نظم مؤتمراً تربوياً حول السلوك الطلابي
مجلس أمهات أبوظبي يكرم "أم الإمارات" لعطائها غير المحدود
جريدة الخليج 3/3/2008
الشيخة فاطمة: نثمن جهود السواعد الوطنية المساهمة في استكمال المسيرة
أبوظبي إيمان سرور:
كرم مجلس أمهات منطقة أبوظبي التعليمية أمس “أم الامارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة منظمة المرأة العربية والرئيسة الفخرية لمجلس أمهات منطقة أبوظبي التعليمية، بمناسبة اليوبيل الفضي لترؤسها مجلس الأمهات طيلة 25 عاماً من العطاء وما قدمته من دعم ورعاية لتعزيز خطط وبرامج المجلس منذ تأسيسه في العام 1982م وإنجاح فعالياته التربوية خدمة لجيل المستقبل وإعداده لتحمل المسؤولية والمشاركة في عملية البناء والتنمية الوطنية الشاملة التي تشهدها الدولة.
تم ذلك خلال حفل افتتاح فعاليات المؤتمر التربوي الخامس لمجلس أمهات أبوظبي برعاية سموها تحت عنوان “السلوك الطلابي بين متطلبات النمو وتحديات التعليم” وبحضور علي سالم الكعبي رئيس مؤسسة التنمية الأسرية ومبارك سعيد الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم ومحمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية وعائشة الضبع النعيمي رئيسة مجلس أمهات تعليمية أبوظبي.
وألقى الكعبي كلمة نيابة عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أكدت أهمية موضوع المؤتمر الذي ينسجم مع رؤية أمهات منطقة أبوظبي التعليمية الذي تتشرف برئاسته الفخرية “أم الإمارات”، ورسالة المجلس المتميزة التي تؤكد دعم جهود المؤسسات التعليمية لتحقيق أهدافها التربوية من خلال منظومة اجتماعية تتبنى برامج ومشاريع هادفة تحقق الدور التكاملي والشراكة الأسرية والمجتمعية للمساهمة في اعداد جيل يدين بالولاء لوطنه مبدع في فكره ومهاراته.
وأشارت سموها إلى تبلور عمل المجلس سنوات طويلة في خدمة الأجيال بدءاً بالبحث عن المشكلات الطلابية التي تعترض المدارس وتحليلها ودراستها ورفع الحلول والمقترحات الناجحة، مثمنة جهود السواعد الوطنية المخلصة التي ساهمت وما زالت تقدم لدولتنا الحبيبة أجيالاً وفق تطلعات وتوجيهات قيادتنا الرشيدة لاعداد المواطن الصالح وتمكين أجيال الغد لاستكمال مسيرة العطاء التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - واخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الامارات والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم آملاً في تحقيق التنشئة الاجتماعية والشخصية المبدعة القادرة على خدمة الوطن بكفاءة واقتدار وفق رؤى واضحة ومنهجية صحيحة لاعداد الطالب المعتز بهويته الوطنية المتسلح بدينه وفق ضوابط الدين الاسلامي الحنيف وتحصينه ضد التيارات الداخلية ومساعدته لمواجهة الحياة وتخطي العقبات.
كما ألقى محمد سالم الظاهري في الحفل كلمة أكد حرص المنطقة على تكريس الوعي لدى أعضاء الهيئتين الادارية والتدريسية والطلبة الذي يعتبر محور العملية التعليمية وركيزتها الأساسية التي يجب ان توظف الجهود نحوها.
ورفع أسمى آيات العرفان والامتنان لقيادتنا الرشيدة لما توليه من رعاية وحرص على تطوير التعليم والنهوض بالطالب وبناء شخصيته بما يلبي طموحات المجتمع ويعزز قدرة الطالب على مواجهة تحديات العصر، موجهاً عظيم العرفان إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لدعمهما اللامحدود لمسيرة التعليم في إمارة أبوظبي وتدشين استراتيجية شاملة للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
وتوجه إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بأسمى آيات الشكر والتقدير على ما توليه من رعاية ودعم لا محدود لمسيرة التعليم في الدولة ولدورها الرائد في الانطلاق من مجلس أمهات مدارس أبوظبي إلى آفاق واسعة من العمل الوطني الجاد والإبداع المستمر.
وأشار الظاهري إلى أن الأسرة والمدرسة لا يمكنهما القيام بدورهما المطلوب تجاه الأبناء إلا من خلال فهم العلاقة بين خصائص النمو لكل مرحلة عمرية والسلوكيات الناجمة عنها من جهة ومتطلبات التعليم في ظل تعدد نوافذ المعرفة ومصادرها، لافتاً إلى أن ما يميز هذا المؤتمر مشاركة مجلس الطلاب بأبوظبي بتقديم ورقة عمل تبرز موقف الطالب من الموضوع المطروح ألا وهو السلوك الطلابي.
كما تنوعت أوراق العمل المقدمة بمواضيع تسعى لمعالجة هذه الظاهرة شاركت فيها كفاءات تربوية أكاديمية متخصصة.
ثم بدأ المؤتمر جلسة أعماله الأولى بورقة عمل بعنوان “دور وسائل الاعلام في تعزيز مسيرة التنمية والتطوير للعملية التعليمية” للدكتور علي قاسم الشعيبي الأستاذ الزائر في كلية الاتصال بجامعة الشارقة أكد من خلالها على الدور الكبير الذي يلعبه الاعلام بمختلف وسائله في تشكيل الآراء وطرح الموضوعات وتغيير الأحكام وايصال المفاهيم وغرس القيم ومحو السيئ من العادات والتقاليد وتأصيل الكثير من المهارات والسلوكيات وتقديم العلوم وبسط المعارف، مشيراً إلى أن الاعلام تقع عليه مسؤولية تربوية تجاه المجتمع بكل شرائحه المختلفة في التوجيه والتربية والتثقيف، حيث تعتبر وظيفته مكملاً لدور المدرسة والبيت في مخاطبة طلبة المدارس والعاملين في الميدان التربوي.
وقال الدكتور الشعيبي إن دور الإعلام الملتزم حيوي في عرض الكثير من خطط التربية وإفهام الآباء والأمهات بدورهم التربوي وفي تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة وفي الكشف عن المواهب والأفكار والطاقات والهوايات وعرضها بأسلوب شائق في مختلف الوسائل ومن خلال البرامج الموجهة للطفل والشباب والأسرة، وكذلك تسليط الأضواء على المشكلات التربوية والمعوقات التي قد تقف حائلاً أمام المعلمين والطلاب، ودراسة المناهج ومظاهر التفوق الدراسي والاخفاق الدراسي وأسبابه ودور المجتمع تجاه التربويين والمشكلات التربوية كظاهرة العنف أو التسرب.
كما قال انه لضمان نجاح الرسالة الاعلامية لا بد وان تكون ضمن الدائرة التخطيطية في وزارة التربية والتعليم وخطط وزارات الاعلام أو المؤسسات القائمة على توجيه الرأي العام، خاصة ادارات القنوات الفضائية العربية التي أصبحت تدار وفق نهج تجاري بحت دون النظر لاعتبارات الأخلاق والتربية والقيم، ناهيك عن الغياب المتعمد لكل ما من شأنه تأصيل المفاهيم التربوية داخل المجتمع، مشيراً إلى أن غياب التنسيق بين “التربية” وأجهزتها وأجهزة الاعلام والثقافة يحرمنا من أية قدرة على تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى حتى لا يكون هناك من يبني وآخر ليهدم، مع ضرورة وجود خطط مستقبلية يتم وضعها مع بداية كل عام دراسي.
وأكد اننا بحاجة اليوم إلى اعلام يتبنى أهدافاً سامية ويسهم في عملية التثقيف الاخلاقي والاجتماعي والانساني والتربوي.
وتناولت الدكتورة باسمة هلاوي اختصاصية برامج التعليم والاقتصاد في مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية بالمكتب الاقليمي - أبوظبي - في ورقتها المقدمة لأعمال المؤتمر العوامل المؤثرة في سلوك الطالب ونموه ودور مجالس أولياء الأمور في تعزيز النمو الايجابي السليم والاسهام في العملية التعليمية بالتعاون مع كل من الطالب والمدرسة والمجتمع.
وأشارت إلى أن الآباء والأمهات يتحملون العبء الأكبر في تنشئة الطفل التي قد تعتمد على نهج سليم ينشئ جيلاً متمتعاً بصحة نفسية سليمة بعيداً عن الاضطرابات والمشاكل النفسية، وقد يتبع الوالدان أسلوباً يعيق النمو النفسي السليم لأبنائهم ويقودهم إما إلى الجنوح أو المرض النفسي للمعاملة القاسية للطفل كالعقاب الجسدي والاهانة والتأنيب والتوبيخ، والخلافات العائلية والتدليل والتمييز بين الأبناء واحساس الطفل بالكراهية بين الأب والأم سواء كانت معلنة أو خفية وتناقض التوجيهات للطفل من قبل الوالدين وضعف الحوار الأسري وعدم وجود قدوة تشكل حافزاً أخلاقياً للنمو السليم، كل تلك الأمور تؤدي إلى تنشئة غير سليمة للأبناء.
وأوضحت ان تواصل أولياء الأمور مع المدرسة يساعد على توفر الغرض للحوار الموضوعي حول المسائل التي تخص مستقبل الأبناء من الناحيتين التربوية والتعليمية.
وفي الورقة العلمية بعنوان الأسرة ودورها الأساسي في التربية والتنشئة الاجتماعية في ظل العولمة أكدت الدكتورة موزة غباش رئيس مجلس إدارة رواق عوشة بنت حسين الثقافي أن مفهوم الأسرة في غالب المجتمعات العربية ومنها مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما يعني من تربية وكينونة وتنشئة يكاد يختزل في المرأة الأم، لذلك يقع عليها الدور الرئيسي والمهم في التنشئة الاجتماعية، منوهة إلى أن المواجهة الصريحة لمشكلات الأسرة الإماراتية تظل من أهم تحديات القرن الحادي والعشرين، لافتة إلى أن تلك المواجهة يجب ان تتم من خلال التربية والتعليم والمنهج العلمي والوعي البحثي بأهمية استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وأشارت إلى أن الأسرة هي المسؤول الأول ودائماً عن رعاية الأبناء واحتضانهم وتنشئتهم وتشكيل شخصيتهم منذ الصغر، وانها مظلة الحب والحنان والدفء والأمان، منوهة إلى تعاون جهات أخرى وضرورة التنسيق فيما بينها للعمل على رعاية وتنشئة الطفل من النواحي التربوية والاجتماعية والنفسية والروحية والصحية والتوسع في برامج رعاية الطفولة والأمومة والعناية بالبرامج الوقائية وتطوير وسائل التثقيف الصحي من أجل ضمان السلامة الأسرية الشاملة.
يذكر ان المؤتمر التربوي كرم الجهات المشاركة والراعية خلال حفل الافتتاح ومنهم المشاركون التربويون من دولة الإمارات وقطر الشقيقة.
إلى ذلك يختتم المؤتمر فعالياته اليوم بتوصيات تمخضت عن جلسات أعماله الثماني، ذلك بعد مواصلته لجلساته الأربع بعنوان البيئة وأثرها في سلوكيات المجتمع الطلابي للدكتور عبدالعزيز النعيمي والسلوك الطلابي وتأثره بالقيم المجتمعية للدكتور خالد النعيمي، وأهمية مراكز الدعم الاجتماعي لمساندة أدوار البيت والمدرسة للدكتور خالد النقبي، وأخيراً المؤسسات التربوية ودورها في مواجهة المشكلات والسلوكيات المجتمعية للدكتور خالد خميس العبري رئيس قسم الادارة التربوية بتعليمية أبوظبي.
ونظم على هامش المؤتمر ورش لطلاب بعنوان خطواتي سلوكي شارك فيها حسن موسى موجه الخدمة الاجتماعية بتعليمية أبوظبي وأمينة الماجد مديرة القادسية، وكذلك ورشة عمل خاصة بالمعلمين بعنوان المعلم والطالب نظرات فاحصة لعلاقة ناجحة لإيمان النعيمي، وأخرى خاصة بمديري المدارس حول القيادة التربوية لريم العبيدات.
“اتصالات” شريك تقني
أعلنت “اتصالات” أمس عن مساهمتها كشريك تقني في المؤتمر التربوي الخامس الذي ينظمه مجلس أمهات منطقة أبوظبي التعليمية تحت رعاية أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.
ويهدف المؤتمر التربوي الخامس إلى تسليط الضوء حول المشكلات والسلوكيات الطلابية في القطاع التعليمي والتصدي لها، وتوثيق أواصر الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية ومؤسسات المجتمع المحلي، وهذا ما ينسجم مع استراتيجية “اتصالات” الرامية الى التواصل والتفاعل المستمر مع مختلف فئات المجتمع المدني.
وقال سلطان الظاهري نائب مدير عام اتصالات منطقة أبوظبي: “تدرك “اتصالات” تماما اهمية الاستثمار في أجيال المستقبل ودعم نشاطاتهم وفعالياتهم، كون هذه الفئة من ابنائنا هم بناة المستقبل ورجال الامارات الذين نعول عليهم لترسيخ مكانة الدولة الرائدة، ونحن ندرك تماما ان الاستثمار في هذه الفئة هو استثمار في الوطن”.
المواءمة بين خصائص
نمو الطلبة الجسمية والمعرفية
أبوظبي “الخليج”:
قالت عائشة الضبع النعيمي رئيسة مجلس أمهات منطقة أبوظبي التعليمية في تصريح صحافي، بعد حفل افتتاح فعاليات المؤتمر التربوي حول السلوك الطلابي إن المؤتمر هذا العام يعد استكمالاً للمنهج الذي سار عليه المجلس منذ أعوام، ويأتي تتويجاً لمجمل أنشطته، مشيرة إلى انه يعالج كل عام احدى القضايا التربوية والأسرية والمجتمعية المهمة. وأضافت ان المؤتمر التربوي حول السلوك الطلابي يتبنى اشكالية كانت ولا تزال تؤرق المهتمين والعاملين في الحقل التربوي، وهي كيفية المواءمة بين خصائص نمو الطلبة الجسمية والمعرفية والانفعالية وتحديات التعليم في الوقت الحاضر، مشيرة إلى ان المدرسة لم تعد النافذة الوحيدة التي يستقي الطالب معارفه ومهاراته وقيمه واتجاهاته منها ما يجعلها أمام تحد حقيقي يفرض عليها تطوير أدواتها وامكاناتها وخبراتها لتنافس بجدارة مصادر المعرفة.
المجالس وتعزيز السلوك الطلابي
أبوظبي “الخليج”:
شارك الطلاب حمدان الشكيلي ومايد المهيري واحمد الزعابي من طلبة مدارس تعليمية ابوظبي بورقة عمل بعنوان المجالس الطلابية ودورها في تعزيز السلوك الطلابي ضمن جلسات المؤتمر وهي ورقة اشرف عليها أحمد المرزوقي وحسن موسى موجها الخدمة الاجتماعية بتعليمية ابوظبي، والاخصائيان الاجتماعيان يوسف شراب ومصطفى عمرة، تحدثت الورقة حول دور المجالس الطلابية في تعزيز السلوك الطلابي، مشيرين الى ان عمل مجلس الطلاب في المدارس يحتاج الى وجود بيئة مدرسية مناسبة تعطي لطالب المجلس تقديره ومكانته لدى إدارة المدرسة باعتبار ان دوره لا يقل أهمية عن غيره من الأدوار التعليمية ويلعب دوراً مسانداً لدور المشرف الإداري والمعلم نفسه، منوهين الى انه عند اختيار إدارة المدرسة مشرفين على المجالس الطلابية يجب ان يكونوا اكفاء من أجل اتاحة الفرصة للطالب في المجلس العمل كقيادي لا أن يفرض عليه المشرف ما يقوم به.
كما يجب ان يتحلى الطالب المنتخب الى المجلس بقدر عال من السلوك السوي الواعي حتى يكون قدوة حسنة لاقرانه الطلاب.
وأشارت الورقة إلى دور المجلس الطلابي في المدرسة الذي يلعبه للوقاية من الظواهر والمشكلات السلبية التي تواجه الطلاب كالتدخين والمخدرات والتدني في التحصيل، وتقديم الحلول الممكنة لتلك الظواهر والتعامل مع المشكلات ومواجهتها.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات