حرم الرئيس التونسي تشيد برعاية الشيخة فاطمة للمؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية
أبوظبي في 11 نوفمبر/ وام /
وجهت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية التونسية الشكر الجزيل والتقدير الكبير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية على رعايتها السخية للمؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية وحرصها على توفير أسباب النجاح لأعماله.
وقالت في كلمة لها خلال إفتتاح أعمال المؤتمر صباح اليوم في قصر الإمارات بأبوظبي / .. إن المؤتمر بما يتضمنه من مشاركات متميزة وما سيفضي إليه من نتائج وتوصيات سيكون خير حافز لنا للمضي قدما على طريق تجسيد مفهوم أمن الإنسان دون أي تمييز بين الجنسين .. بما يضمن لمجتمعاتنا العربية مزيدا من التقدم والمنعة والرخاء / .
وأوضحت أن إنعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية حول موضوع / المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان .. المنظور العربي والدولي / ..
يعتبر تأكيدا متجددا لما يحدو المرأة العربية من عزم قوي على المضي قدما على درب تجسيد تطلعاتها إلى مزيد من التضامن والتطور والرقي وفرصة ثمينة لمزيد من التعمق في تدارس مسألة من أهم المسائل المطروحة في عالمنا اليوم تتصل بأمن الإنسان وبقائه.
وأضافت أن مؤتمر المرأة العربية ينعقد في ظروف عالمية متقلبة وفي مرحلة حضارية دقيقة تتسم بتحولات كبيرة وتشهد تحديات جسيمة إجتماعية وإقتصادية وتكنولوجية بما يجعل من النقاش حول موقع المرأة ومكانتها في مفهوم أمن الإنسان مشروعا مطلوبا.
وقالت إن المرأة تحتل مكانة جوهرية وأساسية في المفهوم الشامل لحقوق الإنسان بأبعاده السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية بما في ذلك حقوق التضامن المتمثلة أساسا في الحق في التنمية والحق في البيئة السليمة والحق في السلم.
وأضافت أن إحداث منظمة المرأة العربية منذ أكثر من خمس سنوات يمثل علامة بارزة في مسيرة النهوض بالمرأة العربية المعاصرة ومحطة مهمة على درب تكريس التضامن بين النساء العربيات والارتقاء بمجالات العمل المشترك بينهن إلى مستوى ما تعيشه مجتمعاتنا من تحديات جسيمة ورهانات مصيرية.
وأكدت أن ما ستتميز به أعمال هذا المؤتمر من مداخلات قيمة ونقاش مستفيض وما ستفضي إليه من توصيات ومقترحات بناءة وشاملة سيساهم في مزيد من بلورة المفاهيم المتصلة بهذه القضايا ويعزز العمل الجاد للرقي بأوضاع المرأة العربية وفق نظرة إستراتيجية متكاملة وفي إطار مقاربة شاملة تأخذ في الإعتبار حاجات المرأة كإحدى الأولويات لتحقيق التنمية والديمقراطية والإستقرار والأمن والسلام في العالم.
وأشارت إلى أن النهوض بالمرأة في مجتمعاتنا وتمكينها من ممارسة حقوقها وواجباتها وضمان كرامتها رهان حضاري إستراتيجي وجزء لا يتجزأ من مفهوم الامن القومي العربي وأمن الإنسان بمعناه الشامل والمتكامل.
ودعت إلى تدعيم العمل المشترك لتعزيز خطوات ترسيخ التضامن الفعلي والإلتزام التام بروح العمل الإيجابي ترسيخا للإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية وسعيا إلى تجاوز التحديات وبلوغ أرفع مراتب المساواة والشراكة المتكافئة بين المرأة والرجل لبناء المجتمع المتضامن والمتوازن والمتسامح.
وأشارت إلى أهمية المتغيرات الدولية والحضارية في تحقيق صحوة إنسانية تجاه مبادئ حقوق الإنسان .. مشيرة إلى أن المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية التي تتعلق بحماية حقوق الإنسان مهما علا شأنها لا يمكن لها وحدها أن تحقق الأمن الإنساني بما في ذلك أمن المرأة إذ يقتضي الأمر إلى جانب إقرار التشريعات الملائمة إعتماد برامج عمل متواصلة على صعيد ترسيخ المساواة ونشرة ثقافة حقوق الإنسان.
وأوضحت ان المرأة بصفة عامة بما في ذلك المرأة العربية مازالت تتعرض بدرجات متفاوتة إلى جملة من الضغوط الإجتماعية والثقافية التي تحد مشاركتها في الحياة العامة وتنمية قدرتها ووعيها وتحقيق ذاتها وضمان أمنها الإجتماعي والإقتصادي، مشيرة إلى تزايد معاناة المرأة من العنف نتيجة النزاعات والإحتلال والحروب حسب تقرير برنامج الإمم المتحدة الإنمائي كما هو الحال في فلسطين والعراق والصومال.
ودعت حرم الرئيس التونسي الى التفكير في إحداث /لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني/ في نطاق منظمة المراة العربية لتكون رافدا للجهود العالمية والاقليمية والوطنية الهادفة للدفاع عن القانون الدولي الانساني والحث على احترامه ونشر ثقافته لفائدة المراة.
وقالت إن المنظور العربي لامن المراة ضمن مفهوم الامن الانساني لا يختلف في مرجعياته الاساسية وقيمة السامية عن المنظور الدولي فقضايا المراة واحدة لا تتجزا في عالم تقاربت مسافاته وتشابكت اطرافه الا ان ذلك لا يلغي خصوصيات واقع المراة العربية وتطلعاتها لافتة الى ما تعانيه مجتمعاتنا العربية من تحديات تنموية حيث ترتفع معدلات الامية في العديد من البلدان العربية لتتجاوز نسبة انتشارها في صفوف الاناث 40 بالمائة.
وأضافت أن مجتمعاتنا العربية ما زالت تعاني من فجوة كبيرة بين النساء والرجال في المجال الاقتصادي بالاضافة الى ارتفاع نسبة وفيات الامهات عند الولادة في بعض البلدان العربية مما يؤثر على الطفولة والنمو المتوازن للاجيال .. مؤكدة ان القضاء على آفتي الامية والفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات يمثلان ركنا اساسيا من اركان الامن الانساني للمراة.
وقالت إن النهوض باوضاع المراة العربية في جميع المستويات يظل امرا ممكنا بالنظر الى التجارب العربية الناجحة في تمكين المراة وحمايتها من التمييز وكل اشكال التهديد التي قد تمس امنها الاجتماعي والاقتصادي منوهة في هذا الصدد بالتجرة التونسية وما حققته من مكاسب للمراة في عهد تحول السابع من نوفمبر 1987.
وشددت في ختام كلمتها على ضرورة ان يستند الامن العربي الشامل الى مشروع حضاري ثابت الجذور متفتح الافاق ومواصلة الاهتمام بوضع المراة في مجتمعنا العربي باعتباره المدخل الضروري والشرط الاساسي للبناء الحضاري المتكامل.
خلال ساعات العمل الرسمية
ص.ب 130, أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة
الحصول على الإتجاهات