الخبرات المحلية أولى بالوظائف من الأجنبية
طالبات التقنية يشدن بدعم الشيخة جواهر ووعدها بتوفير فرص العمل
جريدة الخليج 5/3/2008
تحقيق وتصوير: ميرفت الخطيب
جاءت رسالة حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخ جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة لبناتها طالبات كلية التقنية بالشارقة صباح أمس الأول مثاراً للكثير من الحوارات في الأروقة والتجمعات الإنسانية والتي تعنى بالمجتمع كافة وأيضاً بالمجال الإعلامي، ناهيك عن الأثر الإيجابي الذي تركته كلمات سموها على هؤلاء الطالبات وكانت بمثابة بلسم لتساؤلاتهن حول المستقبل. هذه الرسالة التي كان دافعها ما رأته سمو الشيخة
جواهر القاسمي من أعمال مميزة لطالبات كلية التقنية بالشارقة خلال معرض “دراماتيكا: الإثارة جيل جديد” والذي شاركت فيه 100 طالبة من برنامجي الدبلوم والدبلوم العالي والذي استعرض إبداعات الطالبات في عدة مساقات مثل التصميم الداخلي ووسائل الإعلام المتعددة والإنتاج الإعلامي والتصميم الفني، كما قدم عرض إنجازات الطالبات في مجال الفنون التخطيطية والصحافة كل ذلك في إطار الاتصالات والترويج والتسويق والتغليف.
كانت سمو الشيخة جواهر قد عبرت في وقتها عن إعجابها الشديد بهذه المشاريع لبنات الوطن وتحديداً بنات إمارة الشارقة والتي شفت عن حس راق ومميز ومبدع في هذه المجالات التي ذكرت آنفاً. وكانت المفاجأة حينما أعلنت سموها أنها سوف تحتضن كافة الطالبات في مختلف مجالات دراستهن بعد التخرج بل وأيضاً قبل التخرج للاستفادة من هذه المهارات، مؤكدة أنها أولى من الاستعانة بخبرات غربية. وكان شرطها الوحيد هو أن تلتزم الطالبات بالولاء إلى هذه المؤسسات التي ستعمل على تدريبهن وصقل خبراتهن وتوفير الوظائف المناسبة لهن.
“الخليج” وقفت على صدى هذه الكلمات الرائعة والتقت بمجموعة من طالبات كليات تقنية الشارقة للوقوف على آرائهن وانطباعاتهن وجاءت الحصيلة كالآتي:
مواهب
فاطمة عبيد المطروشي تخصص الإعلام التطبيقي سنة ثانية، قالت اخترت هذا المجال لأنه يلبي احتياجاتي بأمور أرغب كثيراً في تطويرها في مواهبي مثل التصوير والإنتاج والتصميم. وبالتالي فإن اختياري للانتساب إلى كلية التقنية جاء أمراً مدروساً ومخططاً له كونه يتوفر في الكلية بل ويضيف عليه الكثير، أما بداياتها فكانت برسم الرسوم الكرتونية ومن ثم الرسم فالتصميم.
وتقول على سبيل اختيارها للتقنية إنها سمعت بأن المستوي الأكاديمي راق والتدريس لا يتم بشكل روتيني فقط، بل عملي أكثر، هذا بالإضافة إلى أن طلبة التقنية يحصلون على وظائف بسرعة لأنهم يتمتعون بمعايير ومقاييس وصفات خاصة.
“دراماتيكا” هو معرض مميز بكافة الجهات، أضافت فاطمة لأنه خرج من إطار جدران الكلية وتوجه إلى المجتمع والعموم وبالتالي سمعت أنه بسبب الصدى الطيب الذي لاقاه معرضنا فسوف يتم افتتاح قاعة للمعارض في الكلية تستوعب المشاركات الكبيرة كالمشاركة التي نحن فيها اليوم.
وفاطمة فائزة بجائزة دولفين للطاقة للبراعم الخمسة وكانت على مستوى الإمارات وشاركت فيها 17 كلية وجامعة وكانت مخصصة للطالبات فقط وكانت مقسمة إلى خمسة أقسام أو جوائز فازت بها جميعاً طالبات بكلية التقنية بالشارقة.
والأقسام هي تصميم بطاقة معايدة في عيد الأضحى، وأخرى لعيد الفطر وهي الجائزة التي فزت بها، إضافة إلى فوزي بتصميم شعار المسابقة أيضاً. وهناك بطاقة للمناسبات وتصميم شعار للمسابقة والأخير عبارة عن تصميم حر.
وتعبر فاطمة عن أملها وتوقعها بأن يتطور مستواها في المجالات التي تحب، مشيرة إلى دعم الأساتذة والإدارة واتباع أساليب وبرامج حديثة بالتعليم متطورة.
وتعبر عن سعادتها بما جاء على لسان حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر القاسمي، وقالت أحببت ما قالته سموها لنا وكان كلامها بمثابة حافز قوي لنا بالإضافة إلى أن كلامها أشعرني بوجود جهة مستعدة لاحتضاني بعد التخرج، لذا أتوجه بالشكر لها لزيارتنا في المعرض وأشكر لها اهتمامها بنا، ولأنها جعلتنا نعقد العزم على المثابرة والتميز أكثر.
عائشة خالد آل علي في السنة الأخيرة هندسة ديكور، أحبت التصميم الداخلي وتصميم المجوهرات والأزياء إضافة إلى عملها الخاص في مجال تصميم الشيلة والعباءة إلا أنها تعد نفسها مبتدئة في هذه المجالات ومازال الطريق أمامها طويلاً. من هنا وجدت أن أقصر طريق لتطوير ملكات الإبداع لديها هو الانتساب إلى كلية التقنية بالشارقة الحريصة جداً على أن يكون طلبتها من أوائل المتميزين.
خريجون أكفاء
وعقبت عائشة أن كلية التقنية تخرج جيلاً من الكفوئين المزودين بسلاح قوي لمواجهة كافة التطورات التي يشهدها مجتمعنا مثل اللغة الانجليزية واستخدام الشبكة العنبكوتية وكل ما هناك من مستحدثات بالعالم، وهذا يعود إلى الاستراتيجية التي تتبعها الكليات.
وحول وقع وصدى زيارة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للمعرض وافتتاحها له قالت عائشة: كانت زيارتها مؤثرة جداً، خاصة حديثها الذي وجهته لنا ووعدها بتأمين وظائف لنا في إمارة الشارقة. وهذا يعود لكون سموها قد تفاجأت بمستوانا.
وأضافت: كلام سموها سوف يحفزني على الإبداع أكثر وأيضاً يجعلني أكثر طموحاً تجاه مستقبلي.
دماء جديدة
نوال حمادي طالبة بالسنة الأخيرة بكلية تقنية الشارقة في مجال الإعلام قدمت أكثر من مشروع في المعرض منها التصوير وركزت على الموضوعات التراثية وكذلك على الموروث الشعبي للإمارات. أما هدفها في الحياة فهو أن تصبح إعلامية تعنى بشؤون تطوير المؤسسات الإعلامية على اختلاف أنواعها. وذلك بهدف تطوير هذه المؤسسات وضخ دماء جديدة في مرافقها ولكي يكونوا متواصلين مع ما يدور حولهم.
وكذلك ترى نوال أن الدولة لم تقصر تجاه جيل الشباب وخاصة الخريجين والخريجات بل فتحت أمامهم أبواب العمل والفرص المتنوعة.
وشكرت سمو الشيخة جواهر على الكلام النبيل الذي قالته وهو بحد ذاته تحفيز لنا جميعاً واعتراف بأن ما قدمناه خلال هذا المعرض قد لاقى إعجابها وأن الوعد الذي قطعته على نفسها سوف يتحقق لأنها إذا وعدت أوفت.
قيمة التراث
مي سلطان السويدي طالبة في الإعلام السنة الأخيرة اختارت أن تعنون مشروعها ب “تحت الطاولة”، حيث يتيح لها أن تعبر عن مواهبها بشكل أقوى فترسم وتصمم وتلون بكل أريحية وهذا ما قامت به في مشروعها الأخير الذي تطلب منها تصميم ملف كامل عنها كطالبة ومؤهلاتها والمشاريع التي قدمتها خلال الدراسة.
ولعبت مي على تيمة التراث فاختارت اللون الترابي وأسلوب “الريترو” القديم.
وعبرت عن شكرها إلى سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي خاصة أنها قدرت المشاريع التي تم عرضها في المعرض ولم تغفل عن سؤال أي من الطالبات حول مشروعها وكانت حريصة على الوقوف معهن، وهذا ما جعل كافة الفتيات يشعرن بالسعادة تجاه هذا الأمر.
حاصدة الجوائز
حاصدة الجوائز هو اللقب الذي يطلقونه على شيماء حسن خريجة 2007 تخصص غرافيك آرت استطاعت أن تحصل على عدة جوائز دفعة واحدة وعلى مرور عدة أعوام وضعت أعمالها وحضورها وجوائزها في جناح “قاعة تميز الطالبات والشهرة” هي وخمس فتيات أخريات والجوائز أو المسابقات كانت متنوعة حتى إن البعض منها يعود ريعه إلى مركز لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتقول شيماء: إذا كان المرء يريد أن ينجح فعليه أن يخطط أولاً ويختار فكرته ومن ثم يبدأ بتنفيذها.
وثمنت زيارة سمو الشيخة جواهر كثيراً، مؤكدة على مدى تأثيرها في نفوس الطالبات خاصة أن مثل هذه المشاريع لا يراها الكثير من الجمهور وبالتالي لا أحد يعرف المستوى الذي وصلت إليه طالبات التقنية بالشارقة ولكن وجود سمو الشيخة جواهر بالمعرض أعطى تشجيعاً وحافزاً لكافة الطالبات حتى أولئك اللاتي لم تتح لهن الفرصة بالعرض.
وأما طموح شيماء فهو أن تشرف بلدها بالدرجة الأولى وأن تعكس هذه المشاريع التي تقدمها طبيعة وخاصية شعب الإمارات لذا فإن موضوعاتها حتى وإن كانت رمزية فهي مأخوذة من صلب مجتمعها وتراثها.
د. فريد أوهان: مستوى الخريجات الأكاديمي مبهر
الدكتور فريد أوهان مدير كليات التقنية العليا بالشارقة قال: انطلاقاً من إيماننا برؤية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس مجمع كليات التقنية ان يخرج في كليات التقنية شباب مواطن يتوافق مع متطلبات سوق العمل ويستطيع اثبات جدارته. وكان الرهان على كليات التقنية العليا لتقديم أفضل مستوى تعليمي وتيسير وتوفير كل وأحدث التقنيات للطلبة حتى تكون مستوياتهم ومهاراتهم عالمية.
وكذلك سعيه لدعمهم بشكل متواصل وفتح باب الابداع لديهم وتشجيعهم على النقد البناء واتصالهم مع العالم الخارجي وتواصلهم مع كل الحضارات وصولاً إلى الرحلات التي تنظمها الكلية للطلبة كي يتعرفوا على غيرهم من المجتمعات والثقافات مما يمنحهم الانفتاح الفكري والفني، بمعنى آخر عدم غلق مجتمعنا على عالم منفتح.
وأضاف د. فريد أوهان أن مستوى البنات في الكلية كان سبباً لانبهار اساتذتهم الأجانب بمستوى الذائقة الفنية التي يتمتعون بها خاصة طالبات الدبلوم.
وأشاد بإصرار الطالبات على إثبات الذات.
وعبرت الشيخة أمل بنت خالد القاسمي مسؤولة المجتمع والعلاقات العامة بالكلية عن شكرها وامتنانها لمبادرة سمو الشيخة جواهر القاسمي واحتضانها لمواهب طالبات التقنية.
وقالت ان هذا الدعم ليس بجديد على سموها بل هي حريصة دوماً على اللقاء بهن وحضور حفل تخرجهن وتحثهن وتوجههن الى بذل المزيد من العطاء وكانت سموها حريصة على متابعة إلى أين تتوجه بناتها الخريجات وهل حصلن على فرصهن المناسبة من العمل.
وهذا ما حصل أيضاً خلال افتتاحها لمعرض “درامتيكا” وكان مقرراً بقاؤها لمدة 45 دقيقة إلا ان جولتها استمرت لمدة الساعة ونصف الساعة لأنها كانت تريد ان تتعرف اكثر واكثر على الفتيات ومشاريعهن وكيفية تقديم المساعدة لهن وايجاد الفرص المناسبة لهن ولأن سموها وعت المستوى الراقي الذي يتمتعن به، من هنا وجهت بضرورة وجود فرص مناسبة لهن، ويكفي شهادتها بأن صاحب السمو حاكم الشارقة يدعم كليات التقنية ووجه المسؤولين بالدوائر لاستقطاب خريجي كليات التقنية لأن لديهم المهارات والابداع، ولكننا كنا أشد انبهاراً بالتصريح الذي اطلقته وجعلنا نتساءل انه يوجد بالفعل من يحمل على عاتقه ان يتحمل هذا الكم من الطالبات ويوفر لهن العمل؟
ولذا نحن نطرح السؤال الآتي: هل المؤسسات لدينا مستعدة لمستوى خريجين بهذا الشكل ان على المستوى الحكومي أو الخاص؟ وهذا السؤال أيضاً موجه لقطاعات الدولة من وزارات ومؤسسات.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات