حرم الرئيس الفلسطيني تشيد بجهود الشيخة فاطمة لدعم قضايا المراة العربية ..
ابوظبي في 8 نوفمبر /وام
/اكدت السيدة امينة عباس حرم الرئيس الفلسطيني علي اهمية انعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المراة العربية في ابوظبي برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام .
واشادت في حديث لوكالة انباء الامارات بجهود سموها في دعم قضايا المرأة العربية والفلسطينية علي وجه الخصوص .
وفيما يلي نص الحديث : سؤال / كيف تقيمين اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقضية المرأة العربية والإعلام بدءًا من رعايتها لمنتدى المرأة والإعلام عام 2002 الي استضافتها للمؤتمر الثاني الذي سينعقد في ابوظبي تحت عنوان "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان .. المنظور العربي والدولي" وذلك في الفترة من 11 الى 13 نوفمبر 2008.
ج/الدور الهام الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من اجل رفع شان المرأة العربية والدفاع عن حقوقها، وتبوئها المركز الذي تستحقه في الاسرة والمجتمع، هو دور مشكور ويلقى الكثير من التجاوب والاهتمام من النساء في مختلف الاقطار العربية، ودور سمو الشيخة فاطمة لا يقتصر فقط على رعايتها لمؤتمرات المراة ومنتدياتها وانما يتجاوز ذلك الى اثارتها للعديد من القضايا التي تهم المراة العربية بشكل خاص والمراة في مختلف المجتمعات بشكل عام.
لقد تمكنت المراة العربية عبر هذه الجهود الخيرة والمشكورة تحقيق الكثير من الانجازات للدفع بقضيتها الى الامام وتوفير الكثير من العوامل التي تساعدها على رفع شانها في المجتمع والاسرة، وفي تاكيد حقها في التحصيل العلمي والحصول على فرص مساوية في العمل والاجر اسوة بالرجل.
سؤال / هل نجحت الجمعيات والاتحادات النسائية في فلسطين في التعريف بقضايا المرأة الفلسطينية التي تتعرض للقمع والحصار الاسرائيلي وتواجه الموت والتعذيب علي الحواجز الاسرائيلية ؟ ج/لا شك ان الجمعيات والاتحادات النسائية في فلسطين تلعب دورا هاما ليس فقط في التعريف بقضايا المراة ونشر الوعي بذلك على مختلف الاصعدة وانما ايضا والى حد كبير في التصدي بمختلف الاشكال والوسائل المتاحة الشعبيه والنضاليه للسياسات الاسرائيليه الاستيطانية ومصادرة الاراضي والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لحقوق الانسان وحق الانسان الفلسطيني في التنقل والحياة الكريمة.
وتتحمل المراة الفلسطينيه الكثير من الاعباء سواء في الحفاظ على صيانة امن اسرتها وحق افرادها في الحياة وحمايتهم من الاعتقال والاجراءات القمعية الاسرائيلية او في درء ما تتعرض له المراة الفلسطينية من اضطهاد وعمليات تنكيل وتعذيب على الحواجز الاسرائيلية التي تقسم الاراضي الفلسطينية الى كانتونات منعزلة عن بعضها بحيث ان عدد الحواجز الاسرائيلية يزيد حاليا عن 600حاجز وزاد الطين بله جدار الفصل العنصري، الذي عزل الكثير من القرى والتجمعات السكنية الفلسطينية عن بعضها وعزلها عن اراضيها الزراعية وعن مراكز الخدمات الصحية والتعليمية.
ان ما تتعرض له المراة الفلسطينية من تنكيل وقمع وحصار وتعذيب يفوق الوصف فاعداد اللواتي يضعن مواليدهن على الحواجز بازدياد، ولا يزال المئات من المناضلات يقبعن داخل السجون الاسرائيلية، كما تعاني المراة الفلسطينية الكثير من المضايقات الاسرائيلية سواء في تنقلها او في عملها وخاصة النسوة اللواتي يضطرن للعمل في الاراضي الزراعية المحجوزة خلف جدار الفصل العنصري او تلك القريبة من المستوطنات الاسرائيلية.
وتتحمل المراة الفلسطينية الكثير من الاعباء في رد تعديات المستوطنين على البيوت والاراضي الزراعية ومحاولتهم المستمرة في تخريب المزروعات وقلع الاشجار.
وتشكل مجمل هذه القضايا الهم الاساسي لكافة الجمعيات والاتحادات النسائية من اجل دعم قضية المراة وما تتعرض له من اضطهاد وتنكيل وقمع اسرائيلي وتلاقي بذلك دعم ومساندة من مختلف المؤسسات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الملتزمة بحق المراة بالحياة وبحقها في الدفاع عن قضيتها الوطنية اسوة بالرجال.
سؤال / ماهو دور منظمة المرأة العربية في دعم مسيرة المرأة الفلسطينية والتخفيف من آلامها ؟ ج/لا شك ان بامكان منظمة المراة العربية والجمعيات النسائية العربية ان تقوم بالكثير من اجل دعم مسيرة المراة الفلسطينية والتخفيف من الامها وياتي في مقدمة ذلك فضح وتعرية الممارسات الاسرائيلية واجراءاتها القمعية التي تستهدف المراة الفلسطينية في مختلف المنتديات العربية الدولية وتحشيد راي عام عربي ودولي لنصرة قضية المراة الفلسطينية.وكذلك تقديم الدعم والمساندة للجمعيات والاتحادات النسائية الفلسطينية وتوفير اسناد مالي لمشاريعها التي تستهدف النهوض بوضع المراة وتوفير فرص عمل افضل لها.
كذلك فان ثمة جوانب ومجالات كثيرة ومتنوعة للدعم والمساندة منها ..
- توفير دعم مادي للاسر الكثيرة التي فقدت معيليها - حث الحكومات العربية على تقديم منح دراسية لابناء الشهداء وخاصة الاناث منهن.
- تشكيل صندوق مالي مشترك برعاية سمو الشيخة فاطمة لتقديم مختلف اشكال الدعم للمراة الفلسطينية سواء في الاراضي الفلسطينية المحتلة او في مخيمات اللجوء والشتات0 اننا في الوقت الذي نعبر فيه عن اقتناعنا وشكرنا لما تقدمه المنظمات النسوية العربية من دعم واسناد لقضية المراة ونصرتها في مواجهة المحتلين الغزاة، فاننا نتطلع باستمرار الى المزيد من اوجه الدعم والمساندة حتى تتمكن المراة من تعزيز دورها النضالي وتعزيز مكانتها في الاسرة والمجتمع.
سؤال / كيف تتحرك الجمعيات المدنية والاهلية والرسمية في التعريف بقضية المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال وهل هناك بوادر لاطلاق سراح السجينات الفلسطينيات من السجون الاسرائيلية ؟ ج/ترتبط اوضاع المراة الفلسطينية سواء في الاراضي المحتلة او في الشتات ومخيمات اللجوء بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها.
ولا يمكن عزل واقع المراة وما تعانيه سواء على صعيد قضيتها الخاصة ونيل حقوقها الاجتماعية وتبوء مكانتها في الاسرة والمجتمع وفي سوق العمل دون تمييز بينها والرجل،عما تعانيه من ظلم واضطهاد وارباك لحياتها وافراد اسرتها والمجتمع بشكل عام من الاحتلال فالاحتلال وما يرافقه من سياسات تعسفيه وعنفية يفرض المزيد من الاعباء على المراة في تدبير شؤون الاسرة في ظل غياب او فقدان رب الاسرة باستشهاده او اعتقاله او مطاردته او تضيق مجالات العمل امامه بالاغلاق والحصار والحد من حريته في الوصول الى اماكن عمله ، ان الاحتلال وما يرافقه من اضطراب في حياة المجتمع يولد ارباكات جمة في حياة الاسر وفي تدبير شؤونها المعيشية وفي مستوى تماسكها الداخلي وتتحمل المراة الجانب الاكبر من المعاناة في مواجهة هذه الظروف التي تداهم حياتها واسرتها وعلاقتها مع المحيط.
ولم تتخلف المراة الفلسطينية عن الاسهام في النضال من اجل حرية واستقلال شعبها ووطنها، خاصة وهي ترى وتشاهد وتعيش الماساة التي يتعرض لها شعبها، ولا يتسع المجال في هذه الورقة المختصرة كل مختلف جوانب هذه المسيرة الكفاحية وتجلياتها، وخاصة ان كفاح المراة بتجلياته وابعاده يغطي مجالات عديدة، فالنشاط الكفاحي للمراة كان متعدد الوجوه والمجالات والجانب الابرز من هذا الكفاح هو انخراطها المباشر في الكفاح والنضال المقاوم للاحتلال باشكاله المختلفه بما فيه الاشكال العنيفة ردا على ما يقترفه الاحتلال من عنف منظم ومتواصل طال مختلف جوانب المجتمع الفلسطيني. وقد تعرضت المراة نتيجة لهذا النشاط المقاوم الى الاستشهاد والاعتقال والمطاردة، و استشهدت المئات من النساء خلال سنوات الاحتلال الطويلة، وخاصة خلال انتفاضة الاقصى حيث تجاوز عدد الشهيدات 220 شهيدة، منهن 40 شهيدة بسبب منعهن من اجتياز الحواجز والمرور الى المدن المحاصرة. كما جرى اعتقال المئات منهن ولا يزال يقبع اكثر من 120امراة في المعتقلات الاسرائيلية المختلفة.
ان سياسات الحصار وعزل القرى والمدن عن بعضها وتقييد حرية الحركة كانت له اثار في جوانب اجرامية اخرى وخاصة فيما يتعلق بمنع النساء الحوامل من المرور عبر الحواجز للوصول الى المستشفيات.يضاف الى ذلك ما تعانيه المراة من سياسات الحصار والاغلاق للمناطق وعزل المدن عن القرى وخاصة بعد بناء جدار الفصل العنصري،الذي عزل مئات الالاف من المواطنين والاسر،ليس فقط عن اراضيهم الزراعية التي يعتاشون منها وعن مراكز الخدمات الصحية والتعليمية وانما ايضا عزل الاسر عن بعضها وتشتيت افرادها بين من هم داخل الجدار وبين من هم خارجه، مما كان له الكثير من الاثار بعيدة المدى على الصعيد الاقتصادي او الاجتماعي، او الاعباء الجديدة التي وجدت المراة نفسها في مواجهتها، ولا تملك الوسائل الكفيلة بالتخفيف او الحد من اثارها.
وكذلك فان المراة تتحمل العبئ الاكبر من السياسات الاسرائيله بمصادرة الاراضي لبناء المستوطنات وشق الطرق الواصلة اليها مع ما يرافق ذلك من تدمير للمزارع وابار المياه واقتلاع الاشجار وحرمان الفلاحين من اراضيهم الزراعية التي يعتاشون منها واستولت اسرائيل حتى الان على اكثر من نصف الاراضي في الضفة الغربية وحولتها الى مستوطنات اوحولتها الى قواعد عسكرية ومعسكرات للتدريب، او اغلقتها بذرائع عدة ومنعت الفلاحين من الاقتراب منها او فلاحتها وزراعتها، وغالبا ما يعتدي المستوطنون على الاراضي الاخرى للقرويين ويمنعونهم من جني محاصيلهم او يقومون بتخريب هذه المحاصيل او سرقتها . ومما يزيد الامور تفاقما لجوء اسرائيل الى تجريف الاراضي المجاورة للمستوطنات او المواقع العسكرية او المشرفة على الطرق الواصلة اليها وتعريتها بالكامل باقتلاع الاشجار منها ومنع القرويين من زراعتها،وبلغت هذه السياسة الاحتلالية المنافية لابسط الحقوق الانسانية والقانون الانساني الدولي واتفاقية جنيف الرابعة،ذروتها مع المباشرة في بناء جدار الفصل العنصري الذي التهم المزيد من الاراضي وادى الى اقتلاع مئات الالاف من اشجار الزيتون والاشجار المثمرة وتدمير المئات من ابار الحياة، مما افقد الكثير من الاسر القروية من مصادر رزقها ودمر حياتها وخاصه النساء القرويات اللواتي هن بالعادة من يقمن بالاعتناء بالاشجار ويشرفن على عملية حرث الارض ويقمن بجمع وعصر الزيتون. فبالنسبة لهن الارض اكثر من حياتهن ، انها اتصال بتاريخ وتقاليد اكبر واعظم منهن انفسهن فاضافة الى كون عملية اقتلاع الاشجار وتجريف الحقول تدمر مصدرا هاما من مصادر الرزق للفلاحين وعائلاتهم فانها ايضا محاولة لطمس الهوية الانسانية والاجتماعية والسياسية ولضرب واضعاف حس الانتماء.
و نؤكد ان التنكر الاسرائيلي لقرارات الشرعية الدولية وعدم التزام اسرائيل بالاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وانتهاجها سياسة قائمة على التوسع والاستيطان ومصادرة الاراضي والمياه، والامعان في محاولاتها لتهويد القدس وعزلها عن محيطها وشعبها الفلسطيني ، وبناء جدار الفصل العنصري الذي ادانته محكمة لاهاي الدولية وطالبت بازالته، ومواصلة سياستها في هدم وتدمير المنازل وتهديد وتشريد سكانها، واقتلاع الاشجار وتجريف الاراضي وتدمير البيئه الفلسطينية، واستمرار الحصار وعزل المدن والقرى عن بعضها وتقييد حرية الحركة والمرور للبضائع والافراد وتمزيق الوحدة الجغرافية للوطن الفلسطيني، ومواصلة الاعتقالات للنساء والاطفال والشباب والتنكر لحقوقهم في الحرية والاستقلال كل ذلك ادى وسيؤدي اذا ما تواصل الى استمرار الصراع وحالة العنف و يحرم المجتمع الفلسطيني من امكانات التطور والبناء والوصول الى سلام عادل نوعا ما ودائم ويحرم اجيال الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي من العيش بسلام وامن.
ان استمرار اسرائيل في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وبناء دولته المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967وبعاصمتها القدس، اعاق ويعيق أي تقدم نحو السلام فلا امن ولا سلام دون حرية الشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولته المستقلة وحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار194.
ان المراة الفلسطينية التي حملت على مدى اجيال عديدة القضية العادلة لوطنها في الحرية ولشعبها في الاستقلال تؤكد على الترابط في النضال من اجل شعبها في الحرية والاستقلال ومن اجل حقها في الحرية والمساواة والكرامة .
ان المراة الفلسطينية تتوجه من هذا المنبر الهام بنداء الى جميع الهيئات النسائيه العربية والدولية ومنظمات حقوق الانسان ان تكثف من دعمها ومساندتها للمراة الفلسطينية في الدفاع عن حقها في الحياة وحمايتها من الممارسات الاسرائيليه التي تنتهك حقها في الحياة والاستقلال الوطني وتنتهك امن وسلامة اسرتها ، ان المراة الفلسطينية والتي تقف جنبا الى جنب مع الرجل من اجل حرية شعبها واستقلاله وبناء دولة فلسطين المستقلة والديمقراطية على ارض فلسطين المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف لتتوجه الى كل احرار العالم من رجال ونساء لمساندتها من اجل انهاء الاحتلال واندثاره عن الاراضي المحتلة وبناء كيان فلسطين المستقل والديمقراطي.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات