فاطمة بنت مبارك : 28 أغسطس 2015 يوم تاريخي لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن
أبوظبي في 30 اغسطس 2015 / وام /
تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة .
نظم الاتحاد الن سائي العام بمقره الرئيسي اليوم ملتقى يوم المرأة الاماراتية تحت شعار " المرأة العسكرية .. انجازات ومكاسب ".
وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - في كلمة ألقتها نيابة عنها سعادة الريم الفلاسي الامين العام للمجلس الاعلى للامومة والطفولة - "اننا في يوم الثامن والعشرين من أغسطس من عام 2015 المخصص للاحتفال الأول بيوم المرأة الإمارتية نجعله يوما تاريخيا لأمهات الشهداء اللاتي قدمن أرواح أبنائهن رخيصة لتراب الوطن كما نجعله للمرأة الإماراتية العسكرية المتفانية في خدمة وطنها والتي تخلت عن الراحة والرفاهية لتحمل هم وطنها على أكتافها وتقدم روحها فداء للوطن.. هذه النماذج من النساء يرقى بها الوطن وتبقى رايته مرفوعة وخفاقة بين الأمم وهن وسام شرف نضعه على صدورنا فلهن كل التحية والتقدير والثناء".
وأضافت سموها " ما يثلج صدورنا ويريحنا هو التلاحم المشهود بين القيادة والمواطن حيث أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بأن يكون يوم الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد تخليدا ووفاء وعرفانا بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية بين الأمم.. فلنفرح جميعا بهذا الموقف ولنخلد بذلك شهداء الوطن الذين سيبقون وسام شرف على صدورنا ".
وناشدت سموها المرأة الإماراتية بأن تحافظ على المكتسبات التي تحققت لها وأن تبذل المزيد من الجهد والاستفادة من الموارد المتاحة لها والدعم السياسي الذي تحظى به لكي تحقق المزيد من التقدم والتمكين .. داعية سموها كذلك المرأة الإماراتية الى أن تشارك بفعالية وحماس في الانتخابات المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي مشاركة فاعلة وأن يكون لها دور بارز في الدورة التشريعية القادمة " وفقكن الله وسدد خطاكن وجعلكن سدا منيعا لحماية الوطن".
من جهتها قالت سعادة نورة خليفة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام "تتمتع المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة بحقوق متساوية مع أخيها الرجل. فمنذ إعلان قيام الدولة في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي والقيادة الرشيدة لم تدخر جهدا في سبيل تعزيز الحقوق الأساسية للإنسان بشكل عام وللمرأة بشكل خاص لم يكن الأمر محض صدفة أو تأثيرا من الداخل أو ضغطا من الخارج بل رغبة صادقة من القيادة الرشيدة في إحداث تغيير قيمي في المنظومة الاجتماعية دون الإخلال بالمعتقد والعادات والتقاليد لم يكن الأمر بالطبع سهلا حيث إن الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث بمؤسساته تطلب خطوات تشريعية وإجرائية تمكن المرأة من ممارسة حقوقها وواجباتها بشكل سلس".
وأضافت أن أول من اهتم بقضايا المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني نهضتها ويعد نصير المرأة حيث فتح لها الأبواب الموصدة وتمكنت المرأة في وقت قياسي من تحقيق الكثير من المكاسب في ظل انفتاح واسع من جميع شرائح المجتمع لدورها في المجتمع .. المسار الذي خطه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تبناه وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأعانه عليه أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارت. وأكدت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت ولا زالت الشعلة التي أنارت للمرأة الإماراتية طريقها وهي نموذجها ومثلها الأعلى الذي تحتذي به المرأة الإماراتية ..مشيرة إلى أن سموها تعمل على مدى العقود الماضية على تذليل كل العقبات التي تعترض طريق المرأة.
واوضحت أن أحوال المرأة في الإمارات تبدلت وتهيأت لها ظروف استثنائية فبلغ فيها الحال مبلغا تمكنت فيه من خوض المنافسة في كافة قطاعات المجتمع التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية والتشريعية واحتلت الصدارة في كثير من المؤشرات التنافسية واصبحت تنافس أخاها الرجل وتشاركه في خدمة الوطن ليس فقط في الحياة المدنية بل في الحياة العسكرية وامتد عطاؤها إلى العمل في قطاع شاق ومضن وهو الخدمة العسكرية وتقلدت فيه أعلى المناصب فهي مجندة تعتز وتفخر بوطنها ويقابلها الوطن بالمثل. وأشارت إلى أننا اليوم نحتفل باليوم الوطني للمرأة الإماراتية للسنة الأولى وهي تستحق هذا التكريم عن جدارة حيث مساهماتها المجتمعية متنوعة ومتعددة لا تعد ولا تحصى وقد خصص الاحتفال لهذه السنة للمرأة العسكرية. وقالت إن المرأة الإماراتية اقتحمت مهنة من أصعب المهن وأشقها وأشرفها حيث كانت في يوم من الأيام حكرا على الرجل إلا أن الواجب الوطني والدفاع عنه وقدسية ترابه دفعت المرأة الإماراتية لأن ترافق أخاها الرجل في مهنة الواجب والشرف وتعمل معه جنبا إلى جنب في وظيفة تعتبر من أصعب وأشق المهن وقد أبلت بلاء حسنا في أدائها حيث لم يقتصر دورها على العمل المكتبي بل امتد إلى أدوار ميدانية وقتالية استطاعت أن تلفت انتباه القاصي والداني وأن تحدث نقلة نوعية في أدوراها العسكرية.
واضافت أن هناك امرأة إماراتية أخرى مواقفها مشرفة وتنحني لها الرؤوس إنها أم الشهيد تدفع بفلذات أكبادها إلى ساحات الوغى حيث الشرف والبذل والعطاء للوطن والشهادة. واوضحت أننا في هذا اليوم نحتفي بكوكبة من النساء الإماراتيات لعلنا نرد لهن بعضا من جميلهن وما شهدناه ونشهده من تقدير المجتمع لهن من أعلى سلم هرمه السياسي إلى قاعدته الشعبية والتقدير العالمي الذي لمسناه من خلال مشاركته احتفالات الدولة بيوم المرأة الإماراتية إلا لتعبير صادق عن الثقة الممنوحة للمرأة الإماراتية ..فهنيئا لنا جميعا بهذا العرس الوطني الذي ما فتئت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" ولو للحظة واحدة عن التفكير بهذا اليوم أرادت له أن يظهر بأبهى حلته ..إننا جميعا ممتنون إلى أم الإمارات ولها منا كل التقدير والعرفان وستبقى المرأة الإماراتية حافظة لجميل قيادتها والعمل على دفع عجلة التنمية والدفاع عن مقدرات وطننا الغالي. وقالت انه استكمالا للاحتفالات الوطنية بيوم المرأة الإماراتية ننظم اليوم ندوة حول "المرأة العسكرية : إنجازات ومكاسب" ومن خلالها سيتم استعراض محاور عدة تعرج على قضايا المشاركات المتعددة للمرأة الإماراتية بشكل عام والمرأة العسكرية بشكل خاص آملين أن تتمخض الطروحات والنقاشات عن توصيات تصب في مصلحة المرأة في الإمارات.
وقدمت الدكتورة فاطمة الشامسي من جامعة السوربون عرضا تقديميا تحت عنوان "المرأة الإماراتية تمكين وريادة في مسيرة التنمية المستدامة" اكدت فيه ان المرأة الإماراتية لعبت عبر التاريخ دورا اجتماعيا حيويا وأثبتت كفاءة وجدارة إلى جانب الرجل في مسيرة البناء تحقيقا لاستراتيجية الحكومة والرؤية الطموحة لمستقبل الوطن وقد تقدمت المرأة الإمارتية بخطى متسارعة وثابتة وحققت إنجازات غير مسبوقة قياسا بحداثة عمر الدولة. واضافت انه كان لجهود سمو الشيخة فاطمة دور في النهوض بالمرأة الإماراتية ودعمها ومساعدتها ما جعل دولة الإمارات نموذجا متميزا في تمكين المرأة ومشاركتها الفاعلة في مجال التنمية ويظهر ذلك جليا من خلال تراجع معدل الأمية بين النساء من 85 بالمئة إلى 5 بالمئة كما وصلت نسبة الإناث في المرحلة الثانوية 56.3 بالمئة وفي التعليم الجامعي 70.8 بالمئة اذ تعد المرأة ركنا أساسيا في مضمون استراتيجية التنمية كما وصل عدد المواطنات العاملات بكافة المجالات الى 100 الف في 2010 والمرتبة الأولى عالميا من حيث معدلات التحصيل العلمي والمرتبة الـ81 في ما يتعلق بالتمكين السياسي كما حصلت على المركز 122 عالميا في مؤشر المشاركة الاقتصادية.
وتعد دولة الإمارات الأولى عربيا وفقا لمؤشر الفجوة بين الجنسين للعام 2012 و29 حسب مقياس تمكين المرأة كما تم انتخاب دولة الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين تقديرا عالميا لثقة المجتمع الدولي بالإنجازات التي حققتها المرأة في دولة الإمارات. واضافت ان المرأة حققت العديد من المكاسب والإنجازات النوعية المتميزة التي سبقت بها العديد من النساء في العالم في إطار المشروع النهضوي من خلال التمكين السياسي واستراتيجية الخطة العشرية الخامسة لتمكين المواطن والاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة والتي واكبت استراتيجيات ومنهاج العمل الدولي للنهوض بالمرأة. واشارت الى اصدار قرار 2014 يقضي بإلزامية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية كما تم في 2015 تشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين وإلى اصدار قرار 2014 يقضي بإلزامية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية كما تم في 2015 تشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين" ان المشاركة الاستراتيجية للمرأة تأتي من خلال مسؤوليتها أولا عن تربية وإعداد جيل المستقبل الواعي والمؤمن والمتفاني في خدمة الوطن والدور الاستراتيجي الآخر وهو التحاقها بسوق العمل وانضمامها إلى شقيقها الرجل في دفع عجلة النمو الاقتصادي إلى الأمام.
واضافت ان التعليم والدعم للمرأة أوجدا أطرا للتفكير خارج السياق التقليدي من خلال العمل الخاص والاستثمار فالاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة داعما أساسيا وتعد مشاريع سيدات الأعمال مصدر أساسي لخلق فرص عمل في القطاع الخاص وتنويع الدخل القومي ومصدر للابتكار وتمويل الاستثمار فعدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة أكثر من 22 ألف سيدة أعمال وهناك 25 ألف مشروع اقتصادي وتجاري باستثمارات تصل إلى نحو 45 مليار درهم وهناك نسبة كبيرة من سيدات الأعمال في الدولة يمتلكن 100 بالمئة من أسهم المؤسسات التي يعملن فيها وتدير 14000 امرأة أعمالها برأسمال تجاوز 12.5 مليار درهم.
واكدت الشامسي على ضرورة تعزيز مزيد من الإيمان الكامل بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في الحياة الاقتصادية وتعزيز بيئة العمل لتكون أكثر دعما للمرأة الإماراتية وتقديم التدريب والتأهيل لتعويض فترة الانقطاع أثناء إجازة الأمومة ليمكن استيعابها من جديد في الوظيفة نفسها وفي الدرجة نفسها وكذلك وجود دور رعاية للأطفال قرب موقع العمل وتقحم الإناث في القطاعات غير التقليدية مع إتاحة التدريب المناسب واستهداف الشباب والرجال لتوضيح أهمية مشاركة المرأة في تحقيق رؤية الدولة وكذلك البرامج الدراسية في المؤسسات التعليمية يجب أن ترتبط بمتطلبات الاقتصاد المعرفي وتوفير التدريب والوظائف المناسبة في القرى اضافة الى تشجع المرأة المبادرة والمبتكرة على بناء قدراتهن في مجال التنظيم الاقتصادي وبدء مشروعاتهن الخاصة وتعديل القوانين للحصول على الائتمان للشركات الصغيرة والمتوسطة وإقامة روابط مع منظمات سيدات الأعمال من أجل تحديد وتسهيل احتياجات التمويل وتقديم معلومات عن التكنولوجيا الحديثة المستخدمة والتدريب على مهارات قيادة الأعمال اضافة الى توفير التدريب اللازم في مختلف الجوانب الإدارية والمالية. كما تقدمت الرائد مهندس طيار لطيفة محمد الزيدي من القيادة العامة للقوات المسلحة بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" على تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة الإماراتية والتوجيه باحتفاء الدورة الأولى بالمرأة العسكرية ..مؤكدة أن الانتماء إلى نساء الإمارات يعد فخرا وامتيازا لا يوازيه فخر في الدنيا.
وأشارت في ورقة العمل التي حملت عنوان "المرأة الإماراتية في المجال العسكري" إلى أن بداية مشاركة المرأة الإماراتية في المجال العسكري بدأ من مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية التي تأسست عام 1990 والتي أنشأت بالتزامن مع حرب الخليج الثانية لتنتشر ثقافة التطوع فيما بعد وتفتح مجالات كثيرة للمرأة في مجال العمل العسكري في ظل دعم القيادة الرشيدة اللامحدود والسياسة الحكيمة والمدروسة ..مؤكدة أن على نساء الإمارات أن يثبتن في هذا المجال أنهن على قدر المسؤولية. ولفتت إلى أن النساء في المجال العسكري بدأن في الجندية على أرض المعركة ثم التحقن بالخدمة الطبية والمشاركة بعمليات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والدخول في عمليات ومجالات حساسة مثل الطيران.
واشارت إلى أنها من خريجات الدفعة الأولى في القوات الجوية الإماراتية والمجالات الفنية العسكرية منوهة إلى استحداث مجالات جديدة في القوات المسلحة نظرا للظروف الراهنة التي تفرض تغيرا في طبيعة العمليات. وأضافت أن المرأة الإماراتية في المجال العسكري لاعب فعال ليس فقط محليا وإنما على مستوى العالم داعية الراغبات في الالتحاق بالقوات المسلحة للمسارعة بالانضمام إلى صفوفها حيث تتوفر بيئة صديقة لعمل المرأة وإمكانيات تذلل الصعوبات إذ أكملت المرأة الإماراتية في القوات المسلحة ربع قرن ما يعد إنجازا عظيما للدفاع عن سماء وأرض ومصالح البلاد وللأم كذلك دور كبير في تربية الأبناء على حب الوطن والانضمام للقوات المسلحة التي تتيح لهم خدمة الوطن بشكل مباشر ..مؤكدة أن ثقافة الشهادة اليوم تؤكد على تلاحم المجتمع الإماراتي لحفظ أمن واستقرار الوطن وأن تضحيات أبناء وبنات الدولة بالغالي والنفيس من أجلها لا تفي الوطن شيئا مما يقدمه لأبنائه من عطاء. كما عبرت الرائد آمنة البلوشي رئيس جمعية الشرطة النسائية الإماراتية المدير الإقليمي للشرطة النسائية العربية عن فخر النساء العسكريات بأن يخصص هذا اليوم للاحتفاء بالمرأة العسكرية ..مؤكدة أن هذا التكريم هو لكل الإمارات ودافع لحمل المسؤولية وبذل المزيد من العطاء والتميز من أجل الدولة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات