أبوظبي في 2 أكتوبر/ وام / يسعى " مركز الصناعات اليدوية و البيئية " للحفاظ على موروث دولة الإمارات الثقافي من خلال مشاريع عملية تحفز العاملات في الحرف و الفنون الشعبية على زيادة إنتاجهن بجانب ضمان عائد اقتصادي و تدريب الناشئات على إتقان حرف يدوية تتناقلها الأجيال .
ويحظى المركز بدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة ماديا و معنويا بجانب حرص سموها على متابعة المشاريع التي ينفذها المركز مما كان له الأثر الكبير في تزايد إقبال النساء للالتحاق به و تعلم الكثير من الصناعات اليدوية والبيئية.
ويعد المركز الذي يدعمه الاتحاد النسائي العام .. في مقدمة المشروعات الحيوية التي نفذها مطلع عام 1979 ليواصل رسالته من خلال /13 / فرعا انتشرت في أنحاء الدولة في مناطقها النائية .. وذلك بهدف تشجيع المرأة الاماراتية على تطوير إنتاجها الحرفي وتسويقه على نطاق واسع.
وأخذ الاتحاد النسائي العام على عاتقه مهمة الحفاظ على الصناعات اليدوية التقليدية انطلاقا من اقتناعه بأن له دورا أساسيا في الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي ولأنه الحاضن والداعم لجميع ما يهتم بالرقي بالمرأة في الإمارات.
وقالت سعادة نورة السويدي مديرة الإتحاد النسائي العام إن مركز الصناعات اليدوية والبيئية تأسس خلال عام 1978 بقرار من وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ومقره الاتحاد النسائي العام في أبوظبي بهدف أحياء التراث وتطويره والمحافظة عليه من الاندثار وإنشاء قاعدة ثقافية عريضة في المجتمع ملمة بواقع التراث والبيئة .. إضافة إلى فتح باب التدريب للناشئات وإتاحة الفرصة للعاملات في الحرف والفنون الشعبية على الإنتاج الذي يعود عليهن بالنفع ويسهم في الحفاظ على تراث وتقاليد البلاد.
وأكدت حرص الاتحاد النسائي العام على التوسع في إنشاء الفروع التابعة للمركز في إمارات الدولة بهدف تأهيل العديد من القطاعات النسائية وربطها بماضي الأجداد وتوثيق التواصل لإحياء التراث وتطويره والحفاظ عليه من عوامل الاندثار إضافة إلى تركيزه على إبراز شخصية المرأة ودورها في الماضي من خلال الأعمال اليدوية التراثية بجانب تحسين دخل المرأة ورفع مستواها المعيشي.
و يحتوي المركز على عدد من المشاغل المتخصصة في الصناعات التقليدية والمنتوجات التراثية تعمل فيه عدد من العاملات الآتي يعرضن مجموعة كبيرة من منتجات المشاغل في المعرض العام لمركز الصناعات اليدوية الذي يضم مجموعة '' قيمة ونادرة '' من المنتوجات التراثية التي تحتاج إلى مجهود شاق وصبر ووقت طويل ودقة في العمل.
ويتيح المعرض لزواره من العرب والأجانب فرصة الاطلاع على منتوج تراثي متنوع في أقسام متخصصة تشمل قسم التراث البحري والبادية والملابس والحلي التقليدية القديمة بجانب قسم الأدوية الشعبية.
ويتضمن مركز الصناعات اليدوية والبيئية عدة أقسام ومشاغل من أهمها " مشاغل التلي " المتخصصة في إنتاج التلي الذي يعتبر جزا مهما من التراث المادي الجمالي ومن أقدم وأعرق الصناعات التطريزية في الامارات .. فيما يستعمل التلي في تزيين الملابس الوطنية للمرأة في الإمارات حيث تستخدم العاملات الشرائط المزركشة بخيوط ملونة متداخلة بعضها البعض لتزين الملابس التقليدية للمراة أما "مشاغل السدو" فأنه يتم حياكة الصوف لإنتاج السجاد القديم باستخدام الأنوال الأفقية ومن أنواعه العشيرية والساحة والخرج والبطان والرواق والطرابيش والمساند ويعد من أحد أقدم الحرف التقليدية في الامارات وينتج مشغل النسيج أنواعا متطورة من السجاد باستخدام الأنوال العمودية.
ويضم مركز الصناعات اليدوية أيضا مشاغل الخياطة التي تم تطويرها لإنتاج ملابس حديثة تحافظ في نفس الوقت على الزي التقليدي للمرأة اضافة إلى مشغل التطريز الذي زود بآلات حديثة لصناعة المفارش والمخدات المطرزة والشيل ورسومات الأطفال ومشغل الفنون اليدوية الحديثة المتخصص في الصناعات الحديثة مثل الفيكونات والرسوم على الزجاج والمكرميات وزهور السيراميك والكروشية ومشغل " لصناعة الخوص" وهي صناعة يستخدم فيها سعف النخيل في إنتاج بعض المشغولات المنزلية مثل الحصيرة السرود " السفرة " وسجادة الصلاة.
ويعرض المركز منتجاته التي تشمل الملابس الصوفية والملابس التقليدية الخاصة بدولة الامارات إضافة إلى المنتجات والمشغولات اليدوية للزينة والإكسسورات النسائية والعطور والبخور وغيرها من لوازم البيت في المعرض الدائم في الاتحاد النسائي العام إضافة إلى المشاركة في المعارض التي تقام داخل الدولة في المدارس والجامعات والمنتزهات والمطار من أجل تسويقها ويقدم جزء آخر كهدايا تذكارية للضيوف والزوار الرسميين للاتحاد النسائي العام.
وللتعريف بالمنتجات اليدوية التراثية الإماراتية ينظم المركز العديد من المعارض لعرض المنتجات والمشغولات .. فيما يشارك بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمجلس الوطني للإعلام في العديد من المعارض الخارجية حيث تشارك مجموعة من السيدات مع وفد الدولة المشارك في المعارض السياحية والترويجية والحفلات والاستقبالات لعرض التراث الإماراتي أهمها معرض " هانوفر " في ألمانيا خلال عامي 1997-1998 حيث فاز المركز خلال مشاركته بجائزة أفضل جناح تراثي على مستوى جميع الدول المشاركة التي ضمت / 146 / دولة وحظى بإعجاب الزوار.
وتتميز الصناعات اليدوية بالمهارة والذوق الرفيع والمتانه فهي تحتاج للصبر والخبرة والاتقان من قبل العاملين بها ويضم المركز عدد من المشاغل المتخصصة في الصناعات التقليدية والمنتوجات التراثية والنقش بالحناء.
ويسعى مركز الصناعات اليدوية التابع للاتحاد النسائي العام إلى الحفاظ على موروث الإمارات الثقافي من خلال مشاريع عملية تحفز العاملات في الحرف والفنون الشعبية على زيادة إنتاجهن من خلال ضمان عائد اقتصادي وتدريب الناشئات على إتقان حرف يدوية تتناقلها الأجيال ويتصدى الاتحاد النسائي لمهمة الحفاظ على الصناعات اليدوية التقليدية انطلاقا من اقتناعه بأن له دورا أساسيا في الحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي ولأنه الحاضن والداعم لجميع ما يهتم بالرقي بالمرأة في الإمارات.
وتمثل الصناعات والمشغولات اليدوية في الإمارات جزءا حيويا من الثقافة الجمالية التي تتميز بها المرأة الاماراتية عبر التاريخ وقد أسهمت مهارتها في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعة في خلق إبداعات من خبراتها الحياتية.
وتعد الصناعات والمشغولات اليدوية الرصيد الثقافي والحضاري والإنساني للشعوب وتولي معظم دول العالم اهتماما كبيرا بها لأنها تعرف عن تراثهم وأصالتهم وخصوصيتهم التي تميزهم عن الآخرين وتعبر مفرداتها عن هوية ثقافية متميزة كما أنها تعبر عن طبيعة حياة السكان المعيشية ومهنهم التقليدية التي يمارسونها في مختلف البيئات والمناطق وتبعا لذلك تقاس مدى عراقة تلك الشعوب وعمق حضاراتها وتطورها على مر العصور.
وأوضح تقرير صادر عن إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن التراث المعنوي يتمثل في الحرف والصناعات التقليدية والزي الإماراتي والأغاني والرقصات والرياضات التقليدية والأكلات الشعبية الإماراتية والحياة البحرية وحول الحرف والصناعات اليدوية .. منوها بأن المكتشفات الأثرية في الإمارات أظهرت أن سكان المنطقة كانوا يتقنون مهارات حرفية عديدة منذ زمن بعيد يعود إلى سبعة آلاف سنة.
وأشار التقرير إلى أن القبور والمباني التي اكتشفت في مواقع مثل " أم النار " في أبوظبي و" هيلي " في مدينة العين ضمت أدوات وفخاريات معظمها مزخرف بأرقى المعايير الفنية وحلي وقطع مصنوعة من المرمر وتعكس هذه الأدلة إلى جانب أمثلة أخرى من صناعات يدوية تعود إلى فترة قريبة عمق وامتداد تقاليد ممارسة الحرف التقليدية في المنطقة وهناك حرف وصناعات يدوية خاصة بالإمارات وهي الفخار والخوص وحياكة سعف النخيل والسدو والغزل والتلي والتطريز وصناعة المجوهرات والصناعات الجلدية والنجارة والصناعات الخشبية .
وأوضح التقرير أنه نظرا إلى وفرة أشجار النخيل فقد أدى ذلك إلى كثرة وتطور صناعة الخوص حيث أصبحت صناعة متكاملة تشمل أدوات مثل السلال والمراوح والحصائر وأغطية الأرضيات .
وأكد التقرير أن النساء البدويات في الماضي كن يستعملن عجلة الغزل التي تدار يدويا بدلا من الدواسات الأمر الذي كان يسهل عليهن الغزل خلال السفر على ظهور الجمال تماما مثلما يقمن بذلك داخل خيامهن وحاليا يستخدم الغزل في الإمارات في الغالب لصناعة الخيوط الضرورية لمنتجات السدو أما التلي وهو نوع من التطريز فيتم فيه استخدام خيوط ملونة يتم جدلها ويستعمل عادة لتزيين صدر وأكمام الثوب التقليدي الإماراتي.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات