دبي / وام /
شاركت جمعية الصحفيين فى مؤتمر الاعلاميات السابع الذى اختتم اعماله بالاردن الليلة الماضية تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت طلال ونظمه مركز الاعلاميات العربيات وبحضور وفود من 15 دولة عربية تحت عنوان " دور الاعلامية العربية في تعزيز الثقافة الوطنية ".
وقدمت الزميلة فاطمة الهديدي عضوة جمعية الصحفيين ورقة عمل باسم الجمعية فى المؤتمر عن دور الإعلامية العربية في تعزيز الثقافة الوطنية اكدت فيها مسؤولية تنمية وحماية المكتسبات والعمل على ترسيخ مظاهر الهُوية الثقافية والحرص على تكريسها وترويجها.
وقالت ان جمعية الصحفيين في الإمارات العربية المتحدة تضم 176 سيدة من المواطنات والعربيات الاعلاميات وهن يساهمن في تعزيز الهوية الوطنية لكونها قضية الحاضر والمستقبل إلا أن الملاحظ هو تسرب عدد من العناصر النسائية العاملة في مجال الإعلام وهو الأمر الذي توليه جمعية الصحفيين اهتماما كبيرا وتقوم بتذليل العقبات أمامهن للقيام بأدوارهن علما أنهن يتمتعن بدعم كامل من الجمعية التي تتصدى لكافة المشاكل والعقبات التي قد تعيق عمل الإعلامية مما يتيح لها العمل بفعالية خاصة أن الإعلامية تحتل منصبا قياديا في الجمعية الأمر الذي يدعوها للقيام بدور اكبر.
وعن دور الإعلام والإعلامية الإمارات اوضحت ان المجتمع في الامارات مفتوح ويعتمد على مبادئ الإخاء والتعاون والعمل المشترك ويتمتع بوعي وطني يمكّن القيادة والشعب من الحفاظ على المكتسبات وتطويرها وقد تم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في العام 2005 إطلاق برنامج (وطني) لتعزيز مفاهيم الهوية الوطنية وتعميق ممارسات المواطنة الصالحة لدى جميع من جعلوا الإمارات العربية المتحدة موطنا لهم سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين ولتعزيز روح المواطنة والانتماء ولتشجع على التمسك بالقيم والمبادئ الأصيلة في المجتمع ومنها على سبيل المثال برنامج ( نساء وطني ) الذي يهدف إلى تمكين المرأة مهنياً واجتماعياً ويكرس لرفع مستوى الثقافة عموماً لدى كافة فئات المجتمع..موضحة ان البرنامج يقوم بتنظيم دورات تدريبية لعدد من العاملات في مختلف القطاعات الحكومية وجمعيات النفع العام بهدف تمكين النساء وظيفيا وثقافيا واجتماعيا للقيام بأدوارهن في المجتمع بشكل كامل سواء على المستوى المهني أو التربوي أو الإسهام في العمل المجتمعي التطوعي وتعزيز قدراتهن من خلال التطوير الإداري لجعلهن عناصر فاعلة في الإسهام في بناء وطن معافى.. كما يقدم البرنامج بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية الرائدة في الوطن عدداً من البرامج التلفزيونية التي تهدف إلى ربط الأبناء بالوطن من خلال انجازاتهم.
واضافت انه من منطلق ضرورة التأكيد على أهمية الهُوية الوطنية وتعميق مفاهيم المواطنة الصالحة لاسيما في ظل العولمة التي أذابت الفوارق بين الهويات يتم إبراز مقومات الهوية الوطنية من دين ولغة وتراث ومنظومة حضارية وثقافية وأخلاقية على مدار العام وفي أكثر من منطقة في شكل مهرجانات دورية تستقطب جماهير من داخل الإمارات وخارجها وتعكس هذه المهرجانات الهوية الحقيقة والأصيلة لشعب الإمارات والتي تمثل مجموعة من السجايا كمكارم الأخلاق وحسن التعامل واحترام الغير وصدق الولاء والانتماء للوطن وذلك لتعزيز ممارسات المواطنة الصالحة والتي تنطلق من المسؤولية الفردية تجاه الوطن وهي ممارسات يستوي فيها المواطن والزائر والمقيم هذا إلى جانب ما تخطط له وتنفذه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالدولة من برامج وفعاليات لأنشطة تحيي بها تراث آبائنا وأجدادنا وتمجد تاريخهم اضافة الى البرامج التي تقوم بها هيئة الثقافة والفنون بدبي التي تسعى من خلال برامجها وانشطتها الثقافية والفنية في دبي الى ترسيخ الوعي بمفهوم الثقافة والفن وتشجيع واحتضان الموهوبين ..
ويعد متحف محمد رسول الله أحد أبرز منجزاتها وهو مشروع يجسد المناقب والماثر الخالدة لسيد البشر صلى الله عليه وسلم والتعريف برسالة الاسلام القائمة على المحبة والتسامح.
كما أعطت الحكومة في الامارات أولوية قصوى للمحافظة على العديد من المواقع الاثرية والمعمارية والمخطوطات وتقوم المتاحف بعرض الفنون التراثية وفي الوقت نفسه فان انتشار القرى التراثية واعادة بناء النصب التذكارية والاثار القديمة عوامل ساهمت في ايجاد بيئة حامية لهذا التراث الثقافي كما تم تجديد العديد من القلاع القديمة والمباني التراثية التي توحي بأجواء الانشطة القديمة.
وتم افتتاح مشروع اسواق وهو مشروع لكل حي اضافة الى جهود وسائل الإعلام الأخرى والمشهودة في هذا الاتجاه ومنها على سبيل المثال.. قناة سما دبي وقناة الشارقة الفضائية وقناة الإمارات التي تحرص في برامجها على بث جرعة جيدة من البرامج ذات الصبغة المحلية والتي تعكس الهوية الوطنية كما أن هناك قوانين رسمية واضحة وملزمة لزوار الإمارات بالتعرف على عادات وتقاليد البلد من حيث المسلك والمظهر.
واشارت الهديدى الى ان القلق ليس منشأه الاختلاف أو الثقافات المتعددة فالتعدد مطلوب ويتيح إبراز الخصوصية بشرط أن يعتز المتلقي بخصوصيته وقوة ما يستند إليه في ثقافته الوطنية وإنما القلق ينصب على اللغة والخشية من اندثارها وهو القلق الذي يشاركنا فيه جميع دول العالم حيث تشعر بالخطر والخوف على ثقافتها بسبب اجتياح هذه القيم والنماذج والقوالب الثقافية والحضارية.
ودعت إلى تغيير أسلوب المعالجة من الرفض والمواجهة إلى العمل على تطبيق وإشاعة وترويج ما نريد وما نحب وما نرغب من قيمنا لمجتمعاتنا وعلينا أن نعيد الاعتبار لموروثنا وتاريخنا وثقافتنا أمام أبنائنا وخاصة اللغة واشتراط التعامل بها في كل المعاملات وضرورة الاهتمام بصياغة التراث ووضعه ضمن مناهج التعليم وإعادة النظر في المناهج التعليمية الأساسية والمتمثلة باللغة العربية والتاريخ والمجتمع.
وكان معالي وزير الثقافة في الاردن الدكتور صبري ربيحات قد افتتح فعاليات المؤتمر نيابة عن سمو الاميرة بسمة في قاعة المركز الثقافي الملكي واشاد بمركز الاعلاميات العربيات وبدورهن واهميته الواجبة لتعزيز الثقافة منطلقا من كون الثقافة والاعلام كيان واحد معربا عن سعادته بانضواء المؤتمر في دورته السابعة تحت مظلة مهرجان الاردن باعتبار ان الثقافة جماهيرية ترقى بالذوق العام وتهدف لبناء شخصية ثقافية متزنة.
واكد ان الثقافة ليست كتابا وقصيدة بل هي طرق التفكير والشعور والسلوك وللثقافة 14 وجها وهناك 43 ثقافة عالمية مشيرا الى ان الثقافة هي كل ما يعني طرق التفكير والسلوك الذي يعبر عن الهوية العربية مؤكدا انه بلا اعلام لا يمكن ان تكون هناك شخصية وطنية ولابد من التفريق بين الاعلام والاعلان والترفيه والترويح لما له من علاقات متشابكة.
واصدر المؤتمر عدة توصيات تحت عنوان " تبنى استرتيجية " الفسيفساء " والتي طرحت من قبل الورقة المصرية والتى تربط خصوصية كل نموذج قطري تحت المظلة العربية ودعت التوصيات الى حماية اللغة العربية كمكون اساسى للاستراتيجية الاعلامية لتعزيز الثقافة العربية و تعزيز المفهموم التراثى و المحافظة عليها لكل دولة وتعزيز مفهوم المواطنة وابراز الواقع الثقافى فى الوطن العربى و المصالحة بين القديم والجديد من جهة الموائمة بين الوافد والموروث وابراز الاسهام الحضارى للثقافة العربية فى المنظومة التراث الانسانى وتكوين مناخ مساعد للاعلامية العربية لتعزيز للثقافة الوطنية ودعم جهودها للمشاركة الفاعلة فى بناء المجتمع العربي.
واتخذ المؤتمر الية لتنفيذ هذه التوصيات بالعمل على رفع المستوى المهني للاعلامية العربية من خلال تكثيف دورات تنشيطية متخصصة واتاحة الفرصة لها للمشاركة فى المنتديات العربية والدولية والتشجيع على انتاج اعلامي مشترك يعزز الثقافة الوطنية للشباب والاهتمام باليات الاعلام البديل والاعلام الحديث للاستفادة بالخبرات الشابية وتخصيص مساحات جديدة ومتطورة والعمل على توفير فرص للاعلاميات المتميزات للالتحاق بالدورات التدريبية ورفع مستوى الحوافز المادية لدعم الاعلامية العربية من خلال توفير مصادر تمويل من دوائر حكومية متخصصة او منظمات اهلية.
واقترحت تونس تسمية المؤتمر القادم للاعلاميات العربيات " المساواة بين الاعلامية و الاعلامي في ظل الواقع و المرتجى " .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات