كلمة الشيخة فاطمة بنت مبارك بمناسبة اليوم الوطني الـ 43 للدولة
أبوظبي في الأول من ديسمبر 2014 / وام /
وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة كلمة بمناسبة اليوم الوطني الـ 43 للدولة .
وفيما يلي نص الكلمة.. // تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام باليوم الوطني الثالث والأربعين وقد حققت مسيرتها الاتحادية المباركة على مدى 43 عاماً من العمل الوطني المخلص معدلات قياسية عالية من التنمية الشاملة في شتى المجالات إضافة إلى المكانة المرموقة التي تتبوأها في مراكز الصدارة في تقارير الهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية وخاصة تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية التي تُصنّفها في قوائم أفضل دول العالم تقدماً التي حققت السعادة والرضا لمواطنيها والمقيمين فيها على حد سواء والتنمية المستدامة في مجالات تطوير وتحديث البنية التحتية في جميع القطاعات وتوفير أرقى الخدمات الأساسية للمواطنين في ميادين التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية وغيرها من الميادين التي وفّرت مستويات عالية من الحياة الكريمة للأجيال الحالية والمتعاقبة.
وفي هذا اليوم الخالد نستذكر بكل فخر واعتزاز ونستحضر بكل وفاء وإجلال ذكرى الرواد من المؤسسين الذين أرسوا الركائز الأساسية للمسيرة الاتحادية المباركة وفي مقدمتهم مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيَّب الله ثراه" الذي قاد بحكمته وحلمه وبُعد نظره وإخلاصه وعطائه الوطني ملحمة بناء الوطن وتقدمه.
وقد تواصلت مسيرة البناء والتقدم بفضل القيادة الحكيمة والرؤى المستقبلية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانه أولياء العهود حيث تعالت صروح الإنجازات والمكتسبات الوطنية لتصنع دولة الإمارات اليوم من بين أفضل عشر دول في العالم في مؤشرات التقدم في تقارير منظمات الأمم المتحدة المختصة.
وأولت دولة الإمارات منذ قيامها في العام 1971 اهتماماً خاصاً بأوضاع المرأة وأولوية قصوى لتوفير آليات ومتطلبات النهوض بها وتمكينها حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " بأهمية تعليم المرأة ومساواتها مع أخيها الرجل في الحقوق والواجبات مما جعلها تتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة وتعمل من أجل رفعة الوطن وتقدمه.
وحققت المرأة مكاسب كبيرة بمساواتها مع الرجل في مختلف مناحي الحياة من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكل خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على أجر متساو مع الرجل في العمل إضافة إلى انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جميع الاتفاقيات الإقليمية والدولية التي تُعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها ومشاركتها الإيجابية في جميع المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تُعنى بقضايا المرأة وتقدمها وحماية حقوقها.
حقّقت المرأة في دولة الإمارات المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة التي سبقت بها الكثير من النساء في العالم في إطار برامج التمكين السياسي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات وشريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي .. وأصبحت المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي في دورته الحالية.
وفي المجال الدبلوماسي تشغل أول امرأة حالياً منصب المندوبة الدائمة للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة وتعمل خمس سيدات كسفيرات وقنصلات للدولة في إسبانيا والسويد ومنتوجومري وهونج كونج وميلانو من بين 148 دبلوماسية يعملن في مقر وزارة الخارجية و30 من العاملات في البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج. كما تعمل المرأة بكفاءة عالية في الهيئة القضائية والنيابة العامة والقضاء الشرعي واقتحمت كذلك مجال الطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي بالإضافة إلى عملها في مختلف أفرع وحدات وزارة الداخلية .. وتشكل المرأة مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية في القطاع الحكومي حيث تشغل 66 في المائة من الوظائف الحكومية من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الوظائف الفنية والأكاديمية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض ..وارتفعت نسبة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي وسوق العمل بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال بالدولة بصورة مضطردة ليصل عدد المسجَّلات في غُرف التجارة والصناعة إلى 21 ألفاً و324 سيدة أعمال يعملن بالسوق المحلية والعالمية باستثمارات تتجاوز 40 مليار درهم.
وعلى الصعيد العالمي تبوأت دولة الإمارات المركز الأول عربياً وفقاً لمؤشر الفجوة بين الجنسين للعام 2012 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي في العام 2013 وشمل 113 دولة في العالم وحافظت الدولة على صدارتها للمنطقة العربية في مجال المشاركة السياسية الاقتصادية للنساء.. ويصنِّف التقرير العالمي الفجوة بين الجنسين في الدول التي شملها البحث في أربعة مجالات أساسية وهي الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والمشاركة السياسية والمساواة الاقتصادية.
لقد نفّذ الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه في 28 أغسطس 1975 في مسيرته التي امتدت لنحو لثلاثة عقود متواصلة من العمل الدءوب والجهد المضني من أجل نهضة المرأة وتقدمها وتمكينها إنجازات ومكاسب نوعية أصبحت تُشكل اليوم دفعاً ملموساً على أرض الواقع في شتى المجالات الوطنية وحضوراً إيجابياً فاعلاً في المحافل الإقليمية والدولية.
لذا قررنا بهذه المناسبة الخالدة اعتبار يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام "يوما للمرأة الإماراتية" ليكون مناسبة وطنية ترصد فيها الإنجازات والمكاسب التي حققتها المرأة في دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة الرشيدة بحيث تحتفل به كافة المؤسسات بالدولة على الصعد الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني.
وجاء اختيارنا ليوم 28 أغسطس لأن هذا اليوم شهد ميلاد الاتحاد النسائي العام بعد أن توحدت إرادتنا وعزيمتنا وكلمتنا في توحيد جهود التنظيمات والحركات النسائية في الدولة تحت سلطة الاتحاد.
وفي الختام اغتنم هذه المناسبة لأرفع إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" والى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والى إخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات والى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والى شعب الإمارات الوفي وأخواتي وبناتي بأسمى آيات التهنئة بهذه المناسبة الغاية على نفوسنا وقلوبنا جميعاً داعين المولى عزّ وجلّ أن يُعيد هذه المناسبة على وطننا وشعبنا بالخير والأمن والسعادة والرفاه .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات