الشارقه في 10 أكتوبر / وام / عقد المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة اليوم أولى جلساته لطرح مناقشات حول محور الدور الثقافي للأسرة في زمن المعلومات بحضور 26 منسقا من 18 جهة حكومية وغير حكومية لمناقشة القضايا والتحديات والمشكلات الأسرية ذات العلاقة بمحاور استراتيجية الأسرة في إمارة الشارقة.
ويسعى المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة برئاسة حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس إلى إعداد وتنفيذ استراتيجية الأسرة في إمارة الشارقة كجزء من مهماته ومسؤولياته الرئيسية في السياسات الأسرية والمتعلقة بتمكين الأسرة في إمارة الشارقة وتعزيز دورها كوحدة أساسية في المجتمع للقيام بوظائفها ومواجهة المتطلبات المتزايدة نتيجة عوامل التنمية والتحديث والعولمة بمظاهرها المختلفة.
ويأتي إعداد هذه الاستراتيجية وفق اتفاقية موقعة بين المجلس الاعلى لشؤون الاسرة وجامعة الشارقة وممثل من وزارة العدل.
واستعرض الدكتور حسين العثمان مستشار مشروع الإستراتيجية مقتطفات أسرية مبتدئا بالسياسة الإجتماعية والتي تشمل التشريعات والخدمات المقدمة والتدريب والدراسات .. مشيرا إلى أنها المسؤولية التي تبناها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تجاه أفراد المجتمع من خلال هذه الاستراتيجية بحيث تكون له خطة عمل ومحددة بزمن معين وتواكب العولمة وتعمل في الواقع الحالي بعيداعن الخيال .
وأشار العثمان إلى أن التماسك الاجتماعي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق أفراد الأسرة من حيث الالتزام والمشاركة والتواصل وقضاء الوقت سويا والمعاناة والتعاطف والوفاء الروحي .. مؤكدا أنه يجب وضع الوازع الديني نصب العين فمنه يأتي التماسك والاستقرار .
وقال الدكتور أسامة إسماعيل عبد الباري أحد خبراء الاستراتيجية أن الفترة المعاصرة شهدت العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تركت آثارها على بنية المجتمعات الإنسانية المتقدمة منها والنامية .
وأضاف أن مجتمعات الخليج العربي - بصفة عامة ومجتمع الإمارات بصفة خاصة - ارتبطت بهذه التحولات نتيجة الطفرة الاقتصادية بفعل الثروة النفطية التي أسهمت في عملية التغير الاجتماعي والثقافي في بناء المجتمع ونظمه.
وأشار إلى أن مجتمع الإمارات تأثر بالعديد من السمات العامة منها سرعة التغير والتعددية الثقافية والطبيعة الانفتاحية والرفاهية العائلية العالية وأخيرا كثافة استخدام التكنولوجيا .
وقال أنه من خلال ذلك ظهر مجتمع المعرفة والذي يضم ثورة المعلومات و البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والتنشئة الإجتماعية .. موضحا أن دور الأسرة الثقافي محكوم بإعادة صياغة القيم الأصلية في شكل حداثي والانفتاح على الثقافات الأخرى مع الحفاظ على الطابع الثقافي المميز للمجتمع الإماراتي وتحديد آليات وضوابط رقابية حداثية على سلوكيات الأبناء وتوظيف التكنولوجيا بما يتلاءم مع تعزيز قيم الانتماء والمواطنة .
واستعرض عبدالباري نتائج الدراسات البحثية والتي تشير إلى عدة نقاط جوهرية منها بروز ظواهر اجتماعية مستحدثه في الواقع الإماراتي بفعل ثورة المعلمومات وتفاعل الثقافة الإماراتية مع الثقافات الوافدة في إطار الحوار الثقافي العالمي وهيمنة التكنولوجيا الاتصالية الحديثة على واقع الأسرة والتقليد الأعمى من فئة المراهين والشباب للثقافات المغايرة ووجود آثار ايجابية إلى جانب السلبيات .
وفي ختام اللقاء تم عرض أهداف المحور الثقافي الفرعية منها تحديد الآليات الخاصة بدعم قيم المواطنة والتعددية الثقافية وإثراء الواقع الثقافي وتوعية الأسرة لمهارات التعامل مع ثورة المعلومات و التعرف على تأثير ثورة المعلومات على قيم المجتمع الإماراتي وقدرة الأسرة على التعامل مع العولمة الثقافية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات