أسماء الأسد تؤكد شمولية أمن المرأة وإرتباطه بأمن الوطن
أبوظبي في 11 نوفمبر / وام/
أعربت السيدة أسماء الأسد قرينة الرئيس السوري بشار الأسد عن تقديرها وشكرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة في دولة الإمارات وعلى اختيارها الصائب لموضوع المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية لما تمتع به من حس عربي متميز وما قدمته من جهد وفائدة للمرأة في الإمارات وللمرأة العربية عامة.
وأكدت السيدة أسماء الأسد في كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قصر الإمارات اليوم أن الزمن حاضرا ومستقبلا هو ما يصنعه الإنسان .
وقالت: "نحن النساء نريد ومطلوب منا أن نشارك في صنع زمننا والمستقبل .. وإن الحراك الاجتماعي في مسألة المرأة العربية برز بشكل لافت خلال الربع الأول من القرن العشرين وصاحبه حوار وجدل على أكثر من صعيد ويتصاعد هذا الحراك منذ منتصف القرن الماضي إذ لعبت المرأة دورها في الدفع باتجاه صنع مجتمع تشاركي هدفه هو خلق مجتمع عصري متقدم وإعلاء قيم المواطنة الحقة التي تساوي في الفرص بين أبناء الوطن دون تمييز".
وأضافت أن المسألة ليست مسألة دور مختلف بل هي مسألة حاضر ومستقبل مجتمع بكامله وفي وطننا العربي بشكل خاص وضمن واقع أوضاعه هي مسألة نهوض بالحياة دفاعا عن العدالة والحق دفاعا عن الأمن والحرية لكي يظل الوطن هو الأعلى.
وأكدت أنه من دون أمن الإنسان لا تستقيم حياة وان الأمن صار رديفا لمحددات الشرط الإنساني الفردي والمجتمعي لوجود سليم وتساءلت: "أين العربي من ذلك إنسانا وامرأة بشكل خاص؟".
وقالت: "إن منطقتنا تعيش منذ عقود حالة عدم الاستقرار فضلا عن الحروب والتوترات والضغوط ولا يمكن بحال من الأحوال الفصل بين استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية وبين واقع أمن العرب رجالا ونساء ولا يمكن أيضا تجاهل ما يرتبط باستمرار الاحتلال من سطو إسرائيلي على المياه الفلسطينية والأردنية والسورية واللبنانية" ..
مؤكدة أن الأمن المائي هو الوجه الآخر للأمن الحياتي في العالم وخاصة في منطقتنا".
وأضافت أنه غني عن القول أن تداعيات أوضاع منطقتنا تشكل عاملا معيقا للجهود الرامية لتحقيق التنمية وشروط الأمن الإنساني.
وأشارت السيدة أسماء الأسد إلى أن العولمة أكدت وجود ارتباط بين أمن الإنسان في مجتمعه والواقع العالمي وهي تطرح في مسألة أمن الإنسان قضايا جديدة وناجمة عنها خاصة في مجالي الأمن الاقتصادي والأمن الثقافي العربي.. مؤكدة أنه ينبغي أن تكون قضية القضايا في عملنا السياسي هي مستوى الأمن القومي لارتباط الثقافة بالهوية والانتماء.
وقالت: "إننا نعيش أيضا في خضم أزمة مالية عالمية تجعل زمننا متقلبا غير واثق ولكن الأزمة الراهنة على تعقيداتها ومخاطرها أوجدت فرصة إضافية للمرأة".
وأكدت أن التعامل مع الأزمة يستدعي بداهة شحذ وزج كل الطاقات والموارد خاصة البشرية منها .. وقالت: "هذا واقع يفتح أمام المرأة الأبواب لمزيد من الفعالية والمشاركة وهو أمر مطلوب منها وطنيا واجتماعيا".
وأضافت السيدة الأسد: "تتفاقم في عالمنا اليوم الى جانب الأزمة المالية أزمة غذاء طاحنة توجب التوقف عند مسألة الأمن الغذائي للإنسان" .. وتساءلت : " أين نحن من الأمن الغذائي في حين أن ملايين كثيرة يهددهم الجوع؟".
وأوضحت " لما كان الجوع مرتبطا بالفقر الذي وجدت الامم المتحدة عن حق ضرورة تأنيثه فإن المرأة تشكل غالبية الجياع في عالمنا".
وأكدت الأسد ان ما سبق يشير إلى أن المقاربة الموضوعية لأمن الإنسان في شموليته تقتضي أن نأخذ بالاعتبار أن هناك منظورين مختلفين لهذا الأمن عندما يتعلق الأمر بفقراء العالم وأغنيائه بمن يملكون وبمن لا يملكون وكذلك بالفقراء والأغنياء ضمن المجتمع الواحد الأمر الذي يؤكد أهمية الأمن الاقتصادي للفرد وللمرأة بشكل خاص.
وأكدت السيدة الأسد أنه تحقق للمرأة العربية انجازات في مجال التقدم باتجاه المجتمع التشاركي ولكن لابد من التساؤل عما إذا كانت الانجازات التي تم تحقيقها قد وفرت أمرين مطلوبين بقوة: الأول هل أحدثت متغيرات حاسمة في البنية الفكرية التي تعيشها البيئة المجتمعية العربية, والثاني: ما مدى ما وفرته للمرأة العربية من أمن بمعناه الشامل؟ وقالت: "إن طبيعة الإجابة تشكل العنصر الجوهري من العناصر المحددة للمنظور العربي المطلوب توفره بين قوى التقدم والتطور وقوى الجمود والتخلف وينبغي أن تكون الدولة هي الجهة التي تحدد المسار ايجابيا" ..
مؤكدة أن قيادة الدولة لمجهود التغيير وبمشاركة المجتمع المدني رجالا ونساء أمر حاسم إذا كان للتنازع والتجاذب في مجتمعنا أن يحسم لصالح النمو والتقدم.
وخاطبت السيدة الأسد في ختام كلمتها المرأة العربية وخاصة الشابة بقولها: إن قضيتها هي قضية وطنها لا فصل ولا تفريق وهي حين تعمل من أجل قضيتها كامرأة فإنما تعمل من أجل الوطن بمجموع أبنائه .. مؤكد ضرورة أن تملك جرأة الطلب وعزيمة الكفاح المشترك مع المؤمنين بإنسان الوطن دون تمييز ومع الناظرين الى الأمام باحثين عن وعد الغد. وللمرأة العربية منا تحية تقدير ومحبة وأمل.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات