دخلت بكرسيها مجلس الشورى البحريني
منيرة بن هندي أول برلمانية عربية من ذوي الاحتياجات الخاصة
جريدة الإتحاد 24/2/2008
أبوظبي
فتحية البلوشي: أنا خليط عطاء وتفاؤل وإرادة''، هكذا عبرت عن نفسها، وهكذا أثبتت للجميع. دخلت بكرسيها المتحرك مجلس الشورى البحريني لتحرك ثبات الكراسي البرلمانية في العالم العربي.
منيرة عيسى صالح بن هندي، ليست مجرد امرأة، ولا مجرد عضوة برلمان، بل حكاية بارزة من حكايات الكفاح والانتصار على شتى الصعوبات، روتها لنا في زيارتها الأخيرة إلى أبوظبي.
ظهرت قوة إرادتها منذ نعومة أظافرها، لأنها تحدّت الحمى التي أصابتها حين كان عمرها عاما ونصف وأصابت ساقيها الصغيرتين بالشلل، لتبدأ رحلة علاج طويلة مع والديها اللذين طافا بها العالم إلى أن عادت للبحرين تحمل أملاً بحياة أجمل، وصديقا جديدا هو ''الكرسي المتحرك''.
في عامها الثاني عشر أرادت أن تكون طفلة مثل الأخريات لها مدرسة وكتب ودفاتر، وحين رفض طلب انضمامها للمدرسة، قررت أن تتخذ هي القرار فرفعت سماعة الهاتف لتخاطب وزير التربية البحريني في تلك الأيام (أحمد العمران) وتقول له: يا عم هل المدرسة لمن يمشي فقط؟
سألها: من أنت؟ فأجابت: أنا منيرة بن هندي، ليرد عليها: سمعت عنك كثيرا وتوقعت أن تتصلي بي. يا ابنتي إن التعليم للجميع ولك أنت بالتأكيد.
بداية النجاح
بعد هذه المكالمة التحقت بالدراسة النظامية وأثبتت لمديرة المدرسة ولكل من حولها تفوقها وطموحها الكبير، حتى أن مديرة المدرسة وقفت في الطابور الصباحي معلنة تميز الطالبة منيرة بن هندي مهنئة المدرسة بوجود طالبة مثلها بين الطالبات.
أتمت منيرة دراستها الجامعية في القاهرة، لتحصل على 3 دبلومات مختلفة هي: دبلوم علم النفس المتخصص، ودبلوم في برامج حضانات ورياض الأطفال، ودبلوم ثالث في تعامل الأسرة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في عام 1981 شاركت في ''مؤتمر ويلز لذوي الاحتياجات الخاصة'' في بريطانيا مع السيدة حنان كمال والسيدة إلسي معلوف، وبعد عودتهن من بريطانيا تبلورت لديهن فكرة إنشاء مركز يعنى بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، لتترجم الفكرة على أرض الواقع بإنشاء مركز ''حراك'' لذوي الاحتياجات الخاصة في البحرين، وانضمام 14 منتفعاً إليه، ليكون نواة التحرك البحريني في طريق دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع. وتم بعد افتتاح المركز إنشاء لجنة وطنية لتفعيل العقد العربي للمعوقين وتوقيع الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة، وبعدها إنشاء العديد من المراكز المتخصصة وضمان الكثير من حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الدراسة والعمل والحياة الكريمة.
قبلة الملك
في نهاية 2006 تم اختيار منيرة بن هندي كعضوة في مجلس الشورى البحريني لتكون أول برلمانية عربية، وتلقت منيرة الخبر بدهشة لأنها لم تتوقع هذا الاختيار، لكنها تلقت ما هو أجمل من الخبر: قبلة طبعها ملك البحرين على جبينها يوم إصدار مرسوم تعيينها في مجلس الشورى. وخلال الفترة القصيرة التي مضت منذ دخولها مجلس الشورى البحريني عملت بن هندي على إعداد اقتراح لإنشاء لجنة متخصصة في المجلس لذوي الإعاقات، وقامت بإدخال لغة الإشارة على جلسات مجلس الشورى كما أنها ساهمت في سن تشريع يقضي بالسماح لعشرين شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة بحضور جلسات مجلس الشورى البحريني.
حضرت منيرة بن هندي أكثر من 150 مؤتمرا عالميا منذ بداية حياتها المهنية، ومثلت البحرين في مناشط وفعاليات عالمية، وبرغم كل شيء تنظم بن هندي حياتها بنفسها، وتحرص على مواعيدها وتحب أن تبقى مبتسمة دوما يملؤها النشاط والتفاؤل.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات