نظّمت المجموعة العربية الدبلوماسية مساء يوم الاحد الموافق 19 يونيو 2016 خلال الصالون الادبي الدبلوماسي الذي تنظمه المجموعة شهرياً برئاسة رئيسة المجموعة حرم سفير دولة الكويت لدى دولة الامارات العربية المتحدة السيدة/ سحر الرفاعي، المحاضرة السادسة والتي استضافة من خلالها سفارة جمهورية الجزائر في دولة الامارات العربية المتحدة الدكتورة / رحيمة عيساني، دكتورة في الاعلام والشريعة، لإلقاء محاضرة تحت عنوان "رمضان يجمعنا". حضر الندوة جمهور رفيع المستوى من أصحاب السمو الشيخات وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات، تم استقبالهم من قِبل عقيلات السلك الدبلوماسي، اعضاء المجموعة العربية الدبلوماسية. سعادة نورة خليفة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام، والتي تم تكريمها من قبل عقيلات السلك الدبلوماسي في ختام الجلسة.
وفي دورته السادسة والاخيرة لهاذا الموسم افتتح الصالون الادبي الدبلوماسي امسيته بكلمة ترحيبية القتها السيدة/ سامية عطية، حرم سفير الجزائر لدى دولة الامارات العربية المتحدة، والتي رحبت بدورها في الحضور الكريم.
وافتتحت الدكتورة/ رحيمة عيساني والتي تشغل منصب استاذة في كلية الاتصال بجامعة الشارقة، المحاضرة بكلمات جميلة عبّرت من خلالها عن ما يميز شهر رمضان عن غيره من الشهور. فهو شهر تكثر فيه الاجتماعات واللّمات العائلية، شهر العبادة وصلاة التراويح، ويعد محطة روحية نتزود فيها للتقوى و تعم فيه البركة والخير، فكل هذه المعاني هي حقيقية وواقعية منذ فرض الصّيام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
و اشارت الدكتورة/ رحيمة ان الشهر الفضيل يمثل إضافة إلى قيمته القدسية؛ كسرا للاعتياد الذي مارسه النّاس طوال العام. فهو إعادة تنظيم أفراد المجتمعات الإسلامية رغم التّباعد الجغرافي فيما بينهم. ومنظومة قيم روحية تسعى إلى إعادة إحكام العلاقة مع الخالق في افتراض أن هذه الدنيا محطة أولى تستلزم النّجاح في الأداء وصولا إلى المحطة الدائمة وهي الحياة الأخرى. وهو فرصة لتحسين علاقة الفرد مع ربه والتّقرب إليه، بالإضافة إلى أنه يعمل على إعادة تنشيط وتقويم النّسيج الاجتماعي، وتطهير النّفس من مطامع الحياة اليومية بأخطائها وانشغالاتها، التي قد تغفلنا أحيانا عن الارتقاء بالتّفكير والعمل بما هو أرقى من سلسلة الحاضر الذي نعيشه، سعيا لإحكام وتحسين ربطه مع المستقبل المنشود.
وبالحديث عن الصوم، اوضحت الدكتورة/ رحيمة ان الصوم برنامج ارتقائي بالإنسان يأخذ بمختلف أبعاده وملكاته. فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يَتَمَثَّلَ المسلم في صومه مجموعةً من الصفات الخُلقية، ويتدرب على ضبط نوازع الشر بداخله، فالصيام ليس الامتناع من الأكل والشرب إنما الصيام من اللّغو والرفث فإن سابّك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم. والصّوم ظاهرة فريدة وتجربة ثمينة تأتي من منطلق الإرادة الذاتية والقناعة الصادقة والتصرف الحر. لذا يتجه علم النّفس إلى التّوصية باقتران الصّوم البيولوجي بتعديل التّفكير في كيفية العيش. ومن ثم يصح القول إن الصّوم بمدلوله الإسلامي يجمع البعد النّفسي المعرفي بالبعد الجسدي. بل حتى في الشّق المادي للصوم فإن تعديل السّلوك الاستهلاكي لا يتأتى فقط بالامتناع البيولوجي، بل لا بد من تعديل رؤية الشّخص إلى معنى الحياة ذاتها.
كما ان رمضان يجمع الناس على الاخلاق العالية، ففي مدرسة رمضان يتربى المؤمن الصائم كذلك ويتمرّن على إمساك لسانه ولجمه عن كل ما من شأنه أن يؤدي به إلى الإفلاس في الدّنيا والآخرة، والتخلص بذلك من حبائله وحصائده المهلكة والمكبّة في النار على الوجوه، فيمتلك بتربية الصيام هذه بحق لسانه وما يسببه له من المصائب، حساسية مفرطة منه على طول العام تكون سببا للنجاة. والصيام تربية عملية على: الإخلاص والإحسان والأمانة والصدق والصبر والحلم والتواضع والحياء والزهد والقناعة والتّسامح والأمانة وحسن المعاملة، وغيرها من أمهات الأخلاق التي جاء بها الإسلام وحث عليها ورغّب فيها وجعلها ميزان التفاضل عند الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
واضافت الدكتورة/ رحيمة، العديد من الصفات غيرها التي تمّيز الشهر الفضيل عن غيره كالصبر و التّكافل والترّاحم والتّطوع لفعل الخير، الاقتصاد في المعيشة وترشيد الاستهلاك، الصحة البدنية، تجديد الطاقة، وتوجيه الهمَّة نحو العمل.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات