الشيخة فاطمة تؤكد على المكانة التي حققتها إبنة الإمارات بدعم من القيادة
أبوظبي في 26 مارس/ وام /
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية .. أن شمس النهضة النسائية في دولة الإمارات أشرقت مع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في العام 1966 .. بإعلانه " أن المرأة هي نصف المجتمع وأن أي مجتمع لن يتمكن من تحقيق أحلامه المشروعة وتطلعاته نحو التقدم والتنمية إذا كان نصفه معطلا لا يساهم بدور في عملية البناء " ... مضيفة أن دور المرأة ومكانتها في المجتمع تعزز مع تواصل الدعم الكبير والمساندة الدائمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ..
الذي أصدر العديد من القرارات والتشريعات المؤيدة لحقوق المرأة وفي مقدمتها مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف مواقع صنع القرار .
وأوضحت سموها أن المرأة الإماراتية تفوقت بمناصرة زايد ودعمه الكامل والشامل على الكثير من نساء العالم بما حققته من منجزات ومكاسب .. ونهضت بمسئولياتها كاملة إلى جانب الرجل من خلال إسهامها النشط في عملية التنمية ومشاركتها في مختلف مراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات.
وقالت سمو الشيخة فاطمة في حوار أجرته معها مجلة / زهرة الخليج / ..
إن المرأة حققت مكاسب كبيرة بمساواتها مع الرجل في مختلف مناحي الحياة..من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على أجر متساو مع الرجل في العمل..إضافة إلى انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها .
وأشارت سموها إلى أن إبنة الإمارات أثبتت جدارتها وقدرتها على العمل والعطاء في جميع المواقع التي تشغلها مما يفسح المجال أمامها لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات على كافة الصعد محليا وعربيا وعالميا.
وأكدت " حرص سموها على تعزيز مكانة المرأة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي باعتبار أننا جزء لا يتجزأ من العالم نتأثر ونؤثر بما يحدث فيه من تطورات ونتفاعل مع ما يجري فيه من متغيرات ومفاهيم نسهم فيها بما نملكه من تراث وثقافة وحضارة .. ونعمل في ساحاته على إبراز الصورة الحقيقية للمرأة العربية ".
وفيما يلي نص الحديث ..
س : يتزامن تشريف سموكم /زهرة الخليج/ بهذا الحوار مع احتفالها بعيد ميلادها الثلاثين حيث مر ثلاثون عاما على صدور العدد الأول من /زهرة الخليج/ حرصت خلالها على دعم قضايا المرأة في دولة الإمارات والتفاعل معها وفقا لاستراتيجية إعلامية تتسم بالأمانة والموضوعية ..فما هي الكلمة التي توجهونها إلى /زهرة الخليج/ في هذه المناسبة .
ج : يسعدني أن أتوجه في البداية إلى أسرة مجلة /زهرة الخليج/ بالتهنئة القلبية الصادقة بمناسبة احتفالها بمرور ثلاثة عقود على صدورها والذي كان قد تزامن مع بدايات بناء الحركة النسائية في دولة الإمارات مما كان له الأثر الكبير في التفاعل مع مسيرة نهضة المرأة ودعم مختلف قضاياها وخاصة جهودنا في تلك المرحلة في التركيز على تعليم المرأة ومكافحة الأمية في صفوفها وسعينا لنصرة حقوقها في مختلف الميادين.
لقد كانت مجلة /زهرة الخليج/ بحق ذراعنا الإعلامية وأداتنا ومرآتنا التي أسهمت كثيرا بجهود أسرتها وصحفييها وصحفياتها في تسليط الضوء على قضايا المرأة في دولة الإمارات في مختلف المراحل التي مرت بها .. وكانت مجلة زهرة الخليج من أوائل المجلات التي تعنى بقضايا الأسرة والمرأة التي صدرت في المنطقة حيث راجت رواجا كبيرا وتبوأت حضورا قويا في مقدمة المجلات النسائية في الدول الخليجية والعربية لنهجها الموضوعي والتزامها الأمين بقضايا المرأة والأسرة العربية مما يجعلها مبعث فخر واعتزاز للصحافة الإماراتية .
انني إذ أجدد التهاني لأسرة /زهرة الخليج/ على النجاحات الباهرة التي حققتها على مدى ثلاثة عقود متواصلة ..أتمنى لها المزيد من التميز في السنوات المقبلة والتواصل في دعم قضايا المجتمع والأسرة والمرأة .
س : ارتبط التطور النوعي والكمي الذي تحقق في ميدان وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات بالمطالبة بإعادة النظر في دور الإعلام والتفكير في أدوار جديدة باعتباره ليس مجرد ناقل للواقع بل مغير له ..ما هو تقييم سموكم لطريقة تفاعل الإعلام العربي مع قضايا المرأة .. والى أي مدى يمكن أن يعد الإعلام شريكا فاعلا في جهود التنمية الاجتماعية وتمكين المرأة وتحسين أوضاعها .
ج : لا شك أن الإعلام كما هو مرآة تعكس مختلف التفاعلات والاحداثيات هو أيضا أداة فاعلة في لعب دور محوري في الدعوة إلى رؤى جديدة وحشد طاقات المجتمع في ذلك من خلال الإبداع والابتكار في توظيف التقنيات الحديثة والاستفادة من عصر المعلومات في رفد جهود التنمية الاجتماعية والارتقاء بوسائل العمل لتمكين المرأة في مختلف مجالات العمل الوطني.
س : لدى سموكم اهتمام خاص بالملف الإعلامي حيث قمتم برعاية مشروع الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية منذ أن كان فكرة بادرتم بطرحها أثناء استضافة أبوظبي منتدى المرأة والإعلام في فبراير 2002 بأبوظبي تحت عنوان /نحو فضاء إعلامي متفاعل/ وحتى إطلاق المشروع خلال مؤتمر القمة الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في نوفمبر 2008 بأبوظبي مرورا بالإعداد والتنفيذ .. فما هي أهداف الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية .. وما هي المبادئ العامة التي ترتكز عليها.
ج : انطلق اهتمامنا بالملف الإعلامي للمرأة من حرصنا على تفعيل دورها وتوسيع مشاركتها في مجالات العمل الإعلامي وتمكينها من الاضطلاع برسالتها المرجوة في تغيير الصورة النمطية عن المرأة ودورها ومكانتها في المجتمع ..وانطلاقا من حرصنا هذا بادرنا باستضافة منتدى المرأة والإعلام الذي عقد في شهر فبراير 2002 في أبوظبي تحت عنوان /نحو فضاء إعلامي متفاعل/ وذلك تنفيذا وتفعيلا لتوصيات مؤتمر قمة المرأة العربية الأول في نوفمبر 2000 بالقاهرة ..وقد سعدنا كثيرا بالنتائج الإيجابية التي حققها ذلك المنتدى ومداولاته التي أثمرت عن إصدار /إعلان أبوظبي للمرأة في الإعلام/ وهو الإعلان الذي أسس قاعدة متينة لإطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة وإقرار أول ميثاق إعلامي للمرأة العربية .
س : تضمنت الاستراتيجية الإعلامية للمرأة توصيات بتنفيذ ثلاثة مشاريع تحت مظلة منظمة المرأة العربية هي مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية ومشروع المرصد الإعلامي للمرأة العربية ومشروع الاحتراف الإعلامي .. فما هو إطار عمل كل مشروع وما هي النتائج المرجوة من وراء كل منها ..وما هي الخطة الزمنية الخاصة بتنفيذها .
ج : جاءت الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تحظى باهتمامنا ودعمنا كأحد أهم منجزات مؤتمر القمة الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي تشرفنا باستضافته في شهر نوفمبر الماضي بأبوظبي وكذلك تتويجا لجهودنا بتنظيم منتدى المرأة والإعلام في شهر فبراير من العام 2002. وتهدف الاستراتيجية -كما تعلمون- على مدى مراحل تنفيذها خلال ست سنوات اعتبارا من العام 2010 إلى بناء ثقافة إعلامية إيجابية عن المرأة وتعزيز دورها ومكانتها في المجتمع ..وتسعى الاستراتيجية خلال هذه الفترة إلى إنجاز مجموعة من المشاريع الإعلامية المهمة من بينها مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية ومشروع المرصد الإعلامي ومشروع الاحتراف الإعلامي ..وفي هذا الإطار فإن الاستراتيجية تدعو إلى إعادة النظر في الإعلام بصورة شاملة كحقل ودور ومؤسسة ومضمون والارتقاء بمستوى الحرفية المهنية كخطوة أساسية بغية دفع الإعلام نحو أداء أكثر فعالية وكفاءة في تناول قضايا المرأة .
وأستطيع القول إن هذه المشاريع تهدف في مجملها إلى العمل على تأمين مخرجات إعلامية متطورة في المجالات التي تخدم قضايا المرأة وتعزز دورها في المجتمع وبناء وسائل إعلام تفاعلية تدعم وصول المرأة إلى المعلومات وقادرة على استخدامها في التعبير عن نفسها إضافة إلى إقامة شبكات شراكة وعلاقات تنسيق بين المؤسسات الإعلامية وتحقيق تواجد أوسع للمرأة في المؤسسات الإعلامية العربية وبناء قواعد بيانات متطورة وإجراء بحوث متخصصة حول واقع المرأة في وسائل الإعلام .
س : وبعيدا عن الشأن الإعلامي فقد توليتم سموكم رئاسة منظمة المرأة العربية في دورتها الثانية التي شهدت مرحلة الانطلاق الفعلي نحو تحقيق أهداف المنظمة وذلك بعد أن تم الانتهاء خلال الدورتين السابقتين من تأسيس هيكل المنظمة ورسم سياستها العامة واستحداث الآليات التنفيذية اللازمة ..فما هي رؤيتكم فيما يتعلق بدور المنظمة وأدائها على صعيد تعزيز قدرات المرأة العربية والنهوض بأوضاعها .
ج : إنني أشعر بمسؤولية كبيرة وشرف عظيم في الوقت نفسه في تحمل عبء قيادة منظمة المرأة العربية في دورتها الحالية والتصدي للتحديات التي تواجهها بعد أن استكملت مرحلة التأسيس والهيكلة وتحددت معالم الطريق والآليات التنفيذية للعمل في المرحلة المقبلة ..وسأواصل العمل بالتعاون والتشاور والتواصل مع أخواتي السيدات الأول في المنظمة على إحداث نقلة حقيقية ونوعية في آليات عمل وأنشطة المنظمة بما يمكنها من تنفيذ القرارات والتوصيات التي أقرتها مؤتمرات ومنتديات المنظمة والمشروعات التي تم الاتفاق عليها والتي تساهم في تحقيق تغيير إيجابي كبير في واقع ومستقبل المرأة العربية وتمكينها من الانخراط الفاعل في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تواجدها في مواقع صنع القرار والارتقاء بمكانتها وبأوضاعها في المجتمعات العربية وبدورها في خدمة المجتمع .
كما سأحرص على تعزيز مكانة المرأة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي باعتبار أننا جزء لا يتجزأ من العالم نتأثر ونؤثر بما يحدث فيه من تطورات ونتفاعل مع ما يجري فيه من متغيرات ومفاهيم نسهم فيها بما نملكه من تراث وثقافة وحضارة ونعمل في ساحاته على إبراز الصورة الحقيقية للمرأة العربية .
س : قلتم سموكم في كلمتكم الافتتاحية للاجتماع الثاني للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية الذي استضافته أبوظبي في نوفمبر 2008 /إذا كان قرار الحرب بين الرجال فإن المرأة يمكنها -بل يجب عليها- أن تكون صانعة السلام/ وقد سطرتم سموكم سجلا ناصعا يتضمن الكثير من المبادرات الإنسانية لدعم المرأة ومساندتها في أوقات الحروب والمحن منها على سبيل المثال مبادرة سموكم بإنشاء صندوق دعم اللاجئات ودعمكم للحركة العالمية للمرأة من أجل السلام ومنها أيضا البيان الذي صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية الذي أدان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .. فكيف تنظرون سموكم إلى قضايا الأمن الإنساني بوجه عام وقضية أمن المرأة العربية بوجه خاص .
ج : إن قضايا الأمن الإنساني كما أكدت في كلمتي في افتتاح مؤتمر القمة الثاني لمنظمة المرأة العربية هي بالأساس قضايا كونية يشترك فيها البشر أينما كانوا لذلك فإن التصدي لها يتطلب تعاونا وتنسيقا على المستوى العالمي وذلك في إطار من الانفتاح والتواصل الحضاري الإيجابي .
وقد أسهمت المرأة العربية في هذا الخصوص بمبادرة رائدة تمثلت في تنظيم /مؤتمر المرأة من أجل السلام/ الذي عقد في شهر سبتمبر 2002 بمدينة شرم الشيخ بمشاركة نحو مائة شخصية من المنظمات النسوية العربية والأجنبية والأمم المتحدة بهدف إنشاء حركة نسائية عالمية تحشد طاقات المرأة وجهودها من أجل صنع السلام العالمي .
وقد أعلنا من خلال فعاليات هذا المؤتمر دعمنا للحركة العالمية من أجل السلام وأكدنا على ضرورة أن تسهم المرأة بدور فاعل في نشر ثقافة السلام ..كما بادرنا حتى قبل انعقاد هذا المؤتمر وأعني مؤتمر /المرأة من أجل السلام/ بإنشاء صندوق المرأة اللاجئة بالتعاون والتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي خصصنا له مليوني دولار لتحسين أوضاع اللاجئات في المناطق الملتهبة .
وحظيت قضية أمن المرأة العربية بالاهتمام الأكبر في مداولات مؤتمر القمة الثاني لمنظمة المرأة العربية وإنني على قناعة بأن التوصيات التي خرج بها المؤتمر تمثل مشاركة إيجابية في تفعيل القوانين الدولية المعنية بحماية المرأة وتسهم في تخفيف العبء النفسي والجسدي الذي تعيش فيه العائلة والأسرة والطفل أثناء النزاعات والصراعات المسلحة ..أما فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فقد فجعنا بالمجازر البشعة التي ارتكبتها آلة القتل العسكرية الإسرائيلية من قتل للنساء والأطفال والشيوخ وترويع للآمنين دون وازع من ضمير أو مراعاة للمبادئ الأخلاقية والقوانين والشرعية الدولية ووجهنا وناشدنا المنظمات النسائية الإقليمية والدولية والنساء في العالم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني والعمل على استنكار هذه الممارسات اللاإنسانية ومطالبة المجتمعات المدنية الدولية بتحمل مسئولياتها في فضح هذه المجازر البشعة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة .
س : شهد المؤتمر الأول لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في مملكة البحرين عام 2006 تبرع سموكم بإنشاء شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر وقد قمتم سموكم بإطلاق الشبكة عقب افتتاح المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في أبوظبي عام 2008 وذلك بعد أن تم تدشين الشبكة في المنظمة في أوائل عام 2007 بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العربية ..
فما هي الأهداف الأساسية لهذه الشبكة ..وما هي طبيعة الخدمات التي سيتم تقديمها من خلالها ..وما هو التاريخ المتوقع لبدء تفعيلها.
ج : لقد جاءت مبادرتنا بإطلاق /شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر/ في مؤتمر القمة الأول لمنظمة المرأة العربية في عام 2006 بمملكة البحرين انطلاقا من حرصنا على تواصل السيدات العربيات في بلاد المهجر مع بعضهن بعضا بما يساهم في تخفيف العبء النفسي للغربة وبما يمكن السيدات العربيات في بلاد المهجر من تبادل الخبرات والآراء ويتيح في الوقت نفسه الفرصة للأجيال من المولودين في بلاد المهجر من بناء جسور من التواصل مع ثقافتهن العربية والإسلامية .
وإنني أشعر اليوم بسعادة غامرة لنجاح هذا المشروع الحضاري بتدشين المرحلة الأولى منه في الأول من فبراير 2007 والثانية خلال الفترة من مارس وحتى أكتوبر من العام الماضي وهي المرحلة التي تم فيها جمع وتنقيح بيانات أكثر من ألف سيدة عربية متميزة في المجال الأكاديمي في مختلف دول العالم فيما تم تدشين المرحلة الثالثة على هامش فعاليات مؤتمر القمة الثاني لمنظمة المرأة العربية في 11 نوفمبر 2008 بأبوظبي وهي المرحلة التي ستمتد حتى نوفمبر 2010 والتي يتم فيها التواصل التليفوني والإليكتروني المباشر مع السيدات العربيات المهاجرات ويعقبها تدشين المرحلة الرابعة والأخيرة وهي مرحلة تفعيل الحوار المباشر عبر شبكة الإنترنت بحلول العام 2011 .
وتوفر شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر على الانترنت نمطين من قواعد البيانات أحدهما يعرف بالمرأة العربية المهاجرة والآخر يقدم بيانات ومعلومات تفيد السيدات العربيات في بلاد المهجر .
وتتركز أهداف الشبكة بثلاثة مجالات هي بناء قاعدة بيانات عن الكفاءات النسائية العربية المهاجرة من أجل تحفيز الأجيال الشابة في الداخل العربي من خلال التعريف بنجاحاتهن.. وتعريف الباحثين وصناع القرار في الأوطان الأم بمجالات خبرتهن وإنجازاتهن.. والإفادة من هؤلاء السيدات كجسور للتواصل الثقافي مع المجتمعات التي هاجرن إليها إضافة إلى توفير خدمة معلوماتية للمرأة العربية في بلاد المهجر حيث يتوفر لها في الموقع مصدر بيانات واحد عن الهيئات والجهات الحيوية المختلفة التي تحتاجها لكي تتيسر إقامتها في بلد استقرارها من ناحية وبما يعينها على استمرار التواصل مع جذورها الثقافية من ناحية أخرى .
س : على صعيد محلي فإن ابنة الإمارات تحظى بدعم كبير ومساندة فعلية من جانب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة هذا الدعم يأتي منسجما ومتماشيا مع النهج العام للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" على صعيد إرساء مبدأ المساواة بين المرأة والرجل وحث ابنة الإمارات على اقتحام كافة ميادين العمل والعطاء ..فما هي أبرز الملامح التي ميزت نهج وفكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" فيما يتعلق بالمرأة.
ج : أشرقت شمس النهضة النسائية في دولة الإمارات مع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في العام 1966 بإعلانه أن المرأة هي نصف المجتمع وأن أي مجتمع لن يتمكن من تحقيق أحلامه المشروعة وتطلعاته نحو التقدم والتنمية إذا كان نصفه معطلا لا يساهم بدور في عملية البناء .
وقد تفوقت المرأة الإماراتية بمناصرة زايد ودعمه الكامل والشامل على الكثير من نساء العالم بما حققته من منجزات ومكاسب. ونهضت بمسئولياتها كاملة إلى جانب الرجل من خلال إسهامها النشط في عملية التنمية ومشاركتها في مختلف مراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات .
وحققت المرأة مكاسب كبيرة بمساواتها مع الرجل في مختلف مناحي الحياة من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على أجر متساو مع الرجل في العمل إضافة إلى انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها .
وتعزز دور المرأة ومكانتها في المجتمع مع تواصل الدعم الكبير والمساندة الدائمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أصدر العديد من القرارات والتشريعات المؤيدة لحقوق المرأة وفي مقدمتها مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف مواقع صنع القرار .
س : استقبلت ابنة الامارات الألفية الثالثة بـ 9 برلمانيات و4 وزيرات وسفيرتين وقاضية ومأذونة هذه النقلة النوعية الضخمة تفرض سؤالا منطقيا هو.. وماذا أيضا ..ففي إطار تعهد سموكم بالعمل على تمكين ابنة الإمارات وبذل كافة الجهود للارتقاء بواقعها ومستقبلها ..ما هي الإضافة التي ترون أن ابنة الإمارات سوف تبادر الى ادراجها قريبا ضمن سجل نجاحاتها وإنجازاتها.
ج : أود أن أسجل في البداية شعوري بالسعادة والرضا والارتياح وأنا أرى المرأة الإماراتية تدخل الألفية الجديدة وهي تعيش أزهى عصورها وقد سبقت الكثير من نساء العالم حتى في بعض الدول المتقدمة في مجال نيل حقوقها السياسية والدستورية كاملة وذلك بفضل تجاوب وتناغم القيادة السياسية مع جهودنا المتواصلة للارتقاء بدور المرأة على كافة المستويات وذلك بعد أن أطلقنا في العام 2002 الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة .
إن النقلة النوعية الضخمة التي تحققت للمرأة تجسد الرؤية الحكيمة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أطلق برنامج وخطط التمكين السياسي للمرأة والذي فتح الآفاق واسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات ومختلف مواقع اتخاذ القرار .
وقد أثبتت ابنة الإمارات جدارتها وقدرتها على العمل والعطاء في جميع المواقع التي تشغلها مما يفسح المجال أمامها لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات على كافة الصعد محلياً وعربياً وعالميا .
س : في ظل وجود عدد كبير وفاعل من المؤسسات النسائية يربو على 20 مؤسسة ما بين اجتماعية وثقافية ودينية على رأسها الاتحاد النسائي العام ومؤسسة التنمية الأسرية والجمعيات النسائية وغيرها ..ما هو تقييم سموكم للدور الذي تلعبه تلك المؤسسات بصفة عامة والاتحاد النسائي العام بصفة خاصة على صعيد دعم المرأة .. وما هي أبرز القضايا المدرجة ضمن أجنداتها.
ج : يكمل الاتحاد النسائي العام الذي تأسس في 27 أغسطس 1975 بمبادرة منا وبتجاوب صادق من أخواتي في جميع الجمعيات النسائية بالدولة في شهر أغسطس القادم 34 عاما من العمل الدؤوب المتواصل في خدمة قضايا المرأة وصولا إلى نيل حقوقها في المساواة وتحقيق تطلعاتها وطموحاتها في المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع .
وقد فتح الاتحاد النسائي العام الذي حظي بدعم ومساندة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات طريقا مضيئا للنهوض بالمرأة وتغيير الظروف والأوضاع التي كانت فيها وتحسين واقعها واستشراف مستقبلها .
ولا يمكن في هذه العجالة أن أستعرض صفحات السجل الحافل لمنجزات الاتحاد وهي كثيرة ومشهود لها وموثقة داخليا وإقليميا ودوليا حيث حظيت هذه المنجزات لبنت الإمارات بالتقدير والتكريم من قبل معظم المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية .
ولكنني أستطيع أن أقول بثقة واعتزاز بان الاتحاد النسائي العام اضطلع على مدى 34 عاما بعزيمة وإصرار بمسئولية وضع الخطط والاستراتيجيات والمشاريع الطموحة التي أسهمت في تمكين المرأة في مختلف المجالات وفي مقدمتها الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي نجحنا من خلالها في تمكين المرأة الإماراتية والارتقاء بدورها ومكانتها في ثمانية قطاعات رئيسية وهي السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والإعلام والعمل الاجتماعي والتشريع والبيئة وغيرها من القطاعات الحيوية .
إن وجود عدد كبير من المؤسسات النسائية اليوم هو إنجاز من منجزات الاتحاد وهو مؤشر إيجابي على مدى التوسع والإقبال والمشاركة الذي تحظى به هذه المؤسسات والتي تعمل معظمها تحت مظلة الاتحاد وهي بذلك تمثل رافدا إيجابيا يعزز رسالة الاتحاد ودوره في خدمة قضايا المرأة.
كما لابد أن أسجل هنا باعتزاز أن الجمعيات والقيادات النسائية في جميع إمارات الدولة كان لها ولا تزال تضطلع بدور مؤثر وفاعل في توطيد قواعد العمل النسائي وتثبيت أركانه حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من علو وشموخ .
س : أخيرا .. ما هو الخطاب الذي توجهونه سموكم إلى القائمين على الإعلام فيما يتعلق بطريقة تعاطيهم مع قضايا المرأة.
ج : في البداية أعبر للقائمين على الإعلام والعاملين فيه ذكورا وإناثا عن تقديري الشخصي العميق لجهودهم وعطاءاتهم المستمرة للتطوير والإبداع في كل مجالات وحقول الإعلام متمنية لهم دوام التوفيق والنجاح في مهامهم .
أما على صعيد تعاطي الإعلام مع قضايا المرأة فإنني أتطلع إلى المزيد من الاهتمام من جانب المؤسسات الإعلامية وخاصة المرئية منها بالقضايا الحيوية التي تعزز صورة المرأة ودورها الحقيقي كعنصر فاعل ومنتج في المجتمع وتسهم في تفعيل مشاركتها في جميع مجالات العمل الوطني العام ودعم سعيها للحصول على حقوقها وتأكيد مكانتها في المجتمع وإبراز حضورها ودورها في الساحات الإقليمية والعالمية .
كما أتطلع إلى إعلام يعكس هويتنا الوطنية ويجسد قيمنا وأصالتنا وحضارتنا وكذلك القيم والمفاهيم العربية والإسلامية الأصيلة لمجتمعاتنا والبعد عن التركيز على الصورة النمطية السلبية للمرأة والحفاظ على كرامتها والتركيز على إبراز إنجازاتها وعطاءاتها على مختلف المستويات وأهمية دورها في المجتمع وتذليل الصعوبات التي تحول دون توسيع مشاركة بنت الإمارات واحترافها العمل الإعلامي.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات