أخبار المؤسسة

محاضرة (لبيك يا وطن ... الخدمة الوطنية واجب مقدس)

نظم الاتحاد النسائي العام  بالتعاون مع هيئة  الخدمة الوطنية وهيئة الأوقاف للشؤون الاسلامية ندوة بعنوان ( لبيك يا وطن ...الخدمة الوطنية  واجب مقدس ) في مدرسة خولة بنت الأزور والتي قدمتها  الواعظة  اعتدال الشامسي بتاريخ 9/ نوفمبر / 2014

تحدثت الواعظة في بداية المحاضرة عن حب الاوطان  وبأن أغلى ما يملك المرء هو الدين والوطن، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه، ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، ولذلك كان من الحقوق والواجبات الاجتماعية في الإسلام والتي غرسها في فطرة الإنسان السوي هي حق الوطن والأرض التي يعيش فيها ويأكل من خيرها ويعبد الله تحت سمائها، وأول هذه الحقوق هو الحب الصادق للوطن.

وأوضحت الواعظة أن المواطنة الحقة هي قيم ومبادئ وأسس، وهي التزام أخلاقي وموالاة وتضحية وإيثار للفرد والأمة، وهي شعور بالأهمية والمسؤولية نحوه وما يحتويه هذا الوطن وما يمتلكه، والمواطنة ليست مجرد شعارات تزخرف حديثنا، إنما هي ممارسات حقيقية تعبر بصدق عن الولاء والانتماء لهذا الوطن، فكان الانضمام إلى الخدمة الوطنية لدى المجندات هو أحد الجوانب والممارسات الدالة على المواطنة الحقة للتعبير بصدق عن حب الوطن والعمل من أجله.

وقالت الواعظة بأن الدخول في ميدان الخدمة الوطنية، هو تعزيز للقيم والمبادئ، وهي تقوم بإعداد المواطن الصالح القادر على الدفاع عن أرضه، الواعي لمقدرات ومكتسبات بلده، المدرك لواجباته ومسؤولياته، الطموح الواثق بنفسه، المتمسك بتراثه وعاداته، والمحب لوطنه، المنضبط في سلوكه، المتآلف والمتلاحم مع أبناء مجتمعه، الحكيم في تصرفاته، الأمين في أعماله.

وبيّنت الواعظة اعتدال الشامسي، أن من حقوق الوطن أيضاَ أن يسعى كل فرد فيه للحفاظ عليه وتنميته وازدهاره، فالإحساس بالمسؤولية هو شعور يتساوى فيه كافة أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات لا فرق بينهم ولا تمايز، فحب الوطن مرتبط بسلوك الفرد وممارسته الدالة في المجتمع، والشعور بالوطن وواجبه هو ارتباطٌ لا انفكاك منه، ويلازم المرء في كل مكان، في حله وترحاله، ويظهر حب الوطن وواجبه المقدس في احترام أنظمته وقوانينه، والعمل بكل ما من شأنه أن يقوي وحدته ومنعته ويحافظ على أمنه واستقراره ويدافع عنه، ويعمل على الحفاظ على منشآته ومنجزاته وعلى خيراته وثرواته ، إلى جانب الاهتمام بنظافته وجماله.

كما أن حب الوطن طاعة وعبادة، فحبه يظهر في تحقيق العدل ونشر الخير، والقيام  بصالح ومصالح العباد كلٌ حسب مسئوليته وموقعه، وحب الوطن يظهر في نشر القيم والأخلاق الفاضلة ونشر روح التسامح والمحبة والأخوة بين الجميع .

واشارت الواعظة  اعتدال الشامسي  بأن علينا أن نقدر نعمة الوطن حق قدرها، ونرعاها حق رعايتها، ولنعلم جميعا أن ما أخذناه من وطننا دين في أعناقنا، يجب علينا قضاؤه، بواجبات نؤديها، وحقوق نلتزم بها، قال صلى الله عليه وسلم :« إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أم ضيع». وإن من أهم حقوق وطننا علينا حق الانتماء له، والولاء لحكامه الأخيار، الذين يحرس بهم الدين، وتتحد تحت رايتهم الصفوف، ويدوم بهم الاستقرار، ويترسخ بهم العدل، فطاعتهم واجبة في الدين، وقد ذكرها القرآن الكريم مقرونة بطاعة رب العالمين، وطاعة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

وإن من حق الوطن على أبنائه؛ بذل الجهد في خدمته، فخدمة الوطن شرف ووسام، وذروة السنام، وأهلها مكرمون في الدنيا، ومنازلهم عالية في دار السلام. وإن الالتحاق بالخدمة الوطنية تكليف وتشريف ومسؤولية، لما تقوم به من ترسيخ القيم النبيلة في نفوس الشباب والأبناء وتدريبهم على سلوكيات إيجابية، كما أنها إحياء لمعاني الولاء والانتماء، والتضحية والفداء، وهي شرف لا يعلوه شرف، وفخر لا يقاربه فخر، ومجد عظيم أن يسارع أبناؤنا وبناتنا إلى الانتظام في الخدمة الوطنية، فهي مضمار البطولة، وميدان الرجولة، ومدرسة الانضباط، والقوة والنشاط؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).

واختتمت الواعظة الفاضلة المحاضرة بمجموعة من الأسئلة توجهت بها المجندات، وبعدها قامت جميع المجندات بالوقوف لتحية العلم والنشيد الوطني والدعاء للوطن وقيادته الرشيدة.