في كلمتها إلى المؤتمر الإقليمي للإرشاد والتوجيه الأسري
الشيخة جواهر تدعو إلى توخي السرية والموضوعية في التعامل مع الحالات الأسرية
قرينة حاكم الشارقة تدعو للجوء إلى مؤسسات الإرشاد للحفاظ على كيان الأسرة وحل مشاكلها
جريدة الخليج 27/2/2008
الشارقة ميرفت الخطيب:
دعت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الأفراد والمختصين والعاملين في مؤسسات ومكاتب الإرشاد الأسري، إلى توخي السرية والموضوعية في التعامل مع الحالات الأسرية التي ترد إليهم، مؤكدة مبدأ عدم الانحياز لطرف دون الآخر في فض المنازعات العائلية، كما دعت سموها إلى ضرورة اللجوء إلى مؤسسات الإرشاد الأسري للحفاظ على كيان الأسرة وللمساعدة في حل المشاكل التي تواجهها خاصة أنه تتوفر فيها كفاءات قد تحول دون الوصول إلى الطلاق وإلى تفكك حال الأسرة العربية.
وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة يحرص على تقديم هذه الخدمات من منطلق إيمانه بضرورة الحفاظ على تماسك الأسرة ومساعدتها على حل مشاكلها، وتأكيداً لهذا المبدأ كان التعاون المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأسرة العربية كي تتضافر الجهود العربية لمصلحة الأسرة.
جاء كلام سموها في الكلمة التي ألقتها نيابة عن سموها، الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة المدير العام لمدينة الشارقة للخدمات الانسانية صباح أمس في مقر نادي سيدات الشارقة بمناسبة افتتاح المؤتمر الاقليمي للإرشاد والتوجيه الأسري “تحت شعار ضرورة مجتمعية وخدمة لحماية الأسرة” والذي ينظمه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالتعاون مع جامعة الدول العربية وإدارة الأسرة والطفولة ومنظمة الأسرة العربية، وتالياً نص كلمة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي:
“أرحب بكم في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة متمنية لكم طيب الإقامة، آملة ان يكون لقاؤكم هذا ثمرة لاجتماعاتكم السابقة المكثفة والتي تهدف إلى مصلحة الأسرة العربية، وأن يكون أيضاً إضافة جديدة ومرجعية ايجابية داعمة للخطط المستقبلية التي تجعل الأسرة محورها الأهم.
ضيفاتنا الكريمات..
يكتسب الإرشاد الأسري أهميته كونه أحد البرامج التي يعتمد عليها في إنقاذ الأسر مما قد يسبب تفكك بنائها وانهيارها. وهو ما تحاول المجتمعات الانسانية تجنبه لوعيها بضرورة ان تكون على قدر من التماسك الذي يحقق لها أهداف الحرية والاستقلال والتحضر، فالتماسك الأسري هو بداية أصلية لتماسك المجتمع، وبالتالي تماسك الأمم الماضية إلى مصائرها.
إن هناك مبادئ عامة يقوم بها الإرشاد الأسري، وهي مبادئ مثلكم كخبراء وعاملين في هذا المجال يعرفها ويتلمسها في نظرياته وتطبيقاته. وأكثر ما كان لافتاً لأنظارنا من هذه المبادئ الموضوعية والسرية، فالموضوعية التي تتطلب عدم الانحياز لطرف دون آخر تتطلب أيضاً وعياً عميقاً واستعداداً علمياً ومنهجياً في التعاطي مع هذه الموضوعية، فمن الخطر أن ينحاز المرشد إلى أحد الأطراف، فالمرشد ليس محامياً مطلوب منه أن يتبنى قضية موكل وإن كان محامياً فليكن إذن عن الأسرة بكافة أفرادها.
ومن المبادئ التي لا يستهان بها في مجال “الإرشاد والتوجيه الأسري” مبدأ “السرية” وبالرغم من اعتقادنا بأمانة معظم المرشدين إلا انه تناهى إلى أسماعنا بعض التجارب غير المرضي عنها حول بعض من لم يتحملوا المسؤولية كما يجب ممن ادعوا انهم “مرشدون” فأعطوا لأنفسهم الحق لترديد قضايا أسرية بأسماء أفرادها أو بعض أفرادها والخطورة قد تصل إلى أن تفقد الأسرة الثقة بالإرشاد كله.
أقول ذلك عن واقع..
إننا في بلادنا العربية في حاجة إلى أسر صحيحة.. سليمة مستقرة.. آمنة.. هي حاجة الفرد في أسرته، وحاجة الأسرة ككيان متكامل.. وحاجة المجتمع الذي لم يحقق أي انجاز أو تطور إلا بأسرة تخرج أبناء فاعلين مؤثرين.
وكما أن هناك علاقات داخلية للأسرة.. فهناك خارجية أيضاً يتأثر بها الفرد ويؤثر فيها على أسرته، وكل أشكال العلاقات المؤثرة لا بد من أن تواجه بإرشاد قائم على علم ومعرفة ومنهجية، حتى يصلح لتطبيق يصل بنا إلى ما نريده لأسرتنا العربية.
إن التعاون المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأسرة العربية والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، يأتي إيماناً بأهمية ان تتضافر الجهود العربية لمصلحة الأسرة في هذا الوسط الاقليمي، وأحسب أن المؤسسات العربية المختصة قد وضعت يدها على أهم مشاكل وقضايا الأسرة العربية، وعلينا الآن تشغيل آلية الإرشاد والتوجيه بأسلوب يلاحق فيه كل ما يزعزع الاستقرار ويستدعي التدخل، والنجاح لن يأتي إلا بمزيد من هذه الجهود الموحدة، والسعي المكثف الذي يتجاوز القراءة في ورق إلى التنفيذ العملي الذي نلمس نتائجه في الواقع.
وفي ختام كلمتي، أتوجه إلى جميع من أسهم في تنظيم هذا المؤتمر بالشكر والتقدير، مثمنين جهودهم في دعم الأسرة العربية بقيم الترابط والاستقرار التي هي أساس لترابط المجتمع والأمة بأكملها”.
وكانت الفعاليات قد بدأت صباح أمس بحضور الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي والتي نقلت تحيات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي إلى الحضور، وفي مقدمتهن أمة الرزاق علي حمد وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية باليمن، ومنى كامل وزير مفوض مدير الأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية، والدكتورة سوسن عثمان نائب رئيس منظمة الأسرة العربية، وسيدة العقربي نائبة المنظمة العالمية للأسرة، وبحضور صالحة غابش المستشارة الثقافية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وموضي الشامسي مدير عام مراكز التنمية الأسرية بالمجلس، ومريم سعيد أحمد الأمين العام للمجلس، وعضوات المجلس الاستشاري بحكومة الشارقة، فاطمة سالم السويدي، ميثاء الكتبي، المهندسة خولة النومان، أحلام بن جرش، خولة الحوسني، جميلة محمد العضب، عائشة بطي مدير مركز الإرشاد الأسري بالمجلس، واحسان مصبح السويدي مدير عام مراكز الأطفال والفتيات، وسوسن جعفر رئيسة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الدكتورة أمينة المرزوقي رئيسة شؤون الطالبات بجامعة الشارقة، الدكتورة أمينة المرزوقي رئيسة شؤون الطالبات بجامعة الشارقة، الدكتورة عائشة السيار، وحنان الجروان مدير عام دائرة الموارد البشرية، والعديد من القياديات بإمارة الشارقة.
وألقت منى كامل كلمة في حفل الافتتاح نقلت خلالها تحيات عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى جميع المشاركات بالمؤتمر وعلى رأسهن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وأكدت أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي تفعيلاً لمذكرتي التعاون اللتين وقعتهما جامعة الدول العربية مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ومنظمة الأسرة العربية، وتنفيذاً لتوصية لجنة الأسرة العربية في دورتها الثانية والتي عقدت في أبوظبي ،2006 والخاصة بالتوجيه والإرشاد الأسري وادماج التثقيف الأسري ضمن المناهج الدراسية والتي تضمنت أهدافاً في الاستراتيجية العربية للأسرة بشأن تأسيس أسرة مستقرة آمنة فاعلة منفتحة على الحضارات والثقافات الانسانية المتنوعة محافظة على هويتها وثقافتها.
كما استعرضت في كلمتها وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي الاذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية التي أقرها مجلس وزراء الاعلام العرب في دورته الاستثنائية، فبراير/شباط ،2008 وتضمنت عدة أمور منها أهمية الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع العربي، ومراعاة البيئة الأسرية، وترابطه الاجتماعي، والامتناع عن دعوات النعرات الطائفية والمذهبية، ومراعاة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول على ما يناسبهم من الخدمات الاعلامية والمعلوماتية، تعزيزاً لاندماجهم في مجتمعاتهم، اضافة إلى حماية الأطفال والناشئة في كل ما يمكن ان يمس بنموهم البدني والذهني والأخلاقي أو يحرضهم على فساد الأخلاق.
وأكدت أيضاً على أهمية انعقاد المؤتمر الذي يعد حدثاً مهماً للأسرة العربية كونه يناقش الإرشاد والتوجيه الأسري كآلية لفهم أبعاد الحياة الأسرية بمسؤولياتها وواجباتها وحقوقها بهدف تحقيق الاستقرار والتوافق الأسري، اضافة إلى اقتراح الحلول للمشكلات الأسرية كالعنف الأسري وسوء المعاملة وانحراف الأبناء والادمان وغيرها.
وألقت الدكتورة سوسن عثمان نائب رئيس منظمة الأسرة العربية كلمة مشيرة في مقدمتها إلى ان عقد هذا المؤتمر جاء نتيجة البحث في موضوع الإرشاد والتوجيه الأسري الذي بات يكتنفه الكثير من الملابسات والتجاوزات وعدم الوضوح في مقومات المهنة وأخلاقياتها وشروط التأهيل لممارستها.
وأكدت على ضرورة تقييم واقع الإرشاد والتوجيه الأسري من أجل تطوير هذه المهنة وتعزيز أدواتها وتوسيع أطر انتشارها وقبولها اجتماعياً، خاصة في هذه المرحلة من الحداثة في حياتنا والطفرة الاقتصادية والانفتاح الثقافي على الحضارات وأنماط الحياة الغربية، كلها أمور أدت إلى إحداث تغيرات وتبني أنماط سلوك وحياة مغايرة تماماً لثقافتنا وقيمنا العربية والإسلامية، مما أدى إلى ظهور مشكلات وأخطار تهدد الأسرة وأمنها واستقرارها.
من جانبها، قالت سيدة العقربي في كلمة بحفل الافتتاح إن المنظمة العالمية للأسرة تحتفل بعيدها الستين مثلها مثل عمر الأمم المتحدة، وترعى العديد من المؤتمرات والمناسبات، ولها فرع في الشارقة.
وقالت إن الأسرة العربية بخير لأنها تتوفر فيها مقومات مثل الاسلام والدين واللغة العربية والأسرة وهي الأساس والمرتكز الذي لا بد لنا أن نحافظ عليه.
ولكن العالم ليس بخير والعالم يعاني من الحروب والعنف والجفاف والتقلبات المناخية والأسرة تتأثر قبل أي شيء آخر بهذه الأمور. وأشارت إلى ان هذا العام يتم التركيز على صحة المرأة والطفل خاصة أنه في كل دقيقة هناك أم تموت في إفريقيا أثناء الولادة. لذا فإن الأمم المتحدة اختارت شعار للتنمية الأسرية، وهو صحة الأم.
على صعيد آخر وفي ختام الحفل تسلمت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي درعاً تذكارية من الدكتورة سوسن عثمان.
محاضرات وورش عمل حول نظريات الإرشاد
تتواصل اليوم في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة فعاليات المؤتمر الاقليمي الذي يحمل عنوان الإرشاد والتوجيه الأسري ضرورة مجتمعية وخدمة لحماية الأسرة في الفترة 26 28 من الشهر الجاري.
ويتطرق المؤتمر لأنواع الإرشاد الأسري ونظرياته ومدارسه الفكرية والإرشاد الأسري في المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية ومبادئه وأخلاقياته، اضافة إلى دور المؤسسات المختصة بشؤون الأسرة في الارشاد والتوجيه الأسري، وتحدياته والعلاقة بين المرشد والمسترشد.
وترأست الدكتورة سوسن عثمان عبداللطيف الجلسة وألقت المحاضرة الأولى الدكتورة هبة عيسوي استاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة عين شمس، والتي تحدثت عن أنواع الإرشاد الأسري ونظرياته ومدارسه الفكرية ونادت المحاضرة بضرورة عدم اختزال دور الإرشاد الأسري كعلم وفن وممارسة وضرورة الأخذ بالاستشارات الأسرية القانونية والاجتماعية، والرعاية المجتمعية التي تساند المنكوبين، هذا بالإضافة إلى الاعداد الجيد للمرشد النفسي من خلال انشاء شعبة تخصصية في الإرشاد النفسي داخل المراكز والكليات تمنحه دبلومة مهنية يستطيع من خلالها القيام بدوره بكفاءة.
أما الجلسة الثانية فترأستها الدكتورة أمينة المرزوقي وكانت بعنوان “الإرشاد الأسري في المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية” للدكتورة مفيدة العباسي مدير النهوض بالأسرة بوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين.
وتم تنظيم ورشة عمل للدكتورة هبة عيسوي حول العملية الإرشادية للمعاقين.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات