أبوظبي في 16 أكتوبر/ وام / 2011 تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الأعلى لمجلس الأمومة والطفولة انطلقت بمقر الاتحاد النسائي العام اليوم فعاليات البرنامج الوطني للوقاية من الامراض القلبية لدى المرأة .
وتأتي هذه الفعاليات ضمن " حملة الرداء الأحمر الانسانية العالمية التي تجري " تحت شعار "معاً لقلب نابض" للحد من انتشار الامراض القلبية وزيادة وعي المجتمع بأفضل سبل العلاج والوقاية و ذلك بمقر الاتحاد النسائي في ابوظبي وتستمر عاما كاملا وتغطي جميع مناطق الدولة وتشمل آلاف النساء .
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أهمية الحملة في رفع درجة الوعي بين الفعاليات النسائية للوقاية من الأمراض القلبية التي تعتبر من أكثر الأمراض انتشارا بين أفراد المجتمع ما يتطلب تكثيف الجهود و التعاون بين مختلف الجهات للحد من الامراض القلبية بين النساء والوقاية من هذه الامراض ثم توفير البرامج العلاجية المجانية المناسبة للنساء المصابات بالأمراض القلبية.
و قالت سموها في تصريحات بمناسبة اطلاق البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض القلبية لدى المرأة ضمن حملة الرداء الاحمر الانسانية ان القيادة الرشيدة لا تدخر جهدا في سبيل دعم القطاع الصحي وتوفير البرامج التشخيصية والعلاجية وفق اعلى المستويات العالمية لجميع افراد المجتمع انطلاقا من الاهتمام بالإنسان مشيرة الى أن الحملة تهدف في الدرجة الاولى إلى توفير برامج تشخيصية وعلاجية وتوعية مجانية للنساء الأكثر عرضة للأمراض القلبية والنساء المصابات بها .
واضافت سموها بعد أن اطلعت على نتائج دراسة خليجية عن أمراض القلب والتي أظهرت أن غالبية النساء المصابات بأمراض القلب يراجعن المستشفيات في وقت متأخر من حدوث النوبات القلبية ما يقلل من فرص نجاتهن .. " أيقنت مدى أهمية اطلاق حملة شاملة متخصصة في مجال امراض القلب بين النساء تفتح المجال امام اجراء الفحوصات لاكتشاف امراض القلب في مراحلها الاولية بين النساء ما يساعد في تحديد البرامج العلاجية المناسبة في وقت مبكر و الحد من المضاعفات ".
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن النساء اليوم مطالبات بدور أكبر في التصدي للأمراض القلبية من خلال تغيير أسلوب الحياة بالابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤدي الى أمراض القلب منها السمنة المفرطة وقلة ممارسة الرياضة .. داعية الفعاليات النسائية الى التفاعل الايجابي مع الحملة من خلال زيارة مواقع الحملة واجراء الكشف والاستماع الى نصائح الفريق الطبي والاستفادة من نشرات التوعية التي يتم توفيرها للحد من اصابات الامراض القلبية.
وأوضحت سموها أنه سيتم من خلال هذه الحملة الانسانية توفير برامج علاجية مجانية للنساء المصابات بأمراض القلب ويحتجن الى أدوية مختلفة أو حتى تدخل جراحي حيث ستركز الحملة على برامج وقائية وتشخيصية وعلاجية باستخدام تقنيات واجهزة تشخيصية متطورة من قبل كوادر طبية اماراتية وعالمية داعية النساء بالذات ممن تجاوزت أعمارهن 40 عاما للمبادرة للخضوع للكشف الطبي لاستبعاد الاصابة بأمراض القلب و غيرها من الامراض المختلفة.
ووجهت سموها الشكر الى القائمين على الحملة والكادر الطبي الذي وضع خطة شاملة لتنفيذ الحملة على مدار عام داخل وخارج الامارات .. مشيرة الى أن المؤسسات بمختلف أنشطتها معنية بالمشاركة الفاعلة لإنجاح الحملة متمنية في الوقت ذاته ان يكون للحملة دور فاعل في التخفيف على النساء ممن يعانين من أمراض القلب و غير قادرات على تكاليف نفقات العلاج .
وتأتي " حملة الرداء الاحمر الانسانية " استكمالا للمبادرات الانسانية التي تحظى برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "ام الامارات" وأبرزها حملة العطاء لعلاج مليون طفل والتي قدمت للبشرية نموذجا مميزا للعطاء الانساني والتلاحم الاجتماعي واستطاعت ان تصل برسالتها الانسانية الى الملايين من البشر في مختلف دول العالم في اطار تطوعي ومظلة انسانية انسجاما مع الروح الانسانية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة وامتدادا لجسور الخير والعطاء لأبناء الامارات تحت قيادتنا الحكيمة.
كما تأتي هذه الحملة الوطنية التي تستمر على مدى عام كامل و تشمل الاف النساء داخل وخارج الامارات بمبادرة من زايد العطاء وبشراكة استراتيجية مع الاتحاد النسائي العام وبإشراف المستشفى الاماراتي الانساني العالمي والمجموعة الاماراتية العالمية للقلب تحت مظلة وزارة الصحة وانطلاقا من الحرص على زيادة وعي المرأة بأهم اسباب الامراض القلبية وافضل سبل الوقاية والتي تعد من أكبر مسببات الوفيات في الدولة .
وتأتي الحملة أيضا لتأكيد الدور الذي تقوم به دولة الامارات للتخفيف من معاناة المرضى في مختلف دول العالم ونشر الوعي والتثقيف الصحي بين مختلف المجتمعات والشعوب من خلال الشراكات الاستراتيجية مع مختلف المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني انطلاقا من دعوة قيادتنا الحكيمة الى التلاحم المجتمعي تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ومتابعة مستمرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الاحمر.
من جانبها قالت سعادة نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام ان حملة الرداء الاحمر الانسانية تأتي استكمالا للجهود الانسانية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك " أم الامارات " والتي تحرص دائما على تسخير الامكانيات المتاحة لتوفير البيئة الملائمة والمناسبة للفعاليات النسائية لتشجيعها على استمرار جهودها في مسيرة التطوير وبناء الأسر واستقرارها .. ومن هنا جاءت هذه الحملة للحفاظ على سلامة وصحة النساء وحمايتهن من أكثر الامراض تسببا في الوفاة.
وأكدت سعادتها أن هذه الحملة الانسانية تضاف الى الحملات الصحية التي تطلق بشكل مستمر وعلى مدار العام انطلاقا من الدور الفاعل للمرأة في الأسرة وفي المجتمع .. موضحة أن الحملة تمثل اشارات تنبيه للوقاية من امراض القلب وللإسراع في الكشف لاستبعاد الاصابة بهذه الامراض واكتشافها في المراحل الاولية خاصة وأن الدراسات تشير الى أن نسبة من الأمراض القلبية يمكن الوقاية منها من خلال الابتعاد عن عوامل الخطورة التي تشمل السمنة الزائدة والتدخين ومرض السكري و قلة ممارسة الرياضة.
من جانبه أكد سعادة خديم الدرعي رئيس فريق العمل المشرف على المستشفى الاماراتي الانساني العالمي المتنقل ان الحالات التي يتم اكتشاف اصابتها بأمراض قلبية وتحتاج إلى متابعة من قبل الفريق الطبي الاماراتي العالمي لاستكمال علاجها .. موضحا أن تكلفة اجراء العمليات ستتحملها حملة الرداء الاحمر الانسانية و ذلك للحد من معاناة الحالات التي لا تستطيع تحمل نفقات العلاج بإشراف المستشفيات الاماراتية الانسانية العالمية المتنقلة.
وتوقع أن تشمل الحملة الالاف من السيدات من مختلف الفئات العمرية داخل وخارج الدولة حيث سيتم تسخير مستشفى الامارات المتنقل ووحدة القلب المتنقلة لتنفيذ الحملة التي ستستمر على مدار عام كامل ووفق جدول زمني يراعى فيه زيارة مختلف مناطق الدولة بالذات المناطق البعيدة مشيرا الى ان الهدف الاساسي من الحملة رفع درجة الوعي بين الفعاليات النسائية فيما يتصل بالكشف المستمر للوقاية من امراض القلب الى جانب توفير برامج علاجية مجانية للفئات غير القادرة على تحمل نفقات العلاج.
من جهته قال جراح القلب الاماراتي الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء استشاري جراحة القلب والعناية المركزة إن وفيات امراض القلب في تزايد مستمر وان تكثيف برامج الوقاية والتوعية من شأنه أن يقلل من نسب الوفيات و المضاعفات الناتجة عن امراض القلب .
واضاف إن الحملة بدأت اليوم في ابوظبي بإجراء الكشف الطبي على عشرات النساء في مقر الاتحاد النسائي في ابوظبي والذي شمل فحص نسبة السكر في الدم وقياس الضغط وفحص السمنة ثم فحص الجهد و تخطيط القلب وتصوير القلب بالموجات الصوتية من قبل كادر من الطبيبات والاطباء المتخصصين وستواصل الحملة برنامجها غدا الاثنين و لمدة اربعة ايام في امارة رأس الخيمة من خلال مستشفى الامارات المتنقل ووحدة القلب المتحركة وبالتعاون مع مركز الامارات للقلب.
وأكد الدكتور الشامري أن أمراض القلب والاوعية الدموية تعتبر من اهم مسببات الوفاة في الدولة مشيرا الى ان الدراسات العلمية اظهرت ان حالات امراض القلب و الجلطات القلبية بين النساء تأتي متأخرة الى المستشفيات ما يتطلب بذل جهود لتوعية النساء بأمراض القلب و سبل الوقاية منها مع التأكيد على أهمية مراجعة المستشفيات و أقسام الحوادث في الوقت المناسب عند الشعور بأعراض الجلطات القلبية .. مشيرا الى أن هذه الحملة تهدف الى مواجهة ما يعرف بـ " القاتل الأول في الدولة " وهو أمراض القلب والأوعية الدموية وتحديداً الجلطات القلبية والسكتات الدماغية التي تعد السبب وراء نحو ثلث الوفيات في الدولة .
وأوضح أنه سيتم من خلال الحملة تنظيم ملتقيات توعية في مختلف امارات الدولة و فق برنامج زمني وإجراء الفحوص المجانية لأكبر عدد من النساء على مستوى الدولة من حيث قياس مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ونسبة السكر والكوليسترول في الدم مع تنظيم جلسة استشارية مع الأطباء المختصين من المستشفى الاماراتي الانساني المتنقل لتقديم شرح واف عن سبل الوقاية من امراض القلب كما تشمل الحملة اجراء عمليات قسطرة قلبية وعمليات قلب مفتوح للنساء اللائي يحتجن إلى هذه العمليات وغير قادرات على تدبير نفقات العلاج نظرا للتكلفة العالية لإجراء العمليات القلبية والتي تتراوح ما بين 60 و 100 ألف درهم .
بدوره قال البروفيسور الفرنسي اولفير جاكدين رئيس مركز القلب في مستشفى ليون الجامعي عضو فريق الحملة ان الفحوصات الدورية والمنتظمة تساعد كثيرا في الكشف مبكرا عن حالات الامراض القلبية و بدء علاجها قبل حدوث مضاعفات خطيرة مشيرا الى ان الحملة ستركز على المصابات بأمراض السكري والسمنة الزائدة والفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية للحد من انتشار امراض القلب و الوقاية منها .
يذكر أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل السبب الأول للوفيات بالدولة متسببة في نحو 7ر28 بالمائة من الوفيات وان احتشاء العضلة القلبية الحاد /الجلطة القلبية/ يتسبب في نحو 28 بالمائة من تلك الوفيات الناتجة عن امراض القلب تليه السكتة الدماغية التي تتسبب في نحو 2ر16 بالمائة من الوفيات ويليها ارتفاع ضغط الدم الذي يتسبب في نحو 13 بالمائة من الوفيات ومن ثم الداء القلبي الإقفاري /فشل أو قصور القلب/ الذي يتسبّب في نحو 3ر12 بالمائة منها وتعد الأكلات الصحية وممارسة الرياضة والابتعاد عن عوامل الخطورة من العوامل المخففة من الإصابة بأمراض القلب مع الاخذ في الاعتبار ان الهرمونات عند النساء تؤثر في الاصابة بالأمراض إذ تشكل فترة النضوج لديها نوعاً من الحماية من الاصابة بهذه الأمراض بينما في سن اليأس تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة .
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات