بحث دور المرأة المسلمة في العلوم ومساهمة العرب في الحضارة الإنسانية
جريدة الخليج 26/3/2008
الشارقة - بلال غيث:
بحث المشاركون في مؤتمر تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين المنعقد في جامعة الشارقة لليوم الثاني، دور المرأة العربية والمسلمة ومساهمتها في العلوم المختلفة، وكذلك دور الأطباء العرب والفلكيين والمفكرين المسلمين وإسهاماتهم
في تطوير الحضارة الإنسانية جمعاء. واستمع المشاركون في المؤتمر العالمي المنعقد تحت شعار:”أثر العلوم العربية والإسلامية في خدمة الإنسانية”، إلى شهادات غير المسلمين في إنصاف الإنجازات العلمية عند المسلمين.
أجمعت أوراق العمل التي عرضت في اليوم الثاني للمؤتمر على أن المعرفة التاريخية تضيء دروب التراث العلمي العربي والإسلامي، وأن الدراسات التاريخية مرجعية محورية للتعرف إلى التراث العلمي والمعرفي للعلماء العرب والمسلمين في مختلف حقول الإنتاج الفكري وتطوره عبر العصور.
وأسهمت الأوراق البحثية المقدمة في كشف المخفي والإفصاح عن المغيب والاستشهاد بما تناسته الوقائع والأحداث، لتبوح لمتتبعي فعاليات المؤتمر بقراءات جديدة لبعض القضايا التي أفلتت من أقلام الباحثين.
وأجمعت البحوث المقدمة أن للتراث العلمي والتكنولوجي العربي دوراً في البحث العلمي المعاصر، وأن إسهام العلماء المسلمين والعرب في انطلاقة الفكر كانت ولا تزال رائدة.
وشهد المؤتمر جلسات حول علوم الطب والصحة عند العرب والمسلمين ومدى إسهام العلماء العرب في تطوير هذا العلم، وفي هذا السياق، قدم د. أحمد السري ورقة حول جهود المستشرق الألماني ماكس مايرهوف في التعريف بمنجزات الطب في الإسلام، مشيرا إلى أن طبيب العيون والمستشرق الألماني البارز عرف بكثرة كتاباته ذات الصلة بالطب عند العرب وبخاصة طب العيون، سيقدم البحث سيرة وافية عن الرجل تتضمن التعريف بأبحاثه وبدوره في تأكيد أهمية علم الطب العربي. كما سيؤكد دور مايرهوف في التعريف بابن النفيس كأحد أبرز أطباء العرب والمسلمين في القرن السابع الهجري.
وحاول الباحث عبد المنعم حمد السامرائي عرض مراحل تطور بحث فحص البول عبر التاريخ مرورا ب “أبقراط” والفراعنة والبابليين. ووصولا الى الإجابة عن تساؤل عما إذا كان الفحص حقيقة علمية أم خيالاً؟
وعن المستشفيات الاسلامية في القرن العاشر تحدث الباحث بيتر بورمان، في بحث آخر تناوله المؤتمر عن المستشفى الإسلامي في بغداد في القرن العاشر. خلص مقدمه إلى أن خصائص المستشفى الإسلامي في بغداد في هذه الفترة سواء لاقت استحساناً أو استهجاناً، فإنها لا يمكن أن تؤخذ كمؤشر عن مستوى المستشفيات الإسلامية بشكل عام.
وناقشت عزيزة حسين مساهمة الاطباء المسلمين الاوائل في وضع اسس وقواعد طب الفم والاسنان الحديث، وإسهامات كل من ابن سينا والرازي وابو القاسم الزهراوي في مجال طب الفم والاسنان وابداعاتهم التي قامت عليها اسس وقواعد طب الفم والاسنان وربط هذه الاسهامات بالتطور الحالي في هذا المجال الحيوي الرفيع.
وتتناول دراسة قدمتها الباحثة سهى بعيون وضع المرأة المسلمة ومكانتها العظيمة في المجتمع الأندلسي، وكيف أنّها كانت تتمتع بالقوة والنفوذ، وتساهم في السلطة إلى جانب زوجها.
وقالت الباحثة إن المرأة شاركت الرجل في مجال التربية والتعليم، وفي الأحداث الثقافية والفكرية. فنجد الفقيهات والطبيبات والمعلمات، والنسّاخات، وكان منهنّ المدرّسات أو أمينات المكتبات. وشغف النساء المثقفات كذلك بجمع الكتب وإنشاء المكتبات.
وبحثت أوراق أخرى إسهامات العرب والمسلمين في طب الأسنان، وتناولت إسهامات علماء بعينهم في هذا المجال، جرى عرض تجاربهم من اجل التذكير بها ودفع الباحثين إلى استلهام ابتكارات جديدة منها.
وأجمع المشاركون في ندوات عقدت خلال المؤتمر حول علم الفلك، ان العلماء العرب والمسلمين كانوا من الرواد في هذا المجال، فقد قدم الباحث حسن محمد باصرة محاضرة حول مذنبات وشهب ونيازك في التاريخ العربي والإسلامي، فيما تناول الباحثان بشير محمد سليمان وعمر عدوان بحثاً حول عالم الفيزياء عبد الرحمن الخازني وأهم اختراعاته خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وتحدث الباحث الصديق المبروك الناجح عن أهمية علم الفلك عند العلماء المسلمين.
وتناولت الجلسات أبحاثا حول الفلك والمراصد الفلكية في مصر الفاطمية الإسلامية، وتحديد اوائل الشهور القمرية، والنجوم ذات الأسماء العربية في الأطالس الفلكية الحديثة، وأوراقاً حول إسهامات العرب والمسلمين في مجال تطوير علوم الفلك، وعرضت نماذج إنجازات أولئك العلماء.
وعلى هامش المؤتمر تقام مجموعة من ورش العمل وهي ورشة خاصة بتراث علوم الفلك والفضاء والجو بما في ذلك التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية، خاصة بالطب البديل ينظمها أطباء وخبراء في التخصص.
في ذات السياق، يقام معرض للمخطوطات العلمية التراثية، والصور، ومعرض 1001 ألف وواحد اختراع واختراع لمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في بريطانيا بالتعاون مع مؤسسة التراث الإسلامي الاستشارية في دبي.
كما يقام معرض لمؤسسة جمعة الماجد في ترميم المخطوطات وصناعة الورق، ومعرض الخيمة التراثية لدولة الإمارات العربية المتحدة لنادي تراث الإمارات، وعروض متحف الحضارة الإسلامية، وعرض مشروع خرائط السماء لدى البابليين والإغريق والعرب تقدمه جمعية سلفيا الفلكية في فرنسا.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات