الشارقة في 13 مارس 2012 /وام/نجح فريق جراحي اماراتي فرنسي عالمي من المجموعة الاماراتية العالمية للقلب في اجراء عملية قلب معقدة لمريض يبلغ من العمر 31 عاما في مستشفى القاسمي في الشارقة استغرقت اربع ساعات وتم خلالها اصلاح صمام القلب وذلك باستخدام تقنية المناظير ضمن برنامج لتطوير جراحات القلب الاول من نوعه في الدولة.
يأتي ذلك في اطار مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين والتي دشنت مسبقا تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية الرئيسة الاعلى لمجلس الامومة والطفولة وتنفذها مبادرة زايد العطاء بشراكة مع وزارة الصحة ممثلة بمستشفى القاسمي في الشارقة وبإشراف مستشفى الإمارات الإنساني العالمي المتنقل وبالتعاون مع مركز الإمارات للقلب في نموذج مميز للعمل المشترك بين مؤسسات الدولة الحكومية والغير ربحية والخاصة .
وقال الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي واستشاري أمراض القلب والقسطرة عضو فريق مبادرة علاج قلوب الأطفال والمسنين ان مستشفى القاسمي يحرص على استقطاب افضل الخبرات الوطنية والعالمية لتقديم افضل الخدمات لمرضى القلب في الدولة مشيدا بجهود الفريق الجراحي للمجموعة الاماراتية العالمية للقلب والذي استطاع ان يقدم نقلة نوعية في جراحات القلب المفتوح في المنطقة من خلال ادخال تقنيات حديثة من جراحات القلب بالمناظير والتي تقدم حلول طبية مميزة للمرضى المصابين بالأمراض القلبية .
و اكد ان الفريق الجراحي سيجري في مركز جراحات القلب المفتوح في مستشفى القاسمي عمليات مجانية في القلب على مدار اسبوع لمرضى معوزين بهدف التخفيف من معاناتهم وتقديم أفضل الخدمات العلاجية والجراحية مشيرا الى أهمية الشراكة بين مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة وغير الربحية بهدف تقديم أفضل الخدمات العلاجية والجراحية والوقائية والتدريبية.
واوضح الدكتور عارف أن مستشفى القاسمي شكل فريقا طبيا مشتركا من كوادره الطبية وفريق المجموعة الإماراتية العالمية للقلب برئاسة جراح القلب الإماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء رئيس المجموعة الاماراتية العالمية للقلب رئيس مركز الامارات للقلب وجراح القلب الفرنسي العالمي البرفسور اولفير جاكدين استاذ جراحة القلب في فرنسا والفريق الطبي لمستشفى القاسمي برئاسة الدكتور محمد عبدالعزيز استشاري جراحة القلب لإجراء عمليات جراحية دقيقة في القلب المفتوح على مدار السنة وذلك في اطار مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين.
وقال الدكتور عارف ان المجموعة الاماراتية للقلب استطاعت ان تدخل تقنية جراحات القلب بالمناظير في اقسام جراحات القلب في عدد من المستشفيات من خلال الفريق الجراحي الاماراتي العالمي وذلك في مبادرة الاولى من نوعها لتمكين مرضى القلب من المواطنين والمقيمين من الاستفادة من التقنيات الحديثة في جراحات القلب على ايدي افضل الخبرات الوطنية والعالمية .
واكد جراح القلب الاماراتي الدكتور عادل الشامري أن عمليات القلب المفتوح بالمناظير تجرى من خلال ثلاث فتحات صغيرة الأولى في الشريان الفخذي الأيمن وفتحتين في الجانب الايمن من الصدر ومن خلال الفتحات الثلاث يتم اجراء التدخل الجراحي لتبديل أو إصلاح الصمامات مشيرا الى أن هذه العمليات دشنت من خلال برنامج وطني لتطوير جراحات القلب بالمناظير يعتبر الأول من نوعه في الدولة .
و قال أن عملية القلب المفتوح بالمنظار لها فوائد عديدة على المريض وعلى المستشفى حيث يتم تجنيب المريض إجراء شق جراحي على طول القفص الصدري والاستغناء عن ذلك بإجراء فتحات صغيرة ما يقلل فترة بقاء المريض في العناية المركزة والإقامة في المستشفى مقارنة بعمليات القلب المفتوح التي تتطلب بقاء المريض في المستشفى لمدة تصل احيانا الى عشرة أيام إلى جانب أن هذا الاسلوب الجراحي المتطور يقلل من المضاعفات المصاحبة لعملية لقلب المفتوح الاعتيادية مشيرا الى أن تقنيات جراحة القلب المفتوح بالمناظير تجرى لفئات معينة من المرضى المصابين بثقوب في القلب او اختلال في وظائف الصمامات .
من جانبه قال الدكتور الفرنسي جكادين اولفير رئيس مركز القلب في مستشفى ليون الفرنسي ورئيس الجراحين في مركز الامارات للقلب عضو المجموعة الإماراتية العالمية للقلب إن عمليات القلب المفتوح باستخدام تكنولوجيا المناظير تقدم نقلة نوعية في جراحات القلب مشيرا إلى أنه تم إجراء عملية القلب المفتوح بالمناظير في مستشفى القاسمي لمريض يبلغ من العمر 31 عاما ويعاني من اختلال في صمام القلب وتمكن الفريق الجراحي من تصليح الصمام من قبل فريق إماراتي فرنسي مشترك وتكللت العملية بنجاح.
وأكد أنه سيتم تدريب الجراحين في منطقة الشرق الاوسط من خلال / مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين/ حتى يتم نقل هذه التكنولوجيا الى العديد من المستشفيات في المنطقة ليستفيد منها المرضى وبالأخص المعوزين موضحا أن جراحي القلب الإماراتيين يملكون مهارات عالية وأن الكوادر الجراحية التخصصية هي الاستثمار الحقيقي للدولة لتطوير الخدمات الطبية.
وقال الخبير الفرنسي إن جراحات القلب المفتوح من الجراحات الدقيقة والمتخصصة والتي تتطور بشكل مستمر وعليه يتطلب مواكبة هذه التطورات والاستفادة من الخبرات العالمية ونقلها الى المستشفيات في المنطقة مشيرا الى أن برنامج إجراء عمليات القلب المفتوح بالمنظار سيستمر لمدة عام كامل وفق خطة محددة تماشيا مع استراتيجية / مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين/ في تطبيق أفضل الأساليب العلاجية والجراحية المتطورة والتي يتم تقديمها للمرضى على مستوى المنطقة مشيرا ان خلال الفترة السابقة استطاعت مبادرة علاج قلوب الاطفال والمسنين من تقديم العلاج المجاني لألف من المرضى في مختلف دول العالم واجريت ما يزيد عن 2260 عملية قلب مفتوح عالميا ومحليا.
واكد الدكتور محمد عبدالعزيز جراح القلب في مستشفى القاسمي الذي شارك في اجراء العملية ان الفريق الجراحي الاماراتي العالمي فضل اجراء تصليح للصمام من استبداله لما في ذلك من فوائد عديدة تعود على المريض موضحا ان تصليح الصمام يظل افضل من استبداله بصمام اصطناعي داعيا الى اهمية التركيز على اصلاح صمامات القلب بدلا من استبدالها اذا كان ذلك متاحا.
واضاف ان اجراء العملية بالمنظار تتيح امكانية تعافي المريض بشكل سريع وتماثله للشفاء ومغادرة المستشفى دون الحاجة للبقاء فترة اطول مقارنة لو تم اجراء العملية بالجراحة التقليدية الامر الذي يؤكد على اهمية تطبيق التقنيات العلاجية الجراحية في علاج الحالات المرضية المختلفة ما يسهم في تقليل فترات بقاء المرضى في المستشفيات وتحقيق نسبة دوران افضل للأسرة والاهم تحقيق نتائج علاجية افضل.
واكد الدكتور محمد عبد العزيز ان جراحة المنظار تمثل ثورة ونقلة هائلة في مفهوم العمليات الجراحية لفوائدها التي لا تحصى سواء التي تعود على المريض نفسه او على المنشاة الصحية فبدلا من إجراء العملية من خلال فتحة طولية بجدار الصدر يتراوح طولها ما بين 20- 30 سم في المتوسط يتم الآن إجراء الجراحة بواسطة المنظار بفتحات معدودة يتم من خلالها إجراء مختلف العمليات الجراحية في تجويف الصدر مما جعلها تتفوق على العمل الجراحي الاعتيادي وخصوصا في تقليل آلام ما بعد العملية أو حدوث التهابات ما بعد العملية والعودة إلى الحياة الطبيعية في أقصر مدة زمنية وتقليل احتمالات حدوث تشوهات وندبات ما بعد العمليات المفتوحة مع الاخذ في الاعتبار ان بعض الحالات تتطلب التدخل الجراحي التقليدي الذي يتم اللجوء اليه وفقا لطبيعة ونوعية الحالة.
واشاد بالجهود الانسانية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبازيارة. الامارات/ ودعمها المستمر للمبادرات في المجالات الصحية وبالأخص في التخصصات الدقيقة لإيجاد حلول للتخفيف من معاناه الالاف من مرضى القلب من الاطفال والمسنين غير القادرين على تحمل التكاليف الباهظة للعمليات الجراحية في القلب مشيرا الى انه يشارك بشكل مستمر في حملات العطاء الانسانية في مختلف دول العالم.
وتعد مبادرة زايد العطاء لتنمية المجتمع المبادرة الأولى من نوعها في العالم تقدم برامج مجتمعية تحت إطار تطوعي لتنمية المجتمع في المجالات الصحية والتعليمية والبيئية والثقافية بهدف استثمار طاقات الشباب المؤهل والمتخصص وتسخيرها لخدمة المجتمعات من خلال شراكة استراتيجية بين المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية وقد أطلقت مبادرة زايد العطاء لتنمية المجتمع أول برنامج لجراحة القلب المفتوح باستخدام تكنولوجيا المناظير في الشرق الأوسط لعلاج مرضى القلب المعوزين خلال ملتقى جراحي القلب المفتوح الذي نظمته المجموعة الإماراتية العالمية للقلب في أبوظبي في العام 2009 بمشاركة نخبة من كبار الجراحين من أبرز المستشفيات الجامعية على الصعيدين العالمي والمحلي.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات