أخبار المؤسسة

مؤسسة التنمية الأسرية تنظم حلقة نقاشية بمناسبة اليوم العالمي للمسنين

أبوظبي في الأول من أكتوبر / وام / أعرب المنظمون والمشاركون في أعمال الحلقة النقاشية " نحو خدمات اجتماعية مستدامة لكبار السن " التي نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية عن شكرهم وتقديرهم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة " أم الامارات " صاحبة الأيادي البيضاء والمواقف الإنسانية النبيلة لرعاية سموها للحلقة النقاشية التي تكللت بالنجاح الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على الأسرة على المستويين المحلي والاقليمي .

كانت أعمال الحلقة النقاشية ـ التي نظمتها المؤسسة بالشراكة مع مجلس أبوظبي الرياضي ومركز الإحصاء ونادي تراث الإمارات ـ قد انطلقت صباح اليوم تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مركز المؤسسة ببوابة أبوظبي وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام .

وافتتح معالي علي بن سالم الكعبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية فعاليات الحلقة بحضور سعادة الدكتورة هاجر الحوسني عضو مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية وسعادة مها بركات المدير العام لهيئة صحة بأبوظبي وسعادة راشد الهاملي المدير العام لمؤسسة الرعاية الاجتماعية وشؤون القصر بالإنابة وسعادة مريم الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية وعدد من المسئولين في الجهات الحكومية والمهتمين بشؤون المسنين ومدراء الدوائر والإدارات والموظفين في مؤسسة التنمية الأسرية.

ونقل معالي علي بن سالم الكعبي في كلمة له تحيات وتمنيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للحلقة النقاشية بالتوفيق والنجاح للخروج بتوصيات عملية قابلة للتحقق ومرتبطة بشعارها الذي يركز على مناقشة آليات تطبيق الرؤى والسياسات والخطط المستقبلية لحكومة أبوظبي في مجال تعزيز الشيخوخة النشطة. 

وأوضح الكعبي في كلمته ان تنظيم هذه الحلقة النقاشية تحت عنوان " نحو خدمات اجتماعية مستدامة لكبار السن" جاءت تقديرا للمسنين ولريادتهم ولأدوارهم وخدماتهم التي قدموها للمجتمع وهم الذين بجهودهم تحقق الكثير من النجاح سواء للأبناء أو أبناء الأبناء أو الوطن بكامله فهم أجدادنا وآباؤنا الذين يعيشون بيننا والذين نشأنا وتربينا في كنفهم وسط تلاحم أسري ومحبة لاتنتهي أولئك الأوائل الذين صاغوا ملحمة البناء وخاضوا معركة التحدي لنصير اليوم إلى ماصرنا إليه من تقدم ونمو ونماء " .

ولفت إلى أن تنظيم هذه الفعالية يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للمسنين إيمانا من مؤسسة التنمية الأسرية بما لدى هذه الفئة الغالية من فئات المجتمع من قدرة على العطاء ومشاركةٍ في العمل والبناء فكان من المهم التذكير بهم وبأهميتهم وبأدرواهم وخبراتهم الواسعة في الحياة حيث تعمل المؤسسة من خلال برامجها وخدماتها على تنفيذ البرامج الخاصة التي تعنى بالمسنين وجلسائهم وذلك انطلاقاً من الأولوية الاستراتيجية الرابعة للمؤسسة والتي تركز على دعم الحياة الكريمة للمسنين وتبني حقوقهم وتعزيز المسؤولية الاجتماعية ودور الأسرة تجاههم لدمجهم في المجتمع .

وأكد على أهمية تكثيف البرامج والخدمات التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية للمسنين وضرورة وضع الخطط والاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز هذا الاتجاه لما لهذه الفئة الغالية على قلوبنا من قيمة إنسانية كبيرة فهم كنوز المعرفة البشرية ومصنع الخبرة الكبيرة.

وفي بداية الجلسة التي أدارها الدكتور جاسم المرزوقي مدير الإرشاد والاستشارات الأسرية بالوكالة في مؤسسة التنمية الأسرية قدمت الدكتورة مريم محمد البلوشي طبيب ممارس عام في دار رعاية المسنين بعجمان ورقة تحدثت فيها عن دار الرعاية الاجتماعية بعجمان حيث اشارت إلى ان الدار تقدم خدمات الايواء والرعاية المنزلية لكبار السن.

وحول الشيخوخة النشطة قالت البلوشي إن الدار تسعى إلى تعزيز عمليات الاستفادة القصوى من فرص التمتع بالصحة الجسدية والاجتماعية والعقلية لكبار السن من أجل تحسين الصحة واطالة متوسط العمر الصحي.

وقدم سعادة محمد ناصر العتيبة مدير عام مكتب النقل بالحافلات بالوكالة ورقة تحدث فيها عن الخدمات التي يحظى بها كبار السن في دولة الإمارات .. مشيراً إلى أن الدائرة تُعنى بالشيخوخة وتسعى للاستفادة القصوى من فرص تمتع المسنين بالصحة الجسدية والنفسية والعقلية والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية لتحسين جودة الحياة لتعزيز قدراتهم وتمكينهم من المساهمة في المجتمع لضمان شيخوخة نشطة ومنتجة.

ومن الخدمات التي تقدمها دائرة النقل في أبوظبي أنها تمنح كبار السن من كافة الجنسيات ممن هم فوق الستين عاماً بطاقات أجرة مجانية تسمح لهم بالتنقل المجاني مدى الحياة على متن جميع حافلات المواصلات العامة في جزيرة أبوظبي كما يتم عند تصميم الحافلات الخاصة بالنقل العام في أبوظبي مراعاة قرب مستواها إلى الرصيف لمنع وجود فجوة قد تؤدي إلى سقوط كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة عند الصعود والنزول من الحافلة ووجود تجهيزات خاصة لتسيير دخول المسنين بالمقاعد المتحركة إلى الحافلات.

كما قدم السيد حسن ابراهيم كمال نائب رئيس اللجنة الوطنية للمسنين من مملكة البحرين ورقة اشار فيها إلى حرص الحكومة البحرينية من خلال وزاراتها وهيئاتها على توفير أفضل الخدمات ووسائل الرعاية للمسنين بالإضافة إلى الدور المتميز الذي يقوم به القطاع الخاص والاهلي التطوعي في توفير وتطوير الخدمات التي تقدم لكبار السن في البحرين.

وحول البرامج والجهود التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمان للمسنين تحدث السيد سليمان بن علي العبري اخصائي نفسي أول بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية مشيراً إلى أن فئة كبار السن في مجتمعنا العربي الخليجي تحتل وضعا اجتماعياً متميزاً ولها مكانة بارزة ومرموقة في المحيط العائلي مستمدة من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء.

وقدم الدكتورجاسم المرزوقي ورقة مؤسسة التنمية الأسرية التي جاءت بعنوان " كبار السن توجهات ورؤى مستقبلية " حيث ذكر أن المسنين في إمارة أبوظبي في " فئة العمر فوق 60 سنة " يشكلون حوالي 6ر3 بالمائة من إجمالي السكان الإماراتيين في امارة ابوظبي " وفقا للمؤشرات الديموغرافية التقديرية لإمارة أبوظبي - مركز إحصاء أبوظبي 2011 " وأن ما يقارب 60 بالمائة من المسنين أعمارهم بين 60 -69 عاما وهي فئة ناشطة لديها القدرة على المشاركة في الأنشطة إضافة إلى أن ما يقارب 13 بالمائة من مجموع المسنين بلغوا أكثر من ثمانين عاما وهي فئة تحتاج لرعاية تأهيلية.

وأكدت ورقة مؤسسة التنمية الأسرية أن تلك المؤشرات تشير لأهمية التركيز على أهمية إيلاء كبار السن في امارة ابوظبي الرعاية اللازمة والمناسبة وبما يضمن تحقيق الشيخوخة النشطة وبقائهم ضمن أسرهم الطبيعية أو في أي بيئة أسرية آمنة أطول فترة ممكنة من حياتهم وتحتاج فئة كبار السن إلى رعاية خاصة نظراً لخصائصها الفريدة ومشكلاتها المميزة : اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا إضافة إلى ان مشكلاتهم لا تترتب تداعياتها عليهم فقط بل تتعداها بالتأثير على المجتمع ككل.

وأوضح الدكتور المرزوقي أن المسنين في إمارة أبوظبي يحظون برعاية شاملة ومتكاملة حيث تقدم لهم خدمات الرعاية الصحية العلاجية والوقائية التي تقدمها المؤسسات الصحية والاجتماعية بالإمارة إضافة إلى خدمات الشيخوخة النشطة والتي تتضمن مركزاً لإعادة تأهيل كبار السن ذوي الاحتياجات الخاصة وبطاقة خصم الكترونية لكبار السن من المواطنين لاستخدام سيارة الاجرة وبطاقة أجرة مجانية لاستخدام المواصلات العامة لكبار السن كافة إضافة إلى برامج اجتماعية أخرى لرفع الروح المعنوية لدى المسنين وتنشيط ذاكرتهم وتعزيز علاقاتهم الاجتماعية كما تقدم لهم برامج اجتماعية تساعد أسر المسنين على التكيف الاجتماعي مع جوانب القصور المختلفة للمسن البدنية والوجدانية والذهنية كما تقدم لهم خدمات التوظيف والأمن المالي إضافة إلى الخدمات الاجتماعية الأخرى التي يحتاجها المسنون من تسهيل في الخدمات الحكومية وبرامج إعلامية وتعليم وإسكان وبيئة تكميلية.
و حول التوجهات المستقبلية لحكومة أبوظبي في مجال رعاية المسنين أكدت ورقة مؤسسة التنمية الأسرية أن حكومة أبوظبي تولي رعاية كبار السن أهمية كبرى بصفتها أحد أهم ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية إضافة لدورها الكبير في الحفاظ على الهوية والتراث الوطني وفي هذا الاطار تحرص على توفير كافة اوجه الرعاية الكفيلة في تحقيق احتياجاتهم وفقا لمبادئ الأمم المتحدة 1988 وتنفيذ خطط العمل التي التزمت بها الدولة لا سيما خطة عمل مدريد وضمن الرؤى الوطنية.

وتركز الحكومة في سياساتها على المشاركة الفاعلة للأسرة في رعاية المسن وبما يضمن بقاء المسن في بيئته الاسرية أطول وقت ممكن ودعم قابليته وقابلية أسرته للتكييف مع الوضع وبما يلائم مع تفضيلات كبار السن وقدراتهم المتغيرة.

وأوصت الحلقة النقاشية حول المسنين بتعزيز تبني حكومات الدول المشاركة سياسات بشأن كبار السن تركز على الرعاية الأولية والوقائية والتنموية والتنشيطية لكبار السن للحد من وهن الشيخوخة لضمان الحفاظ على المسنين في بيئتهم الطبيعية وبين أفراد أسرهم أو تشجع انضمامهم لأسرة أحد أقربائه في حال عدم توفر الاسرة الاصيلة مع تمكين الأسر لرعاية للمسنين اقتصاديا ومعنويا كأحد الأولويات الأساسية في تعزيز تمكين المسنين ومشاركتهم الفاعلة في المجتمع وإصدار التشريعات والقوانين ذات العلاقة وبما يتوافق مع الرؤى والقيم والاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال" و"ترجمة السياسات الاجتماعية التي تتبناها الدول في مجال رعاية وحماية المسنين ضمن استراتيجية الهيئات والمؤسسات الاجتماعية والصحية العلاجية والتأهيلية وذات العلاقة بتهيئة بيئة تمكينية للمسنين" .

وأكدت الحلقة على أهمية تكثيف التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية لتوفير خدمات متكاملة شاملة وميسرة للمسنين" و"تبني المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على استثمار طاقات وخبرات المسنين المتقاعدين وذوي الخبرات المهنية أو الفنية المختلفة " الدعم والتمكين " وخاصة في مجال نقل هذه الخبرات إلى الموظفين الشباب واستثمار أوقات فراغهم كأحد أهم موارد التنمية الاجتماعية المستدامة في المجتمعات" و"تبني المؤسسات الاجتماعية للمبادرات والبرامج والفعاليات الارشادية والتثقيفية والترفيهية التي تعزز المشاركة الفاعلة للأسرة في رعاية المسن ودعم قابليته وقابلية أسرته للتكييف مع الوضع وتشجيع الشباب على الانخراط للتطوع في تقديم خدمات الرعاية لكبار السن والتخطيط لمرحلة التقاعد" .

وشددت على ضرورة انشاء قاعدة بيانات شاملة لكافة الإحصائيات والبيانات اللازمة عن المسنين ومتطلباتهم وتحديثها باستمرار تمكن المؤسسات المختصة من توظيفها في عملية تخطيط وتنفيذ المشروعات والبرامج المتعلقة بمجالات رعاية المسنين" وكذلك "ضرورة تبني الجامعات والمعاهد الصحية لإدراج تخصصات طب الشيخوخة ضمن تخصصاتها وتوفير برامج تدريبية لتأهيل الاخصائيين والمهنيين العاملين في مجال رعاية المسن وبما يشمل الكوادر الاجتماعية والنفسية" و" تبني الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعمل على توفير بيئة صديقة للمسن في المنزل والبيئة المحلية" .

ودعت الى تشجيع الشراكة البحثية بين مؤسسات التنمية الاجتماعية والمؤسسات التعليمية لإثراء البحث العلمي بالدراسات حول الشيخوخة مع التركيز على تحديد عوامل الخطورة على المسن على المستوي الفردي والأسري والمجتمعي" و"التعاون والتنسيق بين المؤسسات والهيئات الاجتماعية والمؤسسات الاعلامية لتكثيف جهودها لإبراز الصورة الايجابية لكبار السن وتعزيز مبدأ المسئولية المجتمعية للمؤسسات الإعلامية تجاه قضاياهم مع التركيز على مساهمات كبار السن الفاعلة في المجتمع وتعزيز العلاقات بين الأجيال" و"تبني الجهات المعنية النظر في سياسات الضمان الاجتماعي لتشمل متطلبات الوضع الصحي ومكان السكن ومتطلباته للمسن والتي تختلف من مسن لأخر" .

وطالبت بتبني الجهات المعنية لإعادة النظر في سن التقاعد مع توفير بدائل وظيفية تتناسب وقدرات وامكانات كبار السن ولا تشكل منافسة للشباب" و"تبني التجارب الناجحة في مجال رعاية وحماية كبار السن خاصة في مجال تقديم الرعاية المنزلية الشاملة الاجتماعية والصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتي تضمن توفير الرعاية المتكاملة للمسنين" و"الدعوة إلى تبني إنشاء لجنة وطنية تعنى بشؤون كبار السن على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي للقيام بعملية التنسيق المستمرة والفعالة بين الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة وصياغة استراتيجية خليجية مشتركة لرعاية كبار السن على غرار خطة العمل العربية تتضمن قيم ومبادئ وتوجّهات وأحكام ترتكز على تعاليم الشريعة الإسلامية وتتماشى مع الرؤى الوطنية للدول، وتحقق التزاماتها تجاه المواثيق الدولية للشيخوخة".

وفي ختام أعمال الحلقة النقاشية ألقت سعادة مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية كلمة قدمت فيها شكر مؤسسة التنمية الأسرية وتقديرها لكافة المشاركين في الحلقة من دول مجلس التعاون الشقيقة ومن المؤسسات العاملة في الدولة .

وأكدت أن الاهتمام بالمسنين يعتبر اهتماما دوليا وذلك لما تمثله هذه الشريحة للمجتمع من أهمية باعتبارهم ثروة وطنية لكافة المجتمات.

ثم قامت سعادة مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية بتكريم الجهات المشاركة في تنظيم الحلقة النقاشية حول المسنين.