أبوظبي - نظمت إدارة البحوث والتنمية في الاتحاد النسائي العام يوم الأثنين الموافق 24 - 2 - 2014 جلسة حوارية بعنوان "المرأة شريك في استدامة البيئة" ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني للبيئي السابع عشر تحت شعار " الاقتصاد الأخضر: ابتكار واستدامة"، بمشاركة متحدثين رسمين وعدد من المؤسسات الاتحادية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بحماية البيئة.
وقد جاء تنظيم هذه الجلسة الحوارية انطلاقا من اهتمام وحرص الاتحاد النسائي العام على تمكين وريادة المرأة في مختلف المجالات بما في ذلك المجال البيئي؛ حيث تلعب المرأة دورا هاما وحيويا في الحفاظ على استدامة البيئة من خلال ممارساتها اليومية داخل إطار الأسرة أو خارجها، وقد أولى الاتحاد النسائي العام وضمن الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة هذه المسألة أهمية قصوى لما لها من أبعاد مستقبلية لها تأثيرها على حياة الأجيال.
ولقد تناولت الجلسة الحوارية التي ضمت نخبة من المتحدثين ممن لهم باع وبصمات في المجال البيئي عدد من المحاور التي طرحت مجموعة من المفاهيم ذات العلاقة بالقضايا البيئية المختلفة بهدف تبسيطها إلى الشريحة المستهدفة في الجلسة، وتعريف المرأة بأدوارها في الحفاظ على استدامة البيئة.
وبهذه المناسبة أشادت سعادة / نورة خليفة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام بالدور الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في مجال حماية البيئة ، حيث قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها نموذجاً فريداً في الحفاظ علي البيئة وحمايتها ، واستطاعت أن تحقق مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي بفضل اهتمام مؤسس وباني الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه باعتباره رجل البيئة فقد كان يدرك بنظرته الثاقبة أهمية تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والبيئة بما يضمن للأجيال المتعاقبة حقها في التمتع بالحياة في بيئة صحية وآمنة. كما أن لتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة حفظها الله ببناء قدرات المرأة وتوعيتها بلعب دور بارز في المحافظة على البيئة يساعد على تحقيق التوازن بين الموارد الطبيعية المتاحة واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يضمن للأجيال القادمة التمتع بحياة ملؤها الرفاهية والعيش الرغيد.
وأضافت نورة السويدي بان المحافظة على البيئة مسؤولية الجميع و بالأخص المرأة باعتبارها شريكاً ايجابياً في عملية التنمية المستدامة وعلى المؤسسات مسؤولية نشر الوعي البيئي بين الأفراد للحفاظ على بيئة سليمة للأجيال القادمة .
وقد قامت الدكتورة نوال الحوسني، مديرة إدارة الاستدامة في "مصدر" من خلال الجلسة الحوارية بتسليط الضوء على مفهوم الاقتصاد الاخضر وبيان مدى ارتباطه بحماية البيئة، إلى جانب التعريف بالطاقة المتجددة، وبيان التطبيقات المتاحة على صعيد الأفراد في استخدام الطاقة الشمسية في المنازل وطرق ترشيد استهلاك الكهرباء عموما؛ حيث تتوفر في الأسواق مجسات استشعارية يمكنها أن تقوم تلقائيا بتشغيل وإطفاء الكهرباء في مرافق المنزل، كما يمكن لدى بناء المنازل الأخذ في عين الاعتبار توزيع الوجهات الزجاجية في المنزل بطريقة تسهل دخل الإضاءة من جهة وتقليل الحرارة من جهة اخرى، أضف إلى ذلك إمكانية تركيب مولدات للطاقة الشمسية لتوفير استهلاك الكهرباء.
ومن جهتها أوضحت الدكتورة مريم حسن الشناصي، الرئيس التنفيذي لدار الياسمين للنشر والتوزيع في سياق حدثيها عن التحديات البيئية التي تواجه دورة الإمارات العربية المتحدة أن التحدي الحقيقي في الحفاظ على استدامة البيئة يكمن في الأنماط السلوكية للأفراد فمهما نفذت الدولة عبر مؤسساتها المختلفة من برامج تثقيفية وتوعية فلن تتحقق النتيجة المرجوة منها إذ لم يحاول كل فرد تعديل سلوكه في ممارساته اليومية تدريجيا، خاصة وان الدولة تعاني من شح الموارد المائية وتعتمد على تحلية المياه في الإيفاء بالاحتياجات اليومية للأفراد، مشيرة إلى أهمية اختيار الشتلات الزراعية التي تحويها الحديقة المنزلية حتى لا تستنزف الكثير من موارد المياه أو تكون مضرة بالبيئة.
وأضافت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المديرة التنفيذية لقطاع التنوع البيولوجي في هيئة البيئة بأبوظبي، بأن استدامة البيئة لن تتحقق دون التكامل في أدوار كل من المؤسسات والأفراد، وقد جاء ذلك في سياق حديثها عن التنوع البيولوجي الذي تمتاز فيه دولة الإمارات العربية المتحدة عموما وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، مشيرة إلى أن الأنماط السلوكية التي تسعى الحملات التثقيفية إلى تعزيزها ليست بمفاهيم وسلوكيات دخليه على المجتمع الإماراتي، وأنها قيم كانت متأصلة في الأجداد كانت فطرتهم توجههم على سبيل المثال إلى حماية المراعي والانتقال إلى أخرى بما يضمن عدم استنزافها في بعض المواسم، مشيرة الظاهري إلى أن استدامة البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي كانت من أُولى المبادرات التي قام بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه منذ 40 سنه، حيث وجه إلى إنشاء المحميات الطبيعية للحفاظ على التنوع البيولوجي للدولة. كما وجهت الدكتورة شيخة الظاهري المشاركات في الجلسة الحوارية إلى ضرورة ترشيد استهلاك بعض أنواع الأسماك كالهامور للحفاظ على مخزون الدولة من الثروة السمكية، والتحول إلى بدائل أخرى من الأسماك مثل النيسر والبياح والتي تتكاثر بفضل المزارع السمكية.
ومن جانه أوضح الدكتور علي العمودي، كبير مهندسي البيئة في شركة تكرير - أبوظبي، أن الزيادة المطردة في عدد السكان في ظل محدودية الموارد الطبيعية توجب على الجميع ضرورة تغيير أنماطهم السلوكية؛ إذ أن هناك ممارسات يومية بسيطة يمكن للفرد عموما والمرأة خصوصا تبنيها سيكون لها الأثر الكبير في استدامة البيئة. فتقنين المشتريات وترشيدها والتوجه نحو اقتناء المنتجات الصديقة للبيئة أحد هذه الخيارات التي يمكن أن تحدث تغيير في البيئة، مؤكدا على دور المرأة في غرس هذه القيم والسلوكيات في الأبناء. كما أوضح العمودي في هذا السياق أن المجتمع الإماراتي يواجه تحدي جديد فرضته ثورة التكنولوجيا والمتمثلة في المخلّفات الإلكترونية على إثر تسابق الكثيرون نحو اقتناء أحدث الهواتف الذكية والأنظمة الإلكترونية.
ويذكر أنه حضر ما يقارب 200 مشارك يمثلون المرأة في المؤسسات المختلفة بما في ذلك الطالبات من بعض مؤسسات التعليم العالي بالدولة، الذين تفاعلوا مع المتحدثين ومحاور الجلسة الحوارية تفاعلا إيجابيا عبروا من خلال مداخلتهم تقديرهم للجهود المبذولة من قبل المؤسسات المعنية بالحفاظ على البيئة، إلاّ أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في الرسائل التثقيفية والتوعوية لتتوافق مع مختلف الشرائح في المجتمع مؤكدين على أهمية اختيار لغة التواصل المناسبة.
وقد ضمت الجلسة الحوارية على هامشها معرضاً توعيا شارك فيه عدد من الجهات المحلية والحكومية منها شركة تدوير، بلدية أبوظبي (إدارة الصحة العامة)، شركة زون، جامعة الإمارات، هيئة الكهرباء والمياه - أبوظبي بالإضافة إلى معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني. وفي هذا السياق قال سعادة عيسى سيف القبيسي، مدير عام تدوير (مركز إدارة النفايات-أبوظبي): "تأتي مشاركة المركز من خلال جناح توعوي خاص في فعاليات المعرض المصاحب للندوة بهدف التفاعل والتواصل مع المجتمع بمختلف أنشطته وفعالياته والعمل على توظيفها من أجل رفع مستوى الوعي البيئي لدى كافة شرائح المجتمع المشاركة، وترسيخ ثقافة الاستدامة وتجسيد ممارساتها المتمثلة بالحد من إنتاج النفايات من المصدر، وإعادة الاستخدام والتدوير. كما أن تنظيم مثل هذه الندوات والمبادرات مع الشركاء يعد خطوة هامة ومساهمة فعالة نحو تحقيق رؤية أبوظبي 2030 للحفاظ على بيئة أكثر نظافة واستدامة".
ويذكر أن وحدة البرامج الصحية والبيئية بالاتحاد النسائي العام تعمل وضع البرامج الصحية والبيئية الموجهة للمرأة في مجالي صحة المرأة والبيئة من أجل تحسين الوعي لدى المرأة في هذا المجالين من خلال التواصل والتنسيق مع الأجهزة المعنية بما يخدم ترجمة الاستراتيجية الوطنية لتقديم المرأة إلى سياسات تنفيذية وتحليلها ومتابعة تنفيذها.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات