أخبار المؤسسة

رانيا العبدالله : ملامح عالمنا العربي تغيرت خلال السنوات الثماني الماضية

أبوظبي / وام /  أكدت الملكة رانيا العبدالله قرينة ملك المملكة الاردنية الهاشمية ان ملامح عالمنا العربي تغيرت كثيرا خلال السنوات الثماني الماضية ومنذ تأسيس منظمة المرأة العربية رسميا في مارس عام 2003.

وأضافت في كلمة لها خلال افتتاح المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي صباح اليوم / إننا كوطن عربي واحد أصبحنا أكثر تعلما وأكثر انجازا وأكثر معرفة وأكثر إصرارا على التقدم واختصار المسافات باتجاه تحقيق مجتمع عربي فاعل ومتفاعل نساؤه ورجاله / .

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقتها الملكة رانيا خلال المؤتمر..

// بسم الله الرحمن الرحيم .

سموالشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية صاحبات السمو والفخامة..أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..بداية أود أن أتقدم لكم جميعا بالشكر والامتنان على جهودكم المتواصلة واخص بالشكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك واتمنى لسموها التوفيق في رئاستها للمنظمة .

تغيرت ملامح عالمنا العربي كثيرا خلال السنوات الثماني الماضية، ومنذ تأسيس منظمة المرأة العربية رسميا في اذار عام ألفين وثلاثة.

ثمان سنوات حافلة تغير فيها العالم وتغيرت بلداننا وغيرت بدورها ...

وكوطن عربي واحد أصبحنا أكثر تعلما ... أكثر انجازا ... أكثر معرفة ..

وأكثر إصرارا على التقدم واختصار المسافات باتجاه تحقيق مجتمع عربي فاعل ومتفاعل، نساؤه ورجاله.

عام ألفين وصف الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك الأمن الإنساني بأنه "التحرر من الخوف والتحرر من الحاجة". الخوف من العدوان أو القتل أو تفشي الجريمة والمرض والكوارث الطبيعية..للأسف بعض دولنا العربية تقبع إما تحت احتلال أو ضحية تبعاته .. وهناك ... لا تحرر من الخوف، وما أمس الحاجة.

الحاجة هي ما يعاني منها ثلث سكان البلدان النامية القابعين تحت خط الفقر، والغلاء يطال العالم بأكمله ويداه تعبثان اكثر في البؤر المحتاجة والجائعة.

وكما يقال : إن جاعت البطون ذهبت العقول ...نعم هذا لقاء منظمة المرأة العربية، لكن المرأة العربية جزء لا يتجزأ من مجتمعها، مجتمع اعتاد في الماضي أن تكون النساء فيه آخر من يأكل، وآخر من يتعلم، وآخر من يختار، خاصة وإن قلت الموارد ..

منذ عام ألفين ونحن نعمل جاهدين على إعطاء نساءنا حقوقهن المدنيةَ والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأهم : التعليمية والتوعوية..نرمي لأن يكون الجيل القادم من النساء والرجال واعٍ بحقوقه وواجباته ولا أداة اكثر فاعلية من التعليم لتوعية وتقويم الأجيال والنهوض بالمرأة لتعرف حقوقها قبل أن تطالب بتنفيذ واجباتها، نحو عائلتها، ومجتمعها.

في الأردن أدركنا مبكرا أهمية التعليم في تحقيق جميع أهدافنا، وبادرنا منذ سنوات بالعمل على جعله الأرضية التي تنمو منها جميع أوجه التنمية الأخرى، ومؤخرا بدأنا بالعمل على إصلاح مدارس المملكة بالاشتراك مع القطاع الخاص للارتقاء بمستواها التعليمي وتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية.

تلك المبادرة، اسمها "مدرستي" .. جعلت من التعليم مسؤولية اجتماعية..

وتزداد يوميا أعداد العاملين على تطوير المدارس حرصا من المجتمع على مبدأ الشراكة والمشاركة في تعليم تستحقه أجيال الغد ... أبناؤهم وجيرانهم وأحفادهم. لذلك وضعنا ثقتنا بالمجتمع كما وضع ثقته بنا ...

نرسم الطرق ونشقها معا..لينشأ جيل كامل قادر على تحقيق التعايش والانتاج في عصر المعلوماتية واقتصاد المعرفة، في عصر الغلاء والفرص والحقوق والواجبات.

أنجزنا الكثير من أساسيات التنمية الاجتماعية في الاردن، فانخفضت نسبة الأمية إلى ثمانية بالمائة تقريبا، وسنمحوها بحلول عام ألفين وعشرين بإذن الله. وارتفعت نسبة تمثيل النساء في السلطتين التشريعية والتنفيذية: نساؤنا في القطاع الخاص والعام والمحاكم والجيش، ولهن الخيار القانوني لاختيار مهنتهن وبصمتهن بأنفسهن وبكفاءتهن.

مستقبلنا العربي يزداد إشراقا رغم بطء انقشاع الغيمات ..نعم تضاعفت نسبة النساء في البرلمانات العربية خلال الأعوام الثمانية الماضية، لكننا على هذا المعدل نحتاج إلى عشرين سنة إضافية للوصول إلى نسبة ثلاثين بالمائة, عشرون عاما للوصول الى النسبة التي نصت عليها توصيات مؤتمر بكين.

نعم الطريق طويل لكن خطانا متسارعة باتجاه أهداف واضحة لا تبدو الآن بعيدة كما كانت عام ألفين.

والتغييرات الكبيرة عادة ما تبدأ بخطوة صغيرة من طريقة تفكيرنا ..

لتغيير المفاهيم وتوضيح الحقوق والواجبات وتمكين وتعزيز التكافل والتكافؤ..تبدأ من تنوير العقل وتعليمه ..

أخواتي الفاضلات .. أنا كما أنتن لن أتوقف عن العمل وعن الدعم والمبادرة لتحقيق ذلك لا في الأردن فقط بل في عالمنا العربي على حد سواء، لأننا لا نعيش بمنأى عن بعضنا البعض فالعادات والتقاليد والحدود والهوية تجعل تحدياتنا مشتركة، مخاوفنا متشابهة، وحاجاتنا متشابكة، وتجعل أمننا الانساني العربي مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا ..

وأمن نصف المجتمع العربي ملقى على عاتق هذا الحضور القيادي الكريم، لتختار جميع النساء العربيات متى تأكل، وكم تتعلم، وماذا تمتهن، ومن تتزوج، وماذا تختار، حتى وإن قلت الموارد ..لأن قلة الموارد لا تعني تقطع السبل وتكتيف السواعد وتكميم الأفواه .. فالإرادة لا تكبل والأفق لا يضيق إلا بضيق الرؤية فمن يقف على القمة يقدر له أن يجمع الرؤية وإرادة التغيير. نحن على هذه القمة، ومسؤوليتنا أن نمد يدنا الى كل إمرأة لنريها أفاقها اللا محدودة.

شكرا لرؤيتكم وعزيمتكم وأيديكم الممدودة //.

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات