أبوظبي في الأول من ديسمبر/ وام / وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام كلمة بمناسبة اليوم الوطني فيما يلي نصها.
اليوم سطر جديد نكتبه بأحرف من ذهب في سجل المجد الذي خط الآباء المؤسسون أولى حروفه في الثاني من ديسمبر عام 1971 فجر مفعم بالثقة والتفاؤل عنوانه الفرح والسرور بالنور الذي بدد الظلمة وكشف عنا الغمة وغرس بذرة الأمل في رمال الصحراء وها نحن اليوم نحتفل بها وقد غدت صرحاً يرتفع بشموخ وكبرياء لنؤكد أصالة مجتمعنا بما ورثه من قيم الآباء والأجداد.
أتوجه أولاً في ذكرى هذا اليوم التاريخي العظيم إلى قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي المخلص بالتهاني الصادقة بيوم الاتحاد الذي يمثل أهم انجاز تاريخي لمؤسس دولتنا وباني نهضتنا زايد - طيب الله ثراه - الذي كرس حياته لتحقيق رقي الوطن وتقدمه حتى أصبحت بلادنا تتبوأ اليوم مكانة عالية بين الأمم..
إن المسافة ما بين الأمس واليوم وطوال رحلة استمرت 38 عاماً تكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الانجاز وعظمة البناء.. نعم لقد كانت رحلة حافلة بالعطاء لقادة كبار سكن الوطن في سويداء قلوبهم وكان إنسان هذه الأرض وخيره ورفاهيته وأمنه واستقراره دوما نصب أعينهم.
واليوم بعد ما تمت مرحلة التأسيس بنجاح حان أوان التمكين الذي أطلق صيحته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله حين تسلم الراية فتواصلت تحت قيادته قافلة الانجازات وزادت تألقاً لتعزز المكاسب وتخط تجربة تنموية غير مسبوقة متفردة في أدوارها ومفرداتها ترسخ هوية إنسان الإمارات وتحصن هذه الهوية بسياج متين يحقق لها المنعة والرفعة في مواجهة التحديات والصعاب حتى أصبحت نموذجاً نباهي به الأمم.
وإنني على ثقة كاملة ويقين لا يتزعزع إننا لن نتوقف عند جني ثمار ما زرعناه بالأمس .. بل سوف تستمر رحلة العطاء ليعلو البناء وتتواصل الانجازات ويزداد الإصرار على فتح آفاق جديدة لإبراز ملكات الإبداع لدى إنسان الإمارات.. ذلك الإنسان الذي اثبت عمق الانتماء والولاء لوطنه وقيادته وعبر بكل ما أتيح له من وسائل عن مشاعر العرفان والتقدير لما بُذل من جهد من أجل رفاهيته وازدهاره.
إن هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعاً تأتي لنجدد فيها عزمنا على مواصلة العطاء لتحقيق المزيد من الرقي والازدهار.
لقد حققت المرأة في دولة الإمارات المزيد من المكاسب والانجازات المتميزة في إطار برنامج وخطط التمكين السياسي والاقتصادي الذي يقوده صاحب السمو رئيس الدولة وأصبحت المرأة تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات وتساهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية والتقدم من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومختلف المواقع القيادية.. وأصبحت العناية بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في الدولة نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم بحيث أصبحت الأمم المتحدة توصي الدول باقتباس تجربة الإمارات والاستفادة منها.
لقد كان للانجازات الحضارية العملاقة التي حققتها المسيرة الاتحادية انعكاساتها الايجابية على المجتمع والأسرة الإماراتية في تعزيز تماسكها وتقوية أواصر وحدتها وتكاتفها وتحقيق أمنها واستقرارها واطمئنانها على مستقبل أجيالها القادمة.
وفى الختام أخاطب أبنائي وبناتي في كل ربوع الوطن وعلى امتداد أرضه الطيبة في الإمارات السبع إن ما تحقق من منجزات تفوق كل تصور يفرض علينا المزيد من الجهد والعطاء للوطن والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة للحفاظ على المكتسبات الوطنية الكثيرة التي تحققت والخير الوفير الذي ننعم به.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات