إماراتيات يسيطرن على سوق التجارة الإلكترونية
جريدة الاتحاد 21/2/2009
دبي
موزة خميس: التقطت سيدات الإمارات أدوات لعبة التجارة الالكترونية منذ ما يزيد عن 15عاماً، حين أبحرت المرأة الاماراتية في لجة الشبكة العنكبوتية كمتصفحة، ثم أصبحت لها العضوية في المواقع التي يمكنها الاستفادة منها في مجال البحوث أو الدراسات، أو الحصول على إجابات في مختلف الموضوعات التربوية والأسرية.
آلاف الإماراتيات يتصفحن الانترنت كل يوم، منهن الطالبات وربات البيوت، ومعظم البيوت أصبح فيها خط الشامل الخاص بالانترنت من البحث عن مواد تفيد في تعليم الأبناء أو تحضير البرامج المتعلقة بالمناهج، وأيضاً من أجل تصفح المجلات الإلكترونية.
بمرور الوقت قامت مجموعة من المواقع النسائية بفتح منتديات للبيع والشراء مجاناً، للحاصلات على العضوية في تلك المواقع، ومئات الاماراتيات أصبحن تاجرات يعرضن بضائع من إنتاجهن، مستغلات الموهبة التي يمتلكن مفاتيحها، فهناك التي تحيك المفارش ومنهن من تنتج إكسسوارات للكمبيوترات المحمولة، وصانعات العطور والبخور، ومنتجات التجميل والمنتجات الغذائية الشعبية والحديثة، والمواد والأدوات التي تستخدم للاستعمال المنزلي.
من بين تلك المئات نجحت مجموعة في الحصول على ألقاب مثل العضوية الماسية والذهبية والتاجرة المميزة، ونجح بعضهن في تسويق أنفسهن حتى وصلن إلى مرحلة استطعن من خلالها جمع المبالغ التي أتاحت لهن فتح محلات تجارية صغيرة، مع الاستمرار في مزاولة العمل التجاري الإلكتروني.
شمسة المهيري إحدى الفتيات الأوائل في مجال التجارة الإلكترونية، وهي من إمارة دبي، نجحت في مجال تغليف وتزيين الهدايا والصناديق التراثية مثل السرتي والمندوس، وشرحت تجربتها قائلة إنها وجدت من خلال تلك المنتديات النسائية فرصة لعرض موهبتها في تغليف وتزيين الهدايا والصناديق، وبعد عدة سنوات استطاعت الحصول على لقب مشرفة على منتدى البيع والشراء، وذلك يأتي نتيجة للتواصل الدائم اليومي مع الموقع، ولحياديتها وعدم التحيز لمنتجاتها، أكدت شمسة أن الصدق والالتزام بتسليم الطلبات في مواعيد قريبة إلى الزبائن في مختلف الإمارات كان وراء نجاحها، وقد أصبحت لها عضوية في مواقع يبلغ عدد أعضائها 204,864 عضواً، ومنها مجلة عروس من المملكة العربية السعودية، كما شاركت في موقع بوابة عالم حواء الذي يتجاوز عدد أعضائه هذا العدد نظراً لأقدميته.
تقول شمسة إن شدة الطلب على منتجاتها خاصة تلك التي لها علاقة بالأعراس تجعلها تستعين بشقيقتها وتتعاون من إحدى شركات التوصيل السريع، حتى توفق بين طلبات السيدات والرجال من مختلف إمارات الدولة، واستطاعت فتح محال لها في إمارة دبي ثم في دولة قطر، وهي تشارك في مختلف المعارض المعروفة بدوراتها السنوية.
أما وفاء زايد فهي فتاة من إمارة رأس الخيمة، لها مشاركات عديدة، منها في الموقعين المذكورين، وعضوة في شبكة سيدات الإمارات، وهو الموقع الحاصل على الجائزة الذهبية لأفضل منتدى إماراتي لعام .2007
قالت وفاء إنها استطاعت التعاقد مع شركة لإنتاج النكهات الخاصة للاستعمال النسائي مثل العطور وأقلام أحمر الشفاه، حيث فكرت في استغلال العروض المجانية من المواقع في مجال البيع والشراء، وأصبحت من أوائل الإماراتيات اللواتي يستوردن ويوزعن المنتجات النسائية، كالصابون والجل والغسول والماكياج والبودرة المعطرة، بنكهات الكيك والملبس والعلك والشكولاتة.
وأضافت وفاء أن الطلب في تزايد لأن بضائعها استهلاكية، وقد وجدت صعوبة في بداية شروعها في التجارة الالكترونية، تتعلق بتوصيل الطلبات للفتيات والنساء في الإمارات، ولكن بعد حين أصبح لديها مندوبون يقومون بتوصيل الطلبات، كما تقوم بالشحن إلى دول مجلس التعاون.
ترى وفاء أن مسألة البيع والشراء لم تكن لأنها محتاجة مادياً، والدليل أنها تستورد من الخارج، ولكنها الطريقة المتطورة لتحسين أوضاعها المالية بشكل أفضل، وأهم مفاتيحها النزاهة والصدق، لأن المزيفين يتم كشفهم عن طريق المراقبين في المواقع، بعد جمع ملاحظات المتسوق.
أم سيف سيدة من عائلة موسرة في الشارقة ولكنها تملك موهبة تصنيع العطور والبخور، كما وقفت بقلب صادق إلى جانب إماراتيات لديهن مواهب في تصنيع الزينة أو البهارات، وقامت بعرض إنتاجهن من مبدأ الحب في الله.
تقول إن حب العطور والروائح ميزة أوصلها للإبداع في مجال العطور، ولذلك وبعد سنوات أصبح لديها مكان تعرض من خلاله المنتجات التي تخصها وتلك التي تخص غيرها من الصديقات والأقارب، ولكن ليس لديها محل تجاري لأنها غير مستعدة برأس مال لمشروع في مول أو مركز تجاري أو في السوق.
أم سيف لم تعد بحاجة للتجارة عن طريق الانترنت والتجارة الإلكترونية لأنها تحتاج لمتابعة يومية، وأن يقوم كل عضو بالدخول لقراءة طلبات أو تعليقات العضوات، وقد أصبح وقتها لا يتسع لذلك، خاصة أنها أم تحب أن تعطي الكثير من الوقت لبيتها وأبنائها، ولذلك فتحت محلا ووضعت رقم هاتف للطلبات في الصحف، الإعلانية، من أجل من يرغبن في تحديد مواعيد لزيارة متجرها وتجربة عطورها.
حصة بالعمى أحد أشهر السيدات اللاتي نجحن في مجال تحضير الوجبات بشكل أقرب ما يكون إلى تحفة فنية، ولكنها كانت معروفة قبل التجارة الالكترونية ما بين الأهل والأقارب، وفي المدارس والمؤسسات.
ترى حصة أن العين تأكل قبل الفم، ولذلك أصبحت تصنع الوجبات الغذائية والحلويات بطريقة ونكهة فيها الكثير من الطعم الإماراتي، وقد فازت بالجائزة الأولى للأطعمة في المهرجان الرمضاني التراثي، الذي أقيم على قناة القصباء وتم تقديم الجائزة من إذاعة دبي، وكان الطبق عبارة عن محشي ورق العنب.
اليوم تطلب منتجات حصة في المناسبات الرسمية من الجهات الحكومية والتعليمية والخاصة، مثل الخطوبة والزفاف ومناسبات الولادة، وكانت البداية برأس مال قدره 50 درهماً فقط.
أم حمد أطلقت على مشروعها ''بيت التوابل المحلي'' وقد بدأته من خلال العروض الالكترونية، بعد أن وجدت الإقبال ولمست الإعجاب من خلال محيطها الأسري، وأصبح لأم حمد صيت نتيجة النكهة التي تعبق من بهاراتها وقهوتها، وتقول أم حمد: بسم الله ما شاء الله لم أعد أستطيع أن أغادر منزلي لأني أجهز بنفسي كل ما يتعلق بعملية تنقية وتنظيف البهارات ثم تحميصها من أجل التعقيم.
تكمل معلقة أن العمل في المطاحن لا يتضمن تنظيف وتعقيم البهارات قبل مزجها وتكوينها، فالعامل يسكب من الكيس إلى المطحنة مباشرة، ولا أحد يعلم كيف هي طريقة التخزين، ولكن تعلمت المرأة في الإمارات منذ قديم الزمان.. أن البهار لابد أن يغسل ثم يجفف ويقلب حتى يجف، ثم تأتي مرحلة التحميص حتى يصبح معقماً من أي خبث، وبعد ذلك تتم عملية تكوين كل نوع من البهار.
تعمل أم حمد على تصنيع المخللات بكل أنواعها وهي ذات نكهة مميزة سواء للمخلل الشعبي أو المخلل الهندي، كما تقوم بتحضير البن وإضافة البهارات الخاصة بالقهوة المحلية، وتنتج السمن المحلي المضافة له نكهة السنوت والكركم.
لا تزال هناك مئات الفتيات والسيدات الإماراتيات اللاتي يحاولن أن يجدن لهن مكاناً في العروض التجارية على المواقع الإلكترونية، وتبقى منهن نسبة كبيرة صامدة في وجه التحديات، مثل التشابه في نوعية البضاعة، حيث توجد المئات ممن يصنعن العطور مثلاً، أما التحدي الآخر فهو الأساليب الغير شريفة التي تلجأ لها بعض ذوات أو ذوي النفوس الضعيفة، حيث تبخس بضاعة تاجرة أخرى من أجل أن تستقطب هي الزبائن، ولكن أعين المشرفات على المواقع بالمرصاد، حيث تمنع قوانين العروض التجارية بخس البضاعة، فإما أن يقول الراغب في الشراء كلمة طيبة أو يتصفح دون تعليق مسيء.
ذلك ما ذكرته أم محمد التي فضلت الابتعاد عن التجارة الالكترونية بسبب تلك الممارسات التي أسمتها الحاسدة، وأضافت إنها اشتهرت بموهبة إضافة اللمسات الجميلة على أي عبوة أو علبة أو هدية، وبمرور الوقت أصبحت الكثير من المعلمات يلجأن لها من أجل تحضير مشاريعهن التربوية، أو تحضر لها السيدات الهدايا الخاصة بمناسباتهن وهي تقوم بعملية التغليف والتزيين، وبذلك أصبح لها قاعدة قوية من الزبائن جعلتها في غنى عن التجارة الإلكترونية.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات