أبوظبي في 11 يناير / وام / تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عقدت اليوم بمقر الاتحاد النسائي العام ندوة حول الطاقة المتجددة بعنوان " المرأة والطاقة المتجددة .. بدائل المستقبل" .
واستهلت الندوة التي حضرها عدد من القيادات النسائية وممثلي عدد من المؤسسات والجهات الحكومية بكلمة للسيدة هيلين بيلوس مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة " إيرينا " تقدمت من خلالها بالشكر الجزيل لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على جهود سموها لدعم المرأة وتمكينها من المشاركة في شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية منوهة بدور الاتحاد النسائي الذي منحها فرصة للحديث عن العلاقة المشتركة بين الطاقة المتجددة ودور المرأة الهام في تبنيه.
ونوهت في كلمتها بالاهتمام الذي كان يوليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه للطبيعة واهتمامه للحفاظ عليها واصفه هذا الاهتمام / بالأسطوري/.
وأشارت السيدة هيلين الى النقلة النوعية التي تشهدها أبوظبي حيث نالت حق ان تكون مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أرينا عام 2009 وذلك بعد أربعة عقود من بداية تصديرها للنفط وبداية عصر جديد نشهده ألان.
وقالت المديرة العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة / ان الطاقة هي حاجة إنسانية أساسية وهي عامل ضروري لتعزيز التنمية البشرية والنمو الاقتصادي فبدون تامين أسعار معقولة وموثوق بها لإمدادات الطاقة سيصل كل شيء الى طريق مسدود /.
وشددت على ان المجتمع العالمي يواجه تحديات بيئية رئيسية وهي الاحتباس الحراري وشح الموارد الطبيعية والنمو السكاني وزيادة الطلب على الطاقة وارتفاع أسعارها والتوزيع غير العادل لمصادرها مؤكده على أهمية دور المرأة في هذه القضايا.
وأضافت ان الطاقة هي العامل المشترك الذي سيربط مجتمعاتنا يبعضها البعض مهما تنوعت ومهما اختلفت جذورنا.
وقالت / لقد حلمت بأن تكون أبوظبي أول مدينة بالطاقة الشمسية في منطقة الخليج العربي .. وأصبحت أبوظبي أول دولة منتجة للنفط تعتمد كليا على الطاقة المتجددة والطاقة منخفضة الكربون.. وحملت ان تصبح أبوظبي نرويج منطقة الخليج /.
وأضافت قائلة " إن دولة الإمارات برؤيتها الثاقبة ستجعل هذه الرؤية حقيقة مؤكدة ان الدولة التي استطاعت أن تكون مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة ستكون مستعدة للنضال من أجل سلامة الإنسانية.. والدولة التي تحولت مباشرة إلى 100 في المائة متر رقمي مستعدة لثورة شبكية ذكية والدولة التي بدأت في الابتعاد عن الأوبك مستعدة لعدم الاعتماد على طاقة الماضي في مستقبلها.والدولة التي تثمن دور نسائها تحمل مستقبل مشرق.
وعرضت بعد ذلك الدكتورة نوال الحوسني مديرة إدارة مشارك لشؤون الاستدامة في مدينة مصدر ورقة عمل بعنوان " تقنيات الطاقة المستدامة وإدارة الكربون وماهية مدينة مصدر " تناولت خلالها رؤية مدينة مصدر والمتمثلة في دعم مسيرة التنوع الاقتصادي لإمارة أبوظبي وتحويلها الى منصة عالمية للطاقة المتجددة وتسويق التقنيات المستدامة ..مشيرة الى وحدات مصدر والتي تضم مدينة مصدر ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وهي / أول جامعة خاصة غير ربحية للدراسات العليا متخصصة في أبحاث الطاقة وتقنيات البيئة والاستدامة/ وإدارة الأصول والمرافق وإدارة الكربون والصناعات .
وتحدثت الدكتورة نوال عن مدينة مصدر التي ستضم مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة/ إيرينا/ والتي تأسست في بون بألمانيا في يناير 2009 وأهميتها في توليد الكهرباء بواسطة طاقة متجددة وحيادية الكربون وكونها كذلك خالية من الوقود الاحفوري وتضم وسائل نقل مبتكرة وخالية من النفايات.
من جانبه قدم الدكتور سعد الدين محمد النميري مستشار وزير البيئة والمياه ورقة عمل حول البصمة البيئية ودور المرأة في الحفاظ على البيئة تناول من خلالها أهمية الطاقة المتجددة وأهم أشكالها وفوائدها في التقليل من ملوثات الهواء والإضرار بالبيئة والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لظاهرة التغير المناخي اضافة الى أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع فضلا عن التأثيرات السلبية .
وتناول النميري في ورقته الطاقة المتجددة في الإمارات وحرصها على الاهتمام بالطاقة من منطلق توفير بيئة صحية ..كما عرف النميري البصمة البيئية وهي أداة ابتكرها باحثون في جامعة كولمبيا في الولايات المتحدة لقياس تأثير الإنسان على الموارد الطبيعية المتوفرة في المساحة التي نعيش عليها .
ولفت الى ان دولة الإمارات وفقا لتقرير الكوكب الحي الصادر عن الصندوق العالمي لصون الطبيعة تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدولة المستنزفة لمواردها الطبيعية .
وقال النميري اتضح من خلال تحليل البيانات التي استند إليها تقرير عام 2008 ان استهلاك الطاقة هو العامل الأهم إذ شكل وحده 83 في المائة من البصمة البيئة في الدولة .
واستعرض الدكتور سعد النميري باستفاضة دور المرأة في حماية البيئة وقال ان المرأة بحكم دورها كأم فان دورها يتجاوز المحافظة على البيئة بشكل مباشر الى اكساب أبنائها السلوكيات الايجابية تجاه البيئة وغرسها في نفوسهم بحيث تصبح ممارسة يومية.
وشدد على ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة نظرا لارتفاع معدل استهلاك الطاقة في الإمارات مقارنة بالكثير من الدول وذلك من خلال القيام بخطوات بسيطة لتحقيق هذا الهدف وهي استبدال مصابيح الإنارة العادية بمصابيح موفرة للطاقة واستخدام وسائل نقل جماعية والعمل على التقليل من الطلب على مواد التغليف المستخدمة في الأجهزة الكهربائية والالكترونية.
ودعا الى ضرورة الترشيد في استهلاك المياه والعمل على استعمال القدر اللازم فقط وتركيب صنابير المياه ذات الدفع المناسب لتقليل الهدر الفحص الدوري لتركيبات المياه وإصلاح الأعطال فورا .
وأشار الى أهمية الشراء المستدام وخفض معدل النفايات وذلك من خلال شراء الأجهزة والمعدات والمواد الصديقة للبيئة والتي يمكن تدويرها وإعادة استخدامها وعدم الإسراف في تحضير الطعام وعدم استخدام الأكياس البلاستيكية في تعبئة المشتريات واستخدام الأكياس القابلة للتحلل .
وفي ختام الندوة قدمت سعادة نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام شهادة تقدير من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الى السيدة هيلين تقديرا لجهودها المتميزة كما قدمت لها درعا تذكاريا من الاتحاد النسائي .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات