الشيخة فاطمة : بناء الإتحاد كان ترجمة لإحلام وطموحات الشيخ زايد
أبوظبي في الأول من ديسمبر/ وام /
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن بناء إتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة كان ترجمة لإحلام وطموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي عقد العزم على الإنتقال بالبلاد من حالة العسر التي كانت فيها الى الخير والتقدم وتسخير الثروات النفطية لتحقيق المستقبل المشرق للوطن والمواطنين.
وأضافت سموها في حديث لمجلة / كل الأسرة /..أن الشيخ زايد تمكن ببصيرته وحكمته وبتآزر إخوانه حكام الإمارات خاصة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من إزالة الصعاب التي كانت تعوق قيام الإتحاد .
وفيما يلي نص الحديث : // وحول بدايات الإتحاد قالت سمو الشيخة فاطمة .. لقد كان بناء الاتحاد والوطن ترجمة لأحلام وطموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي كان ينظر إلى الأحوال التي كانت عليها البلاد من تخلف وترد وبعد عن الحياة العصرية وحضارة الأمم والعالم من حولنا بحسرة وألم .. ويتطلع بالأمل إلى تغيير هذا الواقع حين دنت الفرصة بتولي حكم إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس 1966 وأعلن عزمه على الانتقال بالبلاد من حالة العسر التي كانت فيها إلى الخير والتقدم وتسخير الثروات النفطية لتحقيق المستقبل المشرق للوطن والمواطنين .. وكان يردد حينها .. " كنت أفكر دائما وقبل أن تتوفر لي الإمكانيات التي أنعم الله بها علينا مع ظهور البترول أن شعبنا حرم كثيراً في الماضي من الخدمات والمرافق التي كان يتمتع بها غيره، وآن الأوان لأن نعوض شعبنا عما فاته لينعم بما أعطاه الله من خير وفير".
وأضافت سموها .. أتذكر الآن كيف أن المغفور له الشيخ زايد قد بادر بعد عامين فقط من توليه الحكم في إمارة أبوظبي التي قطعت شوطاً كبيراً على طريق النهضة والتقدم بادر انطلاقاً من توجهه الوحدوي الأصيل إلى دعوة إخوانه حكام الإمارات إلى الاتحاد في دولة واحدة قوية إيمانا منه بضرورة التكاتف والتآزر والتعاون والعمل معا على إعمار الأرض وإسعاد البشر حين أكد يومها قاطعا .. " إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك وأن الفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف وأن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم.. فتلك عِبر التاريخ على امتداد عصوره ".. واذكر بكل فخر تجاوب إخوانه حكام الإمارات معه وخاصة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم تغمده الله بواسع رحمته.
وقالت لقد عشت مع القائد الفذ والأب الكبير مراحل بناء الاتحاد والصعاب والاختلافات التي اعترضت طريقه وبالطبع كانت هناك مشاكل ومعوقات ولكن تمكن القائد بصبره وحكمته وبتآزر إخوانه الحكام من إزالة هذه المصاعب .. وتلمست عن قرب مشاعره وأحاسيسه وكفاحه وقوة عزيمته في عدم الاستسلام لليأس والحفاظ على الاتحاد الذي كان يمثل له الطريق والوسيلة لإسعاد المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم وللأجيال المتعاقبة.
كما عشت أيام الفرح والسعادة معه وأنا أراها على وجهه عند كل إنجاز بعد أن تعززت مسيرة الاتحاد وقوي عوده وشمخ بنيانه .. وكان يقول .. " إننا والحمد لله نشعر بالارتياح والسرور أن الاتحاد يسير في طريقه الصحيح، وتنتقل دولة الإمارات معه من مرحلة إلى أخرى حتى أصبحت مدعاة فخر للجميع بالمنجزات التي تحققت على أرض هذا الوطن".
... وحول إعلان " قيام الاتحاد " وتأثيره في نفس المغفور له الشيخ زايد .. أضافت سموها لقد كرس زايد حياته لبناء الاتحاد فكان يرى ضرورته الحتمية في مواجهة التحديات التي كانت تواجه المنطقة، ويؤمن بأنه ترجمة عملية لتعزيز أواصر القربى وصلات الرحم بين أبناء الإمارات جميعاً، وأنه لا بديل للاتحاد لتحقيق الازدهار للوطن والمواطنين .. وكما قلت لك كان يفرح لكل إنجاز يحققه الاتحاد، إلا أن فرحته الكبرى وسروره البالغ كان يوم إعلان قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971 لأن أحد أسمى أمانيه لشعب الإمارات قد تحققت في ذلك اليوم العظيم.
...بشأن دعم المغفور له الشيخ زايد للمرأة .. قالت سموها إن الشيخ زايد لم يكن داعما للمرأة فحسب بل كان نصيرا لها في كل ما يضيمها ويؤمن أن المرأة هي نصف المجتمع وأنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني نفسها أن تستغني عن نصفها وأن مشاركة المرأة في تفعيل المجتمع والتنمية أمر أساسي وهام لاستكمال حلقتي العطاء .. وحث المرأة على التعليم وشجعها على العمل في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها .. وكان يقول " إن أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية بين فتيات الإمارات"..وقد شجعني ودعمني بلا حدود للنهوض بالمرأة وجمع صفوفها وتأسيس التنظيمات التي تعنى بقضاياها وحقوقها.
واليوم على أرض الواقع تحققت أمانيه الطموحة للمرأة وأصبحت وزيرة وعضوا في المجلس الوطني الاتحادي ومهندسة وطبيبة ودبلوماسية ومحامية وقاضية ووكيلة نيابة ومأذونة شرعيا وأستاذا ومعيدا جامعيا وضابطا وطيارا ومستثمرا وصاحبة أعمال وغيرها من المواقع والمناصب التي أثبتت فيها جدارتها وقدراتها في العمل والإبداع جنبا إلى جنب مع الرجل .
وقد عبر رحمه الله عن سعادته وفرحته لما حققته المرأة من إنجازات في كل مجال وموقع حين قال.. " إن ما حققته المرأة في دولة الإمارات خلال فترة وجيزة يجعلني سعيداً ومطمئناً بأن كل ما غرسناه بالأمس بدأ يؤتي ثماره.. وبحمد الله إن دور المرأة في المجتمع يبرز ويتحقق لما فيه خير أجيالنا الحالية والقادمة".
وحول ما وصلت إليه المرأة الإماراتية في ظل الإتحاد قالت سمو الشيخة فاطمة .. إن ما حققته المرأة من المكاسب والإنجازات في أقل من أربعة عقود بالدعم الذي حظيت به من قبل المغفور له الشيخ زايد وواصله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أطلق مرحلة التمكين للمرأة .. غير مسبوق على مستوى الكثير من النساء في العالم على مدى قرون بشهادات العديد من منظمات المرأة العربية والإقليمية والدولية .. ونشعر اليوم بالرضا والسعادة ونحن نرى المرأة تنهض بمسئولياتها كاملة في مختلف مجالات العمل، ونلمس إسهامها النشط وبكفاءة في المجالس التنفيذية والنيابية والسلطة القضائية وفي التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
وأوضحت أنه إلى جانب المواقع المهمة التي أصبحت تشغلها المرأة بفعالية واقتدار في قيادة استراتيجيات التنمية والتطوير والتحديث في إطار المشروع النهضوي لدولتنا الفتية..أصبحت كذلك تشغل 66 في المائة من وظائف القطاع الحكومي من بينها 30 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 في المائة من الهيئة التدريسية بجامعة الإمارات ونحو 60 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض..إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك .
كما اقتحمت المرأة مجالي الطيران المدني والعسكري كمهندسة وطيارة في شركتي طيران (الاتحاد) و(الإمارات) وكمقاتلة في السلاح الجوي بالقوات المسلحة.
وأضافت سموها أن المرأة اقتحمت بقوة ونجاح سوق العمل وميادين الأعمال والاستثمار بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم الآن نحو 12 ألف سيدة يدرن الآلاف من المشاريع الاستثمارية التي يصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 5ر12 مليار درهم .. كما اقتحمت القطاع المصرفي الذي يعد واحداً من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، حيث بلغت نسبة المرأة في هذا القطاع نحو 5ر37 في المائة من مجموع العاملين فيه.
وأشارت سموها إلى أن المرأة حققت في مسيرتنا النضالية العديد من المكاسب..من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية وفي مقدمتها العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال، والتمتع بكافة خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية..والمساواة في الحصول على الأجر المتساوي في العمل مع الرجل .. إضافة إلى امتيازات إجازة الوضع ورعاية الأطفال التي تضمنها قانون الخدمة المدنية، وتمّ إنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشؤون الأمومة والطفولة.
وأوضحت سموها أن دولة الإمارات العربية المتحدة انضمت إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في العام 2004، واتفاقية حول الطفل في العام 1997، والاتفاقية الخاصة بساعات العمل في الصناعة في العام 1982، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالعمل الجبري أو الإلزامي في العام 1982 .. والاتفاقية الدولية بشأن تفتيش العمل في الصناعة والتجارة في العام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلاً في العام 1982 بجانب ..الاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر في العام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بإلغاء العمل الجبري في العام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بالحد الأدنى لسنّ الاستخدام في العام 1996 ..
كما انضمت إلى المؤسسات الإقليمية والدولية التي تعمل للنهوض بالمرأة ومن بينها الاتحاد النسائي الدولي، ومنظمة الأسرة الدولية، ومنظمة الأسرة العربية، ومنظمة المرأة العربية، ومنظمة التأهيل الدولية.
وحول استضافة أبوظبي مؤخرا مؤتمر قمة المرأة العربية قالت سموها ..
لقد انطلق اهتمامنا وحماسنا لاستضافة هذا المؤتمر من حرصنا المستمر على تفعيل دور المرأة العربية وتحقيق المزيد من الطموحات التي تعزز مكانة المرأة وحقوقها..وتمكينها من المشاركة والانخراط الفاعل في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكافة قضايا المجتمع .
وأضافت سموها .. تمكنا في مؤتمر قمة المرأة العربية الثاني الذي تشرفت برئاسته بمشاركة أخواتي السيدات الأول، بعزيمة صادقة وروح جماعية من تحقيق نقلة حقيقية نوعية في تفعيل عمل المنظمة ودورها في المرحلة المقبلة لتنفيذ العديد من المشروعات الاستراتيجية النهضوية التي نتطلع إلى أن تسهم في تغيير إيجابي كبير في واقع ومستقبل المرأة العربية وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تضيف أبعاداً إيجابية جديدة لدور المرأة في العمل العربي المشترك.
وقد سعدنا كثيراً بالتوصيات التي توصل إليها المؤتمر، وبالمشاركة والحراك الفاعل الذي تميز به، والحضور العالي والمكثف الذي تمثل في السيدات الأول ورائدات وقيادات العمل النسوي في الوطن العربي والمنظمات الإقليمية والدولية مما يطمئننا ويجعلنا نشعر بالثقة بأن عزيمتنا ستكون قوية وجماعية في تحقيق الطموحات التي ننشدها، ليس للمرأة العربية فقط، وإنما للمرأة في كل مكان في العالم في المرحلة المقبلة.
وقالت سموها .. أتوجه أولا في ذكرى هذا اليوم التاريخي العظيم إلى قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي المخلص بالتهاني الصادقة بيوم الاتحاد الذي يمثل أهم إنجاز تاريخي لمؤسس دولتنا وباني عزتها ونهضتها الشيخ زايد رحمه الله، والذي كرس حياته لتحقيق رقي الوطن وتقدمه وازدهار المواطن ورخائه حتى أصبحت بلادنا تتبوأ اليوم مكانة مرموقة عالية بين الأمم والدول .. مؤكدة أن المنجزات الحضارية العملاقة التي حققتها المسيرة الاتحادية قد انعكست بمردوداتها الإيجابية على المجتمع والأسرة الإماراتية في تعزيز تماسكها وتقوية أواصر وحدتها وتكاتفها وتحقيق أمنها واستقرارها ورخائها واطمئنانها على مستقبل أحفادها الصاعدة وأجيالها المتعاقبة.
وأوضحت سموها أن هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعا تأتي لنؤكد فيها عزمنا على مواصلة العطاء لتحقيق المزيد من الرقي والازدهار بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي يسير بصدق وإخلاص على درب والده في العمل والعطاء، وإلى جانبه إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات .. وقد عاشت الأسرة الإماراتية في ظلال الاتحاد عصراً ذهبياً تحققت فيه طموحاتها وأحلامها في الحياة الرغدة الكريمة والمستقبل الزاهر، وحظيت بالاهتمام والنصيب الأوفر من إنجازات المسيرة الاتحادية.
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك..إن ما تحقق من منجزات تفوق كل تصور، يفرض علينا، وخاصة الأسرة الإماراتية المزيد من الجهد والعطاء للوطن، والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة للحفاظ على المكتسبات الوطنية الكثيرة التي تحققت والخير الوفير الذي ننعم به //.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات