أبوظبي في 8 ديسمبر / وام / يواصل المؤتمر العلمي الدولي الثامن للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء اليوم فعالياته تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الإتحاد النسائي العام في قصر الإمارات.
وتضمنت فعالياته اليوم محاضرة ألقاها الدكتور طوني فالكونر نائب الرئيس الأعلى للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء عضو المكتب الدولي .. حول التحديات التي يواجهها العالم وخاصة في مجال صحة المرأة .. ملقيا الضوء على العديد من مشاكل المرأة الصحية كمعدل الوفيات والإصابة بالأمراض وخاصة سرطان عنق الرحم بين الأمهات بجانب تركيزه على ضرورة رفع مستوى الالتزام السياسي لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرأة.
وأضاف أن التقديرات تظهر أن حوالي /500 / ألف امرأة تتوفى سنويا لأسباب ذات علاقة بالحمل.. مشيرا إلى أن عوامل الفقر والافتقار إلى البنى التحتية الملائمة إضافة إلى الصراعات تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للمرأة.. مقارنا انخفاض نسبة الوفاة بسبب الحمل في أوروبا الغربية بارتفاعها في آسيا وأفريقيا.. منوها بأن احتمال وفاة امرأة في المملكة المتحدة بسبب الحمل هي " حالة واحدة " من بين ثمانية آلاف و/200 / امرأة.. بينما تكون النسبة في النيجر حالة واحدة بين سبع حالات.
وأشار إلى أن الأضرار والإصابات الناشئة عن الولادة منتشرة بشكل واسع في الدول المتأخرة.. فيما تعتبر نواسير الولادة أحد التعقيدات الأكثر خطورة وتأثيرا لعملية الولادة.. موضحا أنه نتيجة لصعوبات الولادة ة تظهر التقديرات أن هناك مليونا امرأة حول العالم تعاني من هذه الحالة ومعظمها في الدول النامية.. بينما تتعرض هذه الحالات إلى تسرب بولي مستمر مما يؤدي إلى عزلهن اجتماعيا عن مجتمعاتهن في أغلب الأحيان وإجبارهن على العيش وحيدات.
وذكر أن النساء تفتقر إلى توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية حيث أن غياب فحص عنق الرحم في معظم الدول هو إشارة إلى الصعوبات التي يواجهها العالم في وضع استراتيجيات معتمدة على صعيد الصحة العامة.. مؤكدا أن ارتفاع معدل الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم يعتبر مشكلة خطيرة لا تحظى بالاهتمام المطلوب في العديد من دول العالم.. ملقيا الضوء على دور المكتب الدولي للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء في هذا المجال.
وأشار الدكتور فالكونر إلي أن الافتقار إلى الأخصائيين الأكفاء من أهم العوامل المسببة لوفيات الأمهات .. مشيرا إلى ضرورة وجودهم لتقييم ومعالجة تعقيدات الحمل التي تشكل خطرا على حياة الأم .. مؤكدا أن الدورة التدريبية التي تقدمها الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء حول مهارات إنقاذ الحياة.. توفر التدريب الملائم للقابلات وموظفي العيادات والمساعدين الطبيين والأطباء العاملين في الأماكن التي تفتقر إلى الموارد المطلوبة لتقديم الرعاية الصحية الضرورية للأمهات أثناء الولادة.. منوها إلى أنه تم تدريب حوالي /678/ عاملا صحيا في دول عديدة كالصومال وسوازيلاند وزمبابوي وتنزانيا والملاوي وماليزيا وكينيا.
وأضاف أن المكتب الدولي للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء يتولى قيادة مبادرة جديدة تستهدف مزودي الخدمات الصحية متوسطي المستوى والذين لا يحملون شهادات طبية .
وتسعى المبادرة إلى معالجة مشكلة الافتقار إلى خدمات الرعاية القبالية الطارئة وذلك من خلال تدريب غير العاملين في العيادات على مباشرة عمليات التوليد الرحمي باستخدام الوسائل المساعدة وعمليات الولادة القيصرية..
مشيرا إلى مشاركة المكتب الدولي في مشروع متعدد الجهات يهدف إلى مساعدة النساء اللاتي تعانين نواسير الولادة حيث تعاون مع الإتحاد الدولي لطب النساء والتوليد وعدد من جراحي النواسير المختصين في أفريقيا في تنظيم دورة تدريبية متخصصة في هذا الشأن حيث يدعم المكتب البنى التحتية التعليمية لتدريب الأطباء على علاج النواسير من خلال توفير المواد التعليمية اللازمة .
وبصفتها مؤسسة قائمة على عضوية المهنيين المتخصصين والتي تقف على خط المواجهة في مجال الرعاية الصحية.. أكد أن المكتب الدولي للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء يعمل على نشر الوعي بقضايا صحة المرأة ويدعو إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لتقليل وفيات الأمهات.. فيما يدعو المكتب بالشراكة مع شبكة دولية واسعة إلى تحسين السياسات والخدمات والموارد والإرادة السياسية في ما يتعلق بالرعاية الصحية للمرأة.
وقال الدكتور فالكونر " إن القضايا الصحية مثل وفيات الأمومة تبقى مرتبطة بشكل وطيد بوضع المرأة في المجتمع.. بإمكاننا تدريب المزيد من الأطباء ولكننا أيضا لا نستطيع تجاهل دور العوامل المختلفة مثل تعليم المرأة والتمكين السياسي في تحسين الأداء الصحي ".
واختتم محاضرته قائلا "إن نساء العالم تستحق موارد أفضل للرعاية الصحية مما يقدم إليهن في الوقت الحاضر فإن الوضع الراهن حيث تتوفى امرأة واحدة أثناء الولادة كل دقيقة يعتبر أمرا مشينا.. إن الرعاية الصحية للمرأة والأسرة ينبغي أن تكون أول الأولويات في أي مجتمع ويبقى الالتزام السياسي جزءا لا يتجزأ من إنقاذ حياة العديد من النساء".
من جانبه دعا الدكتور نيك باناي استشاري أمراض النساء في مستشفيات كوين تشارلوتس وتشيلسي ويستمينستر في لندن خلال محاضرة ألقاها أمام المؤتمر.. إلى ضرورة دراسة الآثار المترتبة على الفشل المبكر في المبيضين الذي يصيب واحد في المائة من السيدات الشابات تحت سن الأربعين.. مشيرا إلى أن الإصابة تحدث عندما تفقد السيدة البويضات أوعند حدوث خلل وظيفي فيها أوعند تعرضها للتدمير بسبب تلقي علاج السرطان مسببا انقطاع الطمث في وقت مبكر .. فيما تعاني عدد كبير من المصابات بهذا المرض من أعراض مزعجة ومؤلمة مثل الهبات الساخنة " نوبات احمرار وسخونة في الوجه " والتقلبات المزاجية ومشكلات في النوم والإعياء والجفاف المهبلي.
وأضاف أنه من الضروري التفريق بين السيدات اللاتي خضعن لعلاج جراحي وبين غيرهن من المصابات بانقطاع الطمث المبكر كالسيدات اللاتي تعانين من فشل تلقائي مبكر في المبيضين مع انخفاض مستويات الأستروجين لديهن ..
مشيرا إلى أن في الحالة الأخيرة قد تعود بعض وظائف المبيض لدى نسبة تصل إلى/50/ في المائة من المصابات رغم أنه من غير المرجح أن يصلن إلى مرحلة الشفاء الكامل ومن ثم فإن مصطلح "الخلل الوظيفي المبكر في المبيض" قد يكون أكثر ملائمة لوصف حالتهن .. داعيا إلى تكييف العلاج المقدم لهن وفقا لاحتياجاتهن.
ورجح دكتور نيك باناي أن ارتفاع أعداد السيدات المصابات بالفشل المبكر في المبيضين يرجع جزئيا إلى ارتفاع معدلات الشفاء من سرطانات الجهاز التناسلي في السيدات .. فيما يعتقد أن هناك ضرورة لإدراك حجم الإصابة بالفشل المبكر والخلل الوظيفي المبكر في المبيضين حتى يمكن الوفاء باحتياجات السيدات البدنية والنفسية.
وقال دكتور باناي أن انقطاع الطمث المبكر يعتبر حدثا مزعجا بالنسبة للسيدات المصابات به.. فيما قد تتحسن حالة بعضهن عن طريق العلاج بالهرمونات التعويضية وغيرها من العلاجات الجديدة الأخرى لكن بالنسبة للأخريات تتأثر حياتهن تأثرا شديدا بسبب علمهن أنهن صرن عقيمات..بينما قد تتعرض بعضهن إلى مضاعفات أخرى كـ " هشاشة العظام وخطر الإصابة بأمراض القلب ".
وأضاف أن هناك حاليا فجوة في المعرفة حيث زاد عدد السيدات الشابات اللاتي تخضعن لعلاج ناجح لسرطانات الجهاز التناسلي .. بينما يفتقدن الهمة والنشاط بسبب أعراض الفشل المبكر في المبيضين.. مشيرا إلى أنه رغم شفائهن من السرطان فقد خرجن من التجربة وهن في حالة احتياج بدني ونفسي..
مطالبا بسرعة التصدي لهذا الأمر وصولا إلى تحسن نوعية حياتهن.
وقال " نحن هنا لمساعدتهن ومن هذا المنطلق هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة أفضل علاج للسيدات المصابات بالفشل المبكر في المبيضين وآثاره على صحتهن وعافيتهن النفسية ".
من جانبها أكدت الدكتورة أنا ديفيد استشاري التوليد في كلية لندن في محاضرة ألقتها اليوم خلال فعاليات المؤتمر ..أن حوالي /50/ في المائة من السيدات المهددات بولادة مبكرة تلدن عند وصولهن إلى المستشفى وأن دخول البعض المستشفى أثناء الحمل يعتبر أمرا شائعا .. فيما يتم إخضاع العديد منهن لتدخلات غير ضرورية.
وأوضحت أن فعاليات المؤتمر ألقت الضوء على اختبار بسيط يساعد على تحديد ما إذا كانت السيدة التي تظهر عليها أعراض الولادة المبكرة ستلد بالفعل قبل موعدها أم لا.. مشيرا إلى أن بروتين" الفيبرونيكتين الجنيني " يساعد في تثبيت الكيس الجنيني بالرحم.. موضحة أنه عندما يتم اكتشاف أن هذا البروتين الذي يتسرب في مرحلة معينة من الحمل عندئذ يزداد احتمال حدوث الولادة المبكرة التلقائية.. فيما تم تطوير اختبار تشخيصي على الرغم من أنه غير شائع الاستخدام في مختلف وحدات الولادة.
وأضافت أنه يتم إجراء هذا الاختبار قليل التكلفة وسهل الأداء في نفس وقت إجراء الفحص المهبلي الذي يعتبر إجراؤه أمرا روتينيا عندما تدخل السيدة الحامل بألم في البطن وتعني النتيجة السلبية وجود الفيبرونيكتين بنسبة ضئيلة وانخفاض نسبة حدوث ولادة مبكرة وشيكة لدى الحامل.. منوها بأنه على مدى شهرين دخلت /95 / حالة إلى المستشفيات بحمل أقل من/ 37 / أسبوعا.. مشيرة إلى أنه من بين /22 / سيدة تم إدخالهن مهددات بولادة مبكرة لم تلد /17 / أي /78/ في المائة أثناء إدخالهن المستشفى .. بينما تلقت /16/ منهن عقار " الستيروئيدات " لتحسين وظائف رئة الجنين أو عقاقير " توكوليتيك " لوقف التقلصات التي تسبب الولادة كما تم إجراء تحويل رحمي لثلاث سيدات إلى مستشفى بها أسرة لحديثي الولادة حيث تبلغ فترة الإقامة الرئيسية في المستشفى حوالي / 1ر8 / يوما.
وأكدت الدكتورة أنا ديفيد أنه بعد استخدام اختبار " الفيبرونيكتين الجنيني" كانت القيمة التنبؤية السلبية للولادة خلال أسبوعين في /94/ اختبارا تم إجرائها /6ر98/ في المائة ومن بين /78 / سيدة مهددة بالولادة المبكرة واللواتي أظهرن نتيجة سلبية لم يتم إدخال سوى سبعة فقط لمعالجة ألم البطن.
وصرحت الدكتورة أنا ديفيد التي أشرفت على هذا الاختبار " كثيرا ما تتسبب الولادة المبكرة الوشيكة في الكثير من القلق للمرأة الحامل ويعمل الأطباء بجد للكشف عن أسباب الولادة المبكرة وتطوير علاجات وقائية".
وأضافت الدكتورة " وجد أن الفيبرونيكتين الجنيني يتسم بالدقة الشديدة في توقع تلك السيدات اللواتي لن يتعرضن لولادة وشيكة ويمكن إعادة التأكيد على أن السيدات اللواتي تكون نتائج اختباراتهن سلبية على أنهن لن يكن بحاجة إلى رعاية داخل المستشفى ومن ثم فإن بإمكانهن تجنب ترك أسرهن لوضعهن تحت الملاحظة في المستشفى على الرغم من أن البعض منهن قد يحتاج إلى دخول المستشفى لتخفيف الألم.. والأكثر أهمية من ذلك أنه يمكن منع التدخلات الدوائية غير الضرورية وهو ما يمكن ترجمته إلى موفورات كبيرة في التكلفة للخدمة الصحية الوطنية" .
وأوضحت " أنه على أساس نتائج دراستنا يمكن أيضا لاختبارات " الفيبرونيكتين الجنيني" أن تقلل التحويلات الرحمية غير الضرورية وهو ما يعد ميزة كبيرة في هذا الوقت الذي يشهد نقصا في أسرة حديثي الولادة."
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات