تحت شعار "معاً نصنع الفرق"
أوراق عمل حول الإعاقات الصعبة في الملتقى العالمي لأطفال التوحد
أبوظبي شيرين الشامسي:جريدة الخليج 7/4/2008
تواصلت صباح أمس فعاليات الملتقى العالمي الأول لأطفال التوحد تحت شعار “معا نصنع الفرق”، الذي تنظمه مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القُصّر، تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان الرئيس الفخري لمركز أبوظبي للتوحد، ويستمر حتى الثامن من ابريل/ نيسان الحالي بنادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، ويتضمن عدداً من الفعاليات التي تعرف المجتمع بفئة التوحد وتنشر الوعي باحتياجاتهم وأهمية دمجهم في المجتمع ومنحهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم.
ناقشت جلسات الملتقى أمس وضمن برنامج الوالدين والتي شهدت حضوراً مكثفاً طرح عدد من أوراق العمل المهمة منها ورقة عمل للدكتور أحمد حلول من المملكة العربية السعودية، ويعمل أخصائياً إكلينيكياً بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة، وهو باحث في إعاقة التوحد بجامعة برمنجهام ببريطانيا، قال فيها إن التوحد يعتبر من الإعاقات الصعبة التي تعرف علمياً بأنها خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم بعد لتحديد أسبابه يظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويتميز بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي والإدراكي والتواصل مع الآخرين.
وأضاف ان التوحد يعتبر حالة من حالات الإعاقة التي لها تطوراتها، وتعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها. كما أنها تؤدى إلي مشاكل في اتصال الفرد بمن حوله، واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم والسلوك الاجتماعي ويلاحظ أن الطفل المصاب بالتوحد يكون طبيعياً عند الولادة وليس لديه أية إعاقة جسدية أو خلقية وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدى الطفل، ثم يتجدد لاحقاً بعدم القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية وميله إلى العزلة مع ظهور مشاكل في اللغة إن وجدت ومحدودية في فهم الأفكار، ولكنه يختلف عن الأطفال المتخلفين عقلياً بأن البعض من المصابين لديهم قدرات ومهارات فائقة قد تبرز في المسائل الرياضية أو الرسم أو الموسيقا والمهارات الدقيقة ويتفوق على المتخلف عقلياً.
وأكد الدكتور احمد حلول، أن التوحد يُصنف على أنه من الاضطرابات الانفعالية الحادة التي تحدث في الطفولة، ومن ثم فهو يُصنف على أنه من الاضطرابات النمائية الشاملة Pervasive Developmental Disorders. ومن احدث المسميات له الآن اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorders مشيراً إلى عدم وجود سبب معروف لهذا النوع من الإعاقة، لكن الأبحاث الحالية تربطه بالاختلافات البيولوجية والعصبية للمخ أو أنه يرجع ذلك إلى أسباب جينية لكنه لم يحدد الجين الذي يرتبط بهذه الإعاقة بشكل مباشر، كما أن العوامل التي تتصل بالبيئة النفسية للطفل لم يثبت أنها تسبب هذا النوع من الإعاقة، وخلاصة القول لا يوجد سبب واضح لحد الآن يثبت انه هو المسبب الرئيسي لاضطراب التوحد.
وذكر أن عملية تشخيص التوحد تحتاج أخصائيين ذوي خبرة وكفاءة علمية في مجال الاضطرابات النفسية عند الأطفال حيث لا توجد اختبارات طبية لتشخيص حالات التوحد، (كالأشعة او تحاليل للدم) ويعتمد التشخيص الدقيق الوحيد على الملاحظة المباشرة لسلوك الفرد وعلاقاته بالآخرين ومعدلات نموه ولا مانع من اللجوء في بعض الأحيان إلى الاختبارات الطبية لأن هناك العديد من الأنماط السلوكية يشترك فيها التوحد مع الاضطرابات السلوكية الأخرى. ولا يكفى السلوك بمفرده وإنما مراحل نمو الطفل الطبيعية مهمة للغاية فقد يعاني أطفال التوحد من اضطراب في التصرفات والسلوك، ومشكلات في السمع، وعجز في التآزر البصري الحركي وضعف في مهارات الاعتماد على النفس.
وأوضح الدكتور حلول انه لا توجد طريقة أو دواء بعينه بمفرده يساعد في علاج حالات التوحد، لكن هناك مجموعة من الحلول مجتمعة مع بعضها اكتشفتها عائلات الأطفال المرضى والمتخصصون، وهى حلول فعالة في علاج الأعراض والسلوك التي تمنع من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وهو علاج ثلاثي الأبعاد (نفسي واجتماعي ودوائي)، كما أن التغيير في النظام الغذائي والاستعانة ببعض الفيتامينات والمعادن يساعدان كثيراً ومنها فيتامينات B12&B6 كما أن استبعاد الجلوتين (Gluten) والكازين (Casein) من النظام الغذائي للطفل يساعد على هضم أفضل واستجابة شعورية في التفاعل مع الآخرين، لكن لم يجمع كل الباحثين على هذه النتائج.
وبالنسبة للعلاج الفعال فيؤكد حلول أن أفضل ما يتفق عليه الجميع الآن هو التدريب التعليمي المنظم باستخدام وسائل التعليم الخاص بالتوحد مع وضع خطط مناسبة لتعديل السلوك ومتابعتها وشغل وقت الطفل بنشاطات محببة إلى نفسه وسنه وشخصيته تنمي لديه الاعتماد والثقة بالنفس مع التركيز على مهارات التواصل المناسبة لكل فرد حسب مستواه وهو برنامج فردي يحتاج لجهد كبير من المعلم أو المعلمة وهذا لا يتوفر إلا في المراكز المتخصصة بالتوحد.
وقدم الدكتور ياسر بن محمود الفهد الحاصل على الدكتوراه في إدارة أعمال من جامعة كانتربري بالمملكة المتحدة، الباحث في اضطراب التوحد وله خبرة 15 سنة في التوحد، تجربته الشخصية وخبراته في التعامل مع نجله المصاب بالتوحد على مدار أكثر من 18 عاماً وأكد أن أهم شيء لمصاب التوحد هو إدراك مطالبه وعدم إهمال أي تفاصيل بل ضرورة عدم إحداث أي تغيير في نمط وأدوات المعيشة ولاسيما في المنزل بصورة فجائية ويجب أن يتم ذلك تدريجياً لتلافي حدوث اضطرابات سلوكية عصبية من الطفل المصاب بالتوحد.
وأكد من خلال عرضه لعدد من المواقف الشخصية لنجله وتعامله مع الأدوات المعيشية اليومية أن مصاب التوحد يحتاج بصورة رئيسية إلي الهدوء والصبر والذكاء الشديد للتعامل معه ولابد من التدريب المستمر لتطويعه وتعويده على تقبل الأشياء وعدم إجباره بالقوة لأن ذلك لا يصب في مصلحة التفاهم معه لكونه يرفض وبشدة عمليات التغيير أو بالأحرى التحول من سلوك إلى آخر بصورة عشوائية أو فجائية.
وكشف الدكتور ياسر من عرضه لقصص واقعية مع ابنه التوحدي مشعل بعضاً من الواقع الذي تعانيه أسرة حالات التوحد للترفيه عن الأسر والتخفيف من معاناتها مع أطفالها التوحديين الذين لا حول لهم ولا قوة من حيث ما يقومون به من تصرفات غريبة وسلوكيات استحواذية ونمطية شاذة ربما لا تستطيع الأسر علاجها في حال عدم توفر الأمثلة الشبيهة والواقعية.. في كل قصة نجد الحل والعلاج الفاعل والطرق العلمية السليمة لتخفيف حدة السلوك غير المرغوب فيه والذي إن ترك دون تدخل مبكر، كان عبئاً على تلك الأسرة تتخلل هذه القصص روح الدعابة والمرح التي اعتبرها بالإضافة إلى ما تضيفه من أجواء رائعة من أهم الوسائل التعليمية والثقافية التي تلقى القبول من الجميع.
وناقش ضمن برنامج الوالدين أيضا الدكتور حسام بدر وهو طبيب مصري متخصص في بروتوكول الدان وتلقى عدة دورات في الولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل حول التوحد بين واقع مسلم به وأمل في الشفاء أكد فيها أن القاعدة الأولى “الشفاء من عند الله وانه سبحانه وتعالى ما خلق من داء إلا خلق له الدواء إلا الهرم، وقال ان بداية التعرف على التوحد عن طريق د ليو كانر 1943 سيسجل في التاريخ ود. ريملاند بوصفه الشخص الذي أنهى عصر الظلام للتوحد وقاد الكفاح من أجل جلب الأمل ومساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد”.
وأضاف أن مرض التوحد زاد باطراد في الحقبة الماضية وتظهر حالة من بين كل 150 طفلاً وأن أكثر من1000 حالة تم تسجيل شفائها تماما باستخدام بروتوكول دان، كما أن التوحد ليس له سبب واضح ومحدد قد يكون عيباً وراثياً في المخ لا يمكن علاجه وبعض النظريات تحدد زيادة عدد جرعات التطعيمات أو فقر الطعام وقلة الفيتامينات والمعادن، وقلة الأوميجا 3 والأحماض الذهنية الأساسية، إضافة إلى اتهام ارتفاع معدلات التلوث وتعرض الأطفال لها، زيادة استخدام المضادات الحيوية، التعرض الزائد للزئبق.
وأشار إلى انه بدون التزام الآباء بالخطوات المحددة والمتتابعة لن ينجح العلاج وأن القراءة الكثيرة والاطلاع من أهم عوامل نجاح العلاج، مع ضرورة تدوين العلاج والتغيرات، مشيراً إلى أهمية عدم فقد الأمل مع إرادة الله.
وفاء الشامي وهي من المملكة العربية السعودية حاصلة على درجة الماجستير في التربية الخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الماجستير في علم النفس، ومؤلفة لثلاثة كتب عن التوحد وسمات التوحد وقد أخذ بهذه الكتب كمراجع أساسية في التوحد، وفاء ذات خبرة 17 سنة في الميدان في التقييم والخطة الفردية ومناهج ذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت ورقة عمل بعنوان التعزيز عن طريق السلوك، كما قدمت الباحثة سو سينجوبتا من الهند ورقة عمل حول الممارسات الشاملة، واستعرضت كاثلين اوسترن مستشارة الدمج بمؤسسة زايد العليا ورقة عمل حول أهمية شراكة الأهل في عمليات العلاج للطفل التوحدي.
على هامش مؤتمر التوحد في أبوظبي
قصص نجاح ترويها أمهات الأطفال
أبوظبي - “الخليج”:
التقت “الخليج” مع أمهات أطفال يعانون من مرض التوحد، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوحد حيث تحدثن عن معاناة أطفالهن التوحديين المشاركين في فعاليات الملتقى العالمي الأول لأطفال التوحد تحت شعار “معا نصنع الفرق”، وتم تسليط الضوء على قصصهم الناجحة في رفع مستوى أبنائهم الأكاديمي والاجتماعي، إلى جانب اكتساب خبرات جديدة لتطوير أبنائهم من خلال التقائهم بالمختصين والمهتمين باضطراب التوحد.
وتقول أم عبدالله محمد الحوسني، وهي أم لثلاثة أطفال يعانون من مرض التوحد إن تجربتها الأولى مع عبدالله البالغ من العمر 13 عاماً، كانت الأصعب حيث لم يكن معروفاً وقتها ما هو التوحد، وتم تشخيص حالة عبدالله في عمر 4 سنوات، وواجهنا صعوبة في إيجاد مركز متخصص لعلاج ومساعدة عبدالله، إلى جانب الصعوبة في نظرة الناس وعدم تفهمهم لمرض التوحد، ما يتسبب في صعوبة كبيرة على الأهل والخوف من نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة، ما يحرم الطفل من التواصل والتعرف على البيئة الخارجية.
وتتحدث أنها سجلت عبدالله، في مركزين ولكنهما لم يكونا ذوي تخصص وخبرة في مجال التوحد ما أدى إلى عدم استفادته كثيراً وتأخر حالته لما يشكله التدخل المبكر من أهمية كبيرة للحد من الإعاقة، إلى أن التحق بمركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا، حيث بدأ يستجيب للعلاج وتتطور مهاراته التعليمية والنفسية والسلوكية، وذلك لما يتميز به هذا المركز من تخصص شامل للمرض وتوفير خدمات تعليمية ذات مستوى عال.
أما بالنسبة إلى أخيه خالد البالغ من العمر 9 سنوات، فتم تشخيص حالته وهو في عمر الرابعة، وقمنا بتسجيله في مركز خاص في البداية ولكنه لم يستفد كثيرا منه، بسبب عدم وجود مركز متخصص فقط بالتوحد، وبالتالي لم تتطور مهاراته الشخصية كما هو متوقع، ومن ثم التحق هو أيضا بمركز أبوظبي للتوحد التابع للمؤسسة.
وتضيف: أما بالنسبة لابني احمد البالغ من العمر 7 سنوات فقد واجهت صعوبة بالغة معه حيث احتار الأطباء في تشخيص حالته، وفي البداية تم التشخيص على انه لديه صفات توحد، وانه يحتاج إلى معلم فردي وذلك بسبب فرط النشاط الحركي لديه وعدم استطاعته الاستمرار في الدراسة، ورفض استقباله من قبل المدارس، وبعد ذلك تم تشخيص حالته بأنها شبه توحد، وهو الآن مع إخوته في مركز أبوظبي للتوحد، ويتعلم في قسم ما قبل الأكاديمي، لتهيئته لدخول قسم التربية الخاصة، ويكون تحت إشراف مدرس متخصص.
ومن جانبها، قالت أم سعيد، البالغ 12 عاماً: إن الاعتراف بحقيقة وضع ابنها انه مصاب بالتوحد بنسبة شديدة، ولم استطع أنا وزوجي في بداية الأمر تقبل الصدمة وكيف لا وأنا أم لا تريد أن تقبل أو تتقبل نقص ابنها أو مرضه لا سيما في هذا العمر المبكر، الى أن بدأنا البحث عن مركز يعالج علته حتى وصلنا لمركز أبوظبي للتوحد.
وتمكنت من إلحاقه به وهناك شعرت بالفرق لم أعد مضطرة لاستخدام حفاظات له كما كنت من قبل وتحسنت تصرفاته الشخصية بشكل ملحوظ، وبات يركز بشكل أفضل، وذلك بسبب ما يوفره المركز من خدمات شاملة ومتخصصة في هذا المجال تركز على تطوير مهارات التواصل لديه وكذلك المهارات الأكاديمية والاجتماعية.
ووصفت أم محمد البالغ من العمر 5 سنوات، حالة ابنها قائلة منذ الشهور الأولى لابني محمد كانت هناك مؤشرات تنبئ بشيء غير طبيعي، حيث كان يعاني من نوبات عصبية شديدة، وبعد بلوغه حوالي 10 شهور، كان محمد يعاني من فرط شديد في النشاط الحركي، حيث كان يقفز ويتسلق الجدار، أناديه فلا يسمعني وكأنه في عالم آخر عنا بالإضافة الى انه لم ينطق حتى كلمة ماما رقرقت عينها بالدموع الحارقة، مشيرةً إلى أنها ألحقته بأحد المراكز المتخصصة حتى بمرض التوحد وتم إخضاعه لعلاج فوري وقد استفاد من البرامج العلاجية والتأهيلية التي خضع إليها هناك فتطورت حالته بصورة ايجابية وحسنة.
ومن جانبها تقول أم خالد البالغ من العمر 12 عاماً، إن ابنها الآن من الأطفال الذين تم دمجهم في المدارس النظامية عن طريق مركز أبوظبي للتوحد، وانه متفوق في دراسته وحاصل على المركز الرابع بين أقرانه الأسوياء، مؤكدة أنه أثلج صدرها بعد ما عانته في السابق لتستطيع أن تتواصل معه وان توفر له البيئة المناسبة التي تساعده على اكتساب المهارات وتطويرها، حيث التحق بمركز أبوظبي للتوحد وعمره 6 سنوات، وكان يعاني من قصور في النواحي الأكاديمية وقتها ولكنه كان جيداً من الناحية الاجتماعية، واستطعت مع جهود القائمين في المركز متابعة حالته ومرحلة العلاج والتأهيل ساهمت بصورة كبيرة في تحسن حالته وتخفيف حدة أعراض المرض عنه مما ساعد على إلحاقه بالمدرسة، ما أدى إلى حصول تطور ملموس في سلوكه وتصرفاته وبدت عليه علامات التفاعل الايجابي مع من حوله بصورة أفضل، كما أنها استفادت من التعليمات التي تلقتها من المتخصصين في مركز الخدمات الإنسانية في الشارقة، في بداية رحلتها مع خالد للبحث عن علاج أو حل يساعد في تخفيف حدة التوحد أو التعامل معه.
وتضيف أنها تطمح إلى أن يندمج الأطفال المصابون بمرض التوحد بالأطفال الآخرين وعدم تهميشهم، بل هم بحاجة إلى الاهتمام والرعاية وتطوير مهاراتهم الذهنية والعقلية من خلال البرامج المختلفة، فهؤلاء الأطفال قد ابتلاهم الله بهذا المرض ليختبر قدرة ذويهم على التحمل في التعامل معهم والإيمان والصبر واعتبارهم هبة من الله سبحانه وتعالى وليس نقمة على الإنسان.
دورات تدريبية لأولياء الأمور
أبوظبي - “الخليج”:
قررت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القُصّر، تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية لأولياء أمور الطلبة الملتحقين بمركز أبوظبي للتوحد التابع للمؤسسة، بهدف تطوير خبراتهم العلمية والحياتية في التعامل مع أولادهم خلال حياتهم المعيشية.
صرحت بذلك ل”الخليج” مريم سيف القبيسي، رئيسة قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة بمؤسسة زايد العليا، وقالت إنه من خلال أوراق العمل والمناقشات التي تم طرحها يوم أمس في فعاليات اليوم الأول للملتقى العالمي الأول لأطفال التوحد تحت شعار “معا نصنع الفرق”، تبين مدى الحاجة والأهمية القصوى لتدريب أولياء أمور الطلبة التوحديين على كيفية التعامل والتعايش مع تلك الإعاقة، مؤكدة أن نسبة 90% تقع على عاتق الأهالي في مساعدة أبنائهم على اكتساب مهارات جديدة وتطويرها من خلال زيادة الوعي الأكاديمي والاجتماعي لأولياء الأمور.
وأوضحت أن إحدى أوراق عمل الملتقى كشفت عن ضرورة عدم إجراء أي تغيير مفاجئ في المشاهد اليومية للطفل التوحدي، وبالنسبة للأثاث والأغراض المنزلية خاصة، حيث يجب أن يتم ذلك التغيير بصورة تدريجية، مشيرةً إلى أن التغيير المفاجئ يثير الاضطرابات النفسية والعصبية لدى الطفل التوحدي، مما قد يسبب نوبات من العصبية للطفل نتيجة لتغيير بسيط في بيئته المحيطة به.
وأكدت القبيسي أن القرار بتنظيم دورات تدريبية لأولياء الأمور، خلال الفترة المقبلة، لمدة أسبوعين، على أيدي خبراء متخصصين من الأكاديميين والاستشاريين المهتمين بالتوحد، يأتي في إطار حرص مؤسسة زايد العليا على تفعيل الشراكة والتعاون مع الأسر لرعاية أبنائهم التوحديين، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، موضحةً أنه يقع على عاتق الأهل عدد من المسؤوليات خلال الملتقى منها المشاركة اليومية لجميع الفعاليات والأنشطة، والانتباه إلى برامج تعديل السلوك المطروحة خلال الملتقى ومقارنتها بطرق تعديل السلوك التي يتبعونها مع أبنائهم.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات