حققت المرأة الإماراتية، منذ انطلاقة الاتحاد النسائي العام، بمناصرة ومساندة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إنجازات باهرة ومكاسب عظيمة سبقت بها الكثير من النساء في العالم.
وقد علت صروح هذه الإنجازات والمكاسب المتميزة في إطار النهج الذي اختطّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتمكين المرأة في جميع المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
وحظيت المرأة بحيّز كبير في استراتيجيات الحكومة للتطوير والتميّز، وبجلّ اهتمامها بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبدعم إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأولياء العهود في الإمارات.
وإننا نشعر بالفخر والاعتزاز أن المرأة الإماراتية تعيش اليوم أبهى عصورها وتبوأت أعلى المناصب من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، إضافة إلى حضورها البارز في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي.
ولا يمكن لأحد أن يتصور، أو حتى يتخيّل، عِظم هذه التحولات الهائلة التي حققتها المرأة الإماراتية منذ تأسيس الدولة إذا قارناها بمداها الزمني. فقبل أربعين عاماً كان ذهاب الفتاة إلى المدرسة أمراً صعباً، في حين تُشكل النساء حالياً أكثر من 70 في المائة من مجموع خريجي الجامعات في الدولة.
وتشغل المرأة الإماراتية اليوم أربعة مقاعد في مجلس الوزراء، وسبع مقاعد في المجلس الوطني الاتحادي من بين أعضائه الأربعين، وأربع قاضيات في الهيئة القضائية، وعضوات في النيابة العامة، وأربع سفيرات وقنصليات للدولة في الخارج من بين أكثر من 140 يعملن في الحقل الدبلوماسي، وطيارات حربيات في القوات الجوية، بالإضافة إلى انخراطها في مجال الطيران المدني.
وتشغل المرأة اليوم أكثر من 66 في المائة من الوظائف الحكومية، من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، و15 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك.
واقتحمت المرأة، بكفاءة واقتدار ميدان الأعمال بعد تأسيس مجالس سيدات الأعمال التي تضم عدد كبير من السيدات يُدرن 20 ألف مشروع استثماري وشركة ومؤسسة، كما وصل عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي، الذي يُعد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، إلى نحو 38 في المائة.
وعلى الرغم من أن ابنة الإمارات لم تعُد منشغلة بممارسة حقوقها ولا المطالبة بها -كما قُلت في أحد أحاديثي- إلا أن ذلك ليس مدعاة للاسترخاء، وإنما لمزيد من العمل الدءوب.
إننا ندعو بنات الوطن إلى توظيف كل إمكانياتهن وطاقاتهن وعلمهن في خدمة المجتمع والوطن في مختلف الميادين وعلى كافة المستويات ليبقين كما عهدناهن دوماً في المركز الأول في العطاء والتفوق والإبداع.
إن طموحاتي لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات للمرأة الإماراتية لا حدود لها، وسنسعى، في الاتحاد النسائي العام حثيثاً، ونعمل جاهدين لتعزيز دورها في مختلف المجالات ليكون لها السبق والريادة في مختلف مواقع العمل، وتفعيل دورها وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية والبيئية وغيرها من المواقع، بحيث تصبح المرأة الإماراتية -كما قلت في أكثر من مناسبة- شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة وليست مشاركاً فقط.
فاطمة بنت مبارك
رئيسة الاتحاد النسائي العام
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات