بدء فعاليات مؤتمر ابوظبي العالمي للشيخوخة 2008
ابوظبي في 22 ابريل / وام /
افتتحت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مساء اليوم في قصر الامارات فعاليات مؤتمر ابوظبي العالمي للشيخوخة 2008 الذي يعقد برئاستها وتحت رعاية الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ويستمر لمدة ثلاثة ايام .
حضر افتتاح المؤتمر سمو الشيخ حامد بن زايد ال نهيان رئيس ديوان ولي عهد ابوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية وعدد من اصحاب المعالي الوزراء وكبر المسؤولين بالدولة .
واكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام ان مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة يكتسب أهمية خاصة في شوء المتغيرات التي يشهدها المجتمع الانساني اليوم والتي تستلزم تظافر المزيد من الجهود الدولية للارتقاء المستمر بالبرامج والخطط الاجتماعية والاقتصادية واعتماد الاستراتيجيات بمدياتهاالزمنية المختلفة.
وقالت سموها في كلمتها في افتتاح المؤتمر التي القتها نيابة عن سموها معالي ميثاء سالم الشامسي وزيرة الدولة مستشارة الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية ان الشيخوخة تعد قضية أساسية لما لها من آثار على شتى الصعد تفرضها طبيعة العصر الذي يتميز بارتفاع متوسط الأعمار وتزايد فئة المسنين في كثير من المجتمعات والتي هي نتيجة لأسباب عديدة في مقدماتها التقدم الطبي وارتقاء مستوى الرعاية الاجتماعية وتنامي الاستفادة من مكتسبات عصر التكنولوجيا.
كما أن تبني المجتمع الدولي لسياسة التعاون بين الدول المتقدمة والدول النامية والذي يزداد نموا وتفاعلا قد أسهم في دراسة ورصد ظاهرة الشيخوخة ومن خلال تنامي نسبة كبار السن، فأن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة قد بدأت منذ عقود في وضع الحلول المناسبة والمتناسبة مع ظروف كل دولة.
واضافت سموها ان الإحصاءات على المستوى العالمي تشير إلى أن نسبة كبار السن آخذة في التصاعد بشكل ملحوظ.. وانه إذا كان عددهم قد قدر بحوالي 590 مليون شخص في نهاية القرن العشرين.. فإن من المتوقع أن يصل هذا العدد إلى أكثر من مليار شخص عام 2025 .
ورحبت سموها بالضيوف المشاركين في المؤتمر معربة عن سعادتها بانعقاد مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت سموها ان دولة الإمارات التي تشهد نهضة حضارية متسارعة في شتى الميادين، تشهد زيادة في عدد المسنين بعد أن بلغت برامج الرعاية الصحية والاجتماعية مستويات متقدمة.. وان هذا المؤتمر يعد فرصة للاطلاع على تجربة الإمارات في هذا المجال والتي تعبر عن الأصالة والعراقة والقيم العربية والإسلامية لمجتمع الإمارات الذي يحظى كبار السن فيه بمكانة خاصة ومتميزة تقديرا وعرفانا بمكانتهم ومساهمتهم في بناء الدولة وبكل ما يسهم في تعزيز كيان الأسرة ودورها في المجتمع.
واضافت سموها / لقد أصدرت دولة الإمارات العديد من القوانين الخاصة برعاية كبار السن.. وتوفير كل ما يحقق لهم الحياة الكريمة، وهنا ينبغي أن نثمن القرار الذي كان قد أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة عام 2005 بزيادة قيمة المساعدات الاجتماعية بنسبة 75 بالمائة.. كما تحظى مؤسسات رعاية المسنين باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي واطلاعه على برامج الخدمات التي تقدمها الدولة ومدى كفايتها/.
وقالت سموها إن عناية دولة الإمارات بكبار السن وقضايا الشيخوخة لا تعد استجابة لاحتياجات أفراد من المجتمع فحسب بل هي اعتراف وتقدير وتكريم مجتمعي لشريحة كان لها الفضل في الارتقاء بالمجتمع إلى ما هو عليه اليوم من تطور وتقدم وهذا ما أشار إليه مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان طيب الله ثراه بقوله // إن الآباء هم الرعيل الأول الذين لولا جلدهم على خطوب الزمان وقساوة العيش لما كتب لجيلنا الوجود على هذه الأرض التي ننعم اليوم بخيراتها// وقد طالب رحمه الله أبناء هذا الجيل باتخاذ العبرة من أجدادهم والاقتداء بنهجهم والتحلي بقوة العزيمة التي كانوا يتحلون بها فأوصاهم بقوله// إن على الأبناء معرفة ما عاناه الأجداد وما صنعوه لنا رغم قلة الإمكانات المتاحة حتى يضاعف الأبناء من عملهم وإنتاجهم ويطوروا ما قام به الأجداد//.
واردفت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك / إننا على يقين أن مؤتمركم بتميز النخبة المشاركة فيه وبأبحاثه العلمية.. وما سوف يحفل به من مناقشات ومداخلات واقتراحات وتوصيات.. سوف يشكل مساهمة عالمية علمية جادة في مجال رعاية كبار السن على المستوى الدولي.. وأن توصيات المؤتمر سوف ترتقي بما هو سائد اليوم من البرامج والخطط والإمكانات الخاصة بالشيخوخة/.
وقالت سموها/ إننا نأمل من مؤتمركم اعتماد استراتيجية عمل تحقق ما نتطلع إليه من تقديم أفضل سبل الرعاية للمسنين.. وبناء قاعدة معلومات مستديمة عن حجم قضايا المسنين وطبيعة ظروفهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. وبحيث تكون الأساس لقوانين الرعاية وبرامجها المختلفة بشتى مجالاتها.. وتضمين خطط التنمية الوطنية كل ما تستحقه الشيخوخة من مستلزمات وإمكانات وقدرات وبرامج تتجاوز الأطر التقليدية في هذا الجانب أو ذاك.. وإن تشجيع ودعم البحوث العلمية التي تتناول الشيخوخة يسهم بشكل مباشر في تقديم الرؤى العلمية المتخصصة للمؤسسات الاجتماعية وإثراء برامجها وتعزيز قدرات كوادرها.. فالمسنون في العالم هم الثروة البشرية للمجتمع وبالتالي فإن رعايتهم تستلزم تكاملا وتكافلا بين الأسرة والمجتمع والدولة/.
واختمت سموها كلمتها بالقول/ لا أجد أعظم من القرآن الكريم للتعبير عما أود قوله حيث جاء في سورة النساء.. /واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا /.
من جانبه اكد معالي علي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية الأمين العام لمؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة في كلمة المؤسسة ان فئة المسنين هي إحدى الفئات التي تمثل درة التاج في الكيان الأسري وأن قضيتهم فرضت نفسها على الرأي العام ليس على الصعيدين المحلي والإقليمي فحسب بل والدولي أيضا حيث بات العالم بأسره مع ارتفاع معدلات السن وتنامي ظاهرة الشيخوخة بفضل الرعاية الصحية التي توافرت في مطلع القرن الـ21 يعيد طرح الأسئلة حول مفهوم الشيخوخة وطبيعة مشاكلها وأثرها على استقرار المجتمعات وانعكاسها على خطط وبرامج التنمية فيه.
وقال معاليه.. عندما قررنا التصدي لطرح هذه القضية في مؤتمر عالمي فإننا في مؤسسة التنمية الأسرية بتوجيهات ومتابعة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك /أم الإمارات/ حفظها الله التي تولي هذا الملف عناية خاصة ودعما لا محدودا كنا حريصين على مواكبة القضايا التي تمس حياة الأسرة وتنعكس على أمن وسلامة المجتمع.
واضاف معاليه / لقد واجهتنا العديد من الأسئلة والاستفسارات أثناء التحضير والإعداد للمؤتمر لكن السؤال الأبرز والمكرر كان: ما هو الهدف من وراء تصدي مؤسسة التنمية الأسرية لمؤتمر بهذا الحجم لمناقشة قضية الشيخوخة. ولماذا؟.. وهو الأمر الذي دفعني لأن تكون الإجابة أمام حضراتكم حتى تصبح وثيقة يسجلها التاريخ.. نعم إن أهدافنا عديدة ..
فاختيارنا عنوان وموضوع المؤتمر لم يأت من فراغ بل تم بدقة وعناية فائقين حيث ينسجم مع دور مؤسسة التنمية الأسرية التي تعنى بكل أفراد الأسرة وفق التوجيهات الصادرة بقرار تأسيسها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في 10 مايو 2006 وخلال أقل من عامين ها هي المؤسسة تثبت جدارتها في التصدي لكافة القضايا بأسلوب علمي يناسب العصر/.
وتلبع معاليه / أود أن أشير الى أن اهتمام المؤسسة بتنظيم هذا المؤتمر يؤكد مفهومنا عن الأسرة بشكل شامل بداية من الزوج والزوجة وحتى الأبناء والأجداد كما أننا نعتقد أنها فرصة طيبة لإبراز الوجه الحضاري لدولتنا في التعامل الإنساني الكريم مع فئة كبار السن في ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد والذي يتجلى بوضوح في القرارات والقوانين التي تمتد جذورها إلى عهد مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان.. حيث نص الدستور صراحة على رعاية وحماية المسنين.. وبكل تأكيد فإن تنظيم هذا المؤتمر والذي يحظى برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة منظمة المرأة العربية يكرس نهج الرعاية والدعم اللامحدود الذي توليه الدولة في أعلى مستوياتها لقضايا المسنين/.
واشار معالي علي سالم الكعبي الى ان الدراسات البحثية الميدانية التي أجريت مطلع الألفية الجديدة كشفت أن العائلة في دولة الإمارات لا تزال تحافظ على الترابط الأسري وعلى محبة واحترام كبار السن وذلك على الرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على نمط حياتنا خلال السنوات الماضية.
وأوضح معاليه ان الدراسات اكدت أن 5ر99 بالمائة من فئة كبار السن في الدولة يعيشون بين أسرهم ويلقون كل رعاية واهتمام وأن نسبة من تقوم الدولة برعايتهم من خلال دور رعاية المسنين تبلغ حوالي 5ر0 بالمائة وان من الملاحظ أن غالبية المقيمين في دور الرعاية يحتاجون إلى خدمات تمريضية غير متوفرة لدى العائلة.
كما اشار الى ما كشفته الدراسات أيضا من أن الدولة وفرت كل أنواع الخدمات العلاجية والتمريضية والاجتماعية والنفسية من خلال 17 مركزا ودارا لرعاية المسنين منتشرة في مختلف أرجاء الدولة منها 5 دور متخصصة لرعاية المسنين و12 مركزا ترفيهيا ومستشفى تقدم خدماتها لعشرات المسنين المقيمين بصورة دائمة فيها إضافة إلى تقديم خدمات الرعاية للمسنين المقيمين بين أسرهم.
وقال معاليه/ لقد كان ومازال كبار السن في محيط مجتمعنا وتقاليده الأسرية والأصيلة موضع تقدير ورعاية وحب واحترام كما كان لهم موضع الصدارة والحكمة.. يجتمع في ظلهم شمل العائلات والجماعات وعليهم بعد الله عز وجل يعتمد الناس في المشورة وفي تخطي الصعاب حتى صارت الشيخوخة في مجتمعنا امتيازا وبركة وخبرة ووقارا وأصبح إكرامها والسهر على راحتها ومساعدتها من أنبل ما تدعو إليه التقاليد الحميدة والأخلاق السامية/.
واختتم معاليه كلمته بالقول إن الإمارات بحمد الله ووفق توجيهات القيادة الرشيدة وبفضل القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة لم تواجه مشكلة تذكر في مجال رعاية المسنين والبحث في سبل رعايتهم.
وقام سمو الشيخ حامد بن زايد ال نهيان رئيس ديوان ولي العهد يرافقه معالي علي سالم الكعبي بتكريم اللجنة العلمية للمؤتمر والرعاة وحملة / لنرد لهم الجميل /.
كما قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.
ويحضر المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة التنمية الأسرية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وزراء شؤون اجتماعية من دول عربية وأجنبية بالاضافة الى مشاركين من 75 دولة.
ويناقش المؤتمر حسب اللجنة العلمية / 10 / محاور رئيسية تتناول الجانبين النفسي والاجتماعي لمرحلة الشيخوخة ثم العناية بكبار السن في الدين الإسلامي والقيم المجتمعية بالإضافة إلى آلية دمج المسن وتفعيل دوره في المجتمع.. كما تشتمل المحاور على الخبرات الميدانية في مجال التعامل مع مرحلة الشيخوخة من جميع أنحاء العالم والوسائل التكنولوجية الحديثة الخاصة بكبار السن ثم الإجراءات الوقائية للمقبلين على مرحلة الشيخوخة وأيضا مسألة شيخوخة العقل والروح والأسباب والعلاج بالإضافة إلى مناهج وأنماط جديدة لحياة عصرية سليمة وتأثير ملوثات البيئة في تعجيل مرحلة الشيخوخة.
ويسلط مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة الضوء على ثلاث قضايا أولها طرح فكر ريادي ومتقدم في مجال التعاطي مع موضوع الشيخوخة والتأكيد على أن الشيخوخة ليست مرحلة سلبية وانما مرحلة التمتع والخبرة.
ويهدف الى توعية الناس بكيفية تنظيم حياتهم بشكل جيد حتى إذا وصلوا إلى الشيخوخة يكونوا في مرحلة التمتع والصحة الجيدة.. كما تتمثل أهداف المؤتمر في تبيان أفضل الوسائل والسبل لتفعيل دور كبار السن ودمجهم في المجتمع وتوضيح آلية تقديم خدمات نفسية واجتماعية أفضل لكبار السن..
واستعراض التجارب العالمية في مجال العناية بالمسنين.
ويسعى المؤتمر إلى توضيح الاهتمام الشديد الذي توليه الأديان السماوية والقيم المجتمعية لفئة كبار السن والتعريف بالخطوات الوقائية للمقبلين على مرحلة الشيخوخة فضلا عن تقنين بعض المصطلحات مثل الشيخوخة وشيخوخة العقل والروح.
ويستهدف المؤتمر كل فئات المجتمع خصوصاً الباحثين في مجال الشيخوخة والأطباء وجمعيات النفع العام وحقوق الإنسان والمهتمين بمجال التنمية البشرية والمتعاملين مع كبار السن في المحيطين الأسري والاجتماعي.
وتعقد خلال المؤتمر 26 ورشة عمل.. وتتضمن توصياته برامج جديدة في رعاية المسنين.
ويعتمد المؤتمر ثلاث لغات رسمية هي العربية والإنجليزية والفرنسية وستكون الترجمة الفورية بخمس لغات هي اللغات الثلاث المذكور بالإضافة إلى الألمانية والإسبانية.
ويطرح مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة آخر المكتشفات العلمية في مجال الشيخوخة وأنماط الحياة الصحية السليمة.. ويستعرض التجارب العالمية في مجال العناية بالمسنين والخطوات الوقائية للمقبلين على مرحلة الشيخوخة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات