تونس في 8 مارس / وام / بدأت اليوم في القصر الرئاسي بتونس أعمال المؤتمر العربي حول " مناهضة العنف ضد المرأة .. تكريس للقيم الإنسانية " الذي ينتظم في إطار رئاسة تونس لمنظمة المرأة لعربية تحت إشراف حرم فخامة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية.
ويشارك في المؤتمر وفد من الامارت الى جانب وفود من بقية الدول العربية يضم خبراء وخبيرات وإعلاميين وإعلاميات.
وأعربت السيدة ليلى بن علي في كلمة ألقتها اليوم في افتتاح المؤتمر عن عميق ارتياحها وبالغ اعتزازها لتنامي دور النساء العربيات في دفع حركة التطوير و الإصلاح والتحديث في منطقتنا العربية.. ودعت الى تدعيم دور المرأة العربية في المجتمعات العربية اعتمادا على ما تملكه من كفاءة وعزم و طموح للاستئثار بالمنزلة التي هي جديرة بها في الأسرة والمجتمع والمشاركة الايجابية الحاسمة في دفع مسيرة التنمية المستدامة والشاملة التي تنشدها كل الأقطار العربية.
وأكدت لسيدة ليلى بن علي ان المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة العربية تنطوي على تحديات جسيمة ورهانات كبرى تتطلب منا جميعا التحلي بالشجاعة لتجاوز العقبات التي ما تزال تحول دون تمكين المرأة من ممارسة حقوقها وأداء واجبها في كنف المساواة والشراكة مع الرجل.
وحذرت من خطورة ظاهرة العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية قائلة " ان البعض ما يزال ينظر الى المرأة نظرة دونية ولا يتصدى غالبا لمرتكبي العنف ضدها لاعتبارات ثقافية تقليدية تحكم تفكيرهم وسلوكهم".. ودعت الى تكثيف الحملات في المجتمعات العربية من اجل مكافحة العنف المسلط ضد المرأة.
وأشارت من ناحية أخرى الى الآثار السلبية المدمرة الناجمة عن الاضطرابات و التوترات و النزاعات التي تشهدها المنطقة العربية خلال العقود الأربعة الأخيرة و خاصة الصراع العربي الإسرائيلي ما انعكس سلبا على أقطارنا العربية بسبب ما نتج عنها من تعبئة وتسليح على حساب ميزانيات التنمية التربوية والثقافية و الاجتماعية والاقتصادية.
وعبرت السيدة ليلى بن علي عن ارتياحها لتنامي الوعي بخطورة ممارسة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية.. ودعت الى ضرورة تضافر جهود الحكومات و مكونات المجتمع المدني في المنطقة العربية من اجل اعتماد استرتيجية عربية تتصدى لظاهرة العنف ضد المرأة.
وأشارت الى انه يجري الإعداد حاليا لهذه الإستراتيجية في إطار منظمة المرأة العربية بناء على حصيلة أعمال الورشة التي احتضنتها تونس خلال شهر ديسمبر الماضي حول العنف المسلط ضد المرأة.
وقالت السيدة ليلى بن علي ان منظمة المرأة العربية تجدد التأكيد على حرصها في التطبيق الشامل لحقوق المرأة والمبادئ المتعلقة بالمساواة بين سائر البشر.
كما عبرت عن قلق المنظمة البالغ بشان المظالم المسلطة على المرأة حيثما كانت لاسيما ضد النساء المنتميات الى الأقليات والنساء اللاجئات والمهاجرات والمهمشات والمعوقات والمسنات اللاتي يعشن في مناطق النزاعات و الحروب.
وقالت ان المرأة الفلسطينية توجد اليوم في مقدمة النساء المعرضات للعنف والاضطهاد والتمييز من قبل سلطات الاحتلال الاسرئيلي كما دعت المجتمع الدولي الى القيام بوقفة حازمة وعاجلة لإنهاء مأساة المرأة الفلسطينية التي طال أمدها و تفاقمت.
ويناقش المشاركون في المؤتمر الذي يستمر يومين جملة من الإشكاليات منها العنف ضد المرأة من المنظور الإنساني و الحقوقي حيث يبحث المشاركون في ورقتين تتعلق الأولى بحدود التقاطع والتلاؤم بين المبادئ الكونية والإنسانية والتشريعات العربية وتتعلق الثانية بالاستراتيجيات الممكنة لجسر الهوة بين التشريعات والواقع.
ويتناول المشاركون في المؤتمر كذلك إشكالية العنف المسلط على المرأة من المنظور الاجتماعي والاقتصادي حيث سيتم تقديم ورقة حول الموروث الثقافي والعنف ضد المرأة وأخرى حول دور تمكين المرأة في القضاء على العنف الموجه ضدها.
ويبحث المشاركون في هذا المؤتمر كذلك دور المجتمع المدني والإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة.
وينتظر ان يخرج المؤتمر بجملة من التوصيات تحال الى رئاسة منظمة المرأة العربية.
ويندرج عقد هذا المؤتمر في إطار رئاسة تونس في شخص السيدة ليلى بن علي حرم فخامة الرئيس التونسي لمنظمة المرأة العربية منذ مارس 2009 وسوف تستمر حتى فبراير 2011.
ويأتي عقد المؤتمر في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .. وقد وجه فخامة الرئيس التونسي بهذه المناسبة رسالة الى المرأة عبر الاتحاد الوطني للمرأة التونسية أكد فيها خاصة ان المرأة التونسية استكملت في زمن قياسي حقوقها واقتحمت ميادين الفعل واثبات الذات في مختلف أوجه النشاط والنضال وفي شتى مواقع المسؤولية والقرار حتى إنها أصبحت اليوم رمزا للحيوية والحداثة في مجتمعنا وحصنا حصينا ضد تيارات الرجعية والتطرف.
وقال فخامته انه يحق للشعب التونسي ان يعتز بما يسود مختلف أفراده وفئاته وأجياله من تماسك وتوازن وتكامل.. داعيا المرأة التونسية الى ان تفخر في اليوم العالمي للمرأة بما تحقق لها من مكاسب وانجازات وما تمارسه من ادوار ومسؤوليات في الأسرة والمدرسة والكلية والإدارة ومؤسسات الإنتاج والمال والأعمال ، وفي مجالات الإبداع الفكري والثقافي والفني والرياضي وفي المؤسسات الدستورية ومكونات المجتمع المدني.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات