دبى فى 9 ديسمبر/ وام / أثارت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية حماسة طالبات المدارس نحو تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بمصلحة الوطن ورفعته خلال مسيرتهن التعليمية التي قالت إنها لا تقف عند حد طالما أن هناك واجبات وطنية يجب أن يؤديها كل فرد ومسؤوليات تقضي بضرورة التسلح بالعلم والمعرفة.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمتها وزارة التربية أمس بعنوان / تجربة المرأة الإماراتية في العطاء الوطني / بحضور معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم وعدد من قيادات ومسؤولي الوزارة ومئات الطالبات اللاتي وفدن إلى مسرح المدينة الجامعية في الشارقة للتعرف إلى تجربة الشيخة لبنى مع التحديات والطموحات .
كان معالي القطامي قد استهل المحاضرة برفع أسمى آيات الشكر إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات لما يحظى به التعليم من اهتمام بالغ وأولوية في أجندة حكومتنا الرشيدة .
وقال معاليه في كلمته إن دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً يحتذى به اليوم بتشريعاتها وسياستها وفلسفتها الهادفة إلى تمكين المرأة ومنحها دورها الذي تستحقه وفتح المجال أمامها لخدمة الوطن في شتى المواقع على اختلاف مستوياتها ودرجاتها الوظيفية .. لافتا إلى حرص الدولة منذ نشأتها على سن التشريعات التي تكفل لابنة الإمارات حقها في التعليم وفي تقلد المناصب إلى أن وصلت المرأة الإماراتية إلى درجة وزير بكل اقتدار.
وفي تقديمه لمعالي الشيخة لبنى القاسمي حث معالي وزير التربية الطالبات اللاتي مثلن مختلف المناطق التعليمية في الدولة على استثمار فرصة وجود معاليها لاكتساب الخبرات ودراسة تجربتها والوقوف عند محطات حياتها بما فيها من تحديات وطموحات .
وأكد معاليه أن العلم والمعرفة هما مفتاح التقدم والازدهار وأن التزام الطالب بمسؤولياته المستقبلية تجاه وطنه ومجتمعه يحتم عليه التخطيط الجيد لحياته وأهدافه والحرص على ان ينهل من العلوم النافعة المختلفة .
وفي بداية حديثها قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي" إنه لشرف أن نتحدث إليكم بمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً وهي مناسبة تأسيس دولة قوية وشامخة سطع نورها على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات الكرام لتتبوأ اليوم مكانة متقدمة في مصاف الدول الأكثر تطوراً في مجالات التنمية كافة ..
وانه لمن دواعي اعتزازنا وفخرنا أن نتحدث إليكم من إمارة الشارقة التي تربيت على أرضها وهي التي احتضنتني منذ صغري وكان كل ما فيها يدفعني للتفوق والتميز والنجاح وتحديدا من هذا الصرح العلمي الكبير من المدينة الجامعية في الشارقة التي تعد من أعظم الصروح العلمية " .
وحول أهم محطات حياتها أشارت معالي وزير التجارة الخارجية إلى أنها واصلت النجاح والتفوق بالسهر والجهد والمثابرة وتعلمت أن الإنسان أولاً وأخيراً مجموعة من القيم والمبادئ وأن أهم مبدأ هو الاحترام والتقدير لكل من علمها حرفاً كما تعلمت أن المدرسة هي التربية قبل التعليم .
وأكدت أن الثقة بالنفس من ضرورات الحياة لأنها تسهم في حسن اختيار الإنسان للتخصص الذي سيعمل فيه ويؤدي من خلاله واجبه مستقبلاً وأوضحت أنها حين اختارت دراسة تقنية المعلومات والتي لم يكن لها وجود في دولة الإمارات .. في ذلك الوقت لم أكن أدري إن كان هذا التخصص في ذلك سيكون ضرباً من الخيال أم لا لكنني لم أتردد حين سنحت لي فرصة الابتعاث إلى بريطانيا لدراسة هذا التخصص بمكرمة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ومواصلة لدعمي حرص إخواني الشيخ سلطان والشيخ سعود والشيخ فيصل القاسمي على استكمال تعليمي في الولايات المتحدة التي كانت من الدول السباقة في علوم وصناعة التكنولوجيا .
وتطرقت معالي الشيخة لبنى إلى الحديث عن محطات خاصة في حياتها شهدت خلالها كثير من التحديات التي زادت من إصرارها على استكمال طريقها إلى أن وصلت الى منصب وزير لتكون أول إماراتية تنال هذه الدرجة غير أنها توقفت طويلاً أمام فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لدى اختيار سموه لها لتتولي منصب مدير عام شركة تجاري دوت كوم قبل أن تصبح وزيرة مؤكدة حرص سموه الدائم على إبراز التفوق والطموح لكل إماراتي .
وفي معرض حديثها عن تقدير الدولة للمرأة الإماراتية ذكرت معاليها أن نجاح المرأة في الإمارات والنقلة النوعية الكبيرة التي حققتها بشكل يضاهي ما هو قائم في العديد من دول العالم الآن لم تكن بالعملية السهلة في ظل التحديات الكبيرة والسبب أن تعزيز مكانة المرأة في المجتمع وتطوير دورها الطبيعي إلى الحياة السياسية والاقتصادية هو فكر متأصل في سياسة مؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفي رؤية القيادة الحكيمة للدولة وفي نهج متواصل في إستراتيجية الدولة وسياستها .
وأشارت معاليها إلى أن دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام في تمكين المرأة ومنحها دورها الذي تستحقه استنادا إلى فكر الشيخ زايد وفق أساليب حديثة تواكب المتغيرات العالمية وتحافظ في الوقت ذاته على التقاليد الإسلامية والعربية الأصيلة .
وذكرت معاليها أن تمثيل المرأة في التشكيلة الحكومية وصل إلى أربع وزيرات كما حصلت المرأة على حقوقها كاملة في الانتخاب والترشيح في أول انتخابات برلمانية شهدتها البلاد في ديسمبر من عام 2006 ليصبح مجموع النساء في المجلس الوطني بعد تعيينات القيادة 9 عضوات من أصل 40 عضواً إضافة إلى ما وصلت إليه المرأة في سلك القضاء والنيابة العامة والقوات المسلحة وغيرها من المجالات .
وأشارت إلى أن نسبة الطالبات الجامعيات في التعليم العالي وصلت إلى 77 في المائة وهي أعلى نسبة تعليم عالي في العالم كما وصلت نسبة النساء العاملات في القطاع الحكومي الاتحادي إلى 53 في المائة وفي المناصب القيادية 30 في المائة وشهدت المحاضرة حواراً غير تقليدي بين معالي الشيخة لبنى والطالبات دار حول حياتها وخلاصة تجاربها لاسيما خلال مراحل التعليم خارج الدولة غير أن اللافت في المحاضرة هو الحوار الذي أداره معالي حميد القطامي مع معالي وزير التجارة الخارجية حيث حرص على إثارة تساؤلات خاصة مرتبطة بمراحل التعليم المختلفة للشيخة لبنى القاسمي وذلك لاستخلاص رسائل وتوجيهات محددة تكون عوناً للطالبات في مسيرتهن التعليمية .
ودارت أسئلة معالي وزير التربية حول أهمية تنظيم الوقت والالتزام بالدوام المدرسي وضرورة النهل من العلم والمعارف والتمسك بالقيم .
وأكدت معالي الشيخة لبنى أهمية الثقة بالنفس وتحديد الهدف وضرورة ترتيب الطالب لأولوياته وشددت بشكل خاص على احترام الطالب لجميع العاملين في المدرسة وتقديره للمعلمين موضحة أن الجميع يعملون لمصلحة الطالب وعليه أن يكون على قدر المسؤولية المطلوبة في التعامل مع معلميه وإدارة مدرسته .
وفي نهاية المحاضرة ثمنت معالي الشيخة لبنى القاسمي الدور الوطني الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم الهادف إلى إعداد أبناء الدولة وفق منظومة القيم وفي إطار المعايير الأكاديمية العالمية كما أشادت بمبادرة الوزارة لعقد مثل هذه المحاضرات التي ترتبط خلاصتها بالحديث عن الوطن وكيفية إعلاء شأنه .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات