دبي في 24 يناير / وام / أكدت قرينة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم ان الثاني من ديسمبر من كل عام تاريخ له أبعاد وذكرى عزيزة لدى كل مواطني دولتنا الفتية وهو انطلاقة واعدة لمستقبل أكثر إشراقا.
وقالت سموها خلال اللقاء الذي أجرته مجلة النهضة والتي تصدر عن جمعية النهضة النسائية بدبي في عددها الجديد الصادر اليوم " لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .. لم تأل جهدا في تقديم منظومة من الانجازات المبهرة خدمة للوطن والمواطن خلال مسيرة امتدت إلى 39 عاماً عامرة بالأعمال المشرفة والتي طوقت إماراتنا الحبيبة بقيم جليلة حتى أصبحت دولة الإمارات في صدارة الأمم والدول الساعية للتطور والتحديث والتنمية المستدامة ..داعية سموها إلى الترحم على روح باني الإمارات الفقيد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ".
وأضافت سموها " يسعدني ويشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وشعب الإمارات المخلص بهذه المناسبة السعيدة وكل عام وإماراتنا بألف خير" .
وعن رأي سموها في ثقافة التطوع باعتبارها رسالة وأمانة وإلى أي مدى يمكن أن يساهم التطوع في دعم وتأصيل القيم الاجتماعية والإنسانية بالدولة قالت "إن التطوع ظاهرة قديمة جديدة في دولة الإمارات وهناك العديد من المظاهر الإنسانية والتاريخية والتي تؤكد التآخي والتآزر والمحبة بين أهل الإمارات في الماضي وان هذا العمل الإنساني ممتد إلى يومنا هذا ومتأصل و متجذر في أواسط مجتمعنا المحلي والحمد لله حتى أصبح التطوع فلسفة ومبدأ اجتماعيا يجسد سلوك وثقافة أخلاق الفرد والمجتمع ويشكل إحدى القيم الاجتماعية الراسخة".
وأشارت سموها إلى أنه يجب أن ندرك تماماً أن العمل التطوعي بمنهجه الاجتماعي والإنساني يمثل سلوكاً حضارياً ترتقي به المجتمعات منذ قدم الزمان ويمثل رمزاً للتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع ضمن مختلف مؤسساته وصولاً به إلى الأهداف السامية ولذلك فإن العمل التطوعي رسالة إنسانية خالصة يقدمها الفرد للمجتمع بتجرد ومصداقية وإخلاص ..موضحة سموها أن إماراتنا الحبيبة والحمد لله سبحانه وتعالى وعلى مستوى الجنسين رجالا ونساء تضم كوكبة وطنية جادة ومخلصة في حقل التطوع.
وقالت "إننا حقيقة نتطلع إلى التوسع في منظومة العمل التطوعي والانخراط فيه لتأصيل قيم الولاء والانتماء لدولتنا الفتية".
وأكدت سموها على الاهتمام الرسمي بالمرأة خلال مسيرة النهضة المباركة وأن المرأة الإماراتية نالت في الدولة خلال مسيرة النهضة المباركة العديد من المكاسب الحضارية والمهنية والقيادية وارتقت سلم المجد من خلال دخولها منظومة مجلس الوزراء والمجلس الوطني والقطاع القضائي والدبلوماسي إضافةً إلى المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية الأخرى وكل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن المرأة خطت خطوات رائدة ضمن إطار التنمية المستدامة وقطاعات التطوع بفضل الله سبحانه وتعالى والدعم اللا محدود من الدولة والمؤسسات الحكومية والأهلية.
وأوضحت سموها أنه لاشك أن فلسفة وإستراتيجية الدولة تجاه القطاعات النسائية لا تعتمد على تزويد المرأة بالعلم والمعرفة والتأكيد على دورها الحضاري فحسب بل لها رسالة إنسانية خالصة يجب تفعيلها على أرض الواقع ولذلك حققت الكوادر النسائية بفضل الله سبحانه وتعالى والدعم اللا محدود من الدولة انجازات تفوق الوصف وأصبحت المرأة في إماراتنا الحبيبة شريكة الرجل في بناء الوطن بقوة وعزيمة وإرادة لا تلين ولا تتوقف.
وأشادت سموها بالدور الريادي للاتحاد النسائي العام برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية أم الإمارات مرجعيتنا وصرحنا الكبير الذي نعتز به ونفخر ونفاخر به.. حيث قدم الاتحاد النسائي وخلال مسيرته الظافرة على المستوى المحلي والعربي بل والعالمي إنجازات مبهرة ساهمت مساهمة كبيرة في دعم وتعزيز رسالة المرأة والأسرة وهناك إجماع كامل على أن ما قدم من مشروعات ومبادرات رائدة من قبل الاتحاد النسائي محل تقدير واحترام الجميع في صياغة العديد من النظم واللوائح التي أهلت المرأة للقيادة والتميز والنجاح.
ونوهت سموها إلى دور المرأة الإنساني وسلطت الضوء على هذا الدور قائلة .. "كما وضحنا من قبل أن المرأة الإماراتية حققت العديد من المكاسب الرائدة في سبيل تحقيق ذاتها وبفضل التوجيه المستنير والعطاء المتواصل لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية استطاعت المرأة أن تنهض بدور مهم في التنمية المحلية ولم تأل دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة جهدا في تشجيع الفتاة الإماراتية على اقتحام مختلف مناحي الحياة لتشارك بفاعلية في تنمية الوطن ودفع عجلة التقدم سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة فقد حققت المرأة في الإمارات بكفاءة واقتدار إنجازات كبيرة في القطاع الاقتصادي والتربوي والاجتماعي والثقافي والصحي وقدمت نموذجاً متميزاً عبر نجاحها المبهر في التعاطي مع التقنية المعاصرة بمختلف تفاصيلها ودخلت سوق العمل من بابه الواسع وتسلمت الوظائف القيادية وشاركت في أنشطة القطاع الخاص كسيدة أعمال فاعلة ومستثمرة خبيرة في إدارة المشاريع ورؤوس الأموال.
وقالت سموه ان المرأة في الإمارات نالت مكاسب مهمة سبقت بها الكثير من نساء العالم من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوق المرأة الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والتملك وإدارة الأعمال والأموال والمساواة في الحصول على الأجر المتساوي في العمل مع الرجل إضافة إلى امتيازات أخرى يضمنها قانون الخدمة المدنية.
وأوضحت سموها أن هذه النجاحات اللافتة لم تكن وليدة الصدفة وإنما هي ثمرة الرؤية الثاقبة والتفكير المتقدم اللذين تتمتع يهما الإرادة السياسية حيث أحسنت التخطيط ووضع البرامج والآليات وإقرار النظم والتشريعات وهو ما عزز إيمانها القوي بالدور الأساسي للمرأة في المجتمع فعمدت على ترسيخ هذا المفهوم ودعمه بالعلم والتدريب وصقل المهارات.
وحول دور إماراتنا الحبيبة في إرساء دعائم التنمية المستدامة أوضحت سموها أن تعميم التنمية المستدامة بدولة الإمارات في كافة المدن والقرى والمواقع أضفى على الإمارات تميزا وتفردا خاصين حتى أضحت التنمية نبراسا يضيء فضاءات الوطن وفي إطار اهتمامات إمارة دبي بتوفير أكبر كم من الخدمات للأسرة والقطاعات النسائية وفي مختلف المواقع وتقصير الظل الإداري خدمةً للمواطنين في المواقع البعيدة فقد تم تزويد مواقع الليسيلي وحتا والخوانيج وكافة المواقع البعيدة بخدمات ولا شك أن هذه المواقع قامت بدور طليعي ورائد في دعم وتعزيز التماسك الأسري وتقليل نسب الأمية إلى جانب برامج المحاضرات والندوات والمعارض والمشاركات الاجتماعية والبيئية والثقافية وهذه دلالة قاطعة على تعميق خدمات دبي في كافة مواقع إمارة دبي وفقاً لإستراتيجية دبي " 2007 -2015" لمستقبل أكثر إشراقاً وأن لجمعية النهضة النسائية بدبي دورا طليعيا في هذا المجال وبالفعل نجد في كافة إمارات الدولة أنه تم تعميم الإشعاع الحضاري والإنجاز الخدمي في كافة المواقع حتى أصبحت إماراتنا الحبيبة مثلاً يحتذى به في تعميم الخدمات اليومية والحياتية للأسر والأفراد والمجتمع بأسره.
كما نبهت سموها إلى أهمية التعامل مع منهجيات العولمة وفقاً لقيمنا السامية ..وقالت "إن رسالة المرأة والأم داخل بيتها ورسالتها في الحقل الاجتماعي في النهاية رسالة واحدة منسجمة ولذلك يجيء التوفيق والمواءمة بين الرسالتين وعدم الإخفاق في واحدة فيهن وبالطبع إذا استطاعت المرأة أن توفق بين هاتين الرسالتين وبتجرد وإخلاص استطاعت بالفعل أن تحقق ذاتها لأن التشتت يقلل من حجم الإنجاز والتميز".
وأضافت سموها أنه "علينا أن ندرك جميعاً أن العولمة هي الطرح العالمي الجديد والذي فرض نفسه على العالم بأسره وجعله قرية صغيرة ويجب التأقلم مع ذلك وبحذر واستثمار إيجابيات العولمة وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولذلك فإن النداءات الدولية والمبادرات والبرامج والأطروحات التي تصب في مصلحة المرأة والطفولة يمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها بما يتوافق مع قيمنا العربية وتوجهاتنا وخططنا فإذا كانت المشاركات الدولية وفقاً لذلك يمكن الاستفادة منها".
وفي نهاية اللقاء ناشدت سموها القطاعات النسائية بالدولة وخاصة الطالبات ومن مختلف المراحل الدراسية للتزود بالقيم الفاضلة ومحاربة العادات الدخيلة على مجتمعاتنا الآمنة والتسلح بفنون العلم والمعرفة والتقنية وتوجيه هذه المفاهيم لخدمة الوطن والمواطن والالتزام الكامل بالولاء والانتماء وترسيخ ثقافة الهوية الوطنية والتزود بثقافة التطوع خدمة للوطن والمواطن قدر الإمكان.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات