ابوظبي /وام / يسعى مركز الصناعات اليدوية والبيئية التابع للاتحاد النسائي العام إلى الحفاظ على موروث الإمارات الثقافي عبر مشاريع عملية تحفز العاملات في الحرف والفنون الشعبية على زيادة إنتاجهن من خلال ضمان عائد اقتصادي وتدريب الناشئات على إتقان حرف يدوية تناقلتها الأجيال .
ويتصدى الاتحاد النسائي لمهمة الحفاظ على الصناعات اليدوية التقليدية انطلاقا من اقتناعه بأن له دورا أساسيا في الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي ولأنه ''الحاضن والداعم لجميع ما يهتم بالرقي بالمرأة في الإمارات،'' حسب سعادة نورة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام.وقالت صحيفة/الاتحاد/ان مركز الصناعات اليدوية والبيئية، الذي تأسس في العام 1978 بقرار من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية يهدف إلى إحياء التراث وتطويره والمحافظة عليه من الاندثار.
وتشير السويدي الى أن المركز يحظى بدعم مادي ومعنوي من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، التي تعمل على متابعة المشاريع التي ينفذها المركز. ''وكان لهذا الاهتمام الأثر الأكبر في تزايد إقبال العديد من النساء للالتحاق به وتعلم الكثير من الصناعات اليدوية والبيئية''.
وحرص الاتحاد النسائي العام على التوسع في إنشاء الفروع التابعة للمركز في جميع إمارات الدولة بهدف تأهيل العديد من القطاعات النسائية وربطها بماضي الأجداد وتوثيق التواصل لإحياء التراث وتطويره والحفاظ عليه من عوامل الاندثار، إضافة الى تركيزه على إبراز شخصية المرأة ودورها في الماضي من خلال الأعمال اليدوية التراثية، إلى جانب تحسين دخل المرأة ورفع مستواها المعيشي.
ويضم المركز عدداً من المشاغل المتخصصة في الصناعات التقليدية والمنتوجات التراثية والنقش بالحناء، وتعمل فيه حوالي 130 عاملة.
وتعرض مجموعة كبيرة من منتجات المشاغل في المعرض العام لمركز الصناعات اليدوية الذي يحتوي على مجموعة ''قيمة ونادرة'' من المنتوجات التراثية.
ويتيح المعرض لزواره العرب والأجانب فرصة الاطلاع على منتوج تراثي متنوع في أقسام متخصصة تشمل قسم التراث البحري وقسم البادية وقسم الملابس والحلي التقليدية القديمة وقسم الأدوية الشعبية.
وبهدف الإبقاء على الصناعات التراثية حية وتدريب الأجيال الجديدة عليها، يعمل مركز الصناعات اليدوية والبيئية على استقطاب الراغبات من قطاع المرأة حيث يوفر لهن التدريب وفرص العمل.
ويتضمن مركز الصناعات اليدوية والبيئية عدة أقسام ومشاغل من أهمها مشاغل التلي المتخصصة في إنتاج التلي، الذي يستعمل في تزيين الملابس الوطنية للمرأة في الإمارات، ومشاغل السدو التي يتم فيها إنتاج السجاد القديم باستخدام الأنوال الأفقية. وينتج مشغل النسيج أنواعا متطورة من السجاد باستخدام الأنوال العمودية بينما يختص مشغل الخوص في إنتاج مشغولات من سعف النخيل لتوفير الاحتياجات المنزلية.
ويضم مركز الصناعات اليدوية والبيئية أيضا مشاغل الخياطة، التي تم تطويرها لإنتاج ملابس حديثة تحافظ في نفس الوقت على الزي التقليدي للمرأة، اضافة إلى مشغل التطريز، الذي زود بآلات حديثة لصناعة المفارش والمخدات المطرزة والشيل ورسومات الأطفال، ومشغل الفنون اليدوية الحديثة المتخصص في الصناعات الحديثة مثل الفيكونات والرسوم على الزجاج والمكرميات وزهور السيراميك والكروشية.
ويعمل مركز الصناعات اليدوية النسائية على دعم ومساعدة مراكز التنمية الاجتماعية في تنمية المهارات الحرفية وتطوير الإنتاج الحرفي بإعطاء الإرشادات والتدريب وإدخال تصميمات ومنتجات جديدة. ويقدم للحرفيات الماهرات مكافآت شهرية تشجيعاً لهن على مواصلة جهودهن في الحفاظ على التراث الحضاري لدولة الإمارات.
ويعرض المركز منتجاته، التي تشمل الملابس الصوفية وغيرها من الملابس التقليدية لدول الخليج العربية، إضافة الى مجموعات من الذهب والفضة والنقشات القديمة في مراكز له في عدد من مطارات الدولة ومراكز النشاطات الرئيسية الجماهيرية. ولا تغيب أقسام النقش بالحناء، والمطبخ الشعبي الذي يقدم المأكولات الشعبية عن هذه المراكز.
ويذهب نصف الإنتاج، الذي يصل شهريا إلى حوالي 5 آلاف متر تلي، 25 نخلة سيراميك، و50 سلة من التمرو 450 كندورة أو قميصاً أو ملابس أطفال، فضلاً عن العديد من المنتجات والمشغولات اليدوية للزينة والإكسسورات النسائية والعطور والبخور وغيرها من لوازم البيت،.. للتسويق. ويقدم النصف الآخر هدايا تذكارية للضيوف والزوار الرسميين للاتحاد النسائي العام.
وللتعريف بالمنتجات ليدوية التراثية الإماراتية، يقوم المركز بتنظيم العديد من المعارض لعرض المنتجات والمشغولات ويشارك بالتنسيق مع وزارة الخارجية، في العديد من المعارض الخارجية، حيث تسافر مجموعة من السيدات مع وفد الدولة المشارك في المعارض السياحية والترويجية والحفلات والاستقبالات لعرض التراث الإماراتي. وزادت مشاركات المركز في معارض الدولة الخارجية والداخلية العام الماضي عن 100 مشاركة.
وتقول لولوة المحرزي، مديرة قسم الصناعات في المركز، إن مركز الصناعات استطاع عبر مشاركاته الخارجية أن يحظى بإعجاب زواره. وتشير إلى أن مشاركة دولة الإمارات في معرض هانوفر في ألمانيا عام 97-1998 حظيت بالمركز الأول عالمياً. وفاز المركز بجائزة أفضل جناح تراثي على مستوى جميع المشاركات التي ضمت 146 دولة.
وتؤكد المحرزي أن هناك أكثر من 130 سيدة مواطنة حافظة للتراث تعمل في المركز، مشيرة الى أن سيدات مسنات لا يستطعن البقاء على رأس العمل قمن بتعليم الكثير من السيدات ممن يعملن في الصناعات التراثية براتب شهري معدله عشرة آلاف درهم. وتشير المحرزي إلى عدم البت بطلب أكثر من 300 مواطنة التعيين في المركز وتدعو إلى تعيينهن بشكل سريع وزيادة رواتب العاملات ''للاستفادة من الخبرات الموجودة، ولتوسيع نطاق العمل في المركز'' للمحافظة على هذا الإرث الحضاري والتعريف به''.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات