عمرو موسى يؤكد أن تطور وضع المرأة العربية أمر ضروري للمجتمعات العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر / وام /
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية معالي عمرو موسي ان أمن الإنسان العربي بصفة عامة والمرأة العربية بصفة خاصة يستلزم تعزيز الأمن الاقتصادي والاجتماعي المتمثل في الحد من الفقر وتامين الغذاء ورفع مستويات المعيشة وإتاحة فرص عمل لضمان حياة كريمة وبناء القدرات للشعوب العربية إلى جانب وضع سياسات تنموية على أسس من العدالة والمساواة وتكوين شبكات الأمان الاجتماعي التي تستهدف الفقراء وتسعى لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وأكد موسى في كلمته التي وجهها الى المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية ان مسيرة المرأة العربية التي أثقلها الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي حققت بعض الانجازات إلا انه مازال أمامها الكثير لتحقيقه .. مشيرا إلى أن تطور وضع المرأة العربية ليس أمرا قاصرا على اهتمامات المرأة بل هو أمر ضروري للمجتمعات العربية وتحقيق الأمن الإنساني لها يتطلب مواجهة جريئة وصادقة لتحديات هذا الواقع والكثير من العمل في مجالات التطوير والتحديث والإصلاح.
وفيما يلي نص الكلمة .. السيدات والسادة.. لم يتفق المجتمع الدولي بعد على تعريف الأمن الإنساني تعريفا متوافقا عليه فهو احد المفاهيم الجديدة التي طرحت في العقد الاخير من القرن العشرين ويهدف الى مراجعة مفردات الخطاب الأمني والإنساني بابعاده الفكرية المختلفة نتيجة لما نشهده من احداث وتطورات دولية..وفي ظل تسارع الاحداث وتفاقم الازمة المالية العالمية.. يبقى تحرير الإنسان من الفقر والعوز وضمان مشاركته الواسعة والفاعلة في التنمية وجهود التطور والاصلاح بكافة ابعادها شرطا رئيسيا لتوفير الأمن الإنساني.
ان المطروح اليوم على اجندة الجامعة العربية حول مفهوم الأمن هو ليس فقط مفهوم الأمن القومي الذي يرتبط بالجوانب السياسية والعسكرية ولا هو الأمن الذي يربط ارتباطا وثيقا بأمن الإنسان العربي والتنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي والامان الاجتماعي.
لم تكن الجامعة العربية بعيدة عن الحوار الدولي القائم حول قضايا الأمن الإنساني فقد نظمت الجامعة العربية منتدى الأمن الإنساني في ديسمبر 2002 بهدف فتح الحوار حول مسالة ادماج البعد الإنساني في المفهوم العام للأمن وضوابط ومعايير ذلك..وحددت حينذاك ثلاث ظواهر ساعدت على ظهور التوجه نحو اعادة صياغة اطار جديد للأمن يضع الإنسان في بؤرة اهتمامه اولها هو التحول في طبيعة النزاعات المسلحة وتفاقم بعض النزاعات الداخلية والحروب الاهلية مما ادى الى التزايد الملحوظ في اعداد الضحايا من المدنيين خاصة النساء والاطفال وتهديده للنسيج الاجتماعي والبنية الاقتصادية في عدة دول في المنطقة...ثانيها هي ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضراوة العولمة في ظل اليات السوق وتهميشها لقطاعات عريضة في الدول النامية وعدم مراعاتها للابعاد الاجتماعية ولا شك في ان مايدور في الاونة الاخيرة من تطورات دولية متلاحقه وازمة غير مسبوقه للاقتصاد العالمي ومؤسساته سيكون لها تداعياتها على الوضع في المنطقة العربية لذلك فان تنمية المصالح المشتركة بين الدول العربية اقتصاديا وتنمويا هو امر ملح وواجب اساسي علينا القيام به ومن هنا تنبع اهمية القمة الاقتصادية الاجتماعية والتنموية المقرر انعقادها في الكويت في يناير من عام 2009 والتي اثق انها سوف تشكل منعطفا جديدا لتخقيق المصالح العربية..اما الظاهرة الثالثة فهي تنامي دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص على الساحة العربية التي اثق انه سيكون لها دور بارز كشريك في الحقوق والمسئوليات وفي تنفيذ خطط التنمية بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية.
ومازالت جهود العمل العربي المشترك تتواصل حيث انه من المقرر عقد مؤتمر رفيع المستوى / الأمن الإنساني في المنطقة العربية/ بالتعاون بين الجامعة العربية واليونسكو والامم المتحدة وذلك في منتصف ديسمبر 2008 بمقر الامانة العامة للجامعة ليركز على قضايا الأمن الإنساني في المنطقة العربية وليبحث دور الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في مواجهة التحديات العالمية الناشئة من منظور الأمن الإنساني وفقا لاولوياتها وخططها الوطنية.
السيدات والسادة..
وحيث ان التنمية المجتمعية ترتكز على الإنسان كمحرك وصانع لها ومستفيد منها وهو الذي سوف يجني ثمارها فان خيار الاستثمار في راس المال البشري هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف ومن هنا تاتي اولوية بناء القدرات واكتساب المهارات من اجل توظيفها الفعال في مسارات التنمية المختلفة وياتي التعليم محورا اساسيا ووثيقا في بناء وتنمية قدرات القوة البشرية العربية لمواجهة تحديات التنمية ولبناء مجتمع واقتصاد المعرفة وتعتبر قضية الاصلاح والارتقاء بالتعليم البوابة الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الإنساني.
ولقد انعكس الاهتمام العربي بضرورة اصلاح التعليم على اجندة القمم العربية المتلاحقة في تونس والجزائر والخرطوم والرياض واخيرا في قمة سوريا التي اعتمدت خطة تطوير التعليم في الوطن العربي وتم وضع اليات لمتابعة تنفيذها وتمويلها كما تم اعلان الاعوام 2008-2019 عقدا عربيا للتعليم في الوطن العربي .
ولقد اعلنت تقارير الرصد الدولي للتربية مؤخرا ان هناك 774 مليون أمي من الراشدين من بينهم 100 مليون اميا في المنطقة العربية وحيث ان نسبة الأمية العربية عند النساء هي 64 بالمئة فان الامر يتطلب إعطاء الأولوية وبذل المزيد من الجهود لتطوير مستوى التعليم ورفع نسبة التحاق الإناث بالتعليم الأساسي ومكافحة تسرب الفتيات من المؤسسات التعليمية لذا تعكف الامانة العامة على إعداد إستراتيجية وخطة عمل للقضاء على أمية المرأة في المنطقة العربية بالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة وفي طليعتها منظمة المرأة العربية.
وفي استجابة للتحديات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة وكانت بمثابة نقطة تحول لطريق شائك تسوده مفاهيم خاطئة لهويتنا العربية فاننا نشهد اليوم إطلاق الشبكة العربية لبلاد المهجر والإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية وذلك للعمل على مد جسور الثقافة العربية والتواصل وخدمة القضايا العربية والمرأة العربية وتحسين صورتها في الداخل العربي وفي الخارج وكلنا امل ان توفر هذه الشبكة العربية ساحة للحوار والتبادل والتواصل بين السيدات العربيات في المهجر مع بعضهن البعض من جهة وبينهن والوطن الأم من جهة أخرى ولابد لي من التاكيد على أهمية الإستراتيجية الإعلامية للمرأة حيث تشكل ركيزة لتحقيق ولتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في التنمية ولإبراز دور المرأة العربية التاريخي والحضاري والنضالي بهدف تغيير الصورة الذهنية الحالية عن المرأة العربية ويسرني في هذا المقام ان اتقدم بتحية إكبار وإعزاز إلى المرأة العربية في فلسطين والعراق والسودان والصومال على صمودها في مواجهة أصعب الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
ان حلم العيش في مجتمعات يسودها الأمن والسلام والحرية والكرامة والعدالة والمساواة هو حلم ما زال يراود شعوب كثيرة في العالم واننا مدعوون جميعا حكومات ومنظمات واتحادات وجمعيات رجالا ونساء الى التعامل بوعي وادراك كاملين مع مع الواقع العربي بمتغيراته ومستجداته وتحدياته وبارادة قويه موحدة لدعم الأمن والسلام والاستقرار لشعوبنا.
وختاما اتوجه بالشكر والتقدير لما تم انجازه من عمل وجهد في سبيل النهوض بالمرأة العربية تحت رعاية كريمة من صاحبات الجلالة والسمو والفخامة وانه لمن دواعي سروري التقدم باسمي واسم الجامعة العربية بوافر الشكر والتقدير لصاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا متمنيا دوام النجاح والتقدم لمسيرة المرأة العربية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات