الشارقة في 22 يونيو / وام / أعربت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المحلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة عن سعادتها باختيارها مناصرة بارزة للاجئين الأطفال حول العالم من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت سموها - في مقابلة أجرتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع سموها بمناسبة اختيارها مناصرة بارزة للاجئين الأطفال حول العالم - " هي مسؤولية كبيرة وأشعر بالفخر لتولي مهمة مناصرة بارزة للاجئين .. هذه مهمة كبيرة بالفعل وأنا شخصياً أحاول التواجد والمشاركة الدائمة في العمل الإنساني على صعيد العالم العربي والأفريقي".
واضافت " أعتقد أن هذا الدور سيمنحني فرصة مميزة لإحداث التغيير على مستوى العالم هذه المرة ..فعالمنا مليء بأناس كثيرين يحملون في داخلهم مشاعر طيبة وقلوب عامرة بالحب والسلام والمجتمع الإنساني سواء كان محلياً أو إقليمياً أو عالمياً ينبغي أن يُغلب فيه جانب الخير على الشر".
وأوضحت "أرى اليوم أننا من خلال بوابة المفوضية قادرون على إيصال صوتنا لكل العالم ومخاطبتهم بالطريقة التي يستطيعون عبرها مساعدة اللاجئين .. وأرى ضرورة استثمار رغبتهم في عمل الخير وتحويلها إلى ممارسة عملية من خلال زيادة الوعي لديهم .. فمحبو العمل الخيري كُثر ولديهم رغبة كبيرة في البذل والعطاء ويتطلعون لتخصيص جزء من ثروتهم لتذهب مباشرة إلى المعوزين واللاجئين سواء كانوا أطفالاً أو كباراً ولكن غياب الآلية لإيصال هذه المعونات يعوق مساعدة هذه الفئة المهمشة".
وقالت "أنا من جانبي سأعمل جاهدةً لنشر الوعي سواء محلياً أو إقليمياً على مستوى الوطن العربي ..كما أظن اليوم أن الجهة الأمثل التي يمكن أن نمد معها جسور التواصل لمساعدة اللاجئين هي المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ..وأهيب من خلال المفوضية أن يقدم كل فرد يد العون والمساعدة لضمان نجاح جهود الإغاثة وألا يبخل بالوقت أو بالمال لنشر الوعي الذي نستطيع ان نخلق من خلاله مجتمعاً سليماً وبيئة صالحة لحياة الأطفال حتى يكونوا في المستقبل رواداً في العمل الإنساني ولديهم الرغبة في الحياة بحب وسلام".
وحول دور سموها في نشر العمل الخيري والعطاء في ظل مسيرتها الممتدة من العطاء والعمل الانساني .. قالت سموها "يشكل لي هذا الدور أهمية كبيرة كونه سيساهم في توسيع نطاق عملي في الحقل الإنساني من المستوى الإقليمي ليغطي المستوى العالمي ..فقد كانت لدي رغبة أن أقدم شيئا منذ بداية نشأتنا وفي مرحلة الطفولة والشباب حيث تربينا على العطاء وعلى مناصرة القضايا العادلة والإنسانية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كانت تمثل القضية المحورية بالنسبة لنا في الوطن العربي".
واضافت سموها "أعتقد أني لست الوحيدة التي تحمل في روحها هذه المعاني فقد نشأت وسط مجتمع يؤمن بهذه القيم والمبادئ السامية وروح البذل والعطاء وهنا أستذكر الوسط النسائي في مجتمعنا حيث تبرعت كثيرات منهن بمجوهراتهن التي كن يتزين بها للمساهمة في حملات التبرعات التي تنظم بين الوقت والآخر ..لقد حملنا في قلوبنا وعقولنا مأساة إخواننا اللاجئين الفلسطينيين وما زلنا ولكن للأسف فالحالات الإنسانية في وطننا العربي في تزايد مستمر فها هي المأساة العراقية حاضرة إلى يومنا الحالي ونرى العوز والفاقة التي يعانيها هذا الشعب العظيم ..إضافة إلى مأساة اللاجئين السوريين والذين يعاني بلدهم الدمار والخراب وحركة نزوح قوية إلى البلدان المجاورة وخصوصاً إلى لبنان الذي احتضن الآلاف منهم".
وأشارت سموها إلى أن "لبنان يستحق منا أن نقف إلى جانبه وأن نتواجد على الأرض ونوفر الإعانات والتبرعات وقد سبق لي أنا ومجموعة من أبناء وطني تقديم يد العون للاجئين في هذا البلد .. إن العمل الخيري ممارسة عملية على أرض الواقع تكبر مع الإنسان وهذا ما حدث معنا بالفعل ..فكلما تقدمت بنا السنون زاد رصيد الخير في قلوبنا وعقولنا ونتمنى أن تكون محاولاتنا في تقديم الرعاية اللازمة وتأمين حياة أفضل للمنكوبين في كل من لبنان وغزة والصومال وفي أماكن أخرى كُتب لها النجاح والتوفيق الذي نرجوه".
وأوضحت سموها "ونحن من جانبنا نستلهم قصص النجاح في هذا المجال لتكون مصدر إلهام لنا في تعاطينا مع المشاكل التي تواجه اللاجئين حول العالم لأنني أعتقد أن الأمل لا يعرف الحدود كما أتمنى من صميم قلبي أن تكون تجربتنا في مجال العمل الإنساني مثالاً يُحتذى ونستطيع من خلال موقعنا الجديد أن نعممها".
وحول اختيار لبنان بالذات كمحطة لسموها واختيارها كمناصرة بارزة للاجئين الأطفال أوضحت سموها "ان الشعب اللبناني شعب كريم وقد فتح ذراعيه دائما لجميع الشركاء في الحدود وعلى امتداد الوطن العربي فلبنان منذ البداية تحمل نصيبه من نكبة إخواننا الفلسطينيين عندما هجّروا منها وكانت المجمعات السكنية للفلسطينين متواجدة على أرض لبنان وكنا نتمنى أن يقل عدد النازحين والمجمعات وتخف وطأة العذاب ويعود الفلسطينيون إلى أرضهم معززين مكرمين ولكن للأسف نرى أن المصائب ما زالت تتوالى على الوطن العربي والفلسطينيين ما زالوا في المجمعات يعانون وفي هذا السياق كنت أحاول دائماً أن أجد طريقة أصل بها إلى مجمعات الفلسطينيين لعمل شيء للاجئين هناك وندعم فيه الطفولة البريئة عبر توفير التعليم للأطفال والاستقرار للأمهات اللواتي عانين الكثير وتوفير العيش الكريم لهن مع عائلاتهن".
وأضافت سموها "ما زال موضوع اللاجئين يشكل محط اهتمامنا ..ولا ننسى في هذا الإطار المعاناة الكبيرة التي يعيشها إخواننا السوريون وتدفقهم إلى الأراضي اللبنانية التي استقبلت من قبل الأخوة العراقيين وهناك سبب آخر لاختياري لبنان يتمثل في أننا قمنا سابقاً بإطلاق العديد من المبادرات الموجهة من القلب وبكل حب إلى لبنان فبادرنا إلى إطلاق برنامج - سلام يا صغار- وقدمنا في هذا الإطار وما زلنا نقدم إلى الآن وفتحنا باب التبرع وكافة القنوات الأخرى المتاحة إلى جانب ما يقدمه أهلنا وإخواننا في دولة الإمارات إلى جانب أي إسهامات أخرى كما فتحنا باب التعاون مع المنظمات العالمية القادرة والمتمرسة على إيصال الدعم والمعونات اللازمة على مراحل لصالح قطاعي التعليم والصحة".
وأوضحت "كما أطلقنا مبادرة - بحبك يا لبنان - في ذات العام الذي تعرض فيه لبنان للعدوان الإسرائيلي فالقلب مثلما يقولون يحن إلى هذا البلد العظيم ونحن بدورنا نحاول عمل كل ما يمكننا لمساعدة هذا البلد لا سيما بعد الحرب ..كما وضعنا برنامج تبرعات قدمنا من خلاله مساعدات كبيرة للعديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تُعنى بكبار السن والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولله الحمد فقد ساهمنا في المساعدة والحفاظ على البيئة في لبنان عبر برنامج - تيرجع بحرك أزرق - والذي أطلق في سياق حملة ما بعد العدوان لنظافة الشواطئ من البقع النفطية التي تسربت وقتها جراء الحرب الدائرة".
وقالت سموها "دائماً في الصراعات التي تحدث في العالم يشعل الكبار الحروب ويعاني ويلاتها الصغار الذين يعتبرون الخاسر الأكبر ويتأثر الطفل بتبعات تدمير بيته ومسكنه والذي يليه دمار نفسي يجتاح داخله إذ يعاني نفسياً من الاختلاط بالمجتمع الجديد وتعوزه أشياء كثيرة من الحب والحنان والتعليم والصحة ..أيضاً عندما يقع تفجير فإن الأطفال هم أكثر المهددين بالإصابة والتعرض لعاهات مستديمة الى جانب الأثر النفسي أيضاً الذي قد يمتد تأثيره على المدى الطويل فيغدو إنساناً غير فاعل وغير مبادر للخير وهذا الشيء الذي نسعى إلى تجنبه".
وأضافت سموها "نريد أن نضع يدنا على الجانب الخيّر في الإنسان والطفل ونعزز هذا الجانب ونرعى شعور المحبة الموجود لدى هذه الشريحة ..فالأطفال هم دائماَ الذين يعانون عندما تغادرهم براءة الطفولة مبكراً ويبدأ الطفل يشعر بأنه مسؤول عن عائلة أو مسؤول تجاه أمه وأخواته إذا ما فقد الأب الأمر الذي يعتبر تدميراً لنفسيته مع تحمليه مسؤولية أكبر من عمره".
وقالت " لقد عشت اليوم لحظات إنسانية مؤثرة جداً بعد زيارتي لمجمعات اللاجئين ..لقد راودني إحساس آسر أننا مجبرون على الوقوف بجانبهم وأنا أعتبر أن هذا واجب كل إنسان قادر على المساعدة والعطاء لأن حياة النزوح التي يعيشونها تفرض التدخل لتوفير مقومات الحياة الأساسية ..فالأطفال بطبيعتهم دائماً ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل ..مهمتنا اليوم أن نحافظ على هذه الصورة في مخيلتهم قدر الإمكان".
وأوضحت "أجد نفسي عاجزة عن تصوير المشاعر التي راودتني اليوم فمشاهد الأطفال وهم يمرحون ويلعبون بمنتهى البراءة وليس في مخيلتهم حجم المأساة التي يعيشونها بعيداً عن بيوتهم ومدارسهم".
وقالت سموها "ما أريد قوله أنه ينبغي تحمل مسؤولياتنا تجاه تعزيز روح التفاؤل والتطلع للمستقبل بعيون الأمل ومنحهم الفرصة ليعيشوا السلام الداخلي وأنا أرى أن هؤلاء إذا ما منحوا الرعاية والاهتمام الكافيين على الصعيد التربوي والعلمي سيتحول كل طفل فيهم إلى إنسان فاعل وسوي في المجتمع يستطيع أن يتعايش مع الآخرين بحب وسلام بعيداً عن العنصرية والطائفية التي نعيشها الآن ..فهذه مفاهيم دخيلة لم تكن موجودة في حياتنا".
واضافت "لقد تربينا في مجتمع يدعو إلى محبة الجميع ونحن بدورنا سنحاول إن شاء الله أن نعزز هذا الجانب بنشر السلام بعيداً عن التحزب والعنصرية والمذهبية ..الإنسان يحتاج إلى رعاية سواء كان من أي جنس أو من أي عرق أو من أي دين ..الإنسان هو الإنسان والحمد لله".
وأشارت سموها إلى أنها تتمنى من الآخرين "أن يلمسوا ما لمست اليوم ويفتحوا أيديهم بالخير وقلوبهم لإعانة هؤلاء الأطفال وتوفير المدارس التي يستطيعون من خلالها أن يتقدموا في العلم وفي التحصيل العلمي ونجد لهم المراكز التي يستطيعون فيها تنمية مواهبهم سواء كانت الرياضة او الموسيقى أو الفن وكل هذه الأمور تبعدهم عن الأجواء الحزينة التي يعيشون فيها فنتمنى الخير إن شاء الله".
وحول طبيعة الدعم المطلوب بالنسبة للأطفال باعتبار سموها مناصرة للأطفال اللاجئين ..قالت سمو الشيخة جواهر "أولاً نحن ندرك تماماَ أن محاربة المشاكل والعراقيل التي تواجه الأطفال اللاجئين تفرض علينا تحديات كبيرة وفي سبيل تحقيق هذا الهدف المنشود نحن نريد كل أشكال الدعم والمساعدة ولهذا نخطط لمد جسور التواصل مع المنظمات المحلية والإقليمية والعالمية وكذلك الأفراد المتبرعين ونأمل أن تجد جهودنا المشتركة أصداء واسعة تحفز المجتمع للمساهمة بهذه المهمة الإنسانية الرفيعة ومن خلال جميع المنظمات الخيرية الموجودة في العالم ..وعلى مستوى العالم العربي إن شاء الله نتمنى أن نوصل لهم صوتنا ونكون على قدر هذه المسؤولية التي نحملها حالياَ وهي إيصال صوتنا إلى الجميع وأن يكون مسموعاً والهدف من ورائه إعانة إخوة لنا في البشرية والإنسانية ".
ولتحقيق فعالية ناجحة على صعيد المنطقة في مساعدة اللاجئين السوريين أكدت سموها وجوب تضافر كل الجهود والتعاون وأن يستشعر كل فرد بالمأساة التي يعيشها النازحون السوريين وكذلك الألم الذي يعيشه لبنان من تحمل هذا العدد الكبير الذي دخل إلى أراضيه.
وقالت سموها "مثلما عرفت أن 25 بالمائة من عدد سكان لبنان أصبحوا من النازحين السوريين ولبنان أصلاً يعاني أيضاً من مشاكل اجتماعية ومشاكل اقتصادية فما هو التصور القائم بعد التدفق الكبير لمثل هذه الأعداد الضخمة التي تحتاج إلى مقومات الحياة الأساسية لذا أدعو كل من يسمعنا أن يأخذ على عاتقه المسؤولية ويبادر إلى تقديم الدعم والعون".
وأضافت "كلي ثقة أن العديد يشاطروني شعوري حيال هذه المسألة الحيوية وهي اللاجئين ..أنا عندما أكتب في مواقع التواصل الاجتماعي أني أقوم بعمل تطوعي إنساني أتفاجأ بالكم الهائل من الأصوات التي تطلب الإرشاد والتوجيه للمبادرة والمساعدة في جهود الإغاثة ..وعلى الصعيد الشخصي أشعر بالتفاؤل لوجود أشخاص خيرين في مجتمعاتنا بهذا الكم وأنا على يقين تام أن تضافر الجهود سيقودنا إلى تحقيق إنجاز على الأرض في هذا الإطار".
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات