اشادة باستضافة الدولة لمؤتمر الشيخوخة
أبوظبي في 21 ابريل / وام /
رحبت شخصيات إماراتية من العاملين في المجالات الطبية والتربوية والاجتماعية باستضافة الدولة ممثلة في مؤسسة التنمية الأسرية ل " مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة 2008 " باعتباره يجسد رسالة الإمارات السامية في الاهتمام بالمسنين وتوفير الرعاية لهم في بيوتهم وضمن أسرهم وضمان المعالجة الطبية المناسبة لهم في مستشفيات الدولة عند الحاجة عدا عن توفير دور متخصصة لرعاية من فقدوا أسرهم .
واعتبرت هذه الشخصيات استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر تذكيرا للأجيال الناشئة بالقيم الإسلامية والعربية للبر بكبار السن واحترامهم ورد الجميل لهم .
ودعت إلى الاستفادة من مجموعة الأنشطة والفعاليات التي واكبت التحضير لانعقاد المؤتمر وجلساته المفتوحة لتعزيز وتعميم الفائدة لدى الأسر المواطنة والمقيمة في مجال البر بالمسنين وكذلك في مجال الاستعداد النفسي والروحي والصحي للتقدم في السن.
و قالت الدكتورة سلوى السويدي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر وهي أول طبيبة خليجية وإماراتية متخصصة في أمراض الشيخوخة إن مبادرة القيادة الرشيدة بعقد مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة 2008 تمثل لفتة إنسانية مهمة خاصة وأن دولة الإمارات لا تعاني من مشكلة فيما يتعلق بالشيخوخة مقارنة بالدول الغربية .
وأشارت سلوى الى أن نسبة من هم أكبر من ستين عاما من العمر تشكل أقل من 5 بالمائة في الدولة بينما تتراوح في الدول الأوروبية والأمريكتين بين 20 و 25 بالمائة حتى أصبحوا يتعاملون مع كبار السن باعتبارهم فئة مستنزفة للموارد .. أما بالنسبة للإمارات فقد سجلت سبقا مهما باستضافة هذا المؤتمر للتعامل مع هذه شريحة كبار السن رغم أنها لا تمثل مشكلة بالنسبة للدولة إلا انها تنظر اليها بشكل إيجابي وبناء .
وأعربت عن فخرها لاستضافة دولة الإمارات هذا المؤتمر الذي يمثل مناسبة فريدة لإبراز دور الدين الإسلامي والثقافة العربية والأسرة المتماسكة في رعاية المسنين .. مشيرة الى أن كثيرا من الدول الغربية تتعامل مع الشيخوخة باعتبارها أزمة مؤجلة وهو أمر غير موجود في الدول العربية والاسلامية لأسباب كثيرة ديموغرافية وأخلاقية.
وقالت إن من أهم الفوائد التي يسعى الأطباء لتحقيقها من هذا المؤتمر أن يفهم المجتمع معنى الشيخوخة ونشر الوعي بين الجمهور بالتغيرات الصحية والنفسية والجسدية التي تحصل للمسنين مع تقدمهم بالسن مذكرة بضرورة توعية وتثقيف العائلات حول المفاهيم الأساسية للشيخوخة ودمج المسنين في المجتمع والتعامل الإيجابي معهم.
وأضافت الدكتورة سلوى السويدي أن تجربة المرضى المسنين المقيمين في مستشفيات الدولة تكشف أن السبب في بعض الأحيان عائد لعدم معرفة الأبناء لأسلوب الرعاية السليم لحالات مرضية معينة وأن السبب ليس العقوق أو سوء التصرف.
وتحدثت عفراء المنصوري مديرة مؤسسة التنمية الأسرية فرع الشهامة عن انعقاد مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة واعتبرته لقاء بين الأجيال وملحمة وطنية شاملة لرد الجميل ووجهت الشكر للقيادة الرشيدة لمبادرتها استضافة المؤتمر في الدولة لما يمثله من أهداف سامية وإنسانية رفيعة ذات قيمة تربوية عالية.
ولفتت عفراء إلى أن فئة كبار السن كانت فعلا بحاجة إلى نشاط وطني منظم بهذا الحجم وجاء المؤتمر في الوقت المناسب ليمثل رسالة قيمية مهمة أعادت التذكير بأشياء عديدة عن هذه الفئة .
وطالبت وسائل الإعلام بتغيير التعبير الإعلامي عن فئة كبار السن بدلا من وصفهم بالشيخوخة والمسنين ليتم اختيار تعبيرات أخرى تتناسب مع التقاليد لافتة الى أن الأمريكان يستخدمون تعبير /المواطن المعتبر/.
وأوضحت أن الفعاليات التي سبقت المؤتمر تميزت برسالة تربوية مهمة خاطبت مختلف شرائح المجتمع وعلى الأخص فعاليات رد الجميل التي مثلت رسالة شكر اجتماعية غالية لأجدادنا وآبائنا.
من جانبها اعتبرت خولة أحمد السويدي مديرة فرع العين في مؤسسة التنمية الأسرية أن أهمية انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة تنبع من حقيقة أن الأجيال الجديدة قل اهتمامها بالبر بكبار السن ولذا تأتي فكرة المؤتمر والفعاليات التي صاحبته لتذكير الجميع برد الجميل لهذه الشريحة الاجتماعية لأنه/كما تدين تدان/.
وذكرت خولة أن رعاية المسنين والبر بهم جزء أصيل في الدين الاسلامي والأخلاق والعادات والتقاليد الأصيلة.
وأشادت بالفعاليات المصاحبة للمعرض وقالت انها تقدم للجمهور أفكارا جديدة حول رعاية المسنين والاستعداد الصحي والعقلي للتقدم في السن .
وأكد صلاح الحوسني رئيس قسم الأنشطة الطلابية بمنطقة الشارقة التعليمية إن المؤتمر خطوة جديرة بالاهتمام والتقدير تثبت للعالم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبقى دائما السباقة في الاهتمام بالإنسان ورعايته وتكريمه.
وأضاف إنه من أجل تحقيق الأهداف السامية لهذا المؤتمر جاءت مشاركة مدارس الدولة ومن ضمنها مدارس منطقة الشارقة التعليمية بفعاليات وأعمال قصصية ومسرحية لتؤشر على الاهتمام الواضح الذي توليه وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التربوية على اختلاف درجاتها لرعاية المسنين والاهتمام بسلامة الشيخوخة كما أنه يأتي ضمن تعاون مؤسسات الدولة ككل من أجل إنجاح المؤتمر بما يحقق أهدافه الإنسانية والتربوية.
وأوضحت سارة علي بن كرم مديرة جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة ان مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة 2008 أحيا جوانب قد يكون البعض تناساها فسلط الضوء على شريحة أساسية في هذا المجتمع ولم يقف عند المعنى الحرفي للشيخوخة وشملت الفعاليات المصاحبة له موضوعات شباب الروح والعقل والتفكير وهو ما برز جليا واضحا من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة من محاضرات وورش عمل توزعت على مختلف مدن الدولة وأثرت فيمن شارك فيها وأضافت إليهم الجديد.
واعتبرت سارة فعاليات حملة / لنرد لهم الجميل / التي تم فيها تكريم كبار السن في مختلف مدن الدولة قد مثلت تتويجا للفعاليات المصاحبة للمؤتمر شكرا وتقديرا للأجداد على جهودهم الجبارة في تفجير هذه الطاقات الخلاقة
من جانبه أكد عارف عبد الكريم جلفار رئيس مجلس إدارة مؤسسة العقل الذكي ضرورة إدراك حقيقة مهمة وهي أن شعب دولة الإمارات العربية المتحدة يهتم بالإنسان أيا كان عمله أو حاله.
وشدد عارف على أن الشيخوخة ليست نهاية الإنسان وإنما هي مرحلة عمرية من مراحل حياة الإنسان وعطائه.. والعطاء لا ينقص بتقدم العمر لأن الله سبحانه وتعالى أعطى للإنسان القدرة على العطاء بما يتناسب مع مرحلته العمرية .
ولفت الفنان أحمد بو رحيمة مدير معهد الشارقة للفنون المسرحية الى أن القيادة الرشيدة والدولة وفرت كل الظروف المناسبة لرعاية هذه الشريحة مؤكدا ضرورة تعزيز دور الأسرة لرد الجميل معربا عن أمله في ألا تكون هناك ظاهرة في تراجع دور الأسرة بل مجرد دق لناقوس الخطر لتعزيز الاهتمام الأسري بهذه الشريحة الاجتماعية.
وأضاف أن الفنانين الإماراتيين عالجوا موضوع رعاية المسنين في عدة أعمال مسرحية مهمة بدأت بمسرحية /باب البراحة/ من قصة مرعي الحليان وإخراج ناجي الحاي والتي طرحت قصة أربعة رجال مسنين وحذرت من مغبة تهميش كبار السن وحصلت هذه المسرحية على صيت عالمي وعرضت في عدد من المهرجانات المسرحية.
واعتبر المخرج المسرحي فيصل الدرمكي مدير مسرح كلباء الشارقة والذي ترأس لجنة تحكيم العروض المسرحية المدرسية حول رعاية كبار السن أن المؤتمر نجح قبل بدايته لأنه تمكن من إدخال موضوع المؤتمر إلى الأجيال الصاعدة في ظل العولمة والانفتاح الثقافي وذلك من خلال المسابقات الثقافية والإبداعية الموجهة لطلبة المدارس .
وتمنى الدرمكي لو أنه تم تقديم هذه العروض المسرحية على مسارح مدرسية ولو دعيت المدارس لحضورها لكانت الفائدة أكبر وأعم .
وتنطلق مساء غد في قصر الامارات فعاليات /مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة 2008/ الذي ترأسه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ويعقد تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايـد آل نهيـان ولي عهـد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحـة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات