وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن الأمة العربية تمر بظروف قاسية والكثير من أقطارها تعاني العديد من الأزمات بصورة ربما لم يسبق لها مثيل الأمر الذي كان له انعكاسه السلبي على خطط التنمية وبرامجها متسائلة كيف لنا أن نتطلع إلى تنمية حقيقية في ظل مجتمعات تفتقد الأمن والطمأنينة وسلامة النفس.
واكدت سموها أن المرأة على وجه الخصوص برغم إبعادها عن خط المواجهة الأول إلا إنها المتضرر الأكبر من جراء النزاعات والحروب مشيرة الى انه اذا كان قرار الحرب بيد الرجال فإن المرأة يمكنها بل يجب عليها أن تكون صانعة السلام.
وفيما يلي نص كلمة سموها..
صاحبات الجلالة والسمو والفخامة السيدات الأول صاحبات المعالي والسعادة - رئيسات الوفود الأخوات الفاضلات.. ترحيب من القلب..
أهلا ومرحبا بكن جميعا على أرض زايد الخير نصير المرأة الأول وداعمها الذي فارقنا بجسده قبل نحو عامين لكنه مازال باق فينا بأفكاره ومبادئه وفي امتداده الطبيعي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة وولي عهده الأمين وإخوانهما .. ولهذا فإن أبوظبي كما عهدتموها دوما سوف تظل ملتقى لكل الأفكار النبيلة والسامية ترحب بكن من أجل الارتقاء بالمرأة العربية وتطوير واقعها بما يواكب أحلامها وتطلعاتها.
بالأمس القريب كان اللقاء في مملكة البحرين الشقيقة حيث عقدنا المؤتمر الأول للمنظمة برئاسة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم وقد كان النجاح الباهر حليفه وها نحن هنا اليوم في بلدكم الثاني أبوظبي عاصمة الإمارات نتطلع معكم إلى الاتفاق على كافة الترتيبات الخاصة بمؤتمرنا المقبل والذي نتشرف باستضافته في العام 2008 بإذن الله.
وأحسب أن العنوان المقترح لجدول أعمال المؤتمر الثاني ملائم جدا وهو /المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان..المنظور العربي والدولي/ وقد سبق وأن قامت إدارة المنظمة بإخطار كافة الدول الأعضاء به ولم ترد إلينا أية ملاحظات بخصوص عنوان المؤتمر الأمر الذي يفيد عمليا بموافقتكم جميعا.
فلعلكم تتفقون معي ومن خلال الواقع الذي نعيشه اليوم على الصعيدين الإقليمي والدولي أن الموضوع المقترح بالغ الأهمية ويحتاج لوقفة جادة من قبل المنظمة.. فمنذ مطلع الألفية الجديدة وهذا الموضوع فرض نفسه على طاولة البحث وأجندة الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بهموم وقضايا البشرية وقد تطور مفهوم الأمن بصورة متسارعة واتسع ليشمل تحديات وقضايا عديدة لعل من أهمها الصراعات المسلحة والإرهاب والأوبئة هذا إضافة إلى الفقر.
وأحسب أننا بما نمتلك من ذخيرة هائلة من المفكرين والخبراء قادرين على بلورة هذه القضية ودراستها من جوانبها وأبعادها وبحث أثارها الجانبية وتطوراتها وانعكاساتها على مناحي الحياة وتأثيرها المباشر وغير المباشر على المرأة في بلادنا بصفة خاصة وعلى كافة فئات مجتمعنا العربي ووضعها في إطارها بما يتناسب مع طبيعتها وخصوصية مجتمعاتنا.
الأخوات الفاضلات..
إنني إذ اشدد على أهمية موضوع المؤتمر الذي نحن بصدد الإعداد له أود أن أؤكد على عدة نقاط أحسب أنها جوهرية..
- أولا .. أن الأمة العربية تمر بظروف قاسية والكثير من أقطارها تعاني العديد من الأزمات بصورة ربما لم يسبق لها مثيل الأمر الذي كان له انعكاسه السلبي على خطط التنمية وبرامجها.
- ثانيا .. كيف لنا أن نتطلع إلى تنمية حقيقية في ظل مجتمعات تفتقد الأمن والطمأنينة وسلامة النفس ففضلا عن إزهاق أرواح البشر من بني آدم الذي كرمه الله وحرم دمه فإن كل البرامج والخطط والأفكار تعطل بل وتتراجع عندما يشتعل فتيل الأزمات.. ولنا فيما جرى ولا يزال على أرض العراق خير شاهد وإنني أدعو الله أن يبسط برحمته الأمن والسلام ويحفظ شعب هذا البلد العربي الكبير بتاريخه وعروبته وأن يعم الأمن والسلام في كل ربوع الأرض.
- ثالثا .. أن المرأة على وجه الخصوص برغم إبعادها عن خط المواجهة الأول إلا إنني مازلت أؤكد على أنها المتضرر الأكبر من جراء النزاعات والحروب.
- رابعا .. أنني على يقين كامل بأنه إذا كان قرار الحرب بيد الرجال فإن المرأة يمكنها بل يجب عليها أن تكون صانعة السلام ومن هذا المنطلق فإننا نبارك وندعم كل الجهود في هذا الاتجاه سواء كانت على الصعيد العربي أو العالمي.
- خامسا .. وبناء على ما تقدم لعلكم توافقونني الرأي أنه قد آن الأوان أن نتحرك بجدية أكبر وواقعية أكثر نحو تفعيل فكرة حوار الحضارات وأن تكون لدينا خطط وبرامج لدفع الحوار مع الآخر كي نسمعه ويسمعنا ونزيل الالتباس في العديد من القضايا وليكن شعارنا أن الكثير من القضايا والأخطار التي تهدد البشرية تحتاج إلى تضافر الجهود وتكاتف الجميع من أجل إعمار الأرض بدلا من تدميرها.
فليس مقبولا ولا منطقيا ونحن في مطلع الألفية الثالثة أن يكون حجم الإنفاق على الدمار والخراب مليارات الدولارات في حين أن جزءا من هذه المبالغ الطائلة كفيل بحل مشاكل الفقر والمجاعة في كل بقاع الأرض ولهذا فإنني أقدم تحية خاصة لتوجه رئاسة المنظمة في دورتها السابقة حيث بادرت الشيخة سبيكة إلى رعاية مؤتمر كامبريدج واحسب أننا بحاجة إلى تكرار مثل هذه اللقاءات وربما بالتعاون مع مؤسسات وهيئات دولية في كثير من الدول المتقدمة.
ولعل مؤتمر المنظمة الثاني في عنوانه المقترح ينسجم مع هذه الرؤية خاصة وأن المنظمة تعتزم أن يكون مؤتمرها ذا طابع عربي دولي من خلال تنوع المشاركة فيه سواء كان هؤلاء المشاركين من كاتبي أوراق العمل أو في المائدة المستديرة أو المساهمين في إثراء الحوار بمداخلاتهم.
قبل أن أختتم هذه النقطة اسمحوا لي أن أشير إلى برنامج الشراكة الذي عقدناه في الإمارات قبل بضعة شهور مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة سرطان الثدي لتأكيد مبدأ أساسي هو أن ما بين بني البشر كثير وكثير مما يمكن أن يتعاونوا فيه لخدمة القضايا الإنسانية.
الأخوات الفاضلات..
أعلم مدى التزامكن بالمسؤولية وأدرك رغبتكن الصادقة في إعلاء صوت المرأة العربية التي تواجه الكثير من التحديات وتتطلع ونحن معها إلى غد أفضل ولن يتحقق لنا ذلك إلا من خلال التواصل المباشر مع الواقع الذي تعيشه المرأة وأن تنسجم لقاءاتنا ومؤتمراتنا مع الأولويات والاحتياجات الأساسية للمرأة العربية حتى تقبل دعوتنا وتضع يدها في أيادينا لننطلق معا في مشوار الألف ميل.
وقبل أن اختم كلمتي ونعاهدكم على أننا سوف نبذل قصارى جهدنا من أجل الإعداد الجيد والتنظيم الكفء كي يخرج هذا الحدث بصورة مميزة تعكس رقي المرأة العربية وتحضرها ومدى قدرتها على إدارة شؤونها وبحث قضاياها وفق منهج علمي مدروس وبلغة حضارية راقية تؤكد تفوقها .. ثقتي في ذلك كبيرة وطموحاتي بلا حدود ولما لا فإنني عندما أنظر في القاعة أرى وجوه تتلألأ ..أرى سيدات يمثلن المرأة في كل بقاع العالم العربي من المحيط إلى الخليج .. وأرى فيهن مصدر إلهام لبقية النساء فأنتن قادرات على إعادة صياغة المستقبل من خلال القيادة الراسخة لجوانب العمل الاجتماعي.
وأنتن من سيساهم في لعب دور أساسي لإعادة رسم الصورة التي يحملها العالم عنا .. مرة أخرى أرحب بكن جميعا .. والآن أفتح المجال لمناقشة البنود المختلفة على جدول الأعمال المعروض أمام حضراتكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حضر افتتاح الاجتماع جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم ال خليفة والسيدة ليلي بن علي والسيدة وداد بابكر والسيدة اندريه لحود والسيدة سوزان مبارك والسيدة ختو بنت البخاري وممثلات السيدات الاول من سوريا والمغرب ووفود رسمية رفيعة المستوى من كل من الجمهورية الجزائرية ودولة فلسطين وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات