أبوظبي في 13 مايو / وام / كشف الخبراء المشاركون في المؤتمر الاول لصحة قلب المرأة والذي ينظم لأول مرة في الشرق الاوسط تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية الرئيس الاعلى لمجلس الامومة والطفولة عن دراسة طبية نشرت مؤخراً عن تحول جديد بالنسبة للوفيات الناجمة بسبب امراض القلب.وقال الخبراء أن مزيدا من النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 45 عاما يموتن بأمراض القلب جراء انسداد الشرايين فيما تواصل انخفاض حالات الوفيات بين الرجال في المرحلة العمرية نفسها إلى حدوده الدنيا وتلعب زيادة معدلات السمنة والبدانة وغيرها من العوامل دورا كبيرا في ارتفاع حالات وفيات أمراض القلب بين النساء دون سن 45 .وأشار الخبراء إلى أنه يجب مراقبة معدلات الوفيات بين هذه الفئة من النساء لمعرفة ما إذا كان ذلك يشكل توجهاً عاماً وحقيقياً.. ففي الفترة بين عامي 1980 و2002 انخفضت حالات الوفيات الناجمة عن انسداد الشرايين بحدود النصف بين الرجال والنساء دون 35 عاماً بفضل التطور في إجراءات العلاج والوقاية بما فيها علاج خفض الكوليسترول.واكد الخبراء أن أمراض القلب هي السبب الأول في حالات الوفيات في العالم إذ يقتل الملايين سنويا ومن بينهم الف جراء انسداد الشريان التاجي الذي يستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح خطيرا ويؤدي إلى الوفاة ذلك أن 93 في المائة من حالات الوفاة بهذا المرض تحدث بين الأشخاص الذين يزيد عمرهم على 55 عاماً.وأظهرت نتائج دراسة دولية على أمراض القلب بين النساء اعتبرت الأكبر على الإطلاق ان النساء على الارجح أكثر عرضة للموت بسبب أمراض الأوعية القلبية من الرجال.. فوفقا للدراسة فإنه من ضمن وفيات أمراض الأوعية القلبية التي تقدر بحوالي 16ر5 مليون كلّ سنة تموت حوالي 8ر6 مليون امرأة وقد أجرت الدراسة فرق طبية من 38 مجموعة سكانية في 21 بلداً منذ منتصف الثمانينات وحتى منتصف التسعينات بهدف إجراء البحوث على أمراض القلب وعوامل الخطر والسكتة.وأكد الخبراء ان نسبة انتشار امراض القلب عند النساء تزداد بعد عمر 50 سنة نتيجة لعوامل كثيرة منها حدوث تغييرات هرمونية وتزايد احتمالات حدوث انسدادات في الشرايين القلبية نتيجة البدانة والسمنة الزائدة وقلة ممارسة الرياضة .. موضحين ان غالبية الدراسات العالمية تشير إلى تزايد نسبة البدانة والسمنة بين السيدات الأمر الذي يؤدي إلى تزايد نسبة إصابتهن بالأمراض المزمنة ومنها امراض القلب .. كما ان نسبة اصابة النساء بأمراض القلب فوق عمر 50 عاماً تزيد على نسبة اصابة الرجال.واجمع الخبراء على اهمية تفعيل البرامج الوقائية والعلاجية للحد من انتشار الامراض القلبية لدى المرأة .. مثمنين رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "ام الامارات" لمبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين والتي استطاعت ان تقدم خدماتها العلاجية والجراحية والوقائية عالميا ومحليا من خلال برامجها وفعالياتها والتي ابرزها اطلاق برنامج للوقاية من الامراض القلبية "وقاية" وتدشين عيادات تخصصية متحركة للقلب وتبني علاج مرضى القلب من المعوزين واجراء عمليات القلب المجانية اضافة الى التنظيم السنوي لمؤتمر الامارات للقلب وتدريب الكوادر الطبية في مجال طب وجراحة القلب وادخال تقنية جراحات القلب بالمناظير في مبادرة هي الاولى من نوعها في المنطقة تحت اشراف اطباء وجراحين اماراتيين وفرنسيين وعالميين.واكد سعادة الدكتور جمال السويدي المدير العام لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ان المؤتمر يتزامن مع الاحتفال بعلاج مليون طفل ومسن بمشاركة نخبة من كبار العلماء والخبراء الذين اشادوا بدور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك" ام الامارات" في مجالات العمل الصحي والانساني والذي مكن كبار العلماء والاستشاريين الاماراتيين والفرنسيين من تقديم افضل الخدمات للرقي بمستوى طب وجراحة القلب. وقال ان مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يحرص على استضافة المؤتمرات العالمية لإيجاد بيئة علمية عالمية .. مؤكدا اهمية عقد المؤتمرات العلمية التخصصية لتبادل الخبرات ومناقشة احدث المستجدات في التخصصات الدقيقة والنادرة كطب وجراحة القلب.واشارت سعادة نورة السويدي مدير عام الاتحاد النسائي العام ان مؤتمر صحة قلب المرأة نظم لأول مرة بمبادرة من زايد العطاء وبالشراكة مع الاتحاد النسائي العام ومركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ولجنة الامارات لرياضة المرأة وبإشراف مستشفى الامارات الانساني والمجموعة الاماراتية العالمية للقلب والمؤسسة العالمية للقلب .وقالت ان المؤتمر لقى اقبالا كبيرا من أكثر من 500 طبيب وطبيبة بينهم نخبة من كبار الأطباء والخبراء والعلماء المتخصصين في مجال أمراض وجراحة القلب من العديد من الدول.. موضحة أن المؤتمر ناقش العديد من القضايا والموضوعات الحيوية الهامة ذات الصلة بأمراض القلب والجديد في هذا المجال .وأشارت إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في استضافة نخبة من الأطباء العالميين العاملين في أعرق المؤسسات الطبية المشهود لها على المستوى العالمي في مجال علاج أمراض القلب.من جهته اكد جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء المدير التنفيذي لمستشفى الامارات الانساني رئيس مركز الامارات للقلب استشاري جراحة القلب والعناية المركزة ان المؤتمر يركز على الأمراض المزمنة الأكثر انتشارا في المنطقة من خلال عقد اللقاءات والمؤتمرات العالمية التي تتيح إمكانية التعرف على الجديد في مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب.واشار إلى أن المؤتمر يعد الأول من نوعه في المنطقة كونه أول ملتقى علمي معني بصحة قلب المرأة مما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "ام الامارات" بصحة المرأة.وقال ان النساء يشتركن مع الرجال في أكثر عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب - ومنها ارتفاع مستوى الكولسترول والخمول والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتدخين - إلا أن هناك بعض الاختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بنشوء تلك الأمراض وأعراضها والتنبؤات بعواقبها.وبالمقارنة مع الرجال فإن لدى النساء احتمالات أكثر للوفاة بأمراض القلب كما يزداد لديهن بمقدار الضعف احتمال التعرض على الأكثر إلى نوبة قلبية ثانية في فترة 6 سنوات بعد تعرضهن لأول نوبة قلبية وتكون أوضاعهن الصحية أسوأ بعد إجرائهن عمليات جراحة القلب بهدف وضع وعاء دموي مواز للأوعية المسدودة أو بعد عمليات إزالة تضيق الشرايين ولكن ومن جهة أخرى فإن النساء لا يتعرضن إلى أمراض القلب إلا بعد 10 سنوات من تعرض الرجال إليها.واشار الدكتور الشامري الى أن المؤتمر يأتي في إطار الاهتمام الذي توليه دولة الامارات العربية المتحدة لمرضى القلب حيث حرصت على توفير أرقى الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية.اما البرفسور الفرنسي الن دوليش فقد اشاد بجهود مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين في مجال الحد من انتشار الامراض القلبية وتفعيل سبل الوقاية منها وعلاجها وفق احدث الطرق العلمية كما تولي اهتماما بتنظيم المؤتمرات ومناقشة الأبحاث الطبية المتخصصة لاكتشاف المزيد عن آليات حدوث الأمراض القلبية وصولا إلى برامج علاجية أكثر نجاعة.وكشف عن انه سيتم توقيع اتفاقية تعاون ثنائية لتفعيل العمل الثنائي محليا وعالميا بين الامارات وفرنسا في مجال طب وجراحة القلب .كما اكد جراح القلب الفرنسي البرفسور اولفير جاكدين رئيس مركز القلب في ليون الفرنسية عضو مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين ان المؤتمر تضمن عقد العديد من الجلسات العلمية وورشة عمل إضافة إلى لقاء جماهيري بين أطباء القلب والمرضى في اليوم الثاني من المؤتمر.. وسيتاح المجال أمام الحضور من المرضى للاستفسار عن أمراض القلب وسيشارك في اللقاء طبيب متخصص في القسطرة القلبية وطبيب متخصص في أمراض القلب والجراحة.وقال ان الجلسات العلمية تزامنت مع اجراء عمليات معقدة في القلب في اطار برنامج يعد الاول من نوعه في المنطقة لإدخال تقنية جراحات القلب بالمناظير في الدولة تجرى من خلال ثلاث فتحات صغيرة الأولى في الشريان الفخذي الأيمن وفتحتين في الجانب الايمن من الصدر ومن خلال الفتحات الثلاث يتم اجراء التدخل الجراحي لتبديل أو إصلاح الصمامات .. مشيرا الى أن هذه العمليات دشنت من خلال برنامج وطني لتطوير جراحات القلب بالمناظير يعتبر الأول من نوعه في الدولة .واضاف أن عملية القلب المفتوح باستخدام تكنولوجيا المناظير تقدم نقلة نوعية في جراحات القلب لها فوائد عديدة على المريض وعلى المستشفى حيث يتم تجنيب المريض إجراء شق جراحي على طول القفص الصدري والاستغناء عن ذلك بإجراء فتحات صغيرة مما يقلل فترة بقاء المريض في العناية المركزة والإقامة في المستشفى مقارنة بعمليات القلب المفتوح التي تتطلب بقاء المريض في المستشفى لمدة تصل احيانا الى عشرة أيام إلى جانب أن هذا الاسلوب الجراحي المتطور يقلل من المضاعفات المصاحبة لعملية لقلب المفتوح الاعتيادية .. مشيرا الى أن تقنيات جراحة القلب المفتوح بالمناظير تجرى لفئات معينة من المرضى المصابين بثقوب في القلب او اختلال في وظائف الصمامات .وقال الدكتور عارف النوراني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي رئيس قسم أمراض القلب وعضو مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين انه تم الانتهاء من تدريب كوادر وطنية في مجال جراحات القلب بالمناظير .. منوها بانه خلال الفترة السابقة تم اجراء العديد من عمليات القلب المفتوح بالمناظير لإصلاح الصمامات والشرايين في بادرة غير مسبوقة تعكس الاهتمام الذي توليه دولة الامارات في مجال تطوير الخدمات لتضاهي مثيلاتها في ابرز المستشفيات الجامعية العالمية والذي يعكس حرص القيادة الحكيمة على تطوير الجانب الصحي.ومن جانبه اعلن الدكتور عبدالله شهاب استشاري القلب استاذ مساعد في جامعة الامارات ان مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين قدمت نموذجا مميزا للعمل الجماعي التطوعي والانساني بمبادرة من الامارات لعلاج الفقراء من مرضى القلب في مختلف دول العالم برئاسة جراح القلب الاماراتي الدكتور عادل الشامري وعضوية نخبة من كبار الجراحين من فرنسا وبريطانيا وهولندا وامريكا ومصر والاردن والسعودية والبحرين وغيرها من الدول.واكد ان مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين قدمت العلاج المجاني للألاف من المرضى واجر ت ما يزيد على 2400 عملية قلب مجانية.وتجدر الاشارة الى ان مؤتمر صحة قلب المرأة يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات التي تنظم بمبادرة من زايد العطاء وبإشراف المستشفى الاماراتي الانساني بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام والمؤسسة العالمية للقلب . وتركز جلسات المؤتمر العلمية في دورتها الحالية على اسباب الامراض القلبية لدى المرأة وافضل سبل التشخيص والعلاج والوقاية واهم التدخلات غير الجراحية لعلاج الاختلال في الصمام الميترالي ومناقشة المستجدات في أمراض ارتفاع ضغط الدم والطرق الصحيحة لتقييم مرضى القلب لإجراء عمليات جراحية عامة ثم علاج الاضطرابات الكهربائية للقلب اضافة الى تنظيم ورش عمل تركز على تدريب الأطباء على استخدامات الحديثة للتكنولوجيا في تشخيص وعلاج أمراض القلب وتقنية جراحات القلب بالمناظير من خلال عمليات مباشرة بإشراف فريق طبي وجراحي امارتي فرنسي عالمي.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات