7/3/2012 أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، أن الإنجازات الحضارية الشاملة، والنقلة النوعية المتميزة التي حققتها المرأة في دولة الإمارات، تجسّد الرؤية الحكيمة الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، لدور المرأة الحيوي في بناء الوطن، والتي تمثّلت في مناصرته لقضاياها وحقوقها وتشجيعه ودعمه اللامحدود لها، وهي الرؤية التي تعمّقت في فكر ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي أنجز برامج وخطط طموحة لتمكين المرأة وفتح الآفاق الواسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية، ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار، إضافة إلى حضورها الفاعل في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي.
وقالت سموها، في حديث بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2012 (الذي يصادف الثامن من شهر مارس من كل عام) والذي يتم الاحتفال به هذا العام تحت شعار (تمكين المرأة ووضع نهاية للجوع والفقر)، إن المرأة الإماراتية تشغل اليوم أربعة مقاعد في مجلس الوزراء، وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي، 3 سفيرات وقنصلة عامة في الخارج، من بين أكثر من 65 دبلوماسية يعملن في وزارة الخارجية.
وأضافت سموها.. "إنني أشعر بالاعتزاز والرضا وأنا أرى اليوم ابنة الإمارات في الهيئة القضائية والقضاء الشرعي والطيران المدني والعسكري والدفاع الجوي ومختلف أفرع ووحدات وزارة الداخلية. ونوّهت إلى أن المرأة تُشكل اليوم مكوناً مهماً في خريطة القوى البشرية العاملة في القطاع الحكومي، وتشغل 66 في المائة من الوظائف الحكومية، من بينها 3 في المائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، وأكثر من 15 في المائة من الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إضافة إلى اقتحامها، بكفاءة واقتدار، ميدان الأعمال بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يُدرن 11 ألف مشروع استثماري، يصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 12,5 مليار درهم. كما وصل عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي، الذي يُعد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، إلى نحو 37,5 في المائة.
وأشارت سموه بفخر "إلى أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في تمكين المرأة في فترة وجيزة وضعتها في المرتبة الثالثة والثلاثين من بين 187 دولة في العالم في تقرير مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للعام 2011.
وأشارت سموها، في هذا الصدد، إلى أنه قبل أربعين عاماً لم تكن أية امرأة تذهب إلى المدرسة، في حين تُشكل النساء حالياً أكثر من 70 في المائة من مجموع خريجي الجامعات في الدولة.
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن دولة الإمارات كانت سبّاقة، منذ قيامها، في الانضمام والتوقيع على كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والمواثيق والبروتوكولات التي تحمي المرأة وتصون كرامتها، وعملت بحرص على الالتزام بها وتطبيقها.
كما أكدت سموها دعم دولة الإمارات للجهود الدولية المبذولة في قضايا تمكين المرأة. وأشارت إلى تأسيس (هيئة الأمم المتحدة للنساء) وإعلان دعم دولة الإمارات لهذه المنظمة الوليدة بمبلغ 5 ملايين دولار أمريكي.
وعبّرت سموها، في هذا الخصوص، عن تقديرها وارتياحها للتعاون البنّاء القائم بين دولة الإمارات والمنظمات الأممية المتخصصة في مجال تمكين المرأة وتفعيل دورها في التنمية المستدامة.
ونوّهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في هذا الخصوص، إلى أن هذا التعاون أثمر عن إنجاز الاتحاد النسائي العام في 2002 الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي مثّلت نقلة نوعية مهمة في النهئة النسائية لمواكبة الألفية الجديدة وفق برامج وخطط محددة، وآليات عمل فاعلة استهدفت، بصورة أساسية، تمكين المرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتشريعية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والإعلامية والبيئية والتعليمية والصحية. وقالت سموه.. "إن مشاعر الغبطة تتملّكني وأنا أرى أن جلّ أهداف هذه الاستراتيجية قد أنجزت بالدعم اللامحدود الذي قدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بإطلاقه مشروعه الطموح لتمكين المرأة، مما مكّن دولة الإمارات من أن تتبوأ الصدارة كنموذج عالمي في حصول المرأة على حقوقها الدستورية كاملة.
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن من أبرز تداعيات ومهدّدات الجوع والفقر، هو ما تشهده بعض الأقاليم والمناطق في قارات العالم من حروب طاحنة ونزاعات مسلحة وأزمات وكوارث، تكون المرأة من أكثر المتأثرين والمتضررين بها.
وعبّرت سموها عن قلقها الشديد إزاء تصاعد الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تعيشها المرأة في عدد من الأقاليم المُهمشة والمناطق الملتهبة في العالم، حيث تتعرض المرأة لانتهاكات صارخة لكرامتها وحقوقها الإنسانية، والعنف والاستغلال.
ودعت سموها المجتمع الدولي إلى تفعيل إرادته والعمل بإيجابية وشفافية لإحكام تطبيق المواثيق الدولية والأعراف والبروتوكولات التي تهدف إلى حماية الإنسان وضمان احترام إنسانيته والتخفيف من معاناته. كما دعت إلى ضرورة تضافر الجهود الإنسانية على صعيد المنظمات الإقليمية والدولية، خاصة في مجال تحسين ظروف وأوضاع المرأة الإنسانية وتوفير الحماية والمساعدة اللازمتين لها.
وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن دولة الإمارات تؤمن بان العمل الإنساني مسؤولية أخلاقية وواجب يُجسِّد التعاضد والتآزر الأممي، ويُعَد مُكوناً أساسياً في نهج وممارسات السياسية الخارجية.
وأشادت سموها بالدور الذي تضطلع به المرأة الإماراتية في ساحات العمل الإنساني والخيري، وجهودها في دعم ومساندة المرأة في الملمّات والمحن والكوارث.
وأعربت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك عن ارتياحها للدور الذي تضطلع به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تنفيذ برامج ومشاريع الصندوق الخاص بدعم الأمهات اللاجئات، الذي بادرت سموها بتأسيسه في العام 2000 برأسمال مليوني درهم، لتحسين أوضاع اللاجئات في المناطق الملتهبة، وتوفير حماية ورعاية أفضل لهن ولأطفالهن، وتعزيز قدرتهن على مواجهة مصاعب وظروف اللجوء القاسية.
ودعت سموها، بهذه المناسبة، نساء العالم إلى التضامن والتكاتف لإيجاد صيغة مشتركة لاستراتيجيات عمل للحوار من أجل نشر ثقافة السلام والمحبة وبسط أجواء الأمن والأمان والاستقرار للإنسان وخاصة المرأة.
وجدّدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، في ختام حديثها، تأكيدها وحرصها على دعم مختلف أوجه العمل النسوي والعطاء الإنساني بما يُعلي من شأن المرأة وقدراتها، ويُعزِّز دورها في التنمية المستدامة في كافة أصقاع العالم، ويُحقق أحلامها وتطلعاتها في الأمن والاستقرار والرقيّ والتقدم.
--------
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات