قيادات نسائية فلسطينية تؤكد أهمية مؤتمر المرأة الذي يعقد في أبوظبي
القدس المحتلة في 3 نوفمبر/ وام /
أكدت قيادات نسوية فلسطينية أن الظروف الإستثنائية السياسية التي عصفت بالأراضي الفلسطينية خلال العامين الأخيرين حالت دون تحقيق أية إنجازات للمرأة الفلسطينية ..
مشددة على أهمية مؤتمر قمة المرأة الذي يعقد في أبوظبي والذي يبحث مفهوم وقضايا أمن الإنسان من منظور عربي ودولي .
وقالت فريال عبدالرحمن عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية..إن الجمعيات تعمل منفردة ومجتمعة للدفاع عن حقوق المرأة في المجالات العملية والمهنية والصحية والتعليمية والتشريعية لتمكينها من المساهمة بفاعلية في رسم السياسات وصنع القرار بالإضافة الى تنسيق نشاطاتها المتصلة بالقضايا الوطنية والمناسبات الأممية .
وأضافت أن حركة فاعلية ونشاطات المرأة خف وميضها مع التقلبات السياسية التي عصفت بالأراضي الفلسطينية والتي تجسدت بالإنقلاب العسكري في غزة وما كان له من تداعيات خطيرة ليس على واقع المرأة الفلسطينية فقط وإنما على مجمل القضايا الوطنية .
وأشارت إلى بعض المظاهر السلبية التي شابت أجسام المنظمات والجمعيات النسوية .. وقالت إنها تعاني من الاهتراء والترهل بسبب عدم رفدها بالدماء الشابة والتجديد في بنيتها وهيكليتها الأمر الذي أثر على ضعف مقدرتها على الإبداع وإبتداع أساليب عمل خديثة تستجيب لمتطلبات وتحديات المرحلة فضلا عن ضعف مقدرتها المالية ما أثر على منسوب عطاء المرأة وتمكينها بالتصدي لكافة قضاياها وهمومها .
وعلى المستوى الاقليمي والعربي والدولي فإن المرأة الفلسطينية ممثلة بأطرها ومؤسساتها المختلفة تشارك بقوة وفاعلية في جميع المنتديات والنشاطات العربية والدولية ذات العلاقة بقضايا المرأة وتحتل مكانة مرموقة في هيئاتها القيادية ويكون لها حضور لافت ومميز في تلك الفعاليات الى جانب تبادل الزيارات مع 600 منظمة نسوية عالمية تمثل أكثر من 100 دولة.
وفيما يتعلق بمؤتمر قمة المرأة العربية اعتبرت أنه نموذج مصغر عن جامعة الدول العربية..عضواته هن السيدات الأوائل في الدول العربية وهي منظمة واعدة تساهم فيها الدول بقدر مساهمتها في جامعة الدول العربية ..
تهدف الى بلورة إستراتيجية للنهوض بالمرأة العربية وتتابع بإهتمام خطة عملها للعديد من المشاريع التي تعتبر تفعيلا لمجموعة من توصيات منتدياتها الثمانية.
وأكدت أن نجاح المنظمة في تفعيل كل التوصيات لكل المنتديات يحتاج إلى ترجمتها جميعها إلى برامج ومشاريع مبتكرة..كما أن تحقيق الإفادة الكاملة من البرامج والمشاريع التي تعبر عن هذه التوصيات على المستوى العربي .. يستدعى التنسيق بين الدول العربية من أجل عمل عربي مشترك ومتكامل من خلال تيسير نقل التجارب وتبادل الخبرات الناجحة .
وشددت على الحاجة الماسة لأن تتعرف المرأة على ما قامت به كل دولة عربية على حدة من أجل انجاز توصيات كل منتدى من هذه المنتديات وأن تطلع على البرامج والمشاريع التي تبنتها كل دولة في هذا الشأن وقدر النجاح الذي حققته كل منها في انجاز كل توصية والعوامل التي أدت إلي تحقيق هذا النجاح وما إذا كانت هناك توصيات معينة لم يتم تفعيلها وأسباب ذلك وماهية المشاريع التي فشلت في إنجاز التوصيات وأسباب الفشل .
وحول أثر مؤتمرات قمم المرأة العربية السابقة على المرأة الفلسطينية .. ذكرت فريال عبدالرحمن أنه كان هناك اهتمام كبير بتوحيد القوانين والشريعات وتحديثها بما يكفل حقوق المرأة بالتساوي مع الرجل والغاء مظاهر التمييز الى جانب إنشاء العديد من مراكز التدريب والمعاهد لتمكين المرأة وتأهيلها وصقل تجاربها فضلا عن إفتتاح مركز للكشف عن سرطان الثدي في غزة .
وعن توقعاتها لمؤتمر قمة المرأة المقبل الذي يعقد في أبوظبي تحت عنوان / المرأة في مفهوم وقضايا أمن الانسان .. المنظور العربي والدولي / تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك .. قالت إن وفد المرأة الفلسطينية المشارك تترأسه عقيلة الرئيس أبومازن وسيكون نقلة نوعية في الانفتاح على المنظمات النسائية العربية والدولية خاصة أنه يشهد حضور شخصيات نسوية لبحث مفهوم وقضايا أمن الإنسان من منظور عربي ودولي .
من جانبها قالت مديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي مها أبودية .. إن المنظمات والجمعيات النسوية الفلسطينية على اختلاف أطيافها ركزت اهتمامها على قضاياها الخاصة المحلية وتراجعت إقليميا ودوليا في ظل ضعف التركيز العربي على الخصوصية الفلسطينية وذلك بسبب ضعف السلطة الفلسطينية وتداعيات الانقسام الداخلي على مجمل الحضور الفلسطيني قضية وشعبا في المحافل العربية والدولية .
وأضافت أنه من الصعب الحديث عن إنجازات نوعية للأطر والمؤسسات النسوية الفلسطينية في المرحلة الراهنة..وقالت إن المحافظة على ما تم إنجازه سابقا والقائم حاليا هو المطلوب وهو أضعف الإيمان .. ولفتت إلى محاولات لتحسين الأوضاع القانونية والتشريعية بما يلبي طموحات المرأة الا أن هذه المحاولات فشلت نتيجة غياب المجلس التشريعي وتجميد الحياة السياسية في المجتمع .
أما مديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن فوصفت المؤتمر بالمتميز جدا جدا للمرأة الفلسطينية ومؤسساتها خاصة في ظل الوضع الصعب الذي تناضل فيه والذي يشهد حالة من المزايدات في قمع الحريات التي تكون فيه المرأة ضحيته الاولى خاصة وأنها ليست منفصلة عن السياق الإجتماعي والاقتصادي .
وترى أن مؤتمر قمة المرأة العربية أحد المكونات التي يجب أن تقف أمامه المرأة الفلسطينية لتطرح عليه همومها وتطلعاتها سيما بعد الوهن والضعف الذي أصاب السلطة الفلسطينية التي بالكاد قادرة على الاستجابة لاحتياجات المجتمع .
قالت وفاء إن قوة عمل المؤسسات النسوية مرتبطة بقوة وفاعلية المؤسسة العامة..ولكن اختلط المشهد السياسي الفلسطيني بعد الانقلاب العسكري في غزة ما أدى الى تعطيل الجهد المؤسسي النسوي وافتقدت للمرجعية والذي تزامن مع القمع الكبير لكل مظاهر المجتمع المدني في قطاع غزة وأيضا التحول لدولة بوليسية في الضفة الغربية ما أثر بقوة على كل مكونات العمل المجتمعي والمدني وفي مقدمته النسوي.
وأكدت أن المرأة حاولت المساهمة في رأب الصدع الداخلي من خلال إطلاق مبادرتها للحوار الوطني وإعادة اللحمة الوطنية الوحدوية الفلسطينية..لكن أحدا لم يعطها اعتبارا وبالرغم مما يقال بأن المرأة شريك وجزء أساسي في العمل والبناء إلا أن الواقع يؤكد على أنها ما زالت مهمشة ولم تأخذ حصتها ومكانتها في العمل والبناء وصنع القرار ورسم السياسات لا على المستوى الحكومي ولا على الصعيد الحزبي الفصائلي ولا حتى في مؤسسات المجتم المدني غير النسائية، وهذا نتاج غياب الارادة السياسية الحقيقية في تمكين المرأة المستندة الى السلطة الذكورية .
وشددت عبد الرحمن على أهمية مؤتمر قمة المرأة العربية للتأثير في السياسات العليا للدول سيما وأن عضواته من السيدات الأوائل فيها وهو ما اعتبرته بالداعم لحقوق ومتطلبات واحتياجات المرأة العربية من قمة الهرم الى أسفل القاعدة وهو أحد أدوات التأثير والضغط والمناصرة بغض النظر عن رضانا أو عدمه.
وقالت من الايجابي جدا أن ترى السيدات الأوائل يخرجن من دائرة العمل الخيري إلى محيط هموم المرأة العربية واحتياجاتها ليطلعن عن قرب وكثب على واقعها ومدى ما تتعرض له من ظلم وعنف .
بدورها أكدت عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد العام لنقابات العمال آمنة الريماوي .. إن المؤسسات النسوية الفلسطينية تقدم كل في مجالها خدماتها المتنوعة للمرأة الفلسطينية لكن نتائجها قد تكون ليست مباشرة وفورية وإنما بحاجة الى التراكم من مثل تعزيز المساواة بين المرأة والرجل في فرص العمل المتاحة والأجور والحقوق التي نصت عليها التشريعات والقوانين الفلسطينية .
وتعتبر الريماوي أن المؤسسات النسوية حققت إنجازات كثيرة في مجال التشريع والقانون بخاصة في قانون العمل الفلسطيني الذي حظر التمييز وأنصفها في الترقيات والأجور والحماية وإجازات الحمل والرضاعة مدفوعة الأجر..ولكن قد تكون الظروف الاستثنائية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني ككل تحول دون تطبيقها وتعيق تغيير المفاهيم النمطية والتقليدية السائدة خاصة تلك التي تعنى بتمكين المرأة.
وأوضحت الريماوي أن المؤسسات النسوية الفلسطينية حققت نتائج متدنية جدا بدليل أن نسبة المرأة في القوى العاملة ما زالت الأدنى على المستوى العالمي حيث تشكل /14 / في المائة فقط من مجمل القوى العاملة وما زالت أيضا تشكل خمسة في المائة في الوظيفة العمومية وتقل أكثر كلما عرجنا على الهيئات القيادية وما تزال نسبتها في الاحزاب متدنية وحتى في المنظمات الاهلية..والتي تشير الاحصائيات الى أن أكثر من /50 / في المائة من هذه المنظمات تعنى بقضايا وشؤون المرأة.
وتتطلع الريماوي إلى قمة المرأة العربية ومقدرتها على إلغاء كافة أشكال التمييز بحق المرأة كونها تشكل أكثر من نصف المجتمعات العربية وتربي نصفها الآخر والمساهمة في تعزيز مشاركتها في صنع القرار .. وأن يشكل نقلة نوعية باتجاه ضمان الحماية الاجتماعية للمرأة العربية من العنف والاعتداءات بمختلف أنواعها النفسية والجسدية .. بالاضافة الى ضرورة أن يخرج المؤتمر بشيء جدي حول تعزيز دور المرأة في العمل والبناء والتنمية ومراقبة أشكال التمييز وتطوير القوانين الاجتماعية وتحديثها بما يضمن حماية حقوق المرأة والطفل .
أما مديرة جمعية المرأة للعمل الاجتماعي ربيحة ذياب..فأكدت أن المرأة الفلسطينية بمؤسساتها شريكة في كافة المنظمات العربية والدولية وتشغل مواقع متقدمة في هيئاتها القيادية ولها الدور الأبرز في مجالات حل الصراعات والنزاعات المسلحة والصحة والتعليم والتربية وقصة المرأة اللاجئة.
وقالت إن المرأة الفلسطينية ومؤسساتها جزء لا يتجزأ من الشعب ومؤسساته وهي أكثر الفئات والمؤسسات نشاطا وفاعلية في كافة القضايا الوطنية والمجتمعية وأكثرها متابعة لقضايا المرأة وتدريبها وتمكينها لتكون قادرة على التفاعل مع كافة الظروف .. مؤكدة أن ما يعزز هذا التوجه قدرتها التنسيقية ورؤيتها الاستراتيجية الموحدة من خلال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وأداته التنفيذية طاقم شؤون المرأة وبالتالي فإن المؤسسات النسوية الفلسطينية على تماس مباشرمع كافة قضايا المرأة ومحاولة تمكينها على كافة المستويات والمشاريع التي تصب في صالح المرأة .
وشددت على ضرورة أن تكون المرأة العربية عنصرا فاعلا في الحوار العالمي والأممي الدائر حول مفهوم أمن الانسان والمرأة ومناقشة وظيفة الدولة ودورها في حماية المرأة وأمنها الاقتصادي والصحي والاجتماعي خاصة في ظل الحروب والصراعات المسلحة التي تؤدي الى انعدام الأمان وتتسبب في اتساع ظواهر الفقر والبطالة وبالتالي ينعدم معها التعليم والصحة .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات