أخبار المؤسسة

إطلاق بحث ميداني في الاتحاد النسائي حول المرأة والمجتمع المدني في دولة الإمارات

واستعرضت الصايغ في البداية أبرز محاور البحث الميداني الذي تضمن مدى وعي المرأة المواطنة بمؤسسات المجتمع المدني ودورها وذلك من خلال قياس أهداف المرأة من عملها في مؤسسات المجتمع المدني ورأيها في دور تلك المؤسسات في تحقيق أهداف مجتمعية اضافة الى رأي المرأة في العوامل التي تساعد على تقوية المجتمع المدني.
وحددت الدكتورة الصايغ مدى مساهمة المرأة في عمل أو أنشطة مؤسسات المجتمع المدني من خلال قياس نسبة مشاركة المرأة المواطنة في عمل تلك المؤسسات ومدة انتسابها لتلك المؤسسات وعدد مرات ترددها على تلك المؤسسات فضلا عن طبيعة العمل الذي تقوم به عند انتسابها.
وقدمت الصايغ نبذة تاريخية عن المرأة والعمل التطوعي في الإمارات ..وقالت " ارتبط ظهور المجتمع المدني في منطقة الإمارات بالمرأة وكانت أول جمعية هي جمعية نسائية في رأس الخيمة في عام 1967..لافتة الى ان عمل الجمعيات مرتبط بحاجة المجتمع الأساسية من تعليم وخدمات اجتماعية واستجابة لظروف واحتياجات المنطقة .
وأضافت في هذا السياق انه في عام 1971 قام الاتحاد وتطور عدد مؤسسات وجمعيات النفع العام حتى وصل الى 17 في عام 1978 ولكن في ذلك العام توقف نظرا لصدور قانون رقم 20 والخاص بتنظيم الجمعيات وحصرها بالمواطنين.
وأشارت الى ان فترة الثمانينيات شهدت طفرة في عدد مؤسسات المجتمع المدني لكنها قالت ان تلك الطفرة لم تعنى أنها طفرة في العمل التطوعي الشعبي فقد كانت الأنشطة خيرية وإسلامية ولم تخرج كثيرا الى نطاق الخدمات الاجتماعية ..مشيرة الى ان الجمعيات كانت تعتمد في مواردها على الدعم الحكومي.
ولفتت الى وجود عدد من الدراسات التي تعالج العمل التطوعي وظهور الجمعيات ..منوهة بأهمية عمل الجمعيات ذات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني كونها تجعل الفرد أكثر معرفة وإدراك بحقوقه وواجباته المجتمعية والقانونية وتستثمر أوقات الفراغ بشكل ايجابي يعود على الفرد والمجتمع بالنفع العام اضافة الى أنها تجعل الفرد أكثر قدرة على التواصل المجتمعي مع غيره من أفراد مجتمعه وتجعل الفرد أكثر تفاعلا ومعرفة بقضايا مجتمعه وحاجاته الاجتماعية وتعمق وتزيد من مهارات الاتصال بين أفراد المجتمع الواحد.
وقالت الدكتورة الصايغ أستاذة التاريخ في جامعة الإمارات انه ارتبط ظهور أول جمعية نفع عام في الإمارات في فترة الستينيات بالمرأة ..مشيرة الى انه خلال فترة السبعينيات والثمانينيات كانت المرأة نشطة نوعا ما في عمل الجمعيات ..وقالت ان المتغيرات التي حدثت في الإمارات في فترة التسعينيات أثرت على دور المرأة وانخراطها في مؤسسات النفع العام حيث نلاحظ منذ التسعينيات عزوف المرأة عن الانخراط في مؤسسات المجتمع المدني والعمل التطوعي عموم.
وحول المبادرات الحكومية الهادفة الى زرع ثقافة التطوع ذكرت الصايغ ان العمل التطوعي يعد جزءا من ثقافة مجتمع الإمارات لذا بدأت مبادرات حكومية لزرع ثقافة التطوع من خلال الإستراتيجية الحكومية للنهوض بالمرأة وتشجيع ثقافة التطوع الاجتماعي .
وقالت الدكتورة فاطمة ان معظم المشاركات في الدراسة هن ممن تقل أعمارهن عن 25 سنة أي أنهن من فئة الشباب ..مشيرة الى ان معظم المشاركات في الدراسة الحالية هن من غير المتزوجات وبلغ عددهن 174 مشاركة وبنسبة 73 في المائة وباقي المشاركات متزوجات وبلغ عددهن 53 مشاركة وبنسبة 22 في المائة .
اما حول الحالة التعليمية فذكرت الصايغ ان معظم المشاركات في الدراسة من الحاصلات على شهادات جامعية أو من اللواتي يدرسن في الجامعات بلغ 207 مشاركات وبنسبة 87 في المائة.
وأضافت الصايغ ان التخصص العلمي للجامعيات تنوع في الدراسة بحيث شملت جميع التخصصات الرئيسية ..مشيرة الى ان الدراسة غطت إمارات الدولة السبعة وإن كانت بأعداد متفاوتة .
وقالت ان أهم أهداف المرأة من وراء عملها في مؤسسات المجتمع المدني هو زيادة الخبرات وتنمية المعارف يلي ذلك خدمة المجتمع من خلال هذه المؤسسات ومن ثم زيادة الوعي العام وتعزيز الانتماء الوطني أما أقل الأهداف أهمية من وجهة نظر المرأة فكانت الهروب من رتابة الحياة والرغبة بلقاء الصديقات ومحاولة ملء وقت الفراغ ويلاحظ أن هذه الأهداف الأقل أهمية شهدت تفاوتاً أو اختلافاً أكبر من الأهداف الأهم كما يظهر من خلال نتائج الانحراف المعياري.
ورأت الدكتورة فاطمة الصايغ من خلال نتائج الدراسة أن المرأة المواطنة ترى أن تقوية المجتمع المدني ومؤسساته تتم بشكل أكبر من خلال زيادة الدعم الحكومي المالي وزيادة الحوافز المعنوية للعاملين فيه ورفع الوعي بدوره بالإضافة إلى الحوافز المادية للناشطين فيه.. أما ما يتعلق بالجانب الإداري والتنظيمي كتفريغ العاملين في المجتمع المدني للعمل فقط في مؤسساته وجمعياته أو إعطائهم مناصب معينة في الدولة أو إلحاق هذه الجمعيات بالحكومات المحلية فهي حسب رأي المرأة المواطنة عوامل أقل أهمية في تقوية المجتمع المدني.
كما أرجعت الصايغ أهم الأسباب وراء ترك المرأة المواطنة العمل في مؤسسات المجتمع المدني الى ضغوط العمل وقالت ان متطلبات الأهل والزوج وعلى غير المتوقع لا تساهم في الحد من اقبال المرأة على مثل هذه المشاركة.
وذكرت الصايغ كذلك انه من خلال نتائج الدراسة نرى ان هناك نظرة إيجابية قوية عند المرأة المواطنة للعاملين والناشطين في المجتمع المدني فهي ترى أنهم يطمحون في تغير المجتمع نحو الأفضل وأنهم محبون للخير وهم القدوة الحسنة للمجتمع وأنهم يؤثرون خدمة المجتمع على مصالحهم الشخصية وبالطبع هم محبون للمجتمع ومتفانون في العمل التطوعي فيه وترى المرأة كذلك أن هؤلاء الأشخاص لا ينشدون الشهرة ولا يطمعون في مناصب وهم كذلك غير متسلطين.
واستنتجت الصايغ في الختام أن نظرة المرأة ايجابية للناشطين في هذا المجال وبالتالي فهي ليست السبب وراء عدم مشاركة المرأة المواطنة فيه.

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات