ابوظبي في 13 مارس 2012 /وام/ افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد اليوم مؤتمر "الأدوار القيادية للمرأة 2012 "في دورته الرابعة الذي يقام برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية رئيسة المجلس الاعلى للأمومة والطفولة و ذلك في مقر جامعة زايد في ابوظبي وتستمر فعالياته ثلاثة أيام.
ويقام المؤتمر تحت عنوان "نحو مستقبل ناجح للتنمية المستدامة في العالم" و يستقطب 1000 مشارك من 40 دولة.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان في كلمته الافتتاحية.. يسعدني أن أرحب بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي مؤتمر الأدوار القيادية للمرأة في العالم في دورته الرابعة.. كما يسرني أن أرحب بكم في حرم جامعة زايد الجديد هذه الجامعة التي أنشأها في عام 1998 مؤسس دولتنا وبانيها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وإذ نفخر بأن تحظى جامعتنا بشرف حمل اسم هذا القائد الذي يتميز برؤية ثاقبه هذا القائد المتعمق والمتأصل في عادات شعبه وتقاليده والذي كرّس نفسه لبنيان ونهضة أمته إلى أبعد الحدود وأيضاً لتطوير التعليم لأفراد شعبه إناثاً وذكوراً على حد سواء.
واضاف معاليه إنه ليشرفني اليوم شرفاً عظيماً أن أنقل إليكم أجمل تحية وأسمى ترحيب من راعية هذا المؤتمر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات.. إن سموها حافز أساسي في دفع عجلة الازدهار والتقدم في بلادنا وإننا لنفخر بأن نستظل بريادة سموها و حكمتها ونحن ممتنون لرؤيتها السديدة في الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في صياغة وصقل مستقبل دولة الإمارات.
و قال معاليه إن رعاية سمو الشيخة فاطمة لهذا المؤتمر تحمل رسالة متميزة تعكس مدى ثقة سموها في طاقات الأجيال القادمة من نساء العالم وترّسخ التزام بلادنا القوي بتطوير العامل البشري والتزامنا أيضاً بتنمية القدرات القيادية للأجيال القادمة وببناء جسور الحوار العالمي والتعايش السلمي وتبادل الأفكار بين الثقافات والحدود الجغرافية.
وقد كان لدعم و رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لجامعة زايد الاثر الكبير في تنظيم هذا المؤتمر.. و قد بعثت سموها اليوم برسالة خاصة بمناسبة افتتاح فعاليات هذا المؤتمر ويشرفني أن أنقل كلماتها إليكم بالأصالة عن سموها.
أصحابَ المعالي والسعادة الضيوفُ الكرام المشاركين في المؤتمر أبنائي الطلبة بناتي الطالبات أيها الإخوةُ والأخوات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييكم وأرحب بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي هذا المؤتمر العالميّ الهام وأعبّر لكم عن سروري وتفاؤلي بمشاركة جميع هذه الوفود من الدول الشقيقة والصديقة وأدعو الله سبحانه وتعالى لكم بالتوفيق ولمؤتمركم بالنجاح .
إنني أعبر عن سروري بصفةٍ خاصة برعايتي لهذا المؤتمر لأنه أولاً : مؤتمرٌ طلابيٌّ عالميّ يهدف إلى تعميق قنوات الحوار والتفاهم ولأنه ثانياً : مؤتمرٌ يركز الاهتمام على عددٍ من القضايا المهمة التي تؤثر في كافة جوانب الحياة في هذا العالم .
إنكن أيتها الطالبات المشاركات ،تمثّلْنَ آمالَنا وتطلعاتِنا إلى المستقبل : أُحيّي ما نلمحه في عيونكنّ من طاقةٍ وحماسة وأقدّر تصميمَكنّ على مناقشة القضايا المهمة في هذا العصر كما أعتزّ كثيراً بما تُمثّلُه كلٌ منكنّ من قدراتٍ واعدة وطموحاتٍ مأمولة ـ أنتم جميعاً قادةُ الغد أمامكم الفرصة وعليكم المسؤولية كي تفيدوا مما حققتموه من تعليم وما لديكم من وعيٍٍ وذكاء وما تتمتعون به من عزمٍ وتصميم للإسهام في تطوير مجتمعاتكم وتشكيل معالم المستقبل من أجل بناء عالمٍ أفضل .
إن هذا المؤتمر العالمي إنما يوفّر أمامكم ، فرصةً فريدة لإدراك ما يمثّله التواصلُ والارتباطُ بينكم وأنتم من مختلف الدول والأقطار من أداةٍ فعالة لتحقيق كافة هذه الأهداف والغايات .
إن هذا المؤتمر العالمي إنما هو في واقع الأكيد لك احتفاءٌ بأهمية الحوار وتبادل الآراء وتعبيرٌ حقيقي عن أن التواصل بين سكان هذا العالم قد أصبح أمراً ضرورياً يحرص عليه الجميع من أجل تحقيق التقدم والسلام.
إن ذلك وعلى وجه الخصوص إنما يمثل بالنسبة لنا في دولة الإمارات العربية المتحدة قيماً ومبادئ أساسية تشكّل مسيرتنا في الحاضر ورؤيتنا للمستقبل ـ إن دولة الإمارات كما ستعرفونها دولةٌ مسالمة تسعى دائماً وباستمرار إلى تعميق قنوات التعاون والسلام : إقليمياً وعالمياً على السواء ـ إنها الدولة التي يعيش فيها المواطنون والوافدون في سلامٍ وأمان ـ وهي الدولة التي استطاعت في ظل القيادة التاريخية لزوجي العزيز المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ عليه رحمة الله ورضوانه ـ استطاعت هذه الدولة في ظل قيادته الحكيمة أن تتلافى آفات الجهل والشك وعدم التسامح وأن تنطلق إلى آفاق العلم والثقة والتصالح والتعايش ـ إنها دولة المؤسسات التي تمّ بناؤها على قواعدَ راسخة وأسسٍ مستقرة وأقول أيضاً إنها الدولة التي تلتزم كل الالتزام بالأساليب السِّلميّة في حل الصراعات وتسوية المشكلات في العالم .
إنه في هذا الإطار فإنني أقول وأكرر : أنتم قادة الغد عليكم أن تدركوا تماماً أن أسلوب تواصلكم مع بعضكم البعض سيكون له أثرٌ كبير على مجتمعاتنا وعلى عالمنا الذي نعيش فيه ـ إن عصر العولمة يتطلب نشر قيم التسامح والتعاون والفهم المشترك بين الدول والثقافات .. إن المرأة والقياداتِ النسائيةَ الشابة بالذات أمامها مسؤولية كبرى في أن تعملوا معاً في سبيل تأكيد هذه القيم وفي سبيل تصحيح الآراء والمفاهيم حول دور المرأة في هذا السبيل ـ علينا أن نعمل معاً في سبيل إزالة العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون تقدم المرأة ـ علينا جميعاً أن نعمل معاً لتنمية خصائص القيادة والريادة ، لدى الفتاة : كلِّ فتاة ليس فقط في المدارس والجامعات بل وأيضاً خلال حياتها كلِّها ـ يجب علينا جميعاً أن نوفّر كافة الظروف المواتية لتَقدّم المرأة كي تتبوّأ مناصب القيادة في المجتمع ـ كما يجب علينا في الوقت ذاته أن نتأكد من أن المرأة تثق في قدراتها على تحقيق كل ما تَضعُه لنفسها من أهدافٍ وغايات وأنها بإذن الله ستكون دوماً قادرة على البناء والإسهام الإيجابي في المجتمع .
إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة على قناعة كاملة بأن تقدم المرأة أمرٌ ضروريٌ ومهم لمستقبل هذا الوطن وبلوغه أقصى درجات التقدّم والرقيّ ـ إن الدولة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ إنما تحرص كل الحرص على تحقيق المشاركة الفاعلة ، لجميع أبنائها وبناتها ـ إن المرأة في دولة الإمارات شريكٌ أصيلٌ للرجل ، في خدمة المجتمع : أمامَها الفرصةُ كاملة ، للعمل والإنتاج ، في المجال الذي تختاره ـ ونحمد الله أنّ كافة قطاعات ومؤسسات الدولة تجعل لهذا الأمر أولويةً خاصة كما أنها تسعى جميعُها ، نحو تمكين المرأة من النجاحِ والنبوغ .. إن وجودَكم اليوم في هذا المؤتمر لهو دليل أكيد ، على كل ما نقول كما أن مشاركتَكم وإسهاماتِكم المرتقَبة إنما هي تعبيرٌ واضح عن قناعتنا الكاملة بأن المرأة وبالفعل لها دورٌ مهم في تطوير المجتمعات : المحليةِ والعالميةِ على السواء .
أيها الحفل الكريم : إن موضوع هذا المؤتمر يدور حول تحقيق التنمية المفيدة في العالم والتنمية المستدامة حسب تعريف الأمم المتحدة لها هي التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر دونما أي تأثير سلبيّ على قدرة أجيال المستقبل للوفاء باحتياجاتهم أيضاً . إن هذا المؤتمر يعكس تماماً هذا المعنى من خلال مَحاوره، والمتحدّثين فيه . إنه أيضاً يدرك العوامل والظروف التي قد تقف عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف ـ ولعلّكم تعلمون أنّ الدول الصناعية قد حققت تَقدُّمَها، خلال القرنين الماضيين من خلال استغلالٍ سيّءٍ للبيئة واستخدام غير رشيد للموارد الطبيعية . ومن هنا فإننا لا نستغرب إذ نَجِدُ كثيراً من الدول النامية تحاول هي الأخرى أن تطبّق نفس هذا النموذج وهو أمرٌ بدأنا نلمس آثارَه السيئة في البيئة حول العالم ـ إنني من هذا المؤتمر أناشد الجميع بأن يلتزموا الحكمة والوعي في الحفاظ على البيئة ومساعدة قادة جميع الدول في الأخذ بطرقٍ جديدةٍ للتنمية : طُرُقٍ رائدة ، تحافظ على البيئة تطوّرُها وتُنمّيها ترعَى شؤونَها وتأخذ مصالح أجيال المستقبل في الاعتبار .
واسمحوا لي أن أؤكد هنا على أنّ للقيادة، أدواراً مهمة في هذا الصدد .
على قيادات المجتمع أن تشرح الحقائق بصراحةٍ وشفافية على نحوٍ يسهّل فهمَها وحتى يُصبح مفهوم الاستدامة مبدأً ثابتاً وراسخاً في سلوك كافة الأفراد والأمم ـ على القادة مساعدة مجتمعاتهم في إدراك عدد من الحقائق أهمها : أنّ جودةَ الحياة ـ بل الحياةُ ذاتُها ـ إنما تعتمد بالأساس على حماية البيئة ـ وأن التنمية المستدامة تحقق وتحافظ على كافة الشروط والأوضاع التي يستطيع الإنسان أن يعيش في ظِلّها باطمئنانٍ ونجاح وأن يكون دائماً قادراً على العطاء والإنتاج كل هذا فضلاً عن أن التنمية المستدامة تستطيع أن توفّر الشروطَ اللازمة التي تفي للأجيال الحاضرة والمستقبلة بالاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية بل والجمالية على السواء .
وهنا ، يجب أن أشير إلى أن أبوظبي ، ودولة الإمارات ، تسيران بعزمٍ وتصميم ، نحو بناء مستقبلٍ قائمٍ على التنمية المستدامة ـ إننا نسعى إلى بناء مجتمعٍ يتسم بالاستدامة الاقتصادية والاجتماعية مجتمعٍ يحافظ على التراث وينفتح في الوقت ذاته على كافة إنجازات التطور في العالم ـ إننا فخورون بما يقوم به قادتنا الكرام من تحديدٍ دقيق لأهداف التقدم في المجتمع ومن الأخذ بأفضل السُبل والوسائل لتحقيق هذه الأهداف في ظل إطارٍ يتسم بالحكمة وبُعد النظر ـ إن تجربتنا في دولة الإمارات ، تؤكد على دور القيادة الواعية ، في وضع خطط العمل ، والتعريف بها ، وتحقيق التفاف الجمهور العام حولها ، في مسيرةٍ مباركة ، تحقق بإذن الله ، الأهداف المنشودة ، للتنمية المستدامة في المجتمع .
أيها الإخوة والأخوات : إنني أوافقكم تماماً ، فيما تؤكّدونه من خلال هذا المؤتمر : بأن المرأة في كل مكان ، بما لديها من طاقةٍ وقدرة هي قوةٌ كبرى لتحقيق الخير والرخاء في العالم ـ وأن تضحيات المرأة ومثابرتها عبر العقود الماضية لتحقيق المساواة والإسهام في تنمية المجتمع تظل في واقع الأمر وهي محل تقديرٍ وإعجاب بل ومصدرُ تحفيزٍ وإلهام للأجيال الجديدة من الرجال والنساء على حدٍ سواء .
إنني أوافقكم تماماً أيضاً على أن التحديات التي نواجهُها في مجالات التنمية المستدامة إنما تتطلب التعاون والتنسيق عبر العالم ـ أوافقكم على أن التنمية المستدامة لا ينبغي أن تكون مجرد تعبير فضفاض أو حتى مجردَ مفهومٍ نبيل نُردِّدُه من حينٍ لآخر بل يجب أولاً وقبل كل شيء أن تكون هذه التنمية المستدامة هي الحافز الرئيسي لخطط عملٍ في كل مجتمع في العالم ـ خططِ عمل تحقق التوازن المطلوب بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والجمالية ـ خططِ عمل تلبّي احتياجات ومتطلبات جميع السكان في العالم وتُسهم في نشر السلام والمحبة في كافة ربوعه وأرجائه ـ إنني أوافقكم تماماً أيها الإخوة والأخوات ـ أن قادة المجتمع عليهم واجبٌ ومسؤولية لشحْذ العزائم ، وتقوية الرغبة ودعوة الجميع إلى اتّباع مبادئِ التنميةِ المستدامة وعلى جميع المستويات .
في ختام كلمتي أعود فأؤكد أنّ إيماني بدور المرأة ، وبقدراتها على الإسهام في تقدم المجتمع أمرٌ عميقٌ وكبير بل أؤكد على قناعتي كذلك بأهمية إسهاماتها وعطائها وأن ذلك سيظلّ دائماً وأبداً ضرورياً ومطلوباً لنجاح وازدهار كافة المجتمعات عبرَ العالم .
أرحب بكم مرةً ثانية في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة وأشكر الضيوف والمشاركين في المؤتمر والطالبات والأساتذة والعاملين في جامعة زايد وأقدّر لكم جميعاً جهودكم في تنظيم هذا المؤتمر على هذا النحو الجيد والرائع .
وفقكم الله ،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضر افتتاح المؤتمر الشيخ محمد بن نهيان مبارك ال نهيان و الشيخ شخبوط بن نهيان مبارك ال نهيان و معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية و معالي الدكتور مغير الخيلي مدير عام مجلس ابوظبي للتعليم و معالي احمد الطاير و سماحة الشيخ السيد عبدالرحمن الهاشمي و الدكتور عبدالله خنبشي مدير جامعة الامارات و الدكتور طيب كمالي مدير مجمع كليات التقنية العليا و معالي الحاج بن عبدالله المحيربي و عبدالرحمن سعد بن غانم و احمد الجار الله و د. سليمان الجاسم مدير جامعة زايد و لاري ويلسون نائب مدير الجامعة و صفية سعيد الرقباني رئيس الشؤون الخارجية و التطوير و عدد من اعضاء الهيئات الدبلوماسية العرب و الاجانب المعتمدين لدى الدولة و عدد من الشخصيات العامة و اعضاء الهيئتين التدريسية و الادارية بالجامعة.
ومن جانبها استهلت الأميرة لولوة الفيصل ال سعود نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية كلمتها بالحديث بالحوارِ القديم بين الرجلِ والمرأة مقتبسة طموحٌ. من الكاتب عدنان الناصري في تدوينه ووصفه للحوار المستمر بينَ الرجل والمرأة على مر السنين .وقالت ان الجدلَ سيستمرُ قائمـاً ..وسيبقى هذا الحوارُ مستمرًا كل يوم بين الرجلِ والمرأةِ طالما أن: هناك ذكراً وأنثى في العالم كما أنهُ ستستمرُ المقارنةُ بين دورِ المرأةِ والرجل القيادي في تنميةِ مجتمعاتهم طالما هناك طموحٌ ...وطنيةٌ... وحبٌّ من كليهما للمجتمعِ الصغير/الوطن/ والمجتمعِ الكبير /العالم/.
واضافت الاميرة لولوة الفيصل ان هذه المقارناتُ لم تقتصرْ فقط على موضوع الرجلِ والمرأةِ بل حتى موضوعِ القيادةِ كان له نصيبٌ من هذه المقارنات فالجميع يعلمُ باختلاف النظريات والآراء حول ماهية القيادةِ وتعريفها فمنهم من يعُدُّها علمًا و معرفةً ومنهم من يَعُدَّها فنًا وإبداعًا وممارسةً بل ونمطًا سلوكيًا يحتاج إلى عمليات متواصلة من التعليم والتدريب لصقل الإمكانات وبلورة الشخصية تدريجياً لتفعيلِ الدور القيادي للأشخاصِ في مجتمعاتهم وأوطانهم وذهب الجميعُ إلى تحديدٍ دقيقٍ ومفصّلٍ للسلوك الإنساني وتحليله والخصائصُ الشخصيةَ والاجتماعية و وأيضاً المهاراتِ الإداريةِ والإبداعيةِ التي يجبُ أن تتحلى بها المرأةُ القيادية وعلى الرغمَ بأنّ جميعَ ما ذكر مسبقًا من أدبيات القيادة يرتبط بكلاَ الجنسين ولا تقتصر على جنسٍ دون سواه إلا أنَ البحوثَ العلمية مستمرةٌ محاولةً إثباتَ أنّ الرجلَ هو المخولُ للقيادة أو إثباتَ أن النساءَ يستطعنَ التفوقَ على الرجال في معظم المهاراتِ القيادية ولعلني من خلال حديثي اليوم أساهم ولو بشكلٍ بسيط لأدبياتِ القيادة بشكل عام وقيادة المرأةِ بشكل خاص وأهميتها في العصر الحالي لتنميةِ واستقرارِ المجتمع العالمي.
واضافت ان العالم الحديث عرف المرأةَ الرئيسةَ والمرأةَ القائدةَ منذ أكثر من 50 عامًا ولقد ساهم اقتراح /كلارا زيتكن/ زعيمة مكتب المرأة في الحزبِ الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا في المؤتمرِ الدولي الثاني للنساء العاملاتِ في كوبنهاجن من عام 1910 بجعلُ العالمَ يحتفلُ سنوياً ومنذ عام 1911 بيوم المرأة العالمي في 8 مَارس من أجل توفير فرص أفضلَ للمرأةِ ولقد استمر موضوع تمكين المرأة من مواقع اتخاذ القرار يحتل موقعًا بارزًا على خارطة العالم فحرصتْ الأممُ المتحدة منذ منتصفِ القرن الماضي على إقامة المؤتمرات وإصدار الإعلاناتِ وتوقيع الاتفاقيات التي تعملُ على تأمينِ حقوق المرأة وأشهرها مؤتمر "بيجين" الذي عقد عام 1995 وما صدرَ عنهُ من إعلانات نادت بضرورة تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع بما في ذلك عملية صنع القرار وبلوغ مواقع السلطة واتخاذ جميع التدابيرِ اللازمةِ للقضاءِ على جميع أشكال التمييز ضد المرأة .. وأصبح لدينا الآن 31 امرأة توَلَّيْنَ ـ أوْ يَتَوَلّيْنَ ـ رئاسة دول و32 امرأة تَولَّيْنَ- أو يَتَوَلّيْنَ ـ رئاسة الوزراء في بلادهن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن كما ساهم مجلس القيادات النسائية في العالم والذي أنشئ في 1996 على يد /فيجديس فينبوجادوتير/ رئيسة أيسلندا آنذاك ليضم شبكةٍ من رئيساتِ الجمهورية ورئيساتِ الوزراءِ الحالياتِ والسابقاتِ للعمل الجماعي حولَ القضايا ذاتِ الأهميةِ الحاسمة للمرأة ومن ضمن أعضائِهِ الحاليات السيدة /هيلين كلارك/ رئيسة وزراء نيوزيلندا في الفترة ما بين 1999-2008 و / كريستينا فرنانديز دي كيرشنر / رئيسة الأرجنتين من عام 2007 إلى الوقت الحاضر و/ أنجيلا ميركل/ مستشارة /رئيسة وزراء/ ألمانيا من عام 2005 إلى الوقتِ الحاضر و /ماري روبنسون/ رئيسة ايرلندا من عام 1990-وحتى عام1997 و /بيجوم خالدة ضياء/ رئيسة وزراء بنجلاديش للأعوام 1991-1996 ، 2001-2006.
و تابعت /أما في الدول العربية فظهرتْ ضرورةُ إدماجِ المرأةِ في هيئاتِ صنعِ القرارِ مع بدايةِ الستيناتِ و تفعيلِ دورها كجزءٍ لا يتجزأ من المجتمع و مكون أساسي من مكونات نموذج التنمية في أي بلد .
وقد ساهم التعليمُ والانتقالُ من الاقتصاديات القائمة على القطاعِ الحكومي إلى الاقتصادياتِ القائمةِ على القطاعِ الخاصِ في معظم الدول العربية في توفيرِ مجموعة كبيرة من الفرصِ للمرأة العربية في سوق العمل وأصبحت قضيةُ تمكينِ المرأةِ موضوعاً تعالجه معظمَ مبادرات الإصلاح الإقليمية والوطنية .
واشارت الى انه من خلال القمم والمؤتمراتِ الدولية والعربية التزمت جميع الدول العربية بدعم ومساندة حقوق المرأة وتوسيع نطاق مشاركتها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشهدنا المزيد من النساء يصلن إلى أعلى مستويات المسؤولية وصنع القرار في السنوات العشر أو الخمسة عشر الأخيرة فأصبحت المرأة السفيرةَ والوزيرةَ والبرلمانية وسيدةَ الأعمال.
واضافت لقد أوضح تقريرُ الاتحادِ البرلماني الدولي أنَّ عددَ أعضاء البرلماناتِ العربيةِ من النساءِ قد تضاعف تقريبا خلال الخمسِ سنواتِ الماضية ليصبح 5ر6 بالمائة بعد أن كانت 5ر3 بالمائة عام 2000 غير أنَّ التقريرَ أوضحَ أنَّ نسبةَ النساء بين أعضاء البرلمانات العربية لا زالت أقل كثيرا من المتوسط العالمي للبرلمانيات الذي يبلغ 7ر15 بالمائة حاليا.
وعلى الرغم من التقدم الحاصلِ في الوضع السياسي للمرأة العربية فإن الطريقَ مازالت طويلة بالنسبة للدول العربية حيث معدل تمثيل النساء في المجالس البرلمانية لا يتعدى نسبة 1ر9 بالمائة أي بفارق كبير عن المعدل العالمي البالغ 4ر18 بالمائة مما يعني أن الدول العربية مازالت بعيدة عن النسبة التي وضعها مؤتمر بيجين للمرأة في عام 1995 أي قبل 14 عاما والبالغة 30 بالمائة.
وتابعت الاميرة لولو الفيصل قائلة : مما سبق يتضح بأنه وعلى الرغم من اختلاف الثقافات بين الدول إلاَّ أنه مازالت مساهمةُ المرأةِ القياديةِ في العالم قليلةً بل تُعد ظاهرة قائمة ومتشابهة في معظم دول العالم والسببُ يعود إلى عدة معوقات حالت دون وصول المرأة إلى المراكز القيادية أهمها يتمحور حول التعليم والعادات والتقاليد الأمر الذي ساهم في ضعف تمثيل المرأة في المراكز القيادية وإن تفاوتت من بلد إلى آخر إلا أن نسبة تدني مشاركتها في المراكز العليا وخاصة في الدول النامية تزيد عن نظيراتها في الدول المتقدمة بل إن مساهمةَ المرأةِ القياديةِ في هذه الدولِ تكثفتْ في العملِ الاجتماعي والخيري.
وتلعب النظرة الاجتماعية من متخذ القرار ونظرة المجتمع للمرأة بأنَّها غيرُ قادرةٍ على اتخاذ القرار، كأحد المعوقات الرئيسةِ أمام تقدم المرأة فعلى الرغم من التغييرِ الاجتماعي والخطاباتِ الرسمية الناتجة عن المؤتمراتِ الدولية التي خصت المرأةَ لا زال العالمُ ينظر الى المرأة من منطلقِ وضعها التقليدي في المجتمع، وبالتالي دورها الإنجابي فقط ويتجاهلون أدوارها الإنتاجية الأخرى داخل الأسرة وخارجها تلك الرؤية التي حدت من قيام المرأة بأدوارها المتنوعة في مجتمعها وبالتالي عدم الاستفادة المثلى من طاقاتهِا و إمكانياتها.
واضافت على الرغم من النجاحات التي أحرزتها المرأة العربية مؤخراً إلا أنه لا يزال العديد من التحديات التي تحول دون المشاركة الكاملة للمرأةِ العربيةِ في عملية التنمية وأبرزها يكمنُ في أن أكثرَ من نصفِ النساء العربيات لا يزلن أميات. فمعدلات الأمية لا تزال أعلى من المتوسط الدولي وحتى أعلى من متوسطها في البلدان النامية، وفضلاً عن ذلك فإن عدد الأميين لا يزال في ازدياد إلى حد أن الدول العربية تدخل القرن الحادي والعشرين مثقّلة بعبء ستينَ مليون أمي معظمهم من النساء. وتلعب البنية السياسية الأطر القانونية و ضغوط الميراث الثقافي والحضاري في الدول العربية دوراً كبيراً في تطوير أداء المرأة العربية وقبولها مجتمعيا إضافةً إلى تمكيِنها قيادياُ وهنا يكمن التحدي بالنسبة للقيادات النسائية العربية في توظيف النجاح التعليمي الذي حققنه في سبيل تغيير هذه التحديات وخلقِ الظروف المواتيةِ أمام الأخريات.
واضافت قائلة: إن زيادةَ وتنويعَ دورِ المرأةِ العربية القيادي يتطلب استراتيجيةً شاملة يضمن مشاركتها في جميع المجالات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وقانونياً، كما سيساعدُ على وصولها إلى مواقع صنع القرار التي ستضمن للمرأة القضاءَ على المعوقاتِ التي تحول دون مشاركتها الفاعلة في التنمية فالتطويرُ الريادي المدروسُ من خلال التعليم والتطوير الريادي في أماكن العمل وإزالة الصور النمطية للمرأة في المناهج والكتب المدرسية و محو الأمية القانونية للفتيات والمرأة من خلال التوعية المستمرة وعقد الندوات والمؤتمرات وتنميةُ شبكات القيادات النسائية وتحسينُ الأطرِ التنظيمية والقانونية وتشجيعُ المناخِ السياسيِ الملهم وتوظيف وسائل الإعلام من أساسيات هذه الاستراتيجية.
و تابعت انه لايمكنُ أن نبحثَ دور المرأة القيادي بصورةٍ مجردة أو بمعزلٍ عن قضايا المجتمع ككل باعتبار ان دور المرأة القيادي هو جزء من قضايا المجتمع وكذلك فإن النهوض بالمرأةِ العربيةِ لايمكن أن يتم إلا في إطار مشروع تنمويّ وطني متكامل يضمنُ المساواةَ والعدالةَ الاجتماعيةَ ولقد برهنتْ نماذجُ القياداتِ النسائية الموجودة على مستوى العالم بأن دورَ المرأةِ القياديّ في التنمية لا يختلف عن الدور القيادي لنظيرها الرجل سواءً على مستوى رئاسة دولة أو سيدة أعمال أو ناشطة اجتماعية والأهم من ذلك هو النظر إلى دور القيادة في دعم التنمية المستدامة الذي يتلخص في أنها : أمانة إنسان- ومسؤولية مواطن- وثقافة مجتمع .
وقالت الاميرة لولوة الفيصل في كلمتها على الرغمِ من أهميةِ الدور الهام والمركزي المناط بالحكوماتِ في موضوع إتاحة الفرصةِ لتولي المرأة المناصب القيادية إلا أن هناك دورا موازيا ينبغي القيامُ به من جانب المجتمع ممثلاً بهيئاته الأهليةِ والمدنيةِ وفعالياته الاجتماعيةِ والثقافيةِ هدفه دعم ومساندة الجهد الحكومي لزيادة وتنوع الأدوار القيادية للمرأة في العالم من خلال إعطاءِ عمليةِ قيادةِ المرأة طابعاً عملياً سواء أكان ذلك في تعديل المفاهيمِ التقليديةِ الشائعة، أم في خلقِ نماذجَ وتجاربَ واقعية لنجاحاتِ القياداتِ النسائية التي لا شك في أنها سوف تعكس مستوى نجاَحِ عمليةِ الإصلاحِ التي صارتْ بين ضروراتِ الحياةِ العربية المعاصرة.
و تقدمت في ختام كلمتها بالشكرِ لمنظمي الحفلِ ورعاتِه على الجهودِ القيمةِ المبذولةِ ولكل من ساهم في إنجاح المؤتمر علميا وتنظيميا متمنية استمراريةَ الجهودِ لحصادِ مزيدٍ من القياداتِ على مستوى وطننا العربي.
ومن جانبها قالت سعادة الشيخة امثال احمد الجابر الصباح رئيس المركز الكويتي للأعمال التطوعية في كلمتها إن العمل التطوعي يمثل أحد الجوانب الرئيسية في تعاليم الإسلام لتنظيم المجتمع حيث حث الإسلام على فعل الخيرات بما ينفع الناس ، و جاءت نصوص عديدة في القرآن الكريم و السنة النبوية بهذا الشأن.
وقد كان العمل التطوعي في المجتمعات الخليجية يشكل أحد العادات و الموروثات التي فطر الناس عليها فهي جزء من القيم الأسرية و المجتمعية برغم قلة الإمكانيات في الماضي ولا شك ان ذلك انسحب على الوضع الراهن إذ أصبح احد العناصر الفاعلة في منظومة التنمية المستدامة على النحو الذي ساهم في نشر التوعية بين أفراد المجتمع وخلق ثقافة عامة تحث على العمل التطوعي و تجعله إحدى قيم المجتمع لذا فإن مراكز وهيئات و فرق العمل التطوعي تلعب دوراً مهماً في هذا الإطار مما يحتم دعمها و تنميتها.
وضربت أمثلة عدة على ذلك من المجتمع الكويتي الذي هب يوماً في "مساندة" تلقائية لمواجهة ظاهرة نفوق الأسماك على ساحل البحر وكذلك عندما أحرقت آبار النفط في الكويت عقب الغزو العراقي في عام 1990 حيث تضافرت جهود العائلات والجمعيات والجهات الخيرية للمشاركة في درء أخطار الكارثة وتقليل مضاعفاتها.
وقالت الشيخة امثال احمد الجابر الصباح إن هذه "المساندة" خليجية أيضاً تنبع من أخلاق أهل الخليج وتقاليدهم ضاربة المثل بما حدث عندما تعرضت الكويت للغزو العراقي الذي كان مفاجئاً وخارج كل الحسابات والتدابير والتوقعات حيث فتحت دول الخليج حدودها تماماً لاستقبال الكويتيين النازحين من دون السؤال عن الهوية أو جواز السفر وكذلك فتحت الناس بيوتهم بشهامة لاحتضانهم وإيوائهم وفتحت المدارس والمستشفيات أبوابها لإغاثتهم ومداواة جروحهم.. من هنا تأتي الدعوة إلى مساندة خليجية تعنى لخلق منظومة خليجية للعمل التطوعي تكون تحت مظلة الامانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي يكون من أهدافها الرئيسية التنسيق بين مراكز و هيئات العمل التطوعي في الدول الاعضاء و كذلك القيام بالأعمال التطوعية المختلفة ذات العلاقة دون الإخلال بسيادة الدول الأعضاء .. و لعل من شأن ذلك تعزيز التعاون الخليجي في مجال العمل التطوعي وخصوصاً من خلال تنفيذ برامج تدريب و تأهيل موجهة للعاملين المعنيين في الأعمال التطوعية بدول مجلس التعاون الخليجي.
ودعت الشيخة أمثال احمد الجابر الصباح في ختام كلمتها المؤتمر إلى إصدار توصية تقدم إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بإنشاء هيئة خليجية للتطوع ووضع أنظمة موحدة لعملها.
و من جانبها اعتبرت رودي كراتسا نائب رئيس البرلمان الاوربي في كلمتها ان عقد مؤتمر حول القيادة النسائية والتقدم نحو مستقبل مستدام يتزامن مع احتفال العالم مؤخرا باليوم العالمي للمرأة وهو فرصة فريدة من نوعها لتأكيد الدور الديناميكي للمرأة في التنمية المستدامة حيث يركز الاحتفال هذا العام على مشاركة المرأة في النمو الاقتصادي بالرغم من التحديات التي تواجهها حيث أشارت التقارير العالمية الى أن المرأة الريفية كانت أكثر مساهمة في التنمية الريفية وتطوير البيئة الزراعية بما يحقق الكثير من الأمن والأمان في تلك الأماكن.
وأشارت الى التحدي المتعلق بقضية تفاوت الرواتب والأجور بين الرجال والنساء وضرورة ردم هذه الفجوة وأن يكون الأجر مرتبطا بالقدرات والمهارات وخبرات العمل دون النظر لطبيعة من يعمل في الوظيفة من رجل أو امرأة.
وأكدت على ضرورة أن تدرك الحكومات والشركات ومختلف القطاعات دور المرأة في قطاع الأعمال وأهمية مشاركتها في تحقيق النهضة الاقتصادية حيث أن تفعيل دور المرأة في هذا الصدد يدعم تحقيق الاستدامة والاستقرار السياسي والاقتصادي على مستوى المجتمع الدولي واتاحة الفرصة للنساء لتولي مناصب قيادية بشكل متوازن مع الرجل سيجعل عالمنا أفضل.
وحيت رودي المرأة العربية ودورها حيث نزلت الى الشوارع لتشارك في احلال الديمقراطية في بلادها ، وتمنت أن يكون لها في المستقبل أدوار قيادية في بلادها وأن يكون هناك نهاية لتضحيات الشعب السوري ويعم السلام والاستقرار .
كما تطرقت للحديث حول دور المرأة الثقافي وأنها العنصر الحامل للهوية في المجتمع وللإرث الثقافي غير المادي من خلال دورها الذي تلعبه في الحياة اليومية وتعبيرها عن الثقافة في مجتمعها وان النساء فاعلات في هذا المجال أكثر عن غيرهم على المستوى الدولي وقادرات على دعم تحقيق السلام والاستقرار من خلال التفاعل والحوار الثقافي الدولي، وأن هذا يتعلق أيضا بالاستدامة البيئية فالنساء يمثلن /50 بالمائة/ من سكان العالم وأنهن مسئولات عن /85 بالمائة/ من اجمالي خيارات المستهلك وبالتالي هي قوة عظيمة ولا تقدر بالشكل المطلوب.
وعبرت في ختام كلمتها عن شكرها للإمارات لدورها كفاعل رئيسي في المجتمع الدولي في مجال التطوير والتنمية وتأكدي حق المرأة ودورها في المجتمع.
و من ناحيتها اكدت البارونة هيلينا آن كيندي عضو مجلس اللوردات البريطاني في كلمتها أهمية دور المرأة في المشاركة في صياغة مستقبل مستدام للعالم، مطالبةً النساء بالالتفات إلى ضرورة أن يطورن مهاراتهن ومسؤولياتهن وأدواتهن كنساء لكي نجعل العالم أفضل.
وقالت نستطيع نحن بنو البشر جميعاً أن نتقاسم موارد العالم بعدالة وأن نعزز قيم الاحترام والتسامح والعيش في تفاهم مشترك وأن نعيش كلنا نساء ورجالاً في وئام وأن نكون ملهمين لأبنائنا وأحفادنا على مر الأجيال مشددة على حقيقة أن نصف أطفالنا في المدارس ويجب أن نعدهم لمستقبل أفضل. مضيفة ان العولمة لها مزايا وفوائد ولكنها في الوقت نفسه تفرض الكثير من التحديات.
و من ناحية اخرى اوضح د. سليمان الجاسم مدير جامعة زايد ان المؤتمر في دورته الرابعة هذا العام يناقش مجموعة من القضايا الحيوية التي تشغل العالم في الوقت الحاضر و من بينها قضايا الاقتصاد و البيئة و الشؤون الثقافية و الاجتماعية. مشيراً الى ان المؤتمر يستقطب هذا العام عددا من كبار الشخصيات و المتحدثين من بينهم سمو الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان عضو الرابطة الدولية للثلاسيميا رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا والأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية و رجاء عيسى القرق المدير الإداري لمجموعة القرق و زينب البدوي الإعلامية في قناة بي بي سي ود.
ايزوبيل كولمان مديرة برنامج المرأة والسياسات الخارجية بالمجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية و هالة غوراني إعلامية ومراسلة قناة سي ان أن وثريا السلطي المدير الإقليمي لإنجاز العرب والممثلة المشهورة سيغورني ويفر الحاصلة على الجوائز الأكاديمية في مجالها والناشطة البيئية والإنسانية بامتياز.
وثمن د. الجاسم رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لفعاليات هذا المؤتمر العالمي الذي يأتي تحت عنوان "نحو مستقبل ناجح للتنمية المستدامة في العالم" .
و اوضح ان المؤتمر شهد مشاركة دولية كبيرة تبلغ قرابة الف من القيادات النسائية و الطالبات و الباحثين الذين يمثلون 40 دولة إلى جانب طالبات من مؤسسات التعليم العالي داخل الدولة و كذلك من جامعة زايد.
و أعرب الجاسم عن تقديره للمؤسسات و الهيئات المجتمعية في رعاية اعمال هذا المؤتمر.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات