أبوظبي / وام / يحتفل الاتحاد النسائي العام غدا بمناسبة مرور 34 عاما على انطلاقته برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بمزيد من الانجازات الكبيرة التي حققها للمرأة الإماراتية وللدولة والمجتمع بوجه عام .
ويعتبر يوم الـ 27 من أغسطس عام 1975 علامة فارقة في مسيرة المرأة الإماراتية فقد شهد هذا اليوم ميلاد الاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ليكون الاتحاد المظلة التي تدعم وتنظم جهود الحركات النسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجيهها بما يكفل خدمة المرأة الإماراتية.
وتقول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام بهذه المناسبة الوطنية أن المرأة في دولة الإمارات حققت انجازات كبيرة وغير مسبوقة على مستوى المنطقة العربية وذلك بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .
كما أكدت سموها أن المرأة الإماراتية بلغت مكانة مرموقة في المجتمع وتقوم بدور فاعل ورئيس إلى جانب الرجل في مختلف مجالات العمل من خلال إسهامها الايجابي في التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أحرزت على أرض الواقع منذ تأسيس إماراتنا الحبيبة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله عام 1971 وحتى يومنا هذا .
وفي هذه الذكرى الكبيرة ..قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك " إننا ننظر بعيون ملؤها الفخر الكبير إلى المكانة اللائقة التي حققتها المرأة الإماراتية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد المتوازنة".
وأكدت سموها إن المكاسب الكبيرة التي جنتها المرأة الإماراتية بصبرها وإصرارها علي النجاح والتقدم جعلتها تسبق بها الكثير من نساء العالم ونقصد بهذه المكاسب تولي المناصب الوزارية والترشح لعضوية المجلس الوطني وإقرار التشريعات التي تكمل حقوق المرأة وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكافة خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة في الحصول على الأجر المتساوي في العمل مع الرجل .
كما أكدت سموها أن جملة هذه الإنجازات الحضارية التي تحققت للمرأة في 34 عاما تعطي المرأة الإماراتية المزيد من الحوافز لمواصلة تحقيق التقدم وصولا إلى مستقبل أكثر إشراقا يخدم مسيرة المجتمع الإماراتي وتطورها في كافة المجالات لاسيما وان المرأة شريك أساسي في عملية التنمية المستدامة التي تسعى الإمارات لتحقيقها لإرساء قواعد الدولة الحديثة حيث نص دستور الدولة على المساواة بين المواطنين من الجنسين في كل الحقوق والواجبات.
وبفضل توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة العمل النسائي بدولة الإمارات العربية المتحدة تحقق للمرأة الإماراتية العديد من المكاسب على إثر البرامج والمشاريع التي دشنها الاتحاد النسائي العام على مدار 34 عاما.
ففي الجانب التشريعي لعب الاتحاد النسائي العام دورا فاعلا في الحث على إصدار ومراجعة تشريعات والاتفاقيات المتعلقة بقضايا المرأة والطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرزها التعجيل بإصدار قانون الأحوال الشخصية بالدولة بالإضافة إلى مراجعة واقتراح بعض التعديلات على مسودة مشروع القانون وحث وزارة الشؤون الاجتماعية على إصدار تشريع بشأن توفير دور الحضانات في المؤسسات العاملة بالدولة والمساهمة بفعالية في اللجان المشكلة بوزارة الخارجية والمعنية بالتصديق على الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة والطفل بالإضافة إلى إعداد تقارير الدولة المرفوعة إلى المنظمات الدولية والإقليمية بشأن حقوق المرأة والطفل بالإضافة إلى توعية المرأة بحقوقها القانونية التي تضمنتها التشريعات المختلفة.
كما كان للاتحاد النسائي العام جهودا واضحة في مجال تمكين وتأهيل المرأة الإماراتية للمشاركة السياسية من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة في هذا المجال التي أتاحت للمرأة الإماراتية فرصة الإطلاع على تجارب الدول العربية الشقيقة وخاصة في فترة الانتخابات.
وساهم إطلاق الاتحاد النسائي العام لمشروع تعزيز دور البرلمانيات العربيات خلال الفترة ما بين 2004 - 2007 في نشر الوعي بأهمية المشاركة السياسية للمرأة بالإضافة إلى تأهيل مجموعة من الشخصيات النسائية القيادية، علما بأن الهيئة الانتخابية قد تضمن أسماء بعض السيدات المنتسبات للمشروع.
وشملت جهود الاتحاد النسائي العام في النهوض بالمرأة الإماراتية وتمكينها اقتصاديا حيث أطلق الاتحاد النسائي العام مجموعة من المبادرات في هذا المجال مثل تأهيل المرأة للمساهمة بفعالية في سوق العمل من خلال طرح مجموعة من البرامج التدريبية لتنمية المهارات الإدارية والتقنية واللغوية لدى المرأة بالإضافة إلى مساعدة خريجات مؤسسات التعليم العالي في الحصول على وظائف مناسبة من خلال مكتب توظيف الخريجات بالاتحاد النسائي العام.
وكان الاتحاد النسائي العام من الجهات السباقة بالدولة التي اهتمت بتحسين الوضع الاقتصادي للأسر المحدودة الدخل من خلال تشجيع المرأة على العمل والإنتاج من خلال مشروع الأسر المنتجة والذي أصبح اليوم منتشرا في كافة إمارات الدولة مما دفع وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تضمين هيكلها التنظيمي إدارة متخصصة لبرامج الأسر المنتجة ..كما أن فكرة مشروع الأسر المنتجة كانت دافعا وراء قيام مجلس سيدات أعمال أبوظبي بالعمل على إصدار ترخيص مبدعة الذي يتيح للمرأة ممارسة النشاط التجاري بشكل رسمي من خلال المنزل.
أما على الصعيد تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية فإن نجاح تجربة مكتب الرؤية والتوافق الأسري بالاتحاد النسائي العام بدأت تتعمم على بقية إمارات الدولة حيث كان للاتحاد النسائي العام الفضل في تحويل مسألة تبادل رؤية الأبناء في الأسر التي تعاني من الطلاق والنزاعات الأسرية خارج مخافر الشرطة لتتم داخل الاتحاد النسائي العام في جو نفسي آمن لكل من الآباء والأبناء.
كما يعتبر الاتحاد النسائي العام صاحب المبادرة الداعية إلى تأسيس المجلس الأعلى للطفولة والأمومة بالدولة بالإضافة إلى دعوة الأسر الإماراتية للتنافس على القيم المجتمعية السليمة من خلال جائزة فاطمة بنت مبارك للأسرة المثالية..كما يعمل الاتحاد النسائي المرأة على تأهيل المرأة وتوعيتها بالقضايا الاجتماعية المتعلقة بالعلاقات الأسرية وتربية الأبناء بالإضافة إلى القضايا الصحية والبيئية المؤثرة على أمن واستقرار الأسرة.
وللاتحاد النسائي العام وبفضل التوجيهات السديدة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك دور بارز في تسليط الضوء على قضايا مجتمعية حيوية ومن ثم دعوة المؤسسات العاملة بالدولة إلى التفاعل مع تلك القضايا بغية إيجاد حلول مناسبة لها.
ومن أبرز مساهمات الاتحاد النسائي العام إطلاق البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بين الأطفال والمراهقين والذي أدى إلى ظهور العديد من التشريعات المحلية والاتحادية المقننة للتدخين في الأماكن العامة .. كما كان لندوة مصيدة القروض والديون صدى في تسليط الضوء على القضية مما دفع المجلس الوطني الاتحادي لتخصيص إحدى جلساته لمناقشة هذه المسألة.
وحرص الاتحاد النسائي العام على تبني الاستراتيجيات والمشاريع التنموية القصيرة والمتوسطة الأجل التي تهدف إلى تعزيز قدرات المرأة الإماراتية من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المتخصصة وغيرها من المؤسسات ..فقد أطلق الاتحاد النسائي العام خلال السنوات الماضية عددا من المشاريع أبرزها مشروع المرأة والتكنولوجيا الذي يهدف إلى تمكين المرأة في مجال تقنية المعلومات ومشروع المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي الذي هدف إلى تعزيز الشراكة بين الاتحاد النسائي العام والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في مجال إدماج قضايا المرأة في العملية التنموية بالإضافة إلى تدشين عدد من الحملات التثقيفية في المجالات الصحية والثقافية والدينية.
ومازال الاتحاد النسائي العام مستمر في برامجه نحو النهوض بالمرأة الإماراتية وتعزيز مساهمتها في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وحققت المرأة الإماراتية انجازات كبيرة في مجال الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة وتوظيفها في خدمة المجتمع بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام .
ويعد الاتحاد النسائي العام سباقا في تطبيق احدث البرامج المتطورة في التكنولوجيا بالدولة للنهوض بالمرأة وإعطائها المزيد من الفرص لخدمة وطنها ومجتمعها .
وكان الاتحاد النسائي العام أول مؤسسة في الدولة تطلق برنامج المرأة والتكنولوجيا في نوفمبر 2006 تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الإتحاد النسائي العام وذلك في إطار توجيهات سموها بضرورة تطوير وتمكين المرأة في مجال تقنيات المعلومات ضمن خطط الإتحاد النسائي وأهدافه في تحسين مكانة المرأة في مختلف الميادين العامة وفي مجال التكنولوجيا خاصة.
ويسعى برنامج المرأة والتكنولوجيا جاهدا لتنمية قدرات النساء وتوسيع مشاركتهن في القوى العاملة عن طريق إمداد المؤسسات الشريكة والنساء اللاتي تقوم هذه المؤسسات بخدمتهن بمناهج متطورة وفرص تدريبية في مجال تخطيط الأعمال والتنمية المهنية وتكنولوجيا المعلومات.
ويهدف البرنامج إلى تمكين المرأة الإماراتية من المشاركة الفعالة في تنمية المجتمع وزيادة مشاركتهن في القوى العاملة وبناء القدرات الأساسية للمؤسسات الشريكة لتوسيع انتشارها واستدامتها وقدرتها على خدمة النساء وإنشاء قاعدة قوية من النساء ممن لديهن مهارات حيوية في تكنولوجيا المعلومات والمهارات الشخصية التي تسمح لهن بالحصول على مهن جديدة وفرص تدريبية جديدة وتمكين المشاركات في برنامج المرأة والتكنولوجيا من لعب دور أساسي في تشكيل مستقبل بلادهن.
ويقدم برنامج المرأة والتكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة خمسة أنشطة أساسية للمشاركات والمؤسسات الشريكة هي التدريب على التنمية المهنية وتخطيط الأعمال من أجل الاستدامة والتدريب على تكنولوجيا المعلومات من خلال منهج طموح بلا حدود لشركة ميكروسوفت وشبكة التنمية المهنية للمرأة والتبادل المهني وبناء القدرات بحيث تقوم كل مؤسسة من المؤسسات الشريكة في الدولة بترشيح عدد من الإداريات والمدربات لحضور الدورات المختلفة لتتمكن بالتالي المدربات من تدريس البرنامج التقني والمهني للطالبات المشاركات في برنامج المرأة والتكنولوجيا .. كما ستقوم كل مؤسسة شريكة بإنشاء شبكة تنمية مهنية للمرأة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات