كلمة الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى المرأة الإماراتية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية
ابوظبي في 26 اغسطس 2015 / وام /
وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة كلمة بمناسبة يوم المرأة الاماراتية الذي يصادف بعد غد الجمعة فيما يلي نصها.. وجهت القيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بتخصيص يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام للاحتفال بالمرأة الإماراتية مؤكدة بذلك على حق المرأة الإماراتية بالتكريم والتقدير المجتمعي لما قدمته وتقدمه من تضحيات جمة على الصعد كافة إيمانا من القيادة الرشيدة بأهمية مساهمة المرأة في جهود السلام والتنمية وبوقف أشكال التمييز والعنف ضدها.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على دور المرأة في المجتمع حيث قال سموه " لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها .. للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن".
ومنذ إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971 والدولة تحقق مكاسب تلو الأخرى في مجال المساواة بين الجنسين آخذة بعين الاعتبار المستجدات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحتين الاقليمية والدولية وتأثيرهما على وضع المرأة وتقوم الدولة بإجراء مراجعة شاملة دائمة لواقع المرأة الإماراتية بالمقارنة مع مسارات دولية مختلفة لا سيما مسار المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة لعام 1995م وتقييم عملية الأهداف الإنمائية الألفية وإعداد أجندة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد العام 2015 ومسارات التنمية المستدامة والمؤتمر الدولي للسكان لما بعد عشرين عاما.
وتحتفل معظم دول العالم سنويا بالمرأة للتأكيد على دورها في تحقيق تنمية مستدامة ومنصفة وفي ممارسة حقها في تولي المناصب التي تستحقها كما أقرتها الشرائع السماوية والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية وتشارك في تلك الاحتفالية حكومات ومنظمات مجتمع مدني وأفراد.. وتعبر هذه الاحتفالية عن رغبة جماعية صادقة في كفالة الحقوق الإنسانية الأساسية للمرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين وإزالة أشكال التمييز الاجتماعية والثقافية والسياسية ضد المرأة.
لقد حبانا الله - عز وجل - في دولة الإمارات العربية المتحدة - بقيادة رشيدة أخلصت لشعبها وتفانت في خدمته ووضعت الإنسان نصب عينيها وبشعب ملتف حول قيادته تواق إلى فعل المستحيل من أجل خدمة وطنه والذود عنه بالقول والعمل حتى غدت الإمارات دولة عصرية ونموذجا يحتذى بها في تشريعاتها وسياساتها وآلياتها وممارساتها تجاه حقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
وتحظى المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام خاص من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتعمل حكومته برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ومن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات على ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان التي أقرها الدستور وضمنتها التشريعات الوطنية والدولية التي صادقت عليها الدولة.. وهي تعمل ليل نهار على إسعاد مواطنيها وتوفير كل متطلبات الحياة لهم من رعاية وحماية ومشاركة.
وإننا ندرك حجم التضحيات الملقاة على عاتق المرأة تجاه وطنها الغالي وإننا لنشاطرها الهم نفسه فقد قدمت وتقدم دماء أبنائها الزكية خالصة وفداء للوطن وحماية له وصونا لترابه إنهم شهداء الوطن الأبناء البررة والتي ستبقى ذاكراهم وسيرتهم العطرة خالدة ومحفورة في ذاكرة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ننحني أمامهم إجلالا وإكبارا و تقديرا لتفانيهم ولصبر أمهاتهم وبذلك تسطر المرأة الإماراتية أروع الأمثلة في التضحية والوفاء ونكران الذات.
إننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال الأول بيوم المرأة الإمارتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن.. هذه النماذج من النساء يرقى بها الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء.
ما يثلج صدورنا ويريحنا هو التلاحم المشهود بين القيادة والمواطن حيث أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية بين الأمم.. فلنفرح جميعا بهذا الموقف ولنخلد بذلك شهداء الوطن الذين سيبقون وسام شرف على صدورنا.
إنني أناشد المرأة الإماراتية بأن تحافظ على المكتسبات التي تحققت لها وأن تبذل المزيد من الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة لها والدعم السياسي الذي تحظى به لكي تحقق المزيد من التقدم والتمكين.. كما أدعو المرأة الإماراتية بأن تشارك بفعالية وحماس في الانتخابات المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي مشاركة فاعلة وأن يكون لها دورا بارزا في الدورة التشريعية القادمة. وفقكن الله وسدد خطاكن وجعلكن سدا منيعا لحماية الوطن.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات