نظمن ندوات حول دور المرأة في تكريس الهوية ومواجهة التحديات
مواطنات: الهوية الوطنية تعني الحفاظ على الموروث الخلقي والقيمي للأجداد
جريدة الاتحاد 26/1/2009
دبي
موزة خميس: أدركت المرأة الإماراتية المعنى الحقيقي لتكريس الهوية الوطنية وحفظها من الذوبان في سيل العولمة الجارف، منذ وجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بإعلان العام الماضي 2008 عاماً للهوية الوطنية، للحفاظ على التاريخ والإرث الإنساني والحضاري لدولة الإمارات، بحسب ما تؤكد مواطنات.
ومنذ هذا الإعلان، انخرطت مؤسسات الدولة في وضع البرامج والفعاليات لإيضاح مفهوم الهوية الوطنية، وتهذيبها مما علق بها من مغريات الحضارة الغربية. بيْد أن هناك سوء فهم، فهناك فئات اعتبرت الهوية تعني بطاقة معلومات تصدرها هيئة الإمارات للهوية، وآخرون اعتقدوا أن الهوية هي المشاركة في اليولة والفنون الشعبية، والحرص على الزي الوطني، في وقت تكاتفت فيه اللجان التربوية النسائية لتنظيم ندوات المؤسسات التنموية والتربوية لتوضيح الصورة ووضع آليات تعزز القيم الوطنية وروح الانتماء في المجتمع المدرسي والمحيط الأسري.
وفي إحدى المناطق النائية بالدولة، وعت النساء أن الهوية الوطنية هي أن يرقى الإنسان بسلوك الأسرة بحيث لا يجاري أفرادها العادات الدخيلة، حيث تقول شيخة سعيد إن الأسر التي تربت على القيم لا تغريها القشور، ''فرغم دخول الانترنت والقنوات الفضائية، إلا أننا لا نترك أثرها السيئ يفسد علينا هويتنا، لذلك نحن لا نستخدم ولا أبناؤنا هذه التكنولوجيا إلا للحاجة التي تزيد منابع علمنا وعلم أبنائنا''.
أما علياء عبيد، وهي أم لأربعة رجال، فتقول ''قمنا بتحصين أنفسنا وأبنائنا من العادات الغربية، فنحن نتعامل مع كل الجنسيات من أجل العلم والعمل والتدريب، لكن لا نكتسب عاداتهم التي لا تليق بنا كشعب مسلم محافظ، ولذلك نعتقد أن مجتمعنا الجبلي لا يزال بخير''.
وتضيف أن ''أبناءنا المراهقين رغم أنهم اكتسبوا مهارات تقنية ولغات عالمية، وربما في بعض الأحيان يرتدون ملابس غربية من أجل الرياضة أو في الرحلات، إلا أنهم في الأيام المعتادة يفخرون بالعادات والتقاليد التي يمتلكون أدواتها''.
وترى علياء أن السبب في ذلك يعود إلى أن ''المرأة في كل أسرة ترعى الإرث العريق من عادات وتقاليد، وتحث أبناءها على حب الوطن والولاء والطاعة لأولي الأمر''.
ولا تحفل الحاجة موزة علي بالمسميات، فمرحلة إصدار بطاقات الهوية رافقها كثير من الحديث عن الهوية، تقول الحاجة موزة ''إننا نعرف هويتنا بالعمل على تربية أبنائنا من مخزون العقيدة والمعاني السامية، وكيف يكون الرجل صاحب شيم تنأى به عن الصغائر ويكون مخلصاً لوطنه، ونربي المرأة على أن تكون بيئة صالحة لأبنائها، تغرس فيهم القيم، وتجعلهم أصحاب أخلاق راقية، يجدهم الوطن متى احتاج إليهم''.
وتؤكد حصة سلطان النعيمي مديرة القسم النسائي في إحدى الجمعيات الإرشادية الاجتماعية أن أهم نقطة نركز عليها هي تحديد مفهوم الهوية ومعناها، بشكل يبعد شبح الذوبان في عادات وتقاليد الآخرين، والتخلي عن العادات والتقاليد الوطنية، وهو ما حدث في بعض الدول في المنطقة، لذلك فإن على الأمهات دور كبير في لفت انتباه الأبناء إلى نماذج وطنية ورموز عربية وإسلامية للاقتداء بها.
وتتابع ''حين أريد الخروج مع بناتي وأبنائي أعلمهم عدم الاستسلام لما يرونه في الشارع أو المراكز التجارية، وأكون حريصة على أن لا يتأثروا بقيم غربية أدت لتفشي الأمراض والجرائم، بشكل بات معه الغرب يبحث عن سبل لنشر قيم العفة، راصداً جوائز وميزانيات للوصول إلى هذه النتيجة.
وتعتبر عائشة أحمد البوصي من مكتب الشارقة التعليمي في مدينة خورفكان أن المرأة كان لها أكبر الأثر طوال السنوات الماضية في المحافظة على الهوية الوطنية، خصوصاً في ضوء نزوع أجيال الثمانينات والتسعينات نحو تقليد الغرب في ملبسهم ومأكلهم وحديثهم، زعماً بأن الغرب منبع التحضر والمدنية.
أما بدرية عبدالله الياسي رئيسة اللجنة التربوية في جمعية توعية ورعاية الأحداث في دبي، فتؤكد أن القصد السامي لإعلان 2008 عاماً للهوية الوطنية، لم يكن يقتصر على البطاقة ولا الزي الوطني، لكن كان توصية من سموه لشعبه بالحفاظ على الموروث من سلوكيات وعادات وقيم نبيلة راقية.
وتابعت إن ''مقومات الهوية تعرفها أمهاتنا دون عنوان بأنها تأتي ضمن الحفاظ على الدين والعقيدة والثقافة واللغة، وأن نحرص على الولاء والتضحية للوطن بالعمل المخلص، ونواجه أية تحديات سواء داخلية أو خارجية، ونحن بدورنا حرصنا على تلقي ذلك منهن ولا نزال نزرع بذورها في الأرض الخصبة لأجيالنا الحالية والقادمة''
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات