أبوظبي في 14 مارس 2012 / وام / أشادت حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان عضو الرابطة الدولية للثلاسيميا رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا ومؤسسة ورئيسة فرع مؤسسة "تحقيق أمنية" في دولة الإمارات بالمؤتمر الرابع للأدوار القيادية للمرأة الذي تنظمه جامعة زايد بأبوظبي.
جاء ذلك في كلمة لها خلال أعمال المؤتمر الذي ناقش اليوم عدة اوراق عمل من بينها ورقة الشيخة حول العمل التطوعي ويقام تحت عنوان " نحو مستقبل ناجح للتنمية المستدامة في العالم " .
وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد قد افتتح المؤتمر في دورته الرابعة أمس والذي يقام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وذلك بمقر جامعة زايد بأبوظبي بحضور سمو الشيخة اليازية بنت سيف بن محمد آل نهيان حرم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والشيخة فاخرة بنت سعيد بن شخبوط آل نهيان حرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والشيخة موزة بنت نهيان بن مبارك ال نهيان وعدد من الشيخات وعضوات السلك الدبلوماسي لدى الدولة.
ومن المقرر أن يختتم المؤتمر الذي يستقطب 1000 مشارك من 40 دولة اعماله غدا .
كما تحدثت الشيخة شيخة بنت سيف عن شخصيات نسائية إماراتية كبيرة وتطلعت إلى ان تتزايد اعداد القائدات لبناء التنمية المستدامة للمجتمع ..
وقالت ان دولة الإمارات محظوظة بقيادات نسائية وهبت نفسها لتأسيس أجيال عديدة قادمة ..مشيرة الى ان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" جاهدت للمساعدة بالنهوض بالمجتمع في كل مستوياته من دون نسيان للمبادئ والقيم الدينية للمجتمع.
ونوهت بأن سموها آمنت بأن المرأة تستطيع تحقيق تغيير ملموس في دولة الإمارات وتكمل دور الرجل لبناء مجتمع مميز .
وأضافت أن سموها رئيسة الاتحاد النسائي منذ نشأته عام 1975 بالإضافة إلى عملها المتواصل وجهودها لإيصال المرأة لمراكز قيادية ذات مسؤولية عالية في الدولة .. فمنهن السفيرات والمحاميات والقاضيات والوزيرات وعضوات في المجلس التنفيذي.
وقالت ان عمل سموها هذا تتوج بأن حصدت العديد من الأوسمة والجوائز ولكن المهم بالنسبة لنا كإماراتيين في دولة الإمارات هو دورها وتحفيزها الدائم للمرأة لبناء مجتمع مستدام.
كما تحدثت الشيخة شيخة بنت سيف عن حرم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان سمو رئيس الدولة " حفظه الله " الشيخة شمسة بنت سهيل التي تؤمن بالتعليم بجميع أنواعه والنتائج الإيجابية التي تعود على المجتمع والفرد .
وقالت ان سموها تنظر للإبداع وتبحث عن طرق تنميته ورعايتها له ونتيجة لذلك أوجدت جائزة سميت جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للمرأة المبدعة وهي جائزة سنوية تطمح إلى تثمين عمل المرأة الإماراتية والاعتراف بإبداعاتها وتكريمها وتشجيعها والاعتراف بجهودها الإبداعية بالإضافة إلى أنها تتوج جهود النسوة اللواتي قدمن للدولة أعمالاً قيمة ومميزة ساعدت في نهضة المجتمع.
وأضافت ان سمو الشيخة فاطمة وسمو الشيخة شمسة تتشاركان في الرؤية لدور المرأة في بناء المجتمع وهذه الرؤية تشجعنا ولنا الشرف في دعمهما في مسيرتهما لتكون دولة الإمارات من أحسن المجتمعات.
ودعت الشيخة شيخة بنت سيف الى العمل بمسؤولية لبناء عالم ناجح للتنمية المستدامة مؤكدة ان دور النساء وجهودهن لا تقل أهمية لجعل العالم أفضل ما يكون للجميع.
ونوهت بنماذج من المواطنات الإماراتيات الناجحات اللاتي أخذن المبادرة وتقدمن بخطواتهن مثل "حصة" التي تسكن في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي التي تعمل بحرفة الغزل التقليدية والتي أصبحت أعمالها تقدم كهدايا من الشركات .. مؤكدة انها تمثل جزءاً مهماً من نخبة من السيدات اللواتي يساعدن الدولة في استدامة هذه الحرف التراثية وعدم انقراضها.
كما نوهت بفنانات إماراتيات اكتسبن نجاحاً وتكريماً عالمياً في الفنون المستحدثة الأخرى مثل الدكتورة نجاة مكي .. معربة في هذا الصدد عن شكرها لجامعة زايد لطرحها شهادة تخصص في الفن والتصميم حيث ظهرت شابات فنانات كالعنود الحمادي وفاطمة المزروعي اللتين اكتشفت موهبتهما و بدأتا بإغناء الساحة الفنية ليس فقط في الإمارات بل أبعد من ذلك.
وأضافت الشيخة شيخة: بتداخل ساحر بين الغرب والتراث الإماراتي ظهرت العام الماضي أبوظبي السنوي للموسيقى والفن فنانة الأوبرا الإماراتية سارة القيواني .. مضيفة ان تشجيع الفنانات الإماراتيات الناشئات من أجل استدامة موسيقية في المجتمع هو شيء مهم جداً.
وتحدثت الشيخة شيخة بنت سيف بعد ذلك عن تجربتها في تأسيس مدرسة الشهب الخاصة في أبوظبي في عام 1999 والتقدم الملحوظ الذي حققته هذه المدرسة منذ تأسيسها فيما تقدمه من جودة التعليم تبعا للمناهج البريطانية ضمن بيئة متعددة الثقافات .
وقالت أن تعليم المرأة خطا خطوات كبيرة وعظيمة في الإمارات منذ نشأتها وتأسيسها على يد الوالد المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " وذلك عند تأسيسه لأول مدرسة بنات في أبوظبي عام 1966 قبل 46 عاما .. مضيفة إن تأسيس وتنمية وتطوير مدرسة الشهب هو الإنجاز الأكثر فخرا لها.
وتحدثت عن مؤسسة " تحقيق أمنية " التي تم تأسيسها عام 2003 ثم كبرت وزادت قوة عاما بعد عام بالتعاون بين أعضاء مجلس المؤسسة وعدد كبير من المتطوعين والمتبرعين في الإمارات السبع واستطاعت تحقيق أكثر من خمسمائة أمنية لأطفال استوفوا الشروط من جميع فئات المجتمع .
وأشارت إلى أن الأماني قد تكون بسيطة كطلب حاسوب محمول أو تكون تنظيم فعالية لتحقيق أمنية مثل حالة الطفل "علي" الذي أحب أن يكون شرطيا ولو ليوم واحد وكذلك الطفلة "عالية" التي كانت تتمنى أن تكون أميرة ولو ليوم واحد .
وأضافت أن إقامة فعاليات لدعم هذه الأمنيات جزء مهم من نظرتها إلى الحياة وإضافة للإنسانية .
كما تحدثت عن جهودها في رعاية المصابين بالثلاسيميا .. مؤكدة أن عدم توفير المعلومات الكافية وصعوبة الوصول للعناية الصحية كانت العائق الأكبر في مساعدة هؤلاء الأشخاص لاختيار قرارات تساعدهم على حياة مثمرة وتطيل أعمارهم مشيرة إلى أن محاربة الجهل هي الطريق الوحيد للتخلص من الثلاسيميا في أي مجتمع .
وروت الشيخة شيخة بنت سيف قصة الطفلة لطيفة التي ولدت وبعد أشهر لاحظت العائلة أنها لا تتقدم في النمو بل أصبحت ضئيلة .. فأخذت العائلة تؤنب الأم مريم لأنها تهمل الطفلة لكن الأم جاءت بطبيب فحص لطيفة وأخبرها أن ابنتها تعاني من الثلاسيميا .
وأضافت أن هذا الموقف كان بداية مشوار مريم في رحلة العلم .
. فقد تعرفت مريم على المرض وكيفية التعامل معه ومعالجته بالطريقة المثلى ومع مرور الزمن وباستخدام العلاج الصحيح والعناية الصحيحة بدأت لطيفة في الترعرع والنمو.. والآن أصبحت مريم متحدثة رسمية لمؤسسة الثلاسيميا الإماراتية وأصبحت مريم هي المتبنية لقضية التوعية حول مرض الثلاسيميا في مجتمعها وتعمل في قسم التثقيف الصحي في الإمارات لنشر الوعي عن مرض الثلاسيميا .
وكشفت الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان عضو الرابطة الدولية للثلاسيميا أنها وقعت اتفاقية مع اتحاد الثلاسيميا العالمي لفتح مكتب إقليمي في إمارة أبوظبي إضافة إلى العمل حاليا مع المستشفى الجامعي في لندن على إنشاء برنامج ماجستير في الثلاسيميا بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر حول المرض وأحدث أساليب علاجه سيتم عقده في أبوظبي العام القادم.
وأضافت أن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة أنشأ جائزة الشيخ سلطان العالمية للثلاسيميا التي تعتبر عالميا الأولى من نوعها في هذا المجال حيث ستمهد الطريق لتشجيع برامج السيطرة على المرض بالإضافة إلى إيجاد طرق جديدة للعلاج وتقدير المريض وأهل المريض ومعايشتهم بشكل يومي.
وأعربت عن أملها في أن تحقق بهذه المبادرات احتياجات الناس في الحاضر وخلق فرص للمستقبل ونشر الثقافة الصحية المستدامة في المجتمع .
وقالت أن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان خلال السنة الماضية عندما رأى معها معاناة الأطفال في الصومال قال يجب عمل شيء من أجلهم .. مضيفة أنه بمساعدة مؤسسة سمو الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان للبحوث العلمية والإنسانية تم جمع مواد / وتوجهنا إلى الصومال لتوزيع الماء والغذاء والأدوية /.
وأعربت عن اعتقادها بأن العمل التطوعي والإنساني هو مسؤولية أي فرد من أفراد لمعيشة بغض النظر عن أي مرحلة يعيشها من مراحل العمر وأن بالإمكان أن نعطي ونقدم لتحسين سوية المعيشة الإنسانية .. فبهذه الطريقة يمكننا أن نبني مجتمعا مستديما لنتثبت من ارتقاء مستوى هذه المعيشة .
كما عقدت جلسة حوارية شارك فيها ممثلون عن معهد مصدر الذي يركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة وكان عنوان الجلسة "مبادرة تثقيف وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة " .
ودار النقاش خلال هذه الجلسة حول الاستراتيجيات التي ترمي إلى إلهام الجيل القادم من القيادات النسائية الشابة حيث تناول المتحدثون التحديات التعليمية والمهنية والبحثية ذات الصلة بعالم الطاقة النظيفة التي تواجهها المرأة والعوامل التي تؤثر في عملها وتطورها في قطاع الطاقة المتجددة.
وركز المشاركون في حديثهم على أن تطوير البنية التحتية يعتبر أمرا محوريا في دعم التنمية في الحاضر والمستقبل وتطوير البيئة الاجتماعية للحكومات وتحقيق أهدافها من أجل تحسين بيئاتها الاجتماعية.
وأوضحوا أن الحكومات تشهد اليوم بنى تحتية حديثة تواكب أعلى المعايير الدولية ولكن لا بد لهذه الحكومات من ملاحظة الأثر البيئي لهذه التغييرات البنيوية كما لا بد لها من التركيز الأكبر على الإدارة المستدامة للأصول البيئية بما يتلازم مع التطور الاقتصادي والاجتماعي لما فيه مصلحة أجيال اليوم والمستقبل.
ودعت الإعلامية هالة غوراني من شبكة "سي إن إن" الإخبارية في ورقة عمل قدمتها إلى المؤتمر إلى عدم مشاهدة القنوات الأجنبية حيث يستطيع الناس في العالم العربي الآن مشاهدة القنوات العربية مثل "الجزيرة" و"العربية" للتزود بالمعلومات - التي تذيعها سيدات ـ .
وأكدت سيدة الأعمال الإماراتية موزة العتيبة في ورقة العمل التي قدمتها للمؤتمر اليوم أن من الضروري أن تتوفر العزيمة والإصرار على النجاح لدى كل امرأة وفتاة من أجل تحقيق ما تصبو إليه وأن تستفيد من تجارب الآخرين و تدرسها جيدا وترى كيف يمكن البدء في العمل وخوض مختلف مجالات الحياة المتنوعة.
وبينما أكدت بعض المتداخلات أنه على المرأة ألا تستسلم إذا ما واجهت عقبات خاصة وأن النساء يحظين بدعم قوي وكبير من الحكومة ويعملن في معظم القطاعات بما فيها النفط والشرطة وغيرهما قالت أخريات أن الأولى بالنساء طالما أنهن يحظين بالدعم من الحكومة أن يواجهن تحدي الموازنة بين العمل والمسؤوليات العائلية ويواظبن على استخدام الشبكات الاجتماعية للتواصل عبر الإنترنت مع الحرص على أن تغزو هذه الميديا الاجتماعية حياتها وتسيطر عليها .
وكانت سعادة رجاء القرق رئيسة مجلس سيدات أعمال دبي وسيدة الأعمال الإماراتية أكدت في جلسة سابقة أهمية الجمع بين " الثقافة المحلية " التي تركز على العادات والتقاليد وبين "الثقافة العالمية" بما يساهم بشكل كبير في فهم العالم المحيط وشددت على القول بأنه يجب أن لا يتحول تمكين النساء إلى مجرد قصص نجاح فردية بل أن يكون حركة مستمرة لها مسار ومنهج وريادة.
أما الممثلة والناشطة الإنسانية والبيئية الأمريكية الشهيرة سيغورني ويفر فقد قالت "إننا سننجح في حل المشكلات البيئية التي تواجه كوكبنا إذا ما أخذت المرأة دورها الحيوي في المجتمع".
ثم تحدثت الإعلامية زينب البدوي من قناة " بي بي سي " حيث حثت المرأة على أن تواجه تحديات العصر برؤية ثاقبة ومن خلال مقاربة كلية للتطورات تجعلها أقدر على استيعابها ومن ثم على صنع التحولات وأن تكون صاحبة المبادرة والاستقلال في الشؤون التي تتصل بها .
كما تحدثت الدكتورة إيزابيل كولمان مديرة برنامج المرأة والسياسات الخارجية بالمجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية . . فأشارت إلى أن العالم هذه الأيام مليء بالتحولات الدراماتيكية المتسارعة .. موضحة أن حركية الشباب والنساء يمكن أن تلعب دورا أساسيا في قيادة التغيير في العالم.
من جهة أخرى قدمت الباحثة كلارنده كول ورقة بعنوان "مبادئ القيادة المستدامة لتعزيز الرؤية" لاحظت فيها أنه في المجتمعات والثقافات المعقدة في عالم اليوم يقل وجود القادة المتحمسين والمسؤولين ولذلك لا بد من تأسيس مجتمع تعليمي نموذجي من أجل تطوير الحس القيادي لدى القادة من خلال رؤية واضحة وتعزيز العلاقات وبناء الثقة.
وقدمت الباحثة سارة لوكيت ورقة بعنوان "القيادة باتجاه الاستدامة في القرن الحادي والعشرين والمعطيات التربوية " ركزت فيها على إدخال موضوع الاستدامة البيئية في فرص التعلم التقليدية ودعم هذه المبادرات من خلال الشراكات المجتمعية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات