أبوظبي / وام / انطلقت اليوم فعاليات حملة أبوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي التي تقام تحت رعاية الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان وينظمها مركز التواصل للاستشارات الأسريه تحت شعار /نبني أسرة..نبني وطن/ .
وتتضمن الفعاليات انعقاد مؤتمر الإرشاد الأسري على مسرح بلدية أبوظبي بمشاركة نخبة من المختصين والاستشاريين العرب حيث قام المشاركون بطرح العديد من أوراق العمل الخاصة بموضوع الأسرة والحياة الزوجية في جميع جوانبها الثقافية والصحية والشرعية والنفسية.
حضر المؤتمر الدكتور سعيد الحساني مدير إدارة وزارة التعليم العالي والعديد من ممثلي الجهات الراعية للحملة وعدد كبير من الجمهور وطلاب المراحل التعليمية المختلفة.
وبدأ المؤتمر بكلمة للسيد عادل حسين مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة ببلدية أبوظبي أشاد فيها برعاية الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان للحملة كما أعلن عن بداية فعاليات الحملة والتي تضم كوكبة من الخبراء والإستشاريين.
واستهل الداعية الاسلامي الشيخ طالب الشحي مناقشات مؤتمر الإرشاد حيث أكد على أن نهج الدين الإسلامي ونهج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هما أساس تكوين الأسرة ..مشيرا الى ان القرآن الكريم يزخر بالعديد من الآيات الدالة على التأمل في روعة بناء الأسرة الصالحة لتكوين مجتمع متماسك وإلى أن العلاقات الأسرية الكاملة تظهر لنا قدر ومكانة الأسرة في الكون.
وأضاف الشحي ان الدين الإسلامي يمتلك حقوق وشرائع مفصلة تجاه أمور الزواج والطلاق والرعاية كما اعتنى بالجانب الديني في الأسرة وذلك من خلال تحميل المسؤولية على الأب والأم تجاه أبنائهما وعلى الزوج والزوجة تجاه أمورهما الحياتية وأمر بالعناية الكاملة بالأبناء من خلال أمور عديدة منها ترغيب الإبن في الزواج ..مشيراً إلى قاعدة فقه الخلاف في تعامل الأزواج مع بعضهما وتجاه الأبناء.
وتناول الدكتور علي شراب الدكتور أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية في دراسة بعنوان /أثر العولمة على الاستقرار الأسري /الجوانب النفسية والمجتمعية في بناء كيان الأسرة و كيان المجتمع ..وشدد على ضرورة التطلع إلى وجود هدف أو رؤية تجاه ما يصبو إليه الإنسان في أموره اليومية خاصة وأن الحضارة الإنسانية تقوم على إعمار الأرض والأخيرة لا تتم دون وجود أسرة صالحةز وقال ان أكثر من 90 بالمائة من المتزوجين يؤكدون على أن المقصد الأساسي من الزواج يدور حول تكوين أسرة والزيادة في النسل دون وجود هدف مستقبلي لدى الأزواج كما يجب أن يكون اتباع منهج الرسول الكريم في الزواج ليس لمجرد الاتباع وإنما لوجود غاية تكمن وراء الترابط الأسري.
وأشار الدكتور علي شراب إلى وجود معادلة تنتج عن تكوين أسرة صالحة وهي الاستقرار والتوازن النفسي وهو أمر يزيد من الإنتاج والفعالية وبدوره تتحقق رسالة الإنسان في الحياة كما أجاب في مناقشته على العديد من الاستفسارات الخاصة بالمعوقات التي تواجه الإنسان والأسرة.
وتطرق الدكتور علي محمد البلوشي مدير مركز الدعم الاجتماعي بوزارة الداخلية إلى ايمان وزارة الداخلية بمبادرة الحفاظ على كيان الأسرة، وقال ان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية قام بإنشاء مركز الدعم الإجتماعي بالوزارة في فبراير 2004 في مدينة العين وفي عام 2005 قامت الوزارة بإنشاء مركز آخر في مدينة أبوظبي وتحويله إلى مركز مستقل ويتكون هيكله التنظيمي من قسم الأسرة ويهدف إلى التعامل مع الخلافات الأسرية والمرتبطة بالعنف الأسري والتعامل مع الحالات التي تحال للمركز من أقسام الشرطة، كما يهدف قسم الأسرة أيضاً إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لضحاياه وإعداد البرامج الخاصة بالتوعية في القضايا ذات الصلة بالعنف المنزلي.
وأضاف البلوشي يوجد بالمركز قسم خاص بالأطفال والشباب يقوم على وضع الاجراءات الخاصة بتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والتربوية وتشخيص حالات العنف المدرسي كما يوجد أيضاً قسم شؤون المجتمع ويهتم بتقديم الاستشارات النفسية وإعداد البرامج الخاصة بنشر ثقافة التوعية الأمنية.
وتناولت هيا الحمادي مدير مؤسسة زايد العليا للرعاية والتأهيل في محاضرتها والتي تحمل عنوان الإعاقة وأثرها على العلاقة الزوجية، المراحل التي تمر بها الأسرة تجاه ذوي الإحتياجات الخاصة ..وقالت ان هناك خمس مراحل يمر بها الأباء تجاه الابن المعاق أولها مرحلة الصدمة والتي يقوم فيها الطبيب بإبلاغ الأسرة عبر كلمات ايجابية عن وجود اعاقة أو جانب ضعف عند الطفل، ومنها تدخل الأسرة المرحلة التالية وهي مرحلة النكران لهذا الخبر وقد يتمثل ذلك في عدة طرق منها إيداع الطفل المعوق في مراكز الإيواء أو ذهاب الأسرة لتشخيص آخر للحالة.
وأضافت هيا الحمادي المرحلة الثالثة هنا تتمثل في مرحلة الألم النفسي والتي تلجأ فيها الأسرة إلى حالة العزلة ويتبعها مرحلة للبحث عن البدائل من الخارج وهي مرحلة الإرشاد الأسري، والتي تتبعها مرحلة إحتواء الأزمة والتي تقوم عليها مراكز التأهيل.
وأشارت مدير المؤسسة إلى وجود احصائية صادرة عن دولة الإمارات عامي 2003-2004 تؤكد بلوغ عدد المعاقين في الدولة 6000 معاق وتبلغ نسبة الاعاقة العقلية فيهم 3 بالمائة أما نسبة الإعاقة السمعية فتبلغ 13 بالمائة.
وانتقد الدكتور طارق الحبيب أستاذ الطب النفسي والعلاقات الأسرية مراكز رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة في دول الخليج ..وقال أن الإعاقة قامت بتدمير الأسوياء بل أن برامج تدريب المعاقين وتأهيلهم في أغلب دول الخليج مازالت معاقة وتحتاج إلى تأهيل ووصفها بالحاضنات ..مطالباً بضرورة تدريب وتأهيل من يقومون على رعاية المعاقين خاصة وأن المريض لا يلمس درجة المشاعر تجاهه بالنسبة الكافية.
وألقى الحبيب باللوم على المرأة والتي قامت بالأعمال المنزلية وتناست دورها في رعاية الأبناء رغم جدارة المرأة وأحقيتها في قيادة الأسرة من خلال احتواء عنفوان الرجل ومستنداً إلى العديد من الأحاديث النبوية.
جدير بالذكر ان حملة ابوظبي الوطنية للترابط الاسري تهدف إلى تعزيز الترابط الأسري والحد من حالات الطلاق وتثقيف الأزواج والزوجات لمواجهة التحديات المؤثرة على الاستقرار الأسري، وتزويدهم بمهارات حل الخلافات الزوجية وإرشادهم إلى التوجه إلى أصحاب الاختصاص والخبرة في حل مشكلاتهم الأسرية وذلك عبر نشر البرامج التوعوية والثقافيه والاجتماعيه والأسريه لجميع فئات المجتمع.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات