أخبار المؤسسة

الشيخة فاطمة: خليفة يقود سفينة الدولة كربان ماهر يملك مقومات الزعامة

جريدة الخليج / أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمنظمة المرأة العربية أن المرأة شريك كامل على قدم المساواة في عملية التنمية.
وثمنت سموها القرار التاريخي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة (حفظه الله) بتعيين ثماني سيدات في المجلس الوطني منوهة بأن هذا القرار أكبر دليل على إيمانه بدور المرأة.
وقالت سموها “إن رئيس الدولة يقود سفينة البلاد كربان ماهر يملك كل مقومات الزعامة وقد سار بكل ثقة وكفاءة على خطى والده مؤسس الدولة زايد طيب الله ثراه نصير المرأة الأول والذي تجني ابنة الإمارات الآن ثمار دعمه لها خلال أكثر من ثلاثة عقود”.
جاء ذلك في الحوار الشامل الذي خصت به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مجلة “القمة” والتي تصدر في عدد خاص بمناسبة لقاء السيدات الأول في اجتماع المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية والذي يعقد برئاسة سموها في أبوظبي في 27 مايو/ أيار الجاري.
وأعلنت سموها أن خطط المنظمة واستراتيجيتها وضعت وفق أسس علمية ومنهجية مدروسة تلاءم واقعنا وتنسجم مع طموحاتنا في الارتقاء بالمرأة العربية.
وقالت سمو رئيسة المنظمة إن الدورة الحالية التي تتشرف برئاستها “الدورة الثالثة من 2007 إلى 2009” سوف تواصل مسيرة العمل التي انطلقت في الدورتين السابقتين حيث ترأست جلالة الملكة رانيا العبدالله الدورة الأولى فيما تولت سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم رئاسة الدورة الثانية.
ونوهت سمو الشيخة فاطمة الى أن الدورتين السابقتين جسدتا مرحلة البناء والتأسيس لهيكل المنظمة واستحداث الآليات المناسبة لتحقيق الأهداف في حين تمثل الدورة الراهنة مرحلة الانطلاق.
ودعت سموها المرأة العربية في كل مكان إلى أن تلتف حول المنظمة وأن تتلاقى القمة والقاعدة معاً حيث إن السيدات الأوليات في كافة أقطارنا العربية بادرن بخطوة مهمة في هذا الاتجاه وأياديهن ممدودة فعلى نساء العرب أن يتفاعلن مع هذه المبادرة التي تستهدف تصحيح الصورة المغلوطة وإبراز النماذج المشرفة والانجازات الرائعة التي حققتها المرأة العربية.
ولأن عضوية المنظمة بلغت 15 دولة فإن سمو الشيخة فاطمة وجهت دعوة مفتوحة إلى بقية الأقطار العربية كي تسارع بالانضمام إلى المنظمة حتى تكتمل الرؤية وتتحقق الأهداف.
وانتهزت سموها الفرصة حيث وجهت رسالة إلى وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية وخاصة الفضائيات مطالبة بإعادة النظر في أسلوب تعاملها مع قضايا المرأة.
وقالت سموها “انني أرفض النماذج السلبية التي تركز عليها بعض الفضائيات والتي لا تمثل المرأة العربية ولا تجسد التزامها بقيم مجتمعها وتراث أجدادها وعقيدتها.. وإنني أدعو إعلامنا إلى التركيز وإلقاء مزيد من الضوء على الآلاف بل الملايين من النماذج الناجحة في صفوف النساء العرب واللاتي حققن الكثير من الانجازات وساهمن بفاعلية وإيجابية في عملية البناء والتنمية”.
ووجهت سموها ألف تحية إلى المرأة العربية من المحيط إلى الخليج وثمنت دورها ورددت قول الشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق.
وقالت سمو الشيخة فاطمة فور تشرفي برئاسة المنظمة في دورتها الحالية حرصت على زيارة مقر المنظمة بصحبة السيدة الفاضلة سوزان مبارك والتي علمت أنها رفضت زيارة المقر إلا في حضوري كوني أول رئيسة تتفقد المقر وتتعرف الى مبناه وأنشطته ومن خلال هذه الزيارة تابعت خطط العمل والبرامج المختلفة ومن ثم كانت مبادرتنا بدعم الأنشطة عموماً بهذا المبلغ الذي سيخصص كوقفية من ريعها يتم الإنفاق على مختلف الأنشطة.
كما قالت طموحاتنا بلا حدود وقبل أن أبشر المرأة العربية من المحيط إلى الخليج فإنني أدعوها لأن تضع يدها في أيدينا لأن السيدات الأوليات في كافة الأقطار العربية عندما بادرن إلى إنشاء المنظمة العربية للمرأة فقد أدّين جزءاً كبيراً من المهمة ويبقى أن تتضافر الجهود بين القمة ممثلة في السيدات الأوليات والقاعدة ممثلة في المرأة في كل مكان وفي كل موقع في القرى والمدن والحضر والبدو كي تتواصل الأفكار وتنسجم الأحلام والطموحات مع الواقع وطبيعة القضايا التي تواجه المرأة.
وأشارت سمو الشيخة فاطمة إلى برنامجين على وجه التحديد سوف يتم الاهتمام بهما في الدورة الراهنة للمنظمة أحدهما يتعلق بإطلاق استراتيجية الشباب العربي والثانية تعنى بإعلان ميثاق إعلامي للمرأة العربية وأنا شخصياً أركز على دور وسائل الإعلام في إبراز الجانب المشرق والمضيء لإنجازات المرأة العربية، مضيفة: نعم لدينا العديد من النماذج المشرفة والناجحة أدعو الإعلام أن يلقي الضوء عليها بدلاً من تسليط الأضواء على النماذج السلبية التي تضر ولا تنفع ولا تنسجم مع تراثنا ولا قيمنا ولا تعبر عن عاداتنا وتقاليد مجتمعاتنا العربية الأصيلة، ونحن ندرك داخل الإمارات المكانة التي تتمتع بها المرأة العربية كصانعة أجيال والدور المهم الذي تمثله المرأة في إطار أسرتها باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع العربي كما أؤمن بأن تعزيز دور المرأة هو تعزيز للعنصر الأساسي لتحقيق التنمية والتطور والتقدم المنشود والذي لن يتحقق وجزء من طاقة المجتمع مهمشة أو معطلة.. كما نأمل في تحقيق التوعية الكاملة للمرأة العربية خلال هذه الدورة بأنها شريك على قدم المساواة في عملية التنمية وستكون هناك العديد من البرامج وورش العمل خلال هذه الدورة التي من شأنها الارتقاء بالمرأة العربية.
وأكدت دعم المنظمة للمرأة في العراق وفلسطين والصومال قائلة: نحن ندعمهن بكل السبل ومنها ما هو يعلن في وسائل الإعلام ويمكنكم الرجوع إليه عبر مؤسسات الهلال الأحمر على سبيل المثال ومنها ما هو غير معلن نحرص على أن يكون عملاً خالصاً لوجه الله.. ودائماً ما أقول إن قرارات الحروب يتخذها الرجال لكن النساء أكثر من يكتوين بنيرانها ولهذا فنحن ندعم حل النزاعات بالطرق السليمة بعيداً عن الحروب وويلاتها.
وأضافت ان منظمة المرأة العربية وضعت ضمن أهدافها السبعة الأساسية عددا من الأهداف الفرعية تتضمن دعم المرأة في ظل الحروب والنزاعات المسلحة ورصد ما تتعرض له داخل هذه الظروف وعرض قضيتها على المحافل الإقليمية والدولية ووضع الخطط والبرامج التي من شأنها توضيح الصورة دولياً والعمل الجاد لتخفيف وطأة هذه النزاعات المسلحة التي تتعرض لها المرأة في العديد من الدول العربية ونأمل أن تحقق البرامج الموضوعة من قبل المنظمة الهدف منها في هذا المجال بالأخص، حيث إنه أكثر المجالات استنزافاً للمرأة كشريك وعضو فعال في المجتمع يمكن الاستفادة منه في تحقيق أفضل النجاحات في عملية البناء والتنمية.
وحول تقييمها للعمل النسائي العربي في ظل قيام المنظمة وطموحات المرأة العربية، قالت مازلت أرى أن الوقت مبكر جداً للحكم على المنظمة ومدى نجاحها في تحقيق أهداف تأسيسها.. فكما قلت إن الدورتين السابقتين كانتا للتأسيس ووضع الخطط والبرامج والآليات والحمد لله أن المنظمة اجتازت هذه المرحلة بنجاح كبير وأصبحت تضم في عضويتها 15 عضواً وبالمناسبة فإنني أدعو بقية الدول الأعضاء في الجامعة العربية إلى سرعة الانضمام كي تتضافر الجهود.. أعود وأقول إن المؤتمر الذي عقد في البحرين تحت عنوان “ست سنوات على تأسيس المنظمة” يعطي صورة صادقة عما حققته المنظمة رغم عمرها القصير التي كان ميلادها في حد ذاته إنجازاً كبيراً وسوف تثبت الأيام صحة رؤية السيدات الأوليات اللاتي بادرن إلى تأسيسها.
وخلال الفترة الراهنة سوف يتم التأكد من مدى قدرتنا على تنفيذ التوصيات على سبيل المثال نحن في الإمارات لدينا اهتمام خاص بالملف الإعلامي وسبق أن استضافت أبوظبي منتدى المرأة والإعلام في فبراير/ شباط 2002م ولهذا نسعى لاستضافة ملتقى آخر ربما في نهاية العام الحالي لإطلاق ميثاق إعلامي للمرأة العربية يساهم في رسم صورة حقيقية لدورها وإنجازاتها ويصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تروج عنها.
وحول أوضاع المرأة الإماراتية وما حققته من إنجازات خاصة بعد خوضها تجربة الانتخابات البرلمانية ودخولها المجلس الوطني وأبرز المجالات التي اقتحمتها بنجاح.
أوضحت أم الإمارات رضاها تماماً عما حققته ابنة الإمارات من إنجازات في مسيرتها الممتدة ولا نزال نتطلع إلى إضافة المزيد من الإنجازات إلى رصيدها فليس معنى الرضا أن نركن إلى الهدوء ونبقى في مكاننا وإلا فإن تطورات العصر من حولنا سوف تنطلق سريعة بعيداً عنا ونعود من جديد إلى نقطة الصفر نحن حريصون على مواكبة العصر بتقنياته الحديثة والمرأة الإماراتية تتمتع الآن بدور مهم داخل المجتمع الإماراتي وذلك بفضل دعم أصحاب السمو حكام البلاد منذ تأسيس دولة الاتحاد في عام 71 وفي مقدمتهم نصير المرأة الأول (رحمه الله) والذي كان يؤمن بأهمية دور المرأة ومشاركتها في عملية البناء والتنمية من أجل نهوض المجتمع ويؤكد أن المرأة جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ويتمتع البرلمان اليوم بأول مشاركة نسائية في تاريخ الإمارات، حيث تشارك تسع عضوات بالمجلس الوطني الاتحادي وهذا يدل على ما وصلت إليه المرأة الإماراتية فقد فازت د. أمل القبيسي بعضوية البرلمان كأول امرأة إماراتية خليجية تشارك بالمجلس الوطني بالانتخاب مما يدل على الوعي الكامل للمجتمع الإماراتي بالدور المهم الذي تمثله المرأة وقد تجاوبت القيادة مع هذا الوعي فأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد قراره التاريخي بتعيين ثماني عضوات داخل المجلس لتشكل نسبة تواجد المرأة في البرلمان حوالي 22 في المائة وهي من أعلى المعدلات على مستوى العالم أجمع وقد خاضت المرأة الإماراتية قبلها تجربة الوزارة فلدينا وزيرتان إحداهما الشيخة لبنى القاسمي للاقتصاد والثانية مريم الرومي للشؤون الاجتماعية إضافة إلى عدد كبير في مواقع صنع القرار في منصب مساعدة الوزير أو وكيلة الوزارة.. هذا بخلاف الأدوار الأخرى التي تتبناها المرأة الإماراتية داخل المجتمع ودورها داخل أسرتها فقد ظهرت المرأة الإماراتية كطبيبة وشرطية وفي صفوف القوات المسلحة ومعلمة ومهندسة وعاملة في المحافل الاجتماعية وغيرها من المجالات المختلفة.. وبالطبع ومن خلال هذه الأدوار تكون المرأة الإماراتية حققت المشاركة في جميع المجالات وتشارك بالفعل في اتخاذ القرارات.. ولأن الأرقام هي خير معبر عن حجم الإنجازات فإنني أشير إلى أن ابنة الإمارات تخطت كل الصعاب وحققت العديد من الإنجازات في شتى المجالات ففي عام 2000 بلغ عدد المواطنات العاملات 38 ألفا و657 مواطنة وقد تضاعف هذا العدد خلال 5 سنوات فقط حيث كان عدد العاملات عام 1995 لا يتجاوز 18 ألفا و(144) مواطنة في مختلف التخصصات والمهن ومن المتوقع أن يتجاوز الرقم ال 70 ألفاً ويعد قطاع التربية والتعليم المجال المفضل لدى المرأة العاملة الإماراتية حيث تبلغ نسبة العاملات فيه 53.1 في المائة ويأتي العمل في القطاع الصحي في المرتبة التالية ويبلغ 45.2 في المائة وفي القطاع الاقتصادي على سبيل المثال بلغ عدد المواطنات في القطاع المصرفي حتى نهاية عام 2002 نحو ألف و776 مواطنة يشكلن نسبة 75 في المائة من عدد المواطنين الإجمالي العاملين في هذا القطاع 93.3 في المائة من عدد الإناث بشكل عام ويبلغ عدد الموظفات في قطاع العمل والشؤون الاجتماعية 33.2 في المائة وفي وزارة الخارجية 18.7 في المائة وفي المجلس الأعلى للاتحاد 15.3 في المائة وفي الإعلام 14.8 في المائة وفي الرياضة والشباب 13.6 في المائة.
وبخصوص وقفات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتشجيعكم على مزاولة العمل الاجتماعي وقيادة النشاط النسائي والدور الذي يلعبه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد للمرأة الإماراتية استكمالاً لمسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه.
قالت: الآن نجني ثمار ما قدمه زايد (طيب الله ثراه) منذ عقود وبلا مبالغة لا يمكن للحديث عن المرأة وما حققته في بلادنا من إنجازات أن يكتمل من دون الكلام عن زايد الخير طيب الله ثراه فهو نصيرها الأول والذي حرص على دعمها منذ انطلاق وقيام دولة الاتحاد والحمد لله أن خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة قد سار على الدرب نفسه ويقود سفينة البلاد كربان ماهر يمتلك كل مقومات الزعامة والقيادة التي تشربها بحكمة من مؤسس الدولة وباني نهضتها ونصيب المرأة لا يزال عظيماً في فكر القيادة حالياً.
وأضافت “أم الإمارات”: لقد كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد قائدا بمعنى الكلمة فقد كان يحرص على الاهتمام بشعبه ومجتمعه بكل طوائفه ويضعهم جميعاً في منزلة أبنائه.. وقد أولى المرأة اهتماماً بالغاً حيث حرص على تشجيعها وتنمية مواهبها.. وحرص على فتح الباب أمام شعبه حيث كنا نعقد اللقاءات مع السيدات الإماراتيات.. وكان يحرص على معرفة العقبات التي تقف أمامهن من حيث كنت أنقل له هموم النساء وأسعى لديه لإيجاد حل لمشاكلهن وكنت أقدم له تقريراً مفصلاً عما تحتاجه السيدات الإماراتيات والمشاكل المختلفة، وقد كان (رحمه الله) يحرص أشد الحرص على تلبية مختلف مطالبهن وقد فتح مجال الدراسات في الخارج أمام ابنة الإمارات وساعدهن كثيراً على ذلك، وكان من ضمن خططه لدولته وشعبه أن تصل المرأة إلى ما هي عليه الآن كوزيرة وعضو برلمان وأن تصل إلى العالمية بكنيتها الإماراتية ودعم زايد تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 73 كأول تجمع نسائي في الدولة ثم أسهم برؤيته في توحيد الجهود النسائية بإصداره قانون تأسيس الاتحاد النسائي في عام 75 ليتبنّى قضايا المرأة وطموحاتها طوال مسيرة امتدت إلى ثلاثة عقود، وقد سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على نهج والده مستكملاً مسيرة التقدم والتنمية الشاملة التي خطط لها رحمه الله والتي تعتبر المرأة جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع. (وام)

تواصل معنا

خلال ساعات العمل الرسمية

الإثنين-الخميس: 8:00 صباحاً - 3 ظهراً
الجمعة: 7:30 صباحاً - 12:00 ظهراً

ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة

الحصول على الإتجاهات