في رُبُوعِ العالم . أَشكرُكُم مَرَّةً أُخْرَى ، وأُقَدِّرُ لَكُمْ ، جُهودَكُم ، في دراسةْ ، ومناقشةْ : هذه القضايا المُهِمَّة ، لِخِدْمَةِ جَميعِ بَنِي البَشَرْ ، في كُلِّ مَكان . وَفَّقَكُمُ الله ، والسلامُ عليْكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات