الجامعة العربية..إنعقاد مؤتمرالمرأة في أبوظبي ينطلق من اهتمام الشيخة فاطمة بالأمن الإنساني
أبوظبي في 12 نوفمبر /وام/
أكدت الدكتورة سيما بحوث الأمينة العامة المساعدة لقطاع الشؤون الأجتماعية في جامعة الدول العربية اهمية انعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية تحت رعاية ورئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وقالت في حديث لوكالة انباء الامارات / وام / ان انعقاد هذا المؤتمر في ابوظبي يأتي انطلاقا من اهتمام سمو الشيخة فاطمة الأصيل بقضايا الأمن الإنساني والحقوق الإنسانية للمرأة العربية واستجابة لحتمية تفعيل دور الإعلام العربي في تغيير الصورة النمطية للمرأة وتمكينها.
واكدت ان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قدمت جهودا جليلة ترتكز على العطاء النبيل والإيمان العميق بأهمية تحقيق التكامل والرفاه الإنساني الحقيقي انطلاقا من قواعد وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ووفقا لمتطلبات العصر وتطوره، واعترافا بالمثل والقدوة الحسنة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان رحمه الله وسعيه الدائم في الخير وتحقيق الأمن الإنسانى لشعبه وسيرا على نهجه.
وفيما يلي نص الحوار: س: كيف تقيمون اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقضية المرأة العربية والأعلام بدء من رعايتها لمنتدى المرأة والإعلام عام 2002 الى استضافتها للمؤتمر الثاني الذي ينعقد في أبوظبي تحت عنوان "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان.. المنظور العربي والدولي"؟ ج: ينعقد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي تحت رعاية مباركة من الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية انطلاقا من اهتمامها الأصيل بقضايا الأمن الإنساني والحقوق الإنسانية للمرأة العربية واستجابة لحتمية تفعيل دور الإعلام العربي في تغيير الصورة النمطية للمرأة وتمكينها.
وقد عبر عن ذلك إعلان أبوظبي الذي دعى الى وضع إستراتيجية إعلامية للمرأة العربية تدعم قضاياها وتواجه التحديات التي تتعرض لها.
وتعد الإستراتجية التي تم إطلاقها في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية امس تجسيدا لكافة أوجه الدعم والمساندة المتواصلة التي تحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على رعايتها وقيادتها في سبيل النهوض والارتقاء بأوضاع المرأة العربية وتعزيز حقوقها وتمكينها من المشاركة في التنمية.
س: كيف تنظرون إلى جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في استضافة هذا المؤتمر في أبوظبي ودعمها لمسيرة المرأة الإماراتية والعربية بوجه عام؟ ج: قدمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك جهودا جليلة ترتكز على العطاء النبيل والإيمان العميق بأهمية تحقيق التكامل والرفاه الإنساني الحقيقي انطلاقا من قواعد وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ووفقا لمتطلبات العصر وتطوره، واعترافا بالمثل والقدوة الحسنة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان وسعيه الدائم في الخير وتحقيق الأمن الإنساني لشعبه وسيرا على نهجه رحمه الله.
ويظهر ذلك جليا في رعايتها للنساء والأطفال، الأيتام والمسنين، المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وقضايا التعليم والتدريب والتأهيل ...ويمثل دعم قضايا المرأة وتعزيز مكانتها وتمكينها من ممارسة أدوارها المتعددة في تنمية وازدهار المجتمع، نموذجا نال احترام وتقدير المجتمع العربي والدولي، حيث أسست الاتحاد النسائي العام في الإمارات عام 1975، ونجحت سموها في جعله منصة مثالية تستطيع من خلالها المرأة صقل قدراتها وإمكاناتها من أجل الإستفادة من كافة الفرص المتاحة في ممارسة دورها بشكل فعال في بناء المجتمع الإماراتي. كما تعمل سموها بشكل متواصل على قيادة الإتحاد النسائي ليأخذ دوره بشكل فعال على المستوى الإقليمي والعالمي.
وقد حظيت سمو الشيخة فاطمة بتكريم عربي ودولي حيث قامت الجامعة العربية بتكريم سموها بجائزة المرأة العربية المتميزة الأولى في عام 2004، وتقليدها الوشاح الأكبر والقلادة الذهبية، تنويها بالمساهمات الضخمة التي قامت بها لتحقيق الرفاهية للنساء في المنطقة، وتقديرا وعرفانا بدورها المتميز والرائد عربيا وعالميا، بما أسبغه من احترام لمكانة المرأة العربية على الصعيد الدولي.
إن اختيار منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسيف/ لسموها كراعية الطفولة لعام 2001، وقيام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقليدها شعار المفوضية الذهبي الذي يمنح للشخصيات البارزة عالميا في مجال إغاثة اللاجئين والتخفيف من معاناتهم، يعد تقديرا وعرفانا للدور الفعال والمستمر الذي تقوم به سموها في رعاية ومساندة الفئات المستضعفة على المستوى الوطني والدولي على حد سواء.
س: كيف يمكن قراءة مضمون وثيقة الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية فى دورتها الثالثة؟ ج: إن التطور النوعي الذي تحقق فى مجال وسائل الإعلام المختلفة وفي وسائل الاتصال والمعلومات ودخول عصر الفضاء الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ترتب عليه إعادة النظر في "دور الإعلام" كوسيط حي وفعال في عملية الإصلاح الاجتماعي والتنمية الاجتماعية وتمكين المرأة العربية وفي حقيقة الأمر، فان الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تم إطلاقها امس في ابوظبى التي جاءت ثمرة للجهود المبذولة من كافة الأطراف المشاركة في الإعداد، قامت بالتحليل العلمي المتخصص لواقع الإعلام العربي والإعلام الموجه للمرأة العربية بصفة خاصة ووقفت على مواطن الضعف والقوة ووضعت هذه الاستراتيجية التي تتلخص في ثلاث مشروعات مقترحة هي مشروع الوكالة الإعلامية للمرأة العربية ومشروع برنامج الاحتراف الإعلامي ومشروع المرصد الإعلامي والبحث.
وإنني إذ أؤكد فى هذا الصدد على أهمية الإسراع فى الإعلان عن آلية تنفيذية وتمويلية محددة وترجمة هذه المشروعات إلى خطة عمل تتضافر فيها كافة الجهود العربية الحكومية وغير الحكومية تحت الرعاية المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وسيكون القطاع الاجتماعي وإدارة المرأة بجامعة الدول العربية فاعل داعم ومتوازن لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية لخدمة قضايا المرأة العربية وبناء قدراتها لتحسين أمنها وتحسين صورتها السلبية والنمطية على الساحتين العربية والدولية.
س : كيف ترون أنشطة الاتحادات أو الجمعيات النسائية في العالم العربي ودورها في النهوض بتطوير المرأة والمجتمع؟ ج : شهد العقدان الأخيران من القرن العشرين، متغيرات عالمية، وإقليمية، واقتصادية، وسياسية، واجتماعية من بينها العولمة، والخصخصة، والثورة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث انعكست تلك المتغيرات ليس فقط على القطاع الرسمي بل الأهلي العربي أيضا وبدأت في تشكيل وصياغة دور إنمائي جديد له باعتباره عنصرا أساسيا وعاملا فعالا لعملية التنمية متعددة الأبعاد.
وقد أولت المؤتمرات العالمية التي عقدت في التسعينيات وبداية القرن الحادي والعشرين اهتماما كبيرا بالمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وقامت بإسناد دور بارز لها كشريك للحكومات في المسؤولية والحقوق وفي تنفيذ التوصيات الصادرة عن تلك المؤتمرات فقد أنشئت منظمات غير حكومية تعنى بقضايا المرأة على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي وذلك بالتوازي مع إنشاء الحقائب الوزارية المعنية بشؤون المرأة أو مجالس ولجان متخصصة بقضايا المرأة في غالبية الدول العربية.
وقد حرص معالي السيد عمرو موسى منذ توليه منصب أمين عام الجامعة العربية على القيام بتطوير الهيكل المؤسسي للأمانة العامة من خلال إنشاء إدارة متخصصة لمنظمات المجتمع المدني وأخرى للاتحادات العربية النوعية، واستحداث ملفات جديدة من بينها ملف بناء ومد جسور التعاون والتحاور مع المجتمع المدني ومؤسساته وقد أقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة العربية منح منظمات المجتمع المدني العربية - ذات العلاقة بنشاط الجامعة - صفة عضو مراقب في اجتماعاته، وذلك بناء على معايير وضوابط تم وضعها، وقد أثمر هذا القرار عن زيادة التنسيق بين أنشطة عدة منظمات غير حكومية من جهة ومختلف إدارات الأمانة العامة من جهة أخرى، وتجسد ذلك بشكل واضح في رعاية الجامعة العربية للعديد من الفعاليات التي تقوم بها تلك المنظمات الجادة والناشطة في مجال المرأة والطفل والأسرة والبيئة والإعاقة... مما أعطى دفعة قوية لتواجد تلك المنظمات على الساحة العربية.
جدير بالذكر أن الاتحادات والجمعيات النسائية العربية تستمر وبشكل لافت في تطوير دورها والانتقال من الدور الخيري والرعائي إلى الدور التنموي الذي يمكن أن تقوم به في كافة المجالات الاقتصادية، والسياسية، والثقافية والاجتماعية, وتسعى هذه المنظمات إلى تمكين المرأة في مختلف مجالات التنمية وخاصة التعليم ومحو الأمية، والتدريب والتأهيل، والمشاركة السياسية والمشاركة في سوق العمل وذلك بالإضافة إلى دورها في تنمية قدرات الأسر المنتجة.
ومن أجل المزيد من الإنجاز والتطور فإن جامعة الدول العربية تدعم منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية لتحديث وتطوير برامجها باستمرار بما يتماشى واحتياجات المجتمع ومتطلبات الإصلاح والتقدم إضافة إلى إعادة بلورة مفهوم الشراكة مع الدول وإعادة النظر في مصادر وحجم وطرق التمويل بما يمكنها من المساهمة في العمل التنموي والإصلاحي للمجتمعات بشكل أكبر وأكثر فعالية.
س : دعت غالبية المؤتمرات النسائية العربية السابقة الى ضرورة تبني توجه عربي واضح ومحدد بأطر زمنية واضحة من أجل تقديم صورة متوازنة وإنسانية للمرأة في المجتمع وتمكينها من المشاركة في العمل الإعلامي، هل تحقق مثل هذا الهدف على أرض الواقع؟ ج: لعقود طويلة كان العمل السياسي هو القضية المركزية والشغل الشاغل للرأي العام العربي وما برحت مسألة التنمية المستدامة وأهمية دور المرأة فيها تطرح في معظم المؤتمرات العربية والدولية، وقد تبلورت قناعة راسخة بضرورة تفعيل دور المرأة ومشاركتها في كافة مجالات التنمية .. والعمل على تصحيح الصورة النمطية السائدة عنها.
وفي ضوء واقع أن أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة هي من أهم العوامل المؤثرة في تشكيل الوعي والثقافة المجتمعية والأداة الأكثر فاعلية في تطوير البنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فقد اتخذت الدول العربية تدابير ناجحة على صعيد السياسات العامة والتغييرات نحو إعداد الإستراتيجيات والبرامج وعقد الاتفاقيات الإعلامية، كما قامت بوضع خطط تدريب للعاملين في الحقل الإعلامي وإعادة تنظيم وزارات الإعلام و إنشاء مجالس إعلامية متخصصة وإشراك المجتمع المدني وما يزال الطريق أمامنا طويلا ولكننا ننجز بشكل متسارع .
أما بشأن صورة المرأة في الإعلام وتمكينها من المشاركة في هذا المجال فإن وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة بدأت تتطرق إلى قضايا المرأة والنهوض بأوضاعها خاصة في القضايا والملفات ذات الجدل في المجتمعات العربية وهي على سبيل المثال: قضايا العنف والتمييز ضد المرأة, وتعديل قوانين الأحوال الشخصية ذات الأثر السلبي على الأسرة، ومنح الجنسية ..إلا أن هذه الملفات بحاجة الى المزيد من التناول.
وأشير هنا الى أنه بالرغم من زيادة نسبة النساء العاملات في الحقل الإعلامي إلا أن مشاركتها تعتبر قليلة في مواقع صنع القرار والتخطيط الإعلامي مما يدعو إلى أهمية التركيز على زيادة تلك المشاركة، وقد تناولت الإستراتيجية التي أطلقت في هذا المؤتمر هذه الجوانب بشكل مستفيض كما تناولت مواضيع تدريب وتأهيل المرأة الإعلامية وإيجاد إعلام متخصص بشأنها.
س : لا تزال المرأة العربية تعيش واقعا صعبا في العديد من الدول بسبب الفقر والأمية، كيف يمكن رفع كفاءة الإعلام العربي في معالجة قضايا المرأة ودعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع عن المرأة العربية بكل فئاتها والقيام بالتنسيق فيما بين الجهات الإعلامية؟ ج: إن ظاهرة الفقر تشكل إحدى أخطر التحديات التي تواجهها الدول العربية بل وستظل المعضلة الكبرى خلال العقد القادم خاصة في خضم الأزمة المالية التي يمر بها العالم ..إن تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي لمجتماعتنا العربية بشكل عام والمرأة بشكل خاص تعد أهم التحديات التي تواجهنا.
وترتبط قدرة المجتمعات العربية على إنجاز المهام التنموية التي تطمح إليها بعوامل عديدة أولها هو إدراك الحاضر وتحدياته والتحسب للمستقبل ومتطلباته من خلال استخلاص الدروس والعبر من التجارب السابقة والقناعة بأن رأس المال البشري هو الركيزة الأساسية في إنجاز المهام التنموية من خلال السياسات والبرامج والخطط التي ترتكز على التعليم وتطويره كحجر أساس في حشد قدرات وطاقات المجتمعات.
وقد انعكس الاهتمام العربي بضرورة إصلاح التعليم في القمم العربية المتلاحقة في تونس، والجزائر، والخرطوم والرياض وأخيرا في قمة سوريا المنعقدة في 2008 ، حيث تم اعتماد خطة تطوير التعليم في الوطن العربي ووضع آليات متابعة تنفيذها والتمويل المطلوب لها كما تم إعلان الأعوام 2008 الى 2018 عقدا عربيا للتعليم في الوطن العربي.
وقد أعلنت تقارير الرصد الدولي للتربية في بداية عام 2008 أن هناك 774 مليونا من الراشدين أميين من بينهم 100 مليون في المنطقة العربية تمثل النساء منهم نسبة 64 بالمائة وذلك بالرغم من الجهود التي تبذلها الدول العربية نحو تطوير مستوى التعليم وارتفاع نسبة التحاق الإناث بالتعليم الأساسي ومكافحة التسرب.
ولعل الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي أطلقت في المؤتمر اليوم ستساهم في رفع الوعي بأهمية القضاء على الأمية النسائية وإيجاد إعلام متخصص يتناول هذا الموضوع وغيره بشكل علمي مبني على التخصص والبيانات الدقيقة بحيث تكون صورة المرأة في الإعلام العربي والخارجي صادقة دون تشويه أو مغالطة.
ويعتبر التدريب والتأهيل الإعلايى والمتخصص في مجالات المرأة المختلفة هو الكفيل بإعداد الإعلاميين والإعلاميات القادرين على إحداث نقلة نوعية في الإعلام العربي لصالح المرأة العربية ودورها وصورتها الإيجابية المنتجة والفاعلة.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات